الحد الفاصل بين السلفي والسروري

الشَّيخ: الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

الملفات الصَّوتية:
الملف الصَّوتي
تحميل
الحد الفاصل بين السلفي والسروري
التفريغات:
اسم الملف
تحميل

الحد الفاصل بين السلفي والسروري
[ كلمة ألقاها فضيلة الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله للإخوة بمدينة طولقة ولاية بسكرة
ليلة االخميس  9 محرم 1445 هــ الموافق ل27 جويلية 2023 م  ]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102].
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}[النساء].
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً}[الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
نحمد الله -تبارك وتعالى- في هذه الليلة التي نسأل الله -جل وعلا- أن تكون ليلة مباركة، التي نستقبل بعدها يوما من أيام الله عظيم ألا وهو اليوم التاسع من شهر الله المحرم، الذي قال فيه النبي ﷺ لما سئل عن صيام اليهود عاشوراء، قالوا أنه يوم نصر الله فيه موسى عليه السلام فنحن نصومه، فقال -فداه أبي وأمي-: «نحن أولى بموسى منكم»، فصامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، وقال في آخر محرم من حياته لإن عشت إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع والعاشر، يعني تاسوعاء وعاشوراء، إمعانا في مخالفة اليهود الذين أبقى على أصل صيامهم وفعلهم، وهذا بناء على قوله: «نحن أولى بموسى منكم».
وهكذا ينبغي أن يكون حال المؤمنين دائما وأبدا، يوالي بعضهم بعضا ويجتمع بعضهم بعضا على الخير حتى وإن تناءت بهم الأوطان وتباعدت عنهم الأزمان فهم على أصل واحد ودين واحد يجتمعون عليه، ويتعاونون فيه، يتعاونون على الخير وعلى ما أمر الله -جل وعلا- به، وهذا أمر من أوامره حيث قال الله -تبارك وتعالى- آمرا المؤمنين بهذا الأصل العظيم: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ودلَّت النصوص الشرعية والقواعد السُّنِّية والسَّنِيَّة على أنَّ هذا الأصل سبب عظيم من أسباب التمكين ومن أسباب التآلف الذي يجب أن يكون بين المؤمنين، وهذا تقوية لتلك الرابطة العظيمة التي ارتضاها لنا ربنا -جل وعلا-، وهي رابطة الأخوة في الدين، والتي هي نعمة من أعظم نعم الله -جل وعلا- على المؤمنين، حيث أن الله -تبارك وتعالى- امتن على خير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، حيث قال: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}، نعم بنعمة الله -جل وعلا- أصبحوا إخوانا متحابين متآزرين، متعاونين على الخير.
وهكذا ينبغي أن يكون حال هذه الأمة من بعدهم لأن خير هذه الأمة كما نطق بهذا الوحي من قوله عليه الصلاة والسلام: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، هذه الخيرية ما تحققت فيهم ولا نالوها وفازوا بها لأجل نسبهم أو لأجل لونهم أو لأجل لسانهم، إنما تحققوا بها لما حققوها، حققوا أصولها وساروا على منهجها، هذا المنهج هو المنهج الذي ارتضاه لنا ربنا -تبارك وتعالى- سواء أكان في المعتقد أو في المنهج أو ما إلى ذلك، ولهذا فإن الله تبارك وتعالى قال لكل من جاء بعد الصحابة : {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}، الهداية لا تنال إلا باعتقاد معتقدهم والسير على نهجهم هذا النهج القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين -تبارك وتعالى-.
ولهذا مما ينبغي أن يهتم به السلفيون جميعا في مشارق الأرض ومغاربها أن يتحققوا من هذه الأصول، من أصول منهجهم ويسيروا عليها ويتشبعوا بها ويحذروا من كل ما خالفها ومن كل من يخالفها وإن ادعى لنفسه أنه أعلم هذه الأمة وأنه سلطان علمائها وكبيرها فإن هذه دعاوى «والدعاوى إذا لم يقم عليها أصحابها أدلة فهم أدعياء»، وما أكثر الأدعياء في مثل هذا الزمان، ولهذا لا نجاة لهذه الأمة إلا بلزوم طريق من نجا منها والذين نجوا بنص الوحي من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هم أصحاب نبيه ﷺ -رضي الله عنهم- ورضوا عنه، قال الله عنهم بشرهم النبي ﷺ بالجنة وهم في أرض الناس، تبشيرا خاصا، أبو بكر في الجنة، عمر في الجنة، عثمان في الجنة، وتبشيرا عاما بالنصوص الواردة في ذلك منها ما ذكرته آنفا «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» هذا المنهج العظيم بأصوله الواضحة الجلية هو أغلى ما نملك.
ولا ينبغي لنا أن نتنازل عن ذرة من مثل هذه الأصول لأي حجة من الحجج، لا لأجل شيخ من شيوخنا أحسَنَّا به الظَّن وربما رفعناه فوق منزلته التي وضعه الله -جل وعلا- بها، فكان سببا في ضلالنا أو تضليلنا لأن التعصب للشيوخ سبب من أسباب الانحراف عن منهج الحق، وهذا أصل مؤيد بحديث النبي ﷺ، الذي يقول فيه: «لا يمنعن أحدكم مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه»، مهابة الناس لأجل منزلتهم ولأجل قدرهم الذي ظننا أنهم عليه يمنعنا من إصابة الحق، مهابتهم وإذا كان هذا خشي الناس من مخالفتهم خاصة إذا كانوا ممن لا يرضى بمثل هذا.
ومن المفاهيم المغلوطة في أيامنا أن المخالفة طعن في المخالَف لا المخالِف، يظنون أنك إذا قلت فلان أخطأ في هذه المسألة أو أن فلان لا نوافقه فيما ذهب إليه في هذه المسألة أنت تطعنه وهذا من الجهل البين، والضلال المبين عياذا بالله -تبارك وتعالى- وإلا لكنا طاعنين في أصحاب رسول الله ﷺ لأننا اعتقدنا خطأ بعضهم، أو كنا من الطاعنين في أئمتنا الأعلام لأننا خطأنا بعضهم، في مسائل أو أننا كنا طاعنين في خيار هذه الأمة وكبارها وهم علماؤنا وما سمعنا واحدا منهم قرر مثل هذا ولا قال به، وحاشا لهؤلاء أن ينطقوا بمثل هذا الضلال، هذا لا يقع به إلا المتشبع بما لم يعط، إلا الجاهل الذي لم يفقه من أصول دينه شيئا، وإلا فإن الحق يتميز بمثل هذا.
والناس دائما وأبدا مازالوا ينصرون الحق، وينصرون أهله وأصحابه، الحق الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة لا ما ظنوه حقا من أقوال شيوخهم وأئمتهم الذين تعصبوا لهم، ولسان حالهم إذا قالت حذام فصدقوها والقول ما قالت حذام، بعض الناس وصل بهم الضلال بما وصل به ضلال المتصوفة الذين يعتقدون عصمة في شيوخهم، أو الروافض الذين يعتقدون عصمة في أئمتهم وهذا من الضلال المبين، ومن نعم الله جل وعلا علينا، وجود هؤلاء العلماء، العلماء الربانيون الذين يعلمون الحق ويعلمونه الذين يعلمون الحق ويبثونه، الذين يربطون الناس بالحق لا يربطونهم بأشخاصهم.
ومن الأدلة على ذلك هذا التباكي الذي نسمعه من بعضهم «أنا لم ينصروني»، «أنا لم يدافعوا عني»، «أنا لم يردوا على من رد علي»، وما إلى ذلك من هذه الألفاظ التي تدل على انحراف أصحابها.
القضية ليست فلان أو علان القضية قضية حق، ولهذا لما بشر النبي ﷺ بالطائفة الباقية على الحق والمتمسكة به والذابة عن حياضه، لما وصفهم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق»، قال على الحق ولم يقل غير هذا، الحق الذي دليله الكتاب والسنة، الذي لا خفاء فيه، ولا غموض ولا لبس ولا تناقض، ولا شيء من مثل هذه الأوصاف، الحق الواضح البين، الحق الأبلج الذي نطق به الوحي، هذا الذي ينغي على أهله أن يتمسكوا به وأن ينشروه للناس، وإذا دعا إليه داع من دعاتهم قال الحق في قوله تعالى، أو في قول النبي -عليه الصلاة والسلام- وما نسب شيئا لنفسه لأنه يعلم أنه بشر يصيب ويخطئ.
ولهذا من أصول أهل السنة أنهم لا يجادلون أهل الباطل، لأن أهل الباطل في شك من أمرهم بخلاف أهل الحق فإنهم على يقين، واليقين لا يترك إلا ليقين مثله، في مثل درجته، أبدا.
ولهذا من سمة أهل الحق أنهم ثابتون، كما أنهم واضحون فهم ثابتون، ثابتون على الحق الذي أيقنوه والذي تعلموه والذي أخذوه عن أهله، نحن نعتقد أن أهله هم العلماء، العلماء إذا وافق بعضهم بعضها، واجتمع بعضهم بعضا على مثل تلك الأصول العظيمة كأصول أهل السنة والجماعة، هذه لم يخالف فيها مخالف منهم، ولا شذ فيها واحد منهم أبدا متفقون، ولهذا إذا وجدت رجلا في مسألة من المسائل لم يوافقه عليها علماء الأمة الكبار فاعلم أنه على سبيل ضلالة.
وإذا رأيت أحدا منهم لا يفرح بقوله إلا أهل الضلالة والانحراف فاعلم أنه مثلهم، وأي شر أكثر من أن يكون الرجل موافقا لأهل الباطل، مخالفا لأهل الحق، كما هو حال صاحبنا الذي كان سببا في فتنة السلفيين هذه الأيام، لم يوافقه فيما ذهب إليه واحد من كبار علمائنا، أبدا، حتى لو قال وهذه من شبه القوم أن الشيخ مقبل وافقه هذا غير صحيح، لأن العبرة بما ثبت عن الرجل من آخر أمره لا من بداية أمره، لأن الواحد قد يخطئ، والشيخ مقبل قد أخطأ، أخطأ في هذه المسألة بناء على اعتقاده ضعف حديث عياض، ولكن المسألة ليس فيها سوى هذا الدليل، بل أدلتها كثيرة، وهي صحيحة ثابتة لا مرية فيها، فالحق إذا في ما دلت عليه هذه الأدلة، ثم بعد ذلك تراجع ورجع عن قوله، ورجوعه محفوظ مشهود والحمد لله رب العالمين.
ثم لما فرح أهل التكفير وأهل الباطل بأقوال الرجل وأثنوا على قائلها بأنه وافقهم في باطلهم، وقال في نظرهم ما ينبغي أن يقوله، حتى يرضوا عنه وهؤلاء لا يرضون إلا عمن كان هذا حاله، كما ذكر الله جل وعلا هذا في حق اليهود ولا النصارى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} يعني في قضية الرضا بالقول، لا يرضى التكفيري الداعشي الخارجي إلا بمن وافقه في ضلاله -عياذا بالله تبارك وتعالى-، فإن هؤلاء الأشرار يفرحون بمثل هذا.
وهذا منهج الخوارج القعدية الذين يرون الإنكار باللسان والخروج على الحكام بمثل هذا الفعل عياذا بالله تبارك وتعالى، ويتباكى من يتباكى على المقدَّس الذي تعصبوا له زورا وبهتانا، يقول كيف نقول عنه سروري؟ كان سلفي ثم نقول عنه سروري؟
ما ندري ما الذي تحويه عقول هؤلاء، نقول عن فلان أنه سلفي، هذا وصف له، هذا الوصف يدل عليه اعتقاده وفعله وقوله ومنهجه، لا يمكن أن نصفه بهذا الوصف إلا إذا تحققنا من هذه الأمور كلها الإنسان قد ينخدع بغيره بما يظهره، يظهر سلفية لكن حقيقة أمره خلاف ذلك، ولكن مآل أمره خلاف ذلك.
على سبيل المثال هذه الطائفة التي تنسب للسرورية هذا محمد بن سرور هذا بدايته أفرحت السلفيين والسنيين في العالم حتى أثنى عليه بعض العلماء كالشيخ مقبل رحمه الله في بداية أمره، وأنشأ للسلفيين مجلة ظاهرها نشر السلفية، وباطنها أو حقيقتها نشر الحزبية، مجلة «البيان» ثم أتبعت بمجلة «السنة» التي قال عنها بعض علمائنا: «الأحرى أن تسمى بمجلة البدعة لا السنة»، وأخذ يبث من خلالها سمومه، ومن هذه السموم الطعن في أدلة العلماء من على منبرها طعن في مثل الشيخ محمد الأمان الجامي رحمه الله -تبارك وتعالى رحمة واسعة-، وأخذ هذا الرجل غفر الله لنا وله يتهكم به، ويتهكم بلسانه وبطريقة بيانه وكلامه نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية، نزل حتى يعني إلى مستوى دني حتى في المروءة ناهيك عن الدين والمنهج والأخلاق التي ينبغي أن يكون عليها عموم المسلمين، ناهيك أن يكون من مميزيهم من كبارهم أو علمائهم فإن هؤلاء أبعد الناس عن مثل هذا.
ولهذا اخترت في هذه الأمسية أن أنبه إخواني، وأن أحذرهم حتى لا ينخدعوا كما انخدع من قبلهم وكما انخدع من حولهم، هؤلاء الذين يسعون لنشر هذا المنهج الدخيل هذا المنهج المنحرف يسعون بكل ما أوتوا من قوة، ولهذا جندوا هؤلاء الأتعاب، هؤلاء الجهال لتكون لهم منابر في كل منطقة من هذه المناطق، وخير دليل ما أحدثه هؤلاء الجهلة عندكم في مدينة بسكرة، وأرادوا عقد مجالس لأولئك الجهلة الذين تعصبوا لشيخهم ودكتورهم تعصبوا بالباطل وأخذوا يريدون عقد المجالس بالقوة، في كل منطقة من هذه المناطق لبث مثل هذه السموم نسأل الله -تبارك وتعالى- العفو والعافية.
ولهذا السني عليه أن يكون متبعا للحق لا غير وعليه أن يكون ملتزما محافظا على أصول منهجه، الأصول التي أصلها الأئمة والعلماء الربانيون ولا يحيد عنها قدر أنملة ولا ينخدع بما يفعله المخادعون والملبسون من التلبيس عليهم حتى يأتوا للمسائل هذه مسألة من الأصول وليست من الفروع، هذه المسألة التي خالف فيها هؤلاء العلماء جميعا، هذه من الفروع وليست من الأصول، بمعنى أن الفروع يجوز أن نخالف فيها، أما الأصول لا لا يجوز أن نخالف فيها، وهم لا يفرقون لا بين أصل ولا بين فرع والعياذ بالله تعالى، بل في بعض الأحيان لا يفرقون بين ما هو عقيدة وبين ما هو حكم من الأحكام الفرعية، فيقعون في هذا الخلط فيلبسون على الناس، وبعضهم يقول نحن نعتقد أن الرجل منحرف الانحراف الشديد إلا أننا لا نقول أنه مبتدع أو لا نقول أنه أصبح على منهج كذا، أصبح سروريا، والسرورية منهج متبع نعيشه جميعا ونراه جميعا، ينسب إلى هذا الرجل الذي أخذه عن أساطين الإخوان كقطب والمودودي وغيرهم، وهؤلاء هذه أصولهم، الإنكار العلني يرونه أصلا من الأصول، إذا كنا نحن يراد إقناعنا بأنه أصل من الأصول، فهم معتقدون أنه عندهم أصل من الأصول.
أنا لما قلت وافق في هذه المسألة (علي بلحاج) أعي ما أقول، لأن هذا الرجل دينه الإنكار العلني، ليس أصل فحسب، دينه هو هذه المسألة التي جعل دينه كله حولها، قطب رحى ما يعتقد هذا الرجل هو الإنكار على الحكام في كل وقت وحين، حيث ما سنحت له فرصة أن يتكلم في مجمع من الناس أورد هذه المسألة وتكلم في الحكام وطعن فيهم وتهكم بهم، ونال من أعراضهم نسأل الله العفو والعافية. ولا تقل عنه أنه فلان وافق فلانا، هذا هو المنكر عندهم، نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
ولهذا أنصح إخواني بهذه المناسبة أن يقبلوا على الحق وعلى طلبه من مصادره وأخذه عن رجاله عن العلماء الربانيين، ومن مصادره من كتب السلف الواضحة البينة وأن يكونوا فيه متجردين للحق لا لغير ذلك، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يختم لنا ولكم بالحسنى وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وفي الحقيقة الموضوع قد يطول ولكني اكتفيت بهذه الإشارة كتنبيه ونصيحة وتوجيه، والله أسأل أن يوفقني وإخواني جميعا لما يحبه ويرضاه، وأكتفي بهذا القدر وسبحان الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
سؤال:
هناك كلام ينشر في بعض المشايخ أن الرجل لا يقر عليه بالسرورية بمجرد الإنكار العلني فقط فهل هذا الكلام صحيح بارك الله فيك ؟
جواب الشيخ:
يعني هذا من الأمور التي تخرجه من السلفية إلى غيرها، ثم هذا الغير ننظر حول ماذا يدندن هذا الرجل، إذا كان يدندن حول أصول هي من أصول الصوفية، نُسب إليها، إذا دندن حول أصول هي من أصول الخوارج نُسب إليها، السلف كانوا ينسبون الرجل إلى بدعة من البدع بمجرد مجالسته كما فعل سفيان الثوري -عليه رحمة الله- لما سأل عن الربيع قال لأهل الكوفة: كيف هو عندكم، قالوا: سني، قال: من يجالس؟ قالوا: القدرية ، قال -عليه رحمة الله-: هو قدري، يعني صوَّبهم فيما أخطؤوا فيه، لا تقولوا أنه سني، وإن ظهر وأظهر السنة لكم، إلى أنه لما ارتضى لنفسه أن يكون جليسا لهؤلاء فهو منهم تحقيقا لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، نحن لا نترك قول نبينا لقول أحد كائنا من كان، والله أعلم.
فهذا لمَّا يعني تشبث بأصول القوم نسبناه إليهم في قضية الإنكار العلني في قضية الازدراء بالعلماء واحتقارهم حتى أصبح من أسلوب كلامه هذا الأسلوب التهكمي يسمي علماءنا مثلا بالوجهة التقليدية، بمعنى أنه ينسبنا إلى التقليد نحن مقلدة، وهم كذلك مقلدة وقد نسبهم إلى التقليد إلى هيئة من الهيئات الكفرية، يقلدون منظمة الصحة العالمية التي قال عنها أنها منظمة ماسونية، يعني ينسب علماءنا (خيرة علمائنا) هيئة كبار العلماء لهيئة ماسونية ويريدنا أن نسكت على هذا الضلال والباطل، ويريدنا هو وأتباعه أو أتعابه أن نبقى في نسبتنا له إلى السلفية، سبحانك هذا بهتان عظيم.
هذا لا يكون ولن يكون، لن يكون منا أبدا لا ننسبه إلا إلى ما يستحق أن ينسب إليه، وهذه مما يدندن حوله السروريون التهكم بالعلماء والإنكار العلني والتكفير بالجملة، تحريم أموال العسكر وعدم إعانتهم، كنت نشوف صورة للعسكر وهم يعينون الناس وينقذونهم في هذه الحرائق الأليمة التي ألمت ببعض مناطق بلدنا الحبيب، فقلت سبحان الله هؤلاء عنده لا يعطى أحدهم شربة ماء، ولا تلقوا عليهم السلام.
وهذا ما عنده ما يلف ويدور -يعني فرارا من نسبة هذا إليه-، شهد عليه الآلاف في مجالسه التي كان يزهو بها ويعصي ولي الأمر بعقدها، ما عنده ما يخبئ، إذا أراد أن يتراجع يتوب إلى الله، أما يتوب بالكذب على المسلمين أنه ما قال وما صدر هذا منه، هذا لا يكون أبدا، الشهادات بالآلاف، والله الشهادات بالآلاف ممن سمعها، اليوم يكلمني أحد الإخوة يشهدون أنه سمعوا مثل هذا الكلام في حق رجال الحماية المدنية، قال لي أن الحماية المدنية يفتحون الشواطئ للناس، يا سبحان الله العظيم، يعني هذه سيئة من سيئاتهم أما حسناتهم فإنه يغض الطرف عنها، وهكذا أهل الأهواء نسأل الله العفو والعافية، إلى غير ذلك من تلك الشطحات التي وافق فيها السرورية.
نحن لسنا من أولئك الذين يداهنون أو الذين يمسكون العصا من الوسط، أو من الذين يميعون دعوتهم ويلبسون على من حولهم، كيما هذاك السوفي الذي عندكم هناك يقول: كلهم لهم أخطاء، أين أنت من هذه الأخطاء؟! ألا قدمت خطأ من هذه الأخطاء لإخوانك؟! يعني لما جاء وقت بيانك للحق وصدعك به نسبتهم جميعا إلى الخطأ، ويكذب على إخوانه ويقول سعيت في الصلح أنا والشيخ حسن، ووالله ما سعى وسألت شخصيا الشيخ حسن فقال: أبدا، العكس، قال جاء للعاصمة واستدعاه العامي هذاك السائق وذهب إليه حقيرا ذليلا، وملؤوا سيارته بالمجلة هذيك الكاسدة ليوزعها نيابة عنهم في بلدته، ثم يأتي يضحك على رؤوس الناس ويظن أننا غافلين عن شطحاته والرجل والله لما كان في المدينة متخلف لا يصاحب إلا أهل الأهواء، وكان بعضهم يتهمه بهذا، وكنا والله الذي لا إله غيره ندافع عنه ونحسن الظن به، قلنا هذه زلة منه لعله يستقيم حاله بعد ذلك لما يجتمع بإخوانه ويتعاون معهم على الخير، إلا أن الظاهر أن العرق دساس، مازال يكن في باطنه حقدا على السلفيين، ولعلها بالنسبة له فرصة ليظهر، يعني يسقط الجميع ويظهر هو، يظهر هو منقذ السلفية ومجددها كما وصف بهذا المبدد، نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية، وما أكثر المبددين في زماننا هذه الأيام. هذا والله تبارك وتعالى أعلم وبارك الله فيكم جميعا.