كلمة توجيهية حول الشعارات المرفوعة في المظاهرات
رقم الفَتوى: 02
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله-
تاريخ المَجلِس: 5 شعبان 1442 هـ
الملف الصَّوتي | تحميل |
---|---|
تحميل |
السؤال:
يقول: شيخنا الحبيب لقد نصحتم فيما يتعلق بالمظاهرات وحكمها ومفاسدها، وقد اجتمع كثير من أخلاط الناس في هذه المظاهرات، من رجال ونساء، مع شعارات فاسدة من علمانية أو تَفَلٌّتٍ من الدين، أو شعارات حزبية ظاهرها الإسلام ومآلها الاستيلاء على الكراسي، وتحقيق المصالح، وعدم تحكيم فهل من تذكير شيخنا لخطورة هذه الشعارات التي ينشرها من ينتسب للدين؛ بل صار يشترك فيها هؤلاء مع النساء والمخنثين والعلمانيين، ومن يحمل أفكارهم من الجهال والغوغاء؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
كما بينّا في الجواب السابق عن تلك المفسدة العقدية العظيمة فإننا كذلك نبين فساد هذه الظاهرة، التي قد قلّد فيها المسلمون غيرهم من ملل الكفر، التي جعلت من طريقة اِحتجاجها وإنكارها للمنكر هذه المظاهرات، وهذا الصخب، وهذه الفوضى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
هل من الحكمة أنّ المسلم أو دعنا نسميه بما يسميه به هؤلاء أنّ المواطن إذا ما أعجبه شيء من حاكمه أو في دولته وحكومته، ينزل إلى الشوارع ويصرخ ويسخط وينادي ويرفع الشعارات التي فيها الطعن في ولي الأمر بهذه الصورة الشنيعة؟! وبل أكثر من هذا رفع الشعارات الكفرية التي تدعو لإحلال العلمانية، و تدعو إلى الانفلات عن شرع الله –جلّ و علا وأحكام دينه بهذه الطريقة السيئة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور التي نبرأ إلى الله جلّ وعلا منها ومن أصحابها.
النبيّ صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصبر على الحكام، وأمرنا بالطريقة السليمة للإنكار عليهم: أنّك تأخذ بيده وتنكر عليه فيما بينك وبينه، لا أن تشهّر به بهذه الطريقة وتحرّض الغوغاء عليه، وهذا لا يؤدي إلى خير، أبداً ! والنّاس من المفروض أن يعتبروا بما وقع لغيرهم في غير هذه البلاد إلى حجم ذاك الفساد والإفساد، إلى ذاك التقتيل، وتسليط السفهاء والظلمة على الأبرياء نسأل الله جلَّ وعلا العفو والعافية، أهؤلاء لا يعقلون ولا يعتبرون؟! ما بالهم يتركون الواضحة إلى هذه الطرق الخبيثة المفسدة التي يتعدى فيها على حقوق الناس، على حقوقهم في طريقهم وفي قضاء مصالحهم وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور.
البلد ولله الحمد فيه حكماء وفيه عقلاء إذا وقع خلل وظهر منكر الواجب أن تكون الدعوة إلى معالجته بمثل هذه الطريقة التي هي الطريقة النبوية بالمحاورة والمراسلة والتشاور فيما بينهم حتى يجتمعوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتحقق المصلحة بعد ذلك مصلحة العباد؛ وهذا بحفظ الأمن والأمان لا بإشاعة القلاقل ونشر الفوضى التي لا يكون منه خير أبدا، فهذه دعوتنا وهذه نداءاتنا التي والله الذي لا إله غيره لا نريد من خلالها إلا النصح لإخواننا والحفاظ على أمننا وأماننا حتى يصبح الأمر بهذه الصورة في الشوارع وكأنها مدرجات مباريات الكرة صراخ وعويل وهتاف، شعارات منكرة، شعارات منكرة ينادى فيها حتى بعدم الرجوع إلى دين الله جلَّ وعلا بألفاظ خدَّاعة (مدنية لا إسلامية) هذا الكفر بعينه، ما معنى مدنية لا إسلامية؟ يعني لا نريدها أحكام منبثقة عن شريعة الرحمن (مدنية) قولوا (علمانية) قولوا (لا دينية) حتى يستقيم المعنى ويصح الشعار.
وحتى الذين يرفعون الشعارات الإسلامية يكذبون على الناس، أين هذا الإسلام وما هو الإسلام الذي يدعون إليه؟! إسلام الفوضى لا فوضى في الإسلام، أبدا! الإسلام أحكام شريعة غراء عقيدة صافية منهج مستقيم، هذا هو الإسلام يرجع الناس فيها إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما أبدا وصية النبي عليه الصلاة والسلام، عليكم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ولهذا نحن ندعو إخواننا أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتقوا الله في بلدهم وأن يتقوا الله في ولاة أمرهم ويتركوا هذه الطرق ويسيروا على الجادة على ما يرضي الله جلّ وعلا ويرضي رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا يلتفتوا لتلك الأبواق القابعة من وراء الحدود وتهيج الناس، تهيجهم بالكذب والافتراء، والله بالكذب والافتراء، ولنا عبرة بالافتراءات الأخيرة على حال الرئيس هذا قال: مات، وهذا قال: شل، وهذا قال: جن، نسأل الله العفو والعافية والرئيس حي يرزق نسأل الله جلَّ وعلا أن يعافيه من الأمراض والأسقام وسائر المسلمين.
هذا الميدان ميدان هذه الإشاعات وهذه الافتراءات التي يغذيها أولئك الرويبضة الذين يتكلمون هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ولكنهم يبغون الفتنة فينا فنسأل الله أن لا يوفقهم وأن يخرس أفواههم وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يكفي المسلمين شرهم.
ومع الأسف الشديد وجدنا من بعض إخواننا من يصور هذه المظاهرات وينشرها في صفحته ويجعل علاقة أو يستشهد ويستدل بها على عدم وجود هذا المرض الكورونا، والله في الحقيقة ما رأيت أسفه من هؤلاء، ما رأينا أسفه من هؤلاء، ما علاقة هذا بذاك ومن علمكم أن الخطأ يصحح بالخطأ ومن أرشدكم إلى مثل هذه الوسائل الخبيثة التي فيها دعاية لهذا الشر فنسأل الله جلَّ وعلا أن يهدينا وسائر إخواننا لما يحب ربنا جلَّ وعلا ويرضى وأكتفي بهذا القدر والله تبارك وتعالى أعلم.