لزوم التّشنيع على دعاة التّمييع (الجزء الأوّل) / مراد قرازة لـ: مراد قرازة

إنّ أهل السنّة من صدر هذه الأمّة وإلى يوم النّاس هذا ، كانوا على قلب رجل واحد ، في بيان الحقّ والدّفاع عنه ، ونصرة أهله ، وردّ الباطل والتّحذير منه ومن أهله ، بالحجّة والبيان تارة ، وبالسّيف والسّنان تارة أخرى ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، لا تأخذهم في دين الله لومة لائم ، ولا ينكر عليهم ذلك منهم أحد ، بل يعدّونه جهادا في سبيل الله ، ونصيحة لله ودينه ورسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم
حتى ظهرت في هذه الأزمة المتأخرة طائفة من النّاس تدّعي الانتماء إلى أهل السنّة ظاهرا ، وهي حرب عليها وعلى أهلها حقيقة وباطنا ، يعيبون على أهل الحق نصرته ، ويذمّون فيهم الغيرة على الدّين وحرمته ، ويسترون على المخالف عورته وخطأه وزلّته ، يوالون كلّ مبتدع وحزبي وهالك ، ويعادون كلّ سنّي سلفيّ ثابت ، يتلوّنون كتلوّن الحرباء ، ويتشكّلون كتشكّل الماء ، لا ينصرون حقّا ولا ينكرون باطلا ، إلا ما أشربوا من هواهم ، دينهم التّقية ، والغدرات المخفية ، يحلفون لأهل الحقّ أنّهم منهم وما هم منهم ، تسيرهم أهواء متّبعة ، وشبهات مرضية ، وعقول ملغية ودين بالمزاد – يشترى ويباع - ، وحقد بالفؤاد لا يعلم كنهه إلا خالقه
وقد أحببت في هذا المقال ، تسليط شيء من الضوء ، على أغوار وظلمات هذه الطّائفة المستترة المخفية ، معتمدا على ما سطّره وأقرّه فيها علماء هذه الأمّة ، عسى أن يكون في هذه النّقول عبرة لمعتبر ، وذكرى لمدّكر ، وإيقاظا لنائم ،وتنبيها لشارد وغافل
والله أسأل أن يسدّد رميي ، ويعينني في أمري ، ويصلح من قبل ذلك نيتي وقصدي