حكم ترك صلاة الجماعة و الجمعة لأجل المناوبة

رقم المَجلِس: 69
رقم الفَتوى: 3
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 27-06-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

مجموعة من العمال يتعلق عملهم بالحراسة الليلية وقد تدركهم صلاة الفجر وهم في عملهم،  وكذا صلاة الجمعة، فما حكم التخلف عن الجماعة بارك الله فيكم؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

هذا السؤال أذكر أنه قد مر معنا في حلقات سابقة وقد ذكرنا حين ذاك فتوى الشيخ ابن باز -عليه رحمة الله- في هذا الباب وهي الفتوى التي يعتمدها، وقد يلاحظ هذا الأمر؛ الكثير منا عند عمرته أو حجّه من أولئك الحرس الذين يحرسون النّاس وهم يصلون، وربما قد مرَّ على الكثير منكم حادثة محاولة اغتيال إمام الحرم في أثناء صلاته، والله -جل وعلا- سلّم ودفع هذا الشر بسبب أولئك الحراس -جزاهم الله خيرا- الذين حالوا دون وقوع هذه الجريمة النّكراء من ذلك الرافضي نسأل الله -عزّ وجل- أن يبعد شرّهم عن إخواننا المسلمين عموما.

وبالتالي أن أصحاب هذه المهن وخاصة إذا كانوا في حراسة لأماكن حسّاسة فإنهم يتناوبون على الصلاة، ولا حرج إذا تأخّروا وتخلّفوا عن صلاة الجماعة في المسجد، فإذا استطاعوا أن يجمعوا فيما بينهم ويصلّوا جماعة بالتناوب فهذا هو الأفضل والأولى، وإن لم يتسنى لهم ذلك فيتناوبون على الصلاة، الواحد تلو الآخر، ولا يجوز لهم ترك الصلاة وإخراجها عن وقتها بأيّ حال.

أما بالنسبة لصلاة الجمعة الظاهر أن في مثل هذه الحالات الناس يتناوبون على الحراسة يوم الجمعة يعني لا يمكنهم أن يتركوا الجمعة دائما وأبدا، ويحرمون مثل هذا الخير، أنا الذي أعلم أن الغالب أنهم يتناوبون في مثل هذا الوقت الذي تكون فيه هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام، وإلا ننصحهم بترك هذا العمل، وإيجاد عمل غيره أصلح لهم في دينهم وأرضى لهم عند ربهم -تبارك وتعالى-، هذا الذي ذكرناه يومها، والله نسأل أن يوفّق إخواننا.

وهذا شيء طيّب أنّ الناس على اختلاف مهنهم ووظائفهم ومستوياتهم يسألون عن صلاتهم، تأتينا أسئلة الأطباء والطبيبات، وتأتينا أسئلة أصحاب سيارات الإسعاف، وتأتينا أسئلة الشرطة والجنود، تأتينا أسئلة الطلبة والمتعلمين وما إلى ذلك، ومع الأسف الشديد في بعض المؤسسات يمنعونهم من صلاة الجماعة -نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية-، يعني هذا يدل على حرص النّاس على أدائهم الصلاة في وقتها نسأل الله عز وجل أن يتقبل منّا ومنهم صالح الأعمال، وأن يوفّقنا وإيّاهم لما يحبه ويرضاه، -والله تبارك وتعالى أعلم-.