نصيحة للنساء الجريئات في وسائل التواصل الاجتماعي وأزواجهن

رقم المَجلِس: 119
رقم الفَتوى: 01
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله-
تاريخ المَجلِس: 06 رجب 1442
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

شيخنا الحبيب ما هي نصيحتكم لبعض الأخوات الجريئات اللاتي تظهر جرأتهن من خلال الكتابة في مواقع التواصل بالرد والتعليق والدخول من مناقشات مع المخالفين، فقد ظهرت جرأتهن حتى مع أزواجهن في التدخل في شؤون الزوج والمواجهة مع أفراد العائلة في حال وقوع النزاع، فما هي نصيحتكم للزوجة وللزوج كذلك الذي استسلم لطلباتها ورغباتها؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
و مع أول سؤال من أسئلة هذا اللقاء والذي طلب فيه صاحبه نصيحة لبعض الأخوات أصلحهن الله جلَّ وعلا ممن ظهرت جرأتهم من خلال كتاباتهن وتواصلهن سواء بالردود و التعليقات والمناقشات سواء مع المخالفين أو الموافقين رجالا كانوا أو نساء والأمر يشتد إذا كان هذا الأمر مع الرجل لأنه باب من أبواب الفتنة عظيم.
والأصل فى المرأة المؤمنة العفيفة الأصل فيها حياؤها الذي هو في حقيقة الأمر: مضرب المثل يضرب المثل بالمرأة المسلمة التي لم تتغير فطرها ولم تتبدل أخلاقها المحافظة على ماكانت عليه السلفيات من الصحابيات الكريمات ومن تربت في بمجالس هاته الصالحات، مضرب المثل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما وصفه أنس بن
مالك رضي الله تعالى عنه أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، نبينا عليه الصلاة والسلام سيد الناس في الفضائل كلها والمكارم جميعها، ومما عرف به نبينا أنه حيي والحياء صفة من أكرم الصفات وخصلة من أحب الخصال إلى الله، كيف لا وقد وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها خلق الإسلام: (لكلِّ أمة خُلقٌ وخلقُ الإسلامِ الحياءُ)، وهي صفة اتصف بها ربنا جل وعلا وكما وصفه سيد العارفين به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في قوله: (إنَّ اللَّهَ حييٌّ يحبُّ الحياءَ) وهذه الصفة يتصف بها ربنا جل وعلا وتليق بحلاله وبعظمته ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ الشورى:11] لا نخوض كيف هو حياء الله عز وجلَّ، والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك من أخص صفاته الحياء.
والمرأة المسلمة من أخص صفاتها كذلك أنها حيية؛ والحيية يمنعها من مثل هذه الجرأة؛ ولهذا هنالك علاقة
تلازم بين الجرأة والحياء، المرأة إذا قل حياؤها زادت جرأتها وإذا زاد حياؤها قلت جرأتها حتى تنعدم هذه الجرأة، وهذه الجرأة لها آثارها، هذه الآثار أن جرأتها لا تمنعها من الخوض في ما ذكر السائل من المناقشات والردود وأحيانا تستعمل العبارات الغير لائقة سواء مع أخواتها أو مع غيرهن؛ يعني هذه الأمور مع الأسف الشديد عمت بها البلوى
وإن كانت قليلة ولله الحمد والمنة، أسأل الله أن لا يكثر فينا مثل هذه الآفات والمساوئ التي نبرأ إلى الله منها ومن
شرها. فإذا قل حياؤها زادت جرأتها، وهذه الجرأة قد توقعها في المحظور لأن هذه العلاقات التي تكون على
هذه الوسائل بين الرجال والنساء لا شك أنها محرمة من باب سد الذرائع لأنها تفضي إلى تلك المفاسد، تبدأ القضية
مناقشات وبمذاكرات وبدعوة وتنتهي إلى لقاءات وما إلى ذلك من هذه الأمور الخبيثة نسأل الله عز وجلَّ العفو والعافية ولا تصدر إلا ممن كانت نفسه على تلك الشاكلة، نفسه سيئة خبيثة نسأل الله عز وجلَّ العفو والعافية.

ولهذا نصيحتي لأخواتي ولإخواني جميعا فى هذا الباب أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم: أن تتقي المرأة
المسلمة ربها جلَّ وعلا وأن تحفظ عرضها وأن تحافظ على حيائها فلا تصدر منها مثل هذه التصرفات، علاقتها
بأخواتها نعم، وبالأدب المطلوب نعم، وبالتواضع هذه تتواضع لتلك حتى وإن خالفتها، نحن نتأدب مع المخالف
كما نتأدب مع الموافق ولا نعامل المخالف كما يعاملنا هو بسوء منهجه وفظاظة أخلاقه ولهذا بحت أصواتنا ونحن
ننصح إخواننا واخواتنا أن لا يعاملوا هؤلاء الأشرار من الصعافقة كما يعاملوننا، أبدا! نحن نبرأ من هذا المنهج ونبرأ
إلى الله جلَّ وعلا من أصحابه، ولا نسير في هذه القضايا بمثل سيرهم لأننا حمد الله جلَّ وعلا أننا ما كنا
معهم ولا كنا على طريقتهم ولا على منهجهم، هذا المنهج المنحرف الذي يصر أصحابه على التأصيل لتمييع دعوتنا ومنهجنا نسأل الله جلَّ وعلا العفو والعافية.
فالطريقة المثلى في هذا الباب أن تتأسى أخواتنا بالنساء الصالحات من تلك السلفيات المباركات: تتأسى
بأمهات المؤمنين ببنات النبي عليه الصلاة والسلام بالصحابيات في أدبهن وخلقهن وحيائهن، لا تكون كذاك -لا نقول رجل عادي- كذاك الرجل الذي يكون سليط اللسان نسأل الله العفو والعافية، لا تدخل في مثل هذه المناقشات التي لا تفضي إلى ما يحمد عقباه لا في دينها ولا في دنياها أن تكون على هذا المنوال.ونصيحتي كذلك كما ذكر السائل للزوج الذي استسلم لذلك؛ يعني استسلم هذا المقصود به الزوج الذي يبتلى بامرأة هذا الخلق ويستسلم لحالها ولخلقها، والواجب عليه أنه يُقَوم ويجتهد لأن ينكر ويُقَّوم هذه المرأة بالحكمة والموعظة الحسنة ويساعدها لأن المرأة تحتاج إلى من يقوم سلوكها وهذا يحتاجه الجميع والرجل يسعى لتقويم زوجته، والزوجة كذلك تسعى في تقويم زوجها بالمناصحة دائما وأبدا وبالتذكير بالله تبارك وتعالى.
ولا ينبغي يعني ربما أن يكون حاله هذه السلبية مستسلما لهذا المنكر، هذا منكر والواجب علينا إنكاره، المنكر جميع أنواعه يجب علينا أن ننكره، فينكر على زوجته ويُقَّوم حالها، وإذا استدعى الأمر أن يستعمل الشدة استعملها، يمنعها من هذه الوسائل وإذا منعها وجبت عليها طاعته لأن هذا أمر من الأمور التي ربما يقال فيه مباح
أو يقال فيه مستحب وما إلى ذلك إذا كان يستخدم فيما يرضي الله عز وجلَّ؛ ولكن منه أو عنه الزوج وجب على الزوجة تطيع، ومع الأسف الشديد رأينا حالات طلاق لأجل الزوج أمر زوجته بإغلاق صفحتها على الفيسبوك، وأبت ذلك عليه قالت له بصريح العبارة إما صفحتي وإما الفراق بيني وبينك، هذه لا خير فيها ولا ينبغي له إبقاءها؛ وهذا هذا يصدق وفي أمثاله يصدق فيهم حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (ثلاثةٌ يَدعونَ الله فلَا يُستجابُ لهُمْ) ومنهم: رجل كانت له أو تحته زوجة سيئة الخلق ولم يطلقها، إذا دعا عليها فإنه لا يستجاب دعاؤه لأنه كأنه هو المتسبب في هذا الأمر لأجل أنه أبقاها عنده، نسأل الله جلَّ وعلا العفو والعافية