إنَّ من أعظم نعم الله على طلبة العلم قديمًا وحديثًا في هذه الدَّعوة المباركة توفيق الله لهم للارتباط بعلمائهم في سائر شؤونهم، يرجعون إليهم، وينهلون من علومهم، ويتأدَّبون في مجالسهم، ويعرفون لهم جليلَ قدرهم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقبلون منهم نصحهم، وتصحيح أخطاءَهم واعوجاجهم بما يُسدونه إليهم من توجيهات نافعة، ونصائح مفيدة، بل يقبلون منهم ويتواضعون لهم وإن اشتدُّوا عليهم، وعلى مثل هذا تربَّى الأوَّلون وبمثله ينبغي أن يتحلَّى من بعدهم ممَّن ينتهج نهجهم ويسير على طريقتهم.