الفرق بين الإرادة والمشيئة

رقم المَجلِس: 72
رقم الفَتوى: 6
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 20-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم سؤال آخر يقول صاحبه: ما الفرق بين الإرادة والمشيئة؟ وما معنى قول أهل العلم أن المشيئة مرادفة للإرادة الشرعية؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

لا شك ولا ريب وهذا مما ذكره أهل العلم من المفسرين ومن غيرهم ممن كتب مثلا في العقيدة أنه لا فرق بين الإرادة والمشيئة من حيث اللغة، لا فرق، فما أراده الله -تبارك وتعالى- هو ما شاءه إلا أن التفريق والذين يفرقون، يفرقون بين ما هو إرادة شرعية وإرادة كونية، أو يفرقون في جزئية من الجزئيات المتعلقة باللفظتين، بالإرادة والمشيئة، يقولون أن الإرادة تكون فيما ليس هو على سبيل الفور، يعني ما هو للتراخي، أما المشيئة يقولون أنها لما هو على الفور يعني لفظة المشيئة لا تتحمل التراخي، ومعروف عند الأصوليين من دلالات الأمر أنهم قالوا أن الأمر يقتضي الفور أم لا؟ خلاف بين العلماء في هذا والأصل أن «الأمر يقتضي الفور»، إذا أمر آمر غيره ثم هذا المأمور لم يمتثل لأمره كان عاصيا ولا يمكنه أن يعتذر أنني ما فهمت أن الأمر للفور ظننت أنه للتراخي، قال له: إيتني كوب ماء، من الغد أتى له بكوب الماء، قال له ما ظننت أنه للفور، لم أفهم أن الأمر للفور، وهذا خلاف للأصل، وقد جاء ذكر اللفظتين في قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد[الحج:14] عن الإرادة، وفي السورة كذلك قال الله جل وعلا بعد ذلك: ﴿وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء[الحج:18] هذا استدلوا به بأن الإرادة والمشيئة شيء واحد، والله تبارك وتعالى أعلم.