إن كثيرا من الناس يظن ظن السوء بالصحابية الجليلة هند بنت عتبة رضي الله عنها، وذلك من خلال ما شاهدوه عن طريق الأفلام كفلم الرسالة الذي صورها في أبشع صورة، وقد وجدت في مجتمعنا هذا من لا يعرف أن هندا رضي الله عنها قد أسلمت وحسن إسلامها، إذ المتبادر إلى أذهان الناس أنها كانت محاربة للرسول صلى الله عليه وسلم، آكلة لكبد عمه، آمرة وحشيا بقتله، لهذا أحببت أن أنبه إلى ضعف قصة أكل كبد حمزة لأنها أخذت القسط الوافر من حديث الناس، مع ذكر ترجمة مختصرة لهذه الصحابية وبعض مناقبها فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لهذا العمل.
ضوابطُ تعارضِ الظَّاهِرَين في ضَوءِ منهجِ النَّقد والجرح والتعديل / إبراهيم بويران لـ: إبراهيم بويران
من أصول أهل السنة والجماعة أن الأحكام الدنيوية تبنى على الظواهر، وأما السرائر فيُفوض أمرها إلى الله، فمن أظهر الخير، وصحيح الديانة أُحسن به الظن، وحسبه الله فيما يبطنه، ومن ظهر منه الشر والانحراف سيئ به الظن و عومل بمقتضى ظاهره وإن ادعى سلامة سريرته .
ويستند هذا الأصل السلفي إلى أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، إلا أن الظاهر قد يعارض بظاهر أقوى منه فيكون الحكم للأقوى منهما، وفي هذا المقال بيان لضوابط تعارض الظاهرين في ضوء منهج النقد والجرح والتعديل.
أوعية العلم لـ: إبراهيم بويران
جعل الله القلوب أوعية للعلم كما جعل الأودية أوعية للسيل، «فخير القلوب أوعاها للخير والرشاد، وشرها أوعاها للغي والفساد » [ روضة المحبين لابن القيم (ص6) ] .
وخير ما تعيه القلوب وتحمله الأفئدة هو العلم النافع، وهي متفاوتة تفاوتًا عظيمًا من جهة قابليتها لحمل هذا العلم، وعدمه، فمستقل من ذلك ومستكثر، و قد ضرب الله مثلًا للقلوب بالأودية فقال تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ}.
« فشبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات، وشبه القلوب بالأودية فقلب كبير يسع علما عظيما، كوادٍ كبير يسع ماءً كثيرًا، وقلبٌ صغيرٌ إنما يسع بحسبه كالوادي الصغير .
فسالت أودية بقدرها، واحتملت قلوب من الهدى والعلم بقدرها »[ إعلام الموقعين (1/177)] .