حكم احتكار التبن

رقم المَجلِس: 71
رقم الفَتوى: 4
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 13-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

ما حكم احتكار التبن خصوصا أنه يبقى في مكانه دون بيع لكثرته وقلة الحاجة إليه وقت حصاده؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

لا شك ولا ريب أن احتكار الطعام في الإسلام محرم بنص حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – لأن في الاحتكار غش وظلم للمسلمين، وإساءة إليهم في معاشهم.

وأحكام المعاملات في الإسلام متعلقة بهذا الأصل، بأصل (سد الذرائع) وأصل (دفع المفاسد)، وكل مفسدة في أي نوع من أنواع المعاملات فإن الإسلام جاء بتحريمها، ولهذا جاءت هذه الأنواع الكثيرة من البيوع التي تعرف في الفقه بالبيوع المحرّمة، وهذه وإن كانت ليست بيعا في ذاتها وإنما هي متعلّقة بالبيع، فصاحب هذه السلع يُخزِّنها ولا يبيعها رجاءَ ارتفاع أسعارها، وفي هذا إضرار بالمسلمين، ولايجوز للمسلم أن يتسبّب في إضرار إخوانه جميعا، ولهذا نقول بالمنع في مثل هذه المعاملة، فكون هذا التبن في مرحلة ما، الناس ربما لا يطلبونه ولا يباع؛ لكن الإشكال ليس في هذا، فإذا كان لا يباع ويبقى في مكانه و عرف الناس في تخزينه لهم طريقة معيّنة هي الطريقة التقليدية  وليس بقصد الاحتكار ، ولا بقصد الإضرار بالمسلمين فهذا جائز.

أما إذا كان بقصد الإضرار وانتظار ارتفاع الأسعار ننصح إخواننا في هذا الباب أن لا يقعوا في مثل هذه المعاملات وأن لا يضروا إخوانهم وأن لا يفسدوا أسواق المسلمين بمثل هذه المعاملات السيئة القبيحة التي نهى عنها نبينا – صلى الله عليه وسلّم – والعلم عند الله تبارك وتعالى.