كشف الشيعة من خلال مروياتهم خلاصة المقالات السابقة / عبد الصمد سليمان

المؤلف عبد الصمد سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
إن من أكبر الطوائف المنحرفة عن الإسلام، والمخالفة لتعاليمه العظام: طائفة المتشيعة الرافضية أو الجعفرية الاثنى عشرية، هذه الطائفة التي بدلت دين الله سبحانه، وأحدثت دينا لم ينزل به أمينه على وحيه؛ إنما هو محض البهتان والافتراء، وخالص الكذب والادعاء، فهو دين ابتدع أئمة الرفض – من الكذابين والوضاعين عبر التاريخ – أصوله وقواعده وطرائقه؛ بدءا بإمامهم الأكبر عبد الله بن سبأ اليهودي، وإلى إمامهم المعظم عندهم الهالك الخميني، ومن المعلوم أن دينهم قد دونت أصوله وقواعده ومناهجه في كتب هي الأصول التي يرجعون إليها، ويستقون دينهم منها، ومن أعظم أصولهم وأجلها في أعينهم كتاب “الكافي” للكليني، فهم يعظمونه، ويفخرون به، ويزعمون أنه أصح كتبهم المعتمدة وأصولهم الموجودة، ولأجل هذا أردت أن أجري دراسة على مضامينه ليعلم القاصي والداني صدق كلام علماء السنة في دين الرافضة المبتدع، ومذهبهم المخترع، لكن لما كان الكتاب كثير الكتب والروايات عمدت إلى أول كتاب فيه وهو كتاب “العقل والجهل” وجعلته الأنموذج الذي أجري الدراسة عليه لأكتشف مضمون الكتاب بأكمله، وهل يليق به أن ينسب إلى وحي السماء أم هو بهتان وافتراء؟.

فكانت الدراسة على مرحلتين: الأولى: درست فيها قدر الاستطاعة أسانيده. والثانية: درست فيها دون استيعاب متونه. وهذه خلاصة ما يُكتشف عن المتشيعة من خلال تلكم الدراسة على أسانيد ومتون بعض روايات أصح كتاب عندهم.

1- خلاصة الكلام على أسانيد كتابهم من خلال هذا الأنموذج المختار وماذا يُكتشف عن المتشيعة من خلالها:
أولا: الروايات الضعيفة في الأنموذج المختار أكثر من الصحيحة في حكم علمائهم، ومقدمي طائفتهم؛ حيث صحح المجلسي ستة من مجموع ستة وثلاثين، وهذا هو حال كتاب “الكافي” بأكمله؛ أن ضعيفه أكثر من صحيحه في حكم علماء الشيعة ومعمميهم.

ثانيا: أن الروايات المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قليلة جدا تكاد تكون نادرة، وهي مع قلتها معضلة، وأحسن ما فيها الرواية المرسلة؛ والمعضل والمرسل ضعيف لا يحتج به ولا يمكن الاعتماد عليه.

ثالثا: الغالب على روايات الكتاب أنها مقطوعة ينتهون بها إلى أحد أئمتهم المعظمين عندهم ومع أنها لا حجة فيها لأنها ليست عن النبي صلى الله عيه وسلم فهي ضعيفة مردودة بل الصحيح أنها موضوعة مرفوضة.

رابعا: أن علماءهم لا يذكرون أسباب تضعيف أو تصحيح الروايات التي يحكمون عليها بالضعف والصحة؛ وذلك بسبب فقرهم من علم ينتهجونه في معرفة درجتها، والحكم بعد ذلك عليها، وغاية ما فيه أنهم أرادوا مجاراة أهل السنة فيما حباهم الله به من العلم الذي شهد لهم بتميزهم به العدو قبل الصديق.

خامسا: أن الروايات التي يصححها علماؤهم ليست جديرة بالتصحيح؛ لأنها تحتوي على الطوام العظام، والعلل الضخام: من إعضال وإرسال، وانقطاع واختراع، مع ما في رجالها من الطعون، وهم عند علماء الشيعة متهمون. يوضحه:

سادسا: أن رجال أسانيد أصح كتاب عندهم لا يمكن الوثوق بمروياتهم؛ لأنهم متهمون في دينهم، مطعون فيهم من علماء الشيعة أنفسهم، حيث ذكر علماؤهم:

أن منهم من كان شاكا في دينه.

ومنهم من كان من كلاب الممطورة واقفي المذهب؛ وهؤلاء مطعون فيهم وهم مطرودون ومنبوذون عند الشيعة من أجل مذهبهم وعقيدتهم.

ومنهم من هو مجهول الحال أو اسمه مشترك مع غيره لا يمكن تعينه بحال.

ومنهم من كان يعتقد أن القرآن المحرف.
 
ومنهم من كان يزعم أن الإوز يعلم الغيب.
 
ومنهم من هو من الغلاة والضعفاء.
 
ومنهم من هو من العامة أي من أهل السنة وهم لا يعتمدون عليهم، ولا يثقون بكلامهم؛ ومع ذلك يروي الكليني عن بعضهم في كتابه الذي هو أصح كتاب عندهم.
 
– ماذا يكتشف عنهم في طيات أسانيد متونهم:
 
– أن التصحيح والتضعيف عندهم إنما هو من باب ذر الرماد في العيون، والتلبيس على من يخدعون ويخادعون، وإلا لو كان علما معتمدا عندهم وطريقا يسلكونه في توثيق علومهم ومعلوماتهم فلماذا لم يأخذوا به ويعتمدوا على نتائجه؟ ولماذا يبقون على الروايات التي حكموا بضعفها ولماذا لا يحاولون تنقية كتبهم منها وهي غير ثابتة عمن نقلت عنهم ونسبت إليهم؟ أقول: لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك لعلمهم أن مثل هذا الطريق جدير بأن يهدم دينهم بأكمله ويفسد مذهبهم برمته لأن الضعيف أكثر من الصحيح والمردود أزيد من المقبول.
 
– أن كتبهم تبين ضعف صلتهم بنبينا عليه الصلاة والسلام وأنهم لا يبنون دينهم على سنته ولا يتبعونه في هديه، فالروايات المرفوعة إليه قليلة جدا وهي مع قلتها غير ثابتة في نفسها. وهذه وحدها فضيحة كبرى لدين الرافضة المتشيعة إذ كيف يعقل أن يتدينوا بدين الإسلام ومذهبهم لا ينبني على أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؟ واعلموا أن الذي استوجب لهم هذا هو بغضهم لنقلة الوحي المنزل، وحقدهم على حملة العلم الأوائل؛ أقصد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما عادوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم حرموا أنفسهم من علومهم، وقطعوا الصلة بينهم وبين نبيهم، وهذا من شؤم ما جنته عليهم عقيدتهم في صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم.
 
– أن علماء الرافضة ربطوا أتباعهم بالروايات المقطوعة التي ليس فيها حجة قاطعة، وزيادة على عدم حجيتها فهي ضعيفة مردودة في نفسها إذا حكمنا عليها من خلال أسانيدها التي نقلت بها، فاعجب لأمر الرافضة المتشيعة كيف يتركون الصحيح الثابت من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويتمسكون بالضعيف المردود من أقوال أئمتهم الغريبة وكلماتهم العجيبة والتي يقطع الدارس لها بأنها مفتراة عليهم ومكذوبة.
 
– أن علماءهم الذين تعرضوا للكلام على مروياتهم والخوض في أسانيد أحاديثهم فضح الله عز وجل مذهبهم على أيديهم لأنهم لا يعتمدون في تصحيحهم وتضعيفهم على علم واضح في معالمه متكامل في قواعده ولذلك يصحح أحدهم الحديث ولا يذكر سبب تصحيحه ويضعف الآخر ولا ينبأ عن علة تضعيفه، فيكتشف الناظر في أقوالهم أن أمرهم مبناه على مجرد التشهي لا على علم متين حقيقي.
 
– أن أسانيد أصح كتبهم هي من أعظم أسباب فضحهم وبيان حقيقتهم؛ إذ فيها من أسماء المجروحين والمنحرفين والزائغين الضالين في قول معمميهم وحكم علمائهم ما لا يكاد يخلو منه سند فكيف يأخذ الشيعي بمضمون هذه الكتب ويجعلها في دينه المعتمد؟.

2- خلاصة الكلام على متون أعظم كتاب عندهم من خلال هذا الأنموذج الذي اخترته للكلام على مروياتهم:

 
أولا:
أن روايات كتابهم مليئة بالتناقضات والاختلافات؛ فتجد التناقض والتعارض فيما بينها، والتصارع والتدافع في معانيها ومضامينها، وهذا لاشك من أقوى الأدلة على بطلانها ووهائها؛ قال الله تعالى:” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)” سورة النساء.

 
– ماذا يُكتشف في طيات ما ذكر من التناقضات؟:
 
– أن رواياتهم تفضحهم، وتجلي حقيقة أمرهم؛ ومن ذلك: أنها تدل على كذبهم، وافتراء ألسنتهم، فتكتشف الكذب في الرواية الواحدة فضلا عن الروايات المتعددة، فما يكاد أحدهم – من خذلان الله لهم – يكذب الكذبة إلا ويتبعها بما يبين كذبه فيها.
 
– أنهم يتصرفون في روايات أئمتهم؛ فيزيدون فيها، وينقصون منها، ويبدِّلون مضامينها، ويغيِّرون ألفاظها؛ وذلك كما مر بشهادة أئمتهم وعلمائهم، الذين أنطقهم الله سبحانه بما يفضحهم ويبين حقيقة أمرهم، وهذا مما يجعلنا نشك فيها، ولا نقبل بها، ونعتقد بطلانها، ونردها على أصحابها.
 
– أن رواياتهم فضحت أئمتهم وعلماءهم الذين علقوا عليها، وتكلموا على شرحها وتأويلها، حيث أظهرتهم على حقائقهم:
 
ومن ذلك: أن ظهر جهلُهُم من خلال تأويلاتهم التي أولوا بها رواياتهم؛ حيث أرادوا أن يوجهوا الباطل الذي فيها فتكلموا بما يزيد في بيان بطلانها، ويضحك القارئين لكلامهم منهم ومنها، ومثاله تأويلات علامتهم المجلسي على بعضها وقد تقدم نقلها والكلام عليها.
 
ومنها: أن تأويلاتهم بينت تهافت أقوالهم فالمجلسي مثلا يقول القول ثم يأتي بما ينقضه أو يناقضه، ومع ذلك لا يتفطن لذلك كله، وهذا من خذلان الله له.
 
ثانيا:
أن فيها من الغرائب والعجائب ما يدهش القارئين لها، ويحير ألباب الناظرين فيها، بل ويدعو للضحك منها، وللحزن على المعتمدين عليها والمعتقدين لها.

 
– ماذا يُكتشف في طيات ما ذكر من الغرائب المتتابعات والعجائب المتتاليات؟:
 
– أنهم ينسبون من الكلام للمعصوم ما يتنزه عنه المبتدؤون في دراسة العلوم، فضلا عن العلماء من أهل الفهوم.
 
– أنهم يغلون الغلو الكبير في أئمتهم، ويبالغون المبالغة الشديدة في تعظيمهم وتبجيلهم؛ حتى وصلت مبالغتهم فيهم أن رفعوهم لمقام الربوبية والألوهية، وشبهوهم في كثير من الأمور برب البرية، وهذا كثير في دينهم ولعل الله يوفق للكلام عليه في مقالات لاحقة.
 
– أنهم يَعْتَدُونَ على جناب الرب سبحانه؛ حيث يزعمون في كثير من الأمور التي يقصدون تعظيمها أنها خلقت من نوره، ومن المعلوم أن نوره من صفات ذاته؛ وهذه جناية عظيمة وجريمة جسيمة، وتعديهم على ربنا سبحانه وتعالى كثيرة صوره وعديدة وجوهه نسأل الله السلامة والعافية.
 
– أنهم لا عقول لهم ولا ألباب لديهم بدءا بواضع آثارهم وكاذب رواياتهم الذي قال أمورا تدل على جهله وقلة عقله ومن ذلك: أنه جعل بعض الصفات داخلة تحت رحمة رب البريات وهذا أمر غير معقول وكلام لا يتلفظ به عاقل يدري ما يقول؛ وإذا أردت أن تعرف حقيقته فاعتبره بالبياض والسواد وما لا يمكن أن ينعت بشمول رحمة الله له، وانتهاء بالمصدقين بمثل هذه الروايات والمتبعين لها والمتعبدين في دينهم بها وبأمثالها، فأعظم ما تكتشفه من رواياتهم أنهم لا عقول لهم حيث صدقوا بها مع كثرة الترهات التي تضمنتها، والتي تدل من له أدنى مسكة من عقل على بطلانها، وبالتالي بطلان الدين الذي ينبني عليها.
 
– أنهم في الشرك واقعون، وللإخلاص مجانبون، وأن دينهم هو خلاف الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم بل وسائر الأنبياء والمرسلين من توحيد الله سبحانه، وصرف العبادة له جل وعلا وحده، فهم يصرفون خالص حق الله لبعض خلقه، ومع ذلك أتت بعض رواياتهم بما يفضحهم، ويبين ضلالهم وشركهم، وأنهم على خلاف دين الله الذي أمرهم به، ولا يقبل منهم سواه.
 
– أنهم ينتقصون من قدر الأنبياء والمرسلين وينسبون إليهم كل ما يقبح ويشين ومن ذلك نسبة آلة السحر لأحدهم وزعمهم أنها مما آتاه الله مع سائر آياته وبراهين نبوته.
 
– أنهم يصدون الناس عن كتاب الله وسنة نبيه وذلك بجعلهم الحجة في غيرهما ووزنهم الأمور بغير ما جاء فيهما ومن ذلك العقل الذي جعلوه حجة بعد مبعث نبيه وميزانا يوزن به الصادق من غيره.
 
ثالثا:
أن كثيرا من هذه الروايات فيها ما يطعن فيهم، ويرد عليهم بعض معتقداتهم، ويبين بطلان مذهبهم، فيكفيهم خزيا وعارا أن روايات مذهبهم تبطل مذهبهم.

 
– ماذا يُكتشف في طيات ما ذكر من طعن رواياتهم فيهم وردها عليهم؟:
 
– أنهم لا عقول لهم وعلى رأس من يوصف بهذا الوصف علماؤهم، لأن الموصوف بالعقل في رواياتهم هو الزاهد في الدنيا المقبل على الآخرة؛ وعلماؤهم أهل الخمس – الذين يحرصون على ضمه وجمعه، وخزنه وكنزه، وإنفاقه على نزواتهم وشهوات أنفسهم – من أبعد الناس عن ذلك كله، فهم لا عقول لهم بشهادة مروياتهم.
 
– أن علماءهم لا يؤمنون بمضمون مروياتهم، ولا يصدقون بأخبارهم وأحاديثهم عن أئمتهم؛ لأنهم لو كانوا يصدقون بها ويعتقدون صدقها لكانوا أكثر الناس استجابة لها، واستسلاما لتعاليمها، وعملا بما جاء فيها، وإذ الأمر على خلاف هذا الذي تقتضيه العقول، علمنا أنهم لا يثقون بما جاء عن أئمتهم من النُقول.
 
– أنهم يقدمون مروياتهم على كتاب الله سبحانه؛ فيهملونه ويلقونه وراء ظهورهم لأجلها، حيث يتركون صدقه لأكاذيبها، ويتنصلون من عقائده لخرافاتها، ويتبرؤون من عدله لجورها وظلمها، إلى آخر القائمة التي يطول إيرادها وذكرها، أسأل الله أن يوفق رجلا من أهل السنة حتى يقوم بجمعها، ويجليها ليفضح الرافضة ببيانها.
 
– أن في رواياتهم ما ينقض عليهم بعض عقائدهم، التي يشتد تمسكهم بها، وتعصبهم لها؛ ومن ذلك:
1
– التقية التي يتدينون بها، ويعاملون المخالفين وحتى الموافقين لهم على أساسها.
2- ادعاء شرف النسب الذي يتميزون به عن غيرهم، ويرفعون به أنفسهم عليهم، بل ويستعملونهم به في خدمتهم ويصيرونهم كالعبيد لهم، ويحللون به منهم لأنفسهم ما يحرمونه عليهم، كالمتعة وأخذ الخمس ونحوهما، لكن جاء في بعض رواياتهم ما يفضح هذا منهم؛ ويقرر أن العاقل هو الذي “يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْراً مِنْهُ، وَأَنَّهُ شَرُّهُمْ فِي نَفْسِهِ”، فأين هذا من أخلاق علمائهم ومعمميهم؟ بالإضافة إلى أن التقوى هي التي ترفع الناس وتفاضل بينهم قال الله تعالى:” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” سورة الحجرات من الآية 13.

 
– أنهم لا دين لهم ولا عقل لديهم في حكم مروياتهم التي تحكم على منعدم الرجولة بذهابهما عنه، وانعدامهما فيه.
 
– أنهم يتنقصون من قدر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه؛ بأقوال متهافتة ينسبونها إليه، وأحاديث باطلة يزعمونها من كلامه؛ هي من أضعف الكلام وأبطله الذي لا يمكن أن يقوله ويتلفظ به طالب علم فضلا عن عالم فكيف بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وهو من هو في العلم والفقه والفهم؟.
 
– أن حقيقة مروياتهم أنها من وضع علمائهم ورؤوس طائفتهم وهي على وجهين:
 
الوجه الأول: أنها حِكَمٌ قالها بعض الحكماء ونطق بها بعض العلماء فأعجبتهم وراقت لهم فأضافوها إلى أئمتهم وصيروها دينا يتعبدون بها لربهم.
 
الوجه الثاني: أنها كلام لبعض رؤسائهم قاله واستحسنه وظنه من الحكمة التي وفق لها، والقولة البليغة التي لم يسبقه غيره إليها، فأضافها إلى الأئمة تعظيما لهم ورفعا لمقامهم وهي من الكلام التافه المتهافت.
 
– أنهم يأتون بأقوال متناقضة، وروايات متضاربة، ومع ذلك يغفلون عنها، ولا يتفطنون لها؛ والذي أعتقده أن ذلك يقع منهم بسبب استدراج الله سبحانه لهم ليفضحهم، ويظهر للناس ضلالهم، فيحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.
 
– أن علماءهم ومعمميهم جهال في حكم مروياتهم؛ بسبب الأطماع التي تستفز قلوبهم؛ ومن أكبر الأدلة على وجود هذه الحقيقة فيهم: حالهم مع الخمس الذي نصبوا شراك ولاية الفقيه للتسلط عليه والتنعم به، نسأل الله السلامة والعافية.
 
– أن رواياتهم تحكم بالكفر على كثير منهم؛ ممن ضعفت عقولهم، وذهبت ألبابهم؛ فرغبوا إلى المخلوق وسألوه حوائجهم، ولو عمر الإيمانُ قلوبهم لما لجؤوا إلا إلى ربهم؛ المنفرد بجلب النفع لهم، ودفع الضر عنهم، نسأل الله أن يميتنا على توحيده وإخلاص العبادة له.
 
رابعا:
أن رواياتهم فيها من المخالفات لصحيح المنقول، وصريح المعقول؛ ما يدل على بطلانها، وبطلان دين المتمسك بها والمعتقد لها، ففيها من الروايات ما يخالف صريح القرآن الكريم، وصحيح سنة النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كما يوجد فيها من الأخبار والخرافات التي تناقض العقول السليمة، والفطر المستقيمة؛ ما يدل على بطلانها ووهائها، وجهل الواضع لها والمتعبد بمضامينها.

 
– ماذا يُكتشف في طيات ما ذكر من مخالفات رواياتهم لصحيح المنقول وصريح المعقول:
 
– أنهم يغلون في أئمتهم ويرفعونهم فوق منزلتهم؛ حتى زعموا فيهم أنهم حجة الله على خلقه مثلهم مثل سائر أنبيائه، وهذا فيه من المخالفة لكتاب الله سبحانه، ولسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يفضحهم، ويبين عظيم افترائهم، وكبير كذبهم.
 
– أن من إيغالهم في الغلو والكذب زعمهم أن الأئمة هم حجة الله على الناس أجمعين، وهذا فيه إثبات وجود الأئمة في كل زمن وحين، وهو من الكذب الذي لا يشك فيه قارئ لكتاب الله ومطلع على صحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
 
– أنهم يسقطون حجية القرآن الكريم من قلوب أتباعهم بما يفترونه في دينهم على ألسنة أئمتهم والمعصومين عندهم، ويزعمون الحجة بعد الأنبياء والمرسلين في الأئمة، وغرضهم من ذلك أن يصدوا الناس عن الاحتجاج بالقرآن الكريم الذي يفضح أباطيلهم، ويرد ترهاتهم وخزعبلاتهم.
 
– أنهم ينقلون ويصدقون بالروايات التي تناقض العقول السليمة، والفطر المستقيمة، فوالله لو تدبر الإنسان المنصف بعقله بعض ما جاء في رواياتهم وأحاديثهم عن أئمتهم لأدرك بطلانها، وتهافتها، وبُعدها عن أن تكون وحيا من عند الله سبحانه يجب على الناس أن يؤمنوا بها ويخضعوا لها.
 
– أنهم من أبعد الناس عن تدبر القرآن الكريم، والمعرفة بسير الأنبياء والمرسلين، وأولياء الله الصالحين، ولذلك فهم يقولون الكلام الباطل الذي ترده آيات القرآن المبين، وقصص الرسل والنبيين، وأحوال المؤمنين والمتقين، فكلماتهم التي يعتبرونها وحيا ضعيفة، ورواياتهم التي يجعلونها دينا هزيلة، ومن الأدلة على ضعفها وهزالها أنه لا يمكن أن يقولها من له إلمام ولو يسير بسور القرآن وآياته، وعلومه ومعانيه. ووالله إنهم ليصدق فيهم قول أبي العلاء المعري:
                        لعَمْري لقد فضَحَ الأوّلينَ—— ما كتبوه وما سطروا

 
– أنهم ينتقصون من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواياتهم؛ ومن ذلك زعمهم فيه أنه كان يكلم الناس بعقله، وهذا من أعظم الطعن فيه، وأشد التعدي على مقامه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
 
– أنهم يعمدون إلى كثير من النصوص الموجودة عند أهل السنة مما يروق لهم متنه، ويعجبهم موضوعه، فيقتبسونه أو بالأحرى يسرقونه، ثم يضيفونه إلى أئمتهم والمعظمين عندهم، ولا يردونه إلى قائله، وينسبونه إلى المتكلم به؛ بغضا له واستنكافا من ذكر اسمه، وخشية من إبطال مذهبهم الذي يتمذهبون به، كمثل أن يكون المتكلم به أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يكون قائله معظما عندهم كالنبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا ينسبونه إليه لبغضهم للناقل عنه.
 
– أنهم يتصرفون في رواياتهم، وهذا من أعظم أسباب فضح الله سبحانه وتعالى لهم، فيتحلون بالروايات التي يأخذونها عن غيرهم، ويغيرونها حتى لا يُفتضح أمرهم، ولكن الله يعاملهم سبحانه بنقيض قصدهم، وخلاف نيتهم، فمع أدنى امتحان يظهرهم الله على حقيقتهم، والامتحان يقطع الدعوى، كما قال بعض الشعراء:
                      من تحلى بغير ما هو فيه … فضح الامتحان ما يدعيه

 
خامسا:
أن متون رواياتهم فيها من الأخطاء الشنيعة، والأغلاط الفظيعة؛ ما ينادي عليهم بالضلال، وبأنهم من أجهل الجهال، ففيها من الأخطاء اللغوية، والأغلاط العقدية، والزلات العلمية؛ ما لو تتبعه طالب علم لجمع الكم الكبير، والعدد الكثير.

 
– ماذا يُكتشف في طيات ما ذكر من أخطاء رواياتهم الشنيعة وأغلاطها الفظيعة:
 
– أن رواياتهم تدل على وجود الوضاعين فيهم، والكذابين في ناقلي العلم عن أئمتهم؛ حيث تضمنت بعض الأخطاء اللغوية كمثل الخطأ في تعيين الشيء وضده، وتحديد الأمر ونقيضه، وهذا لا يصدر إلا عن جاهل كذاب، فكيف ينسب إلى رب الأرباب؟.
 
– أنهم ينزهون في رواياتهم الأنبياء عن أشياء لم ينزهم الله عنها، ويبرؤونهم من أمور لم يبرأهم الله منها، فهي ثابتة لهم صلوات الله وسلامه عليهم في النقل والعقل، وهذا مما يدل على أن دينهم على خلاف دين النبي صلى الله عليه وسلم.
 
– أن رواياتهم متهافتة إذ اشتملت على أمور حقيقتها على العكس مما قيل فيها، والصواب هو عين ضدها، وهذا يدل على جهل قائلها، وأنها لا يمكن أن تكون من عند الله سبحانه بل هي قطعا من كلام كذاب عليه.
 
– أن من رواياتهم ما يدل على جهل واضعها بلغة العرب التي يكتب بها، وبأنه كذاب يقول القولة ثم يعيدها ويكذب الكذبة ثم ينساها، فإذا طال كلامه قليلا جاء بما يدل على كذبه فيها. فهل يمكن أن يكون هذا من الوحي الذي يوحي به الله إلى رسله وأنبيائه؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
 
– أنهم ينتقصون في رواياتهم من الرب سبحانه وتعالى ومن ذلك إطلاقهم بعض صفاته ونعوت جلاله على العقل تارة وعلى الجهل تارة أخرى، وهذا فيه من التعدي عليه سبحانه والتجني على ربوبيته وأسمائه وصفاته ما يهلك صاحبه، ويرديه بسوء ما هو عليه.
 
– أن الواضعين لرواياتهم والشارحين لها والمصدقين بها يجهلون معاني كثير من الألفاظ الشرعية كالتوكل والحرص والرهبة والاستسلام والاستكبار ولذلك يخطؤون في بيانها وبيان مقابلها وضدها، وهذا يدل كما مر على أنها موضوعة مكذوبة لا يمكن أن تكون من الوحي الذي تعبد الله به عباده.
 
– أن من جهل واضع رواياتهم أنه يذم ويمدح بعض الصفات لذاتها، وهي إنما تمدح أو تذم باعتبار متعلقها، وهذا أيضا من أقوى الأدلة على أن مذهب القوم مفترى مزعوم، وليس هو من الوحي المعصوم، فاعتبروا يا أرباب النهى والأحلام.
 
– أن الشيعة لا يفكرون في دينهم، ولا يتدبرون في مذهبهم، ولا ينظرون في حقيقة مروياتهم، ولا يعرضونها على المحك وهو كتاب الله سبحانه والعقل السليم معه ليكونوا على بصيرة من أمرهم، بل سدوا آذانهم، وأقفلوا قلوبهم، ولم يسمعوا لغير شيوخهم، وهذا كله هو سبب بقائهم على ضلالهم، وإصرارهم على غيهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
 
وأخيرا أكرر وأقول:
أبمثل هذه الروايات الواهيات يعارض كتاب الله وترد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وهل تبنى على مثلها عقيدة وتؤخذ منها عبادة وهل يمكن أن تكون في المعاملات والأخلاق عمدة؟.
وهل يفرق بمثلها بين المسلمين ويطعن لأجلها في صحابة النبي الأمين ويقتل بسببها السني المتبع للنبي المبعوث رحمة للعالمين؟

 
وأبمثلها تستباح المحرمات وترتكب الذنوب الموبقات؟
 
– إن هذه الحقائق كما هو معلوم إنما عرفناها من خلال دراسة كتاب “العقل والجهل” وهو كتاب واحد من “الكافي” للكليني وهو يشتمل على ستة وثلاثين رواية فقط ولم استوعبه بالدراسة والتدقيق فما بالكم لو تفرغ طالب علم بدراسة الكتاب بأكمله وفيه أكثر من ستة عشر ألف رواية فيما يزعمون ويقررون فماذا سيجد ضمنها، وماذا سيكتشف من الأباطيل فيها، وبماذا سيفاجئنا حينما يطلعنا على ما وجده بين ثناياها؟.
 
والله تعالى أعلم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
 
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مغنية: يوم الجمعة: 29 جمادى الآخر 1437ه
الموافق 08/ 04/ 2016