برقية من العلامة محمد البشير الإبراهيمي إلى الملك سعود

المؤلف
برقية إلى الملك سعود
 

حضرة صاحب الجلالة الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية –الرياض.

يا صاحب الجلالة:

ما زلنا نعتقد أن جلالتكم أعلم الناس بالحركيتين الإصلاحية السلفية ، والثقافية العلمية العربية بالجزائر ، وأعلم الناس بآثرهما الطيبة في الأمة الجزائرية ، وإنكم اكبر أنصارهما والمقدّرين لثمراتهما والعاملين على تغذيتهما والمروجين لاحتضانهما .

مازلنا نعتقد ذلك و ندين لله به فصدّق الله ذلك بخطوتهم الجريئة في توصية مندوبكم في مجلس الجامعة العربية بإثارة القضية الثقافية العربية الإسلامية بالجزائر، ثم بأمركم الكريم له بعرض قضية الجزائر السياسية على مجلس الجامعة أيضاً ليقرِّر عرضهما على جمعية الأمم المتحدة باسم حكومة جلالتكم.

تتبعنا هذه الأطوار باهتمام مصحوب بالاغتباط والسرور والدعاء لجلالتكم إلى أن قرأنا أن سفيركم بواشنطن تكلّم باسم جلالتكم في قضايا الجزائر الدينية والثقافية والسياسية كلاماً رسميًّا قويًّا واضحًا جريئًا ، عليه نور إيمانكم وعزيمتكم ، وعليه سيماء انتصاركم للإسلام والعروبة.

نحن على يقين من أنكم ما بدأتم إلا لتتموا ، فاسمحوا لنا-يا صاحب الجلالة- أن نلفت نظر جلالتكم إلى أن من بين رجالات العرب رجلين متخصصين في الإلمام التام بشؤون الجزائر من جميع نواحيها مع الإخلاص و الغيرة و الجراءة ، و مع الصدق في خدمة جلالتكم ، و هما الأستاذ أحمد بك الشقيري و الأستاذ عبد الرحمن عزام باشا، فإذا وافق نظركم السامي على أن تكلفوهما أو أحدهما بالاستعداد من الآن لمتابعة قضايا الجزائر و الدفاع عنها باسم جلالتكم كعون و تعزيز لسفارتكم بواشنطن، إن رأيتم هذا ووافقتم عليه كنتم قد وضعتم القضية في يد محامٍ بارع عالم بأدلتها و براهينها،محيط بجزئياتها و كلياتها.ولكم النظر العالي في تفاصيل الموضوع و كيفياته.

و نحن – على كل حال- نشكر جلالتكم باسم الأمة الجزائرية السلفية المجاهدة،و نهنئها بما هيأ الله لها من اهتمام جلالتكم بها وبقضاياها،ونعدّ هذا الاهتمام مفتاح سعادتها و خيرها، و آية عناية الله بها ، و أولى الخطوات العملية لتحريرها.

أيّدكم الله بنصره و تولاّهم برعايته،و نصر بكم الحق كما نصر بكم التوحيد، و جعلنا من جنوده في الحق([1]).

 

 

 

 

محمد البشير الإبراهيمي

 


=====

[1] : آثار الإبراهيمي (51/5-52).