رمضان بالأبواب
رَمَضَـــــــــــانُ بِالْأَبْـــــوَابِ يَا إِخْــــــوَانِي *** فَــلْــنَـــسْــتَـعِـدَّ لِأَفْضَــلِ الْأَزْمَــــــانِ
اُدْعُـــــــوا الْإِلَــــــــهَ لِأنْ يُــبَــلِّــغَـــنَــــــاهُ *** وَلِــنَـــــعْـمُـــرَنَّــــهُ أَحْــسَـــنَ الْعُمْـــرَانِ
يَا قَوْمِ لَا تَلِجُوهُ عَنْ جَــهْـلٍ وَلَا *** كَسَلٍ فَنَخْـــسَــرَ أَيَّـــمَا خُسْرَانِ
فَالصَّوْمُ فِي رَمَضَانَ فَرْضٌ لَازِمٌ *** تَـــعْــــرِيــفُــــهُ قَــــدْ خُطَّ بِالأَيـْـــمَـــانِ
فَـــــهُــــوَ التَّعَبُّــــدُ لِلْعَـــــظِيمِ إِلَـــهِِــنَـا *** وَبِـــنِـــيَّـــــــةٍ قَـــبْــــلَ الْأَذَانِ الثَّــــــانِي
وَلْنَمْتَنِعْ عَنْ شَهْــــوَتَيْ بَطْنٍ كَــذَا *** فَرْجٍ بِــــوَقْتٍ جَــــاءَ فِي الْفُرْقَانِ
مِنْ ثَانِيِ الْفَجْرَيْنِ حَــتَّى تَخْــتَــفِي *** شَمْــسُ النَّـــهَارِ لِيُعْلَمِ الْوَقْتَـــانِ
وَلْنَـــــــجْتَـــنِــبْ أَقْوَالَ زُورٍ وَالْأَذَى *** وَلَنَــــلْـــــزَمَنَّ قِــــــــــرَاءَةَ الْقُــــــــرْآنِ
وَلْنَحْتَسِـــبْ أَجْـــــــرَ الصِّيَامِ فَإِنَّمَا *** إِجْـــــــــــــزَاؤُهُ لِإِلَــــهِـــــنَــا الـــــدَّيَّـــــــانِ
لَخَلُــــوفُ فَـــــاهٍ صَائِمٍ يَا إِخْـــــوَتِي *** عِنْدَ الْإِلَهِ الرَّبِّ ذِي الْإِحْسَانِ
خَيْرٌ مِنَ الْمِسْكِ الشَّذِيِّ طِيَابَةً *** فَلْنَعْـــمَلَــــنْ بِالْـــجـِــدِّ وَالْإِتْـــــقَــــانِ
وَحُصُولُ تَقْـــوَى اللهِ أَفْضَلُ حِكْمَةٍ *** لِلصَّـــــــوْمِ زِدْهَا قُـــــوَّةَ الْإِيمَانِ
وَهُوَ الْوِقَـــايَةُ مِــنْ عَــذَابٍ مُــــؤْلِمٍ *** وَهُوَ الْحِمَايَةُ مِنْ لَظَى النِّيرَانِ
وَهُوَ السَّبِيلُ لِنَيْلِ جَـــــنَّــــةِ رَبِّنَا *** وَدُخُــــــــــولُنَا مِنْ مَدْخَـــــــــلِ الرَّيـَّـــانِ
فَلَـــــنَعْبُدَنَّ اللهَ خَيْــــــــــرَ عِــبَــــادَةٍ *** وَأَسَاسُــــهَا الْإِخْلَاصُ للرَّحْمَـــــــــنِ
وَكَذَا اتِّبَــــــــــــــاعٌ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّــــــــــدٍ *** لِقَبُــــــــــــــــولِ أَعْمَالٍ هُمَا شَرْطَانِ
فَإِذَا تَعَطَّلَ مِنْهُمَا شَرْطٌ فَـــقُــــلْ *** إِفْـــــطَـــــارُنَا وَصِيَــــــامُنَا سِــيَّــــــــــــانِ
أَخِّرْ سَحُورَكَ لِلْيَهُودِ مُخَـــالِفًا *** عَجِّــــــلْ فَطُورَكَ تُحْظَ بِالرِّضْوَانِ
لِلسُّنَّــــتَــــــيْنِ عَظِيمُ فَضْلٍ فَـــــادْرِهِ *** لِحُلُولِ خَيْـــــرَاتٍ هُــمَا سَــبَـــبَـــانِ
أَفْطِرْ عَلَى رُطَبٍ وَأَوْجِــــــزْ أَوْ عَــــلَى *** تَـــــمْـــــرٍ وَكُلٌّ سُنَّــــــــةُ الْــــعَــدْنَــانِي
فَإِذَا فَقَدْتَ التَّمْرَ فَاحْسُ الْمَا فَإِنْ *** فُقِدَ الْجَمِيعُ فَأَفْطِرَنْ بِجَنَانِ(1)
وَإِذَا أَكَلْتَ كَذَا شَرَابُكَ مُخْطِئًا *** أَوْ عَنْ طَرِيقِ السَّهْوِ والنِّسْيَانِ
فَأَتِمَّ صَوْمَكَ لَا تُعِدْ وَلْتَعْـــــلَمَـــنْ *** فَضْلَ الْكَرِيمِ الوَاحِــــــــدِ الْمَنَّانِ
وَالْمُفْطِرَاتُ لَهَا ضُرُوبٌ عِــــــــــدَّةٌ *** أَيْقِـــــنْ بِهَا بِالْعِـــــلْمِ وَالْبُـــــــرْهَــــانِ
مََنْ جَامَعَ النِّسْوَانَ وَقْتَ صِيَامِهِ *** يَقْضِيهِ يَـــوْمًا بَـــعْـــــدَهُ شَــــهْــــــرَانِ
أَوْ يُطْعِمَنْ سِتِّينَ مِسْكِينًا كَذَا *** صَحَّ الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِي الْعَدْنَانِي
حُكْمُ الْمَرِيضِ بِعِلَّةٍ لَا تَنْتَــفِي *** أَوْ طَاعِـــــنٍ فِي السِّــــنِّ وَالنَّــــــــوْعَانِ
لَا يَسْتَطِيعَانِ الصِّيَامَ فَيُخْرِجَا *** عَــــــنْ كُلِّ يَـــــوْمٍ فِــدْيَــةَ الْجَــــــــوْعَانِ
أَمَّا الَّذِي يُرْجَى لَهُ بُــــرْءٌ كَــــذَا *** مَنْ كَابَــــدَ الْأَسْـــــــفَــارَ فِي الْــبُــلْدَانِ
وَكَذَا الَّتِي رَأَتِ الدِّمَاءَ لِحَيْضَةٍ *** أَوْ مِنْ نِـــفَــــاسٍ عَـــادَةُ النِّـــــسْـــوَانِ
فَالْكُلُّ يَقْضُونَ الَّذِي قَدْ أَفْطَرُوا *** مِنْ قَبْلِ إِتْيَــــــانِ الصِّــيَــامِ الثَّانِي
أَمَّا الَّتِي هِيَ حَامِلٌ أَوْ مُرْضِعٌ *** فَلَهَا يُــــبَاحُ الْفِــــطْرُ فِي رَمَـــــضَـــــانِ
ولْتُطْعِمِ الْمِسْكِينَ تُخْرِجُ فِــــــــــــدْيَةً *** وَالشَّــرْطُ أَنْ يَــتَـــوَفَّــرَ الْخَــوْفَانِ
خَوْفٌٌ عَلَى الْوَلَدِ الضَّعِيف مِنَ الْأَذَى *** أَوْ نَفْسِهَا وَالْقَوْلُ ذُو رُجْحَانِ
صَلِّ الْقِيَامَ بِلَيْلِ صَوْمِكَ وَاحْتَسِبْ *** أَجْــــــــرَ الْعِبَادَةِ تُحْظَ بِالْغُفْرَانِ
اِعْمَلْ مَدَى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَاغْتَنِمْ *** إِحْيَاءَ لَيْلٍ فَاتِــــــحَ الْأَجْفَانِ
أَكْثِرْ مِنَ الْخَيْرَاتِ فِيهَا وَاجْــــتَـــهِدْ *** وَاعْــبُــدْ بِقَــلْبٍ خَاشِعٍ يَقْظَانِ
فِي هَذِهِ الْعَــشْــــرِ الْأَوَاخِرِ لَيْـــــــلَةٌ *** مَنْ قَامَــــهَا بِالصَّــبْــرِ وَالْإِيــمَـــانِ
غَفَرَ الْإِلَهُ لَهُ الذُّنُوبََ جَمِيــعََهَا *** يَا وَيْحَ مَــــنْ قَدْ كَــانَ ذَا حِرْمَانِ
هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي قَدْ فُضِّلَتْ *** عَنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ ذَا الْوَحْيَانِ
لَا تَبْتَدِعْ فِي شَهْرِ صَوْمِكَ وَاحْذَرَنْ *** إِثْــمَ الزِّيَـــــادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
وَإِذَا دَهَتْكَ أَوَانَ صَوْمِكَ رِيبَةٌ *** فَاسْتَــفْــتِ فِـــيــــــهَا الْعَــالِمَ الرَّبَّاِني
وَلْتَحْذرَنْ شَرَكَ الشُّكُوكِ فَإِنَّـــهَا *** سِرُّ الْهَـــلَاكِ وَلَدْغَــــــةُ الشَّيْــــــطَانِ
أَخْرِجْ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا وَاحِـــدًا *** عَنْ كُلِّ جِنْسٍ مِنْ ذَوِي الْإِيمَانِ
هِيَ طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِينَ وَطُـــــعْــــمَـــةٌ *** لِلْمُــعْـــدَمِيــــنَ وَشَـــرْطُـــهَا قِسْـــمَـــانِ
هِيَ مِـنْ طَــعَـامٍ لَيْسَ يُجْزِئُ غَـيْرُهُ *** بِأَقَـــــــــــلِّ وَقْـــــــــتٍ إِنَّـــــــــهُ يَــوْمَـــــانِ
قَبْلَ الصَّلاَةِ صَبَاحَ عِيدِ الْفِطْرِ أَوْ *** هِيَ قُرْبَـــــــةٌ فِي وَقْـــتِ شَهْرٍ ثَانِ
كَبِّـــــرْ إِذَا تَـــمَّ الصِّـــَيــامُ بِسُـــنَّــــــــةٍ *** وَاشْـــكُــرْ إِلَــهَــــكَ أَيَّــــمَا شُــكْــــرَانِ
صُــمْ سِــتَّـــةً مِـــنْ شَــهْــرِ شَــوَّالٍ لِــكَيْ *** تُحْظَى بِصَوْمِ الدَّهْرِ وَالْأَزْمَانِ
بَعْدَ انْقِضَاءِ الشَّهْرِ لَا تَرْكَنْ إِلَى *** شَهَوَاتِ نَفْسِكَ رَاكِبَ الْعِصْيَانِ
حَافِظْ عَلَى الْخَيْرِ الَّذِي سَجَّلْتَ فِي*** رَمَـــضَــانَ لَا تُــهْـمِـلْهُ بِالْبُطْلَانِ
وَادْعُ الْإِلَــــــهَ قَـــــبُـــــــــولَ ذَلِكَ كُـــــلِّــهِ *** فَهُوَ الْكَرِيمُ الرَّبُّ ذُو الْإِحْسَانِ
يَا رَبِّ أَنْـــــتَ اللَّهُ فَاغْــــفِــرْ زَلَّــــتِـــي *** وَاجْـبُــرْ كُسُــــورِي أَيَّــــمَا جُــــبْـــــرَانِ
إِنِّي وَقَــــــدْ أَتْمَمْتُ نَظْمَ قَصِيدَتِي *** أَتَـــــوَجَّــــهَــنَّ لِــخَــالِــقِ الْأَكْــــــــــوَانِ
بِالشُّكْرِ وَالْحَمْــــدِ الْكَثِــيرِ لِأَنَّـــــــــهُ *** قَـــدْ صَــانَنِي وَأَعَــــانَنِي وَهَــــدَانِي
يَا مَنْ قَـــرَأْتَ قَصِيدَتِي لَا تَبْـــخَلَنْ *** مِنْ خَالِصِ الدَّعَوَاتِ لَا تَنْسَانِي
هـَـــذَا وَقَــــدْ أَحْصَيْــــتُـــهَا فَوَجَــــدْتُهَا *** خَمْسِينَ بَيْتًا جِئْنَ بَعْــــدَ ثَـــمَــــانِ
يَا رَبِّ صَـــــلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَــمَّــــدٍ *** وَالْآلِ وَالْأَصْـــــحَابِ وَالْإِخْـــــوَانِ
كتبها: عبد القادر شكيمة بن محمد
المقرن – ولاية الوادي
17 شعبان 1436هـ
(1)- الجنان: القلب ، والمقصود انو الفطر بقلبك.
تعليق