من آداب المفتي مع المستفتي

المؤلف: الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل
وفيه: أنه من لم يعلم الحكم الشرعي في مسألةٍ ما ينبغي عليه أن يتوقّف حتى يتبين له الحكم، فإذا تبين له الصواب فلا ينبغي أن يعمل برأيه المظلوم. بل يتوقف حتى يعرف حكم الله عز وجل في تلك المسألة. وفيه من أدب العلم أنّ العالم إذا رأى فعلاً محتملاً لما أو ما لا يصوغ أن يسأل فاعله لماذا فعلت هذا الفعل؟ لتبيين الحال فيه وتعليمه وتوجيهه وبيان الصواب يؤخذ هذا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل تصلي مع القوم فان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى الرجل منعزلاً استفسره وسأله. وفيه: حسن الملاطفة والرفق في إنكار المنكر وتعليم الجاهل يؤخذ هذا من إخراجه -صلى الله عليه وسلم- كلامه مخرج السؤال عن السبب المقتضي للترك لا مخرج التغليب. فان النبي صلى الله عليه وسلم تلطف مع الرجل وسأله عن سبب تركه الصلاة مع الجماعة. وفي هذا أدب النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن خلقه وتعليمه -صلى الله عليه وسلم- فإنه لم يغلظ على الرجل ولم يعنفه؛ بل سأله عن سبب تركه للصلاة مستفسراً عن ذلك، فلم يعنفه ولم يشدد عليه؛ بل سأله ما منعك أن تصليَ مع القوم؟ فهذا من حسن أدبه وتعليمه -صلى الله عليه وسلم- وفيه أن من رأى مقصراً في عمل ما لا ينبغي مبادرته بالتعنيف أو اللوم حتى يستوضح منه عن السّبب في ذلك. فلعل له عذراً أو مأخذاً في ذلك فلابد من مراجعته واستفساره لعل له مأخذ أو سبباً أو علةً أو عذراً في ذلك العمل. وفيه: دليلٌ على وجوب تبيين الحكم الشرعي على الفور يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى الرجل منعزلاً لم يصلي بيّن له الحكم على الفور وقال عليك بالصعيد. وفيه: جواز الاقتصار على الجواب دون ذكر الدليل. فيجوز للمفتي والمعلم أن يبيّن الحكم الشرعي دون ذكر دليله إذا كان السائل يستحضره في ذهنه اذا كان السائل يعلم الدليل. ويستحضره في ذهنه فيجوز الاقتصار على الجواب دون ذكر دليله. لقوله صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد. فاحاله على الصعيد ولم يزد عليه ولم يبين له معناه. ولا صفة تيممه به. وهو المقصود قوله فلن تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا. وفيه الاكتفاء في البيان للاحكام الشرعية بما يحصل به المقصود من الافهام. فيقتصر المفتي والمعلم على ما يفهمه السائل او المستفتي او الطالب دون تعيين ما هو صريح في البيان غير محتملٍ لشيءٍ اخر لقول عليك بالصعيد. فان النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر في بيانه للرجل المنعزل بقوله عليك بالصعيد وفيه ان من سأل فعلاً محتملاً بما يسوغ او لا يصوغ. وروجع فيه ان يذكر عذره ومأخذه فيه لينفي عن نفسه اللوم والعتاب. لقول الرجل المنعزل اصابتني جنابةٌ ولا لون. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما راجع الرجل واستفسره وسأله عن سبب تركه الصلاة مع القوم اعتذر الرجل وذكر عذره ومأخذه في ذلك فقال اصابتني جنابة. حتى لا يلام ولا يعاتب