حكم طاعة الزوج في أمر تعتقد الزوج استحبابه وهو يعتقد وجوبه

رقم المَجلِس: 73
رقم الفَتوى: 6
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 27-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، سؤال آخر يقول: أنا شاب متزوج بأخت مستقيمة والحمد لله تعالى إلَّا أنها مقتنعة بقول من قال بجواز كشف الوجه، وأنا مقتنع بكلام أهل العلم الذين يوجبون تغطيته فهل يجوز لي أن أفرض عليها تغطية وجهها؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أولا نحمد الله تبارك وتعالى لك أخي الكريم على هذه الزوجة المستقيمة والتي نسأل الله عز وجل أن يبارك لك فيها وأن يبارك لها فيك، وهذه الأمور تستقيم إذا استقام أمركما على وفق ما يرضي الله -تبارك وتعالى- وفي مثل هذه الحالة يعني أنا أجيب الجواب العام الذي تندرج ربما تحته الكثير من هذه المسائل الفرعية المتعلقة به، وهو إذا كانت المرأة تعتقد في مسألة ما الاستحباب وعدم الوجوب والزوج يعتقد خلاف ذلك، يعتقد بوجوب ذلك الأمر، فإذا ألزمها به وجب عليها أن تطيعه لأنها هي بالنسبة لها ترى الاستحباب وفعل الاستحباب هذا أمر مرغب فيه، الآن هذا الأمر انتقل من الاستحباب للوجوب لوجوب طاعة المرأة لزوجها في غير ما معصية، وهذه ليست بمعصية بل هذه أمر مرغب فيه على اعتقاده، يعني على اعتقاد هذه الزوجة، فلما أمر به الزوج أصبح لازما وواجبا بخلاف لو كانت المرأة تعتقد خلاف الزوج، خلاف ما يعتقده الزوج، هي ترى الوجوب وهو يرى الاستحباب وأمرها بما يعتقد هو، فنقول لها في الحالة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لأنه بالنسبة لك ترك الواجب هذا معصية ومخالفة لأمر الله -تبارك وتعالى-.

وبعد الفتوى أقول وأوجه نصيحة للأخ الكريم، أو للعائلة الكريمة، وأسأل الله عز وجل أن يبارك في زواجكما، أن مثل هذه الأمور لابد فيها من التناصح واستعمال الحكمة والتشاور، والزوج لا ينبغي أن يكون متسلطا ويرى أنَّ في حقه على زوجته حق الطاعة أنه هذا يجعله قاهرا لها ومتسلطا عليها؛ لا، ينبغي أن يراعي زوجته وأن يتفاهم معها بالتي هي أحسن وأن يرغبها في الخير لأن الناس يتفاوتون حتى الزوج مع زوجته، وهذا خاصة في البداية وبعد ذلك يعني الأمور تمشي بعد ذلك بإذن الله إذا كان مثل هذا الخلق، إذا تعاشرا بالتطاوع، يتطاوع الزوج لزوجته وتتطاوع الزوجة لزوجها بأن يتنازل كل واحد منهما عما يحبه ويريده في بعض الحالات حتى يستقيم أمرهما وتتحقق المعاشرة الحسنة التي أمرا بها.

فأسأل الله جل وعلا أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه وأن يبارك في اجتماعكما على الخير، والله -تبارك وتعالى- أعلم.