بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيِّنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد: فهذه مجموعة من المخالفات المنهجية و غيرها، التي ثبتت عن جماعة الاحتواء بأنواع من البيِّنات و الحجج ، جمعتها على عجالة، استجابة لبعض إخواني ليقف من خلالها القراء على أخطاء شيوخ دار الفضيلة و مخالفاتهم فيحذروها، و لا يتبعوهم فيها، و نصيحة كذلك للقوم و تذكيرًا لهم بأخطائهم للمسارعة إلى التوبة منها و إعلان التراجع عنها، و هو الواجب عليهم .
و للعلم فإنَّ العلامة ربيع المدخلي وفقه الله و سدَّده، قد أثبت وجود هذه المخالفات لدى الجماعة، من حيث الجملة و اعترف بذلك، في عدد من الصوتيات المنشورة، و إن لم يُعيِّنها أو يُفصِّل فيها، و هو ما وددناه منه، و أحببنا أن يفعله حتى يتمكن الناس من تفاديها و اجتنابها، بعد معرفتهم بها، و وقوفهم عليها .
و من هذه الأخطاء و المخالفات ما كان سببا مباشرًا في موقف مشايخنا من الجماعة، باعتباره محل النزاع، و منها ما ظهر بعد ذلك و بان، و منها ما استجدَّ في هذه الأحداث، و هم مطالبون بالتوبة و إعلان التراجع عن الجميع، فالخطأ أبدًا خطأ و لا يزول بالقدم، و لا فرق بين كونه جديدًا أو قديمًا، ما دام أن صاحبه لم يتب منه .
و من هذه المؤاخذات التي نطالبهم بالتوبة منها:
* الثناء على أهل الضلال و البدع، و الإشادة بهم و بعلومهم، و نصح الناس بالاستفادة منهم، كما حصل من غير واحدٍ من جماعة الاحتواء:
و على سبيل المثال:
* ثناء عز الدين رمضاني على مقرّر عقيدة الإرجاء في شروحاته الصوفي محمد بلعالم، و تحسُّره على عدم استفادة الشباب من علمه و فقهه المالكي، كما هو مُثبتٌ بصوته .
* ثناء عز الدين رمضاني على محمد شارف، الأشعري الصوفي ناشر العقيدة الأشعرية و الذابّ عنها في الجزائر و دعوته الشباب السلفي إلى الاستفادة من كتب هؤلاء و فقههم، كما هو مُثبتٌ بصوته .
و هذا انطلاقًا من قاعدته التي يسير عليها في هذا الباب و هي:« اقرأ لكلِّ أحد فإذا كان فيه باطل فسوف تعرف بأنه باطل »، و هي مثبتة بصوته كذلك، و ما هذه النصائح منه بقراءة كتب هؤلاء و التتلمذ عليهم، و الاستفادة من فقههم و علومهم، إلا ترجمة عملية منه لهذه القاعدة، و الله المستعان .
* مدح عز الدين رمضاني لكثير من شيوخ العلامة ابن باديس الأشاعرة و تلقيبهم بالألقاب الضخمة، دون أدنى تنبيه على مخالفاتهم العقدية أو التحذير منها، كما هو مُثبتٌ بصوته، و من هؤلاء: طاهر بن عاشور، و محمد النخلي القيرواني، و محمد بلقاضي، و بلحسن بن نجار، و غيرهم .
* مدح مصطفى قالية للصوفي الأشعري محمد العربي بن يوسف الفاسي صاحب نظم "طرفة الطرف في مصطلح من سلف " و إقرار وصفه بشيخ الإسلام!، و إحياؤه لتراثه المهجور و المتروك من قبل السلفيين، و ثناؤه كذلك على والده يوسف المكنى بأبي المحاسن، و هو أحد رؤوس الصوفية في عصره و بلده، بل مؤسس الطريقة اليوسفية الشاذلية، و إشادته بعدد من شروحات النظم لبعض الصوفية و الأشاعرة، كما هو مُثبتٌ بصوت قالية هداه الله في تعليقاته على النظم، و قد تتبعه في ذلك أخونا الفاضل عبد المؤمن عمار في مقالة مفردة، بعنوان " تنبيه الغافل لما عند قالية من الباطل "، و قد أجاد فيها و أفاد و نصر الحق و دحض الباطل، جزاه الله خيرا، فليرجع إليها من أراد توثيق الكلام .
* مدح خالد حمودة للعلوي عبد الله بن إبراهيم العلوي الصوفي التيجاني القبوري، و حشد الثناءات عليه من هنا و هناك .
* تزكية القوم لبَن حنفية عبدين الجمعوي مفتي الجزأرة، و ثناؤهم على فقهه و مؤلفاته، و الإشادة بها و النصح بها، كما ثبت عن عبد الخالق ماضي بالصوت، و شهادة العدول، و بالصوت و الصورة و شهادة العدول عن عز الدين رمضاني.
فإن قيل: بأن هذا كان منهم قديمًا، و قد تراجعوا عنه، قلنا: لقد كانوا ينتفون من ذلك بالكلية، و لم يعترفوا به أصلًا، كما انتفوا من جميع أخطائهم جملةً و تفصيلًا على لسان عبد الخالق ماضي، و بعض الأبواق، و ادَّعوا بأنها مجرد كذب و افتراء عليهم، حتى جاءت الصوتيات و الفيديوهات الفاضحة التي كشفت حقيقة الأمر، و أثبتت هذه المؤاخذة عليهم، و غيرها، فعندها جعلوا يتحججون لموقفهم هذا من عبدين بكيت و كيت، بما لا ينطلي على السلفيين .
* تزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون، فقد حدثني بعض الثقات من قرية تولموت ببلدية بني عمران و هي القرية التي كان يلقي فيها حمودة دروسه الأسبوعية قبل أن يتم توقيفه: بأن حمودة سئل عن حال عمر حمرون؟ فأجاب-مُقرًّا-: الشيخ عز الدين يزكيه! فأثبت حمودة تزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون، و أقره و وافقه على ذلك من غير نكير .
هذا؛ و قد كتب الحلبيون في منتداهم بشارة، بتزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون و نصحه بمجالسه، تحت عنوان " " بشرى للسلفيين ... الشيخ عز الدين رمضاني ينصح بحضور مجالس ودروس الشيخ عمر حمرون (جديد) "، و لم نسمع إلى الآن تفنيدٌ من عز الدين رمضاني لهذا الخبر المستفيض عنه، و الله المستعان .
* تزكية طايبي و بن حليمة و بو قليع، و سمير سمراد، و هشام علاهم، و غيرهم من المنحرفين، و الاجتماع بهم .
و من المؤاخذات :
* الدفاع عن مميعة الجامعة الإسلامية من أصحاب الدراسات الذين هم تحت تأطير عبد المالك و الرحيلي، كما حصل من عبد الخالق ماضي، و قد شافهني نفسه بهذا في بيت أحد أصدقائه العوام في الأخضرية، و أنه دافع عنهم حتى عند الشيخ ربيع، فلما ذكره الشيخ ربيع بحالهم الذي نقله عنهم الثقات، زعم له عبد الخالق بأنه يسعى لاحتوائهم بدلًا من أن يحتويهم عبد المالك، فقال له الشيخ ربيع: هم الذين يحتوونك! أخبرني بهذه الأخيرة شيخنا عبد المجيد حفظه الله، و لعبد الخالق في هذه الزلة قصة مع أخينا الدكتور بو فلجة بن عباس في المدينة النبوية .
* نصيحة طلبة الجامعة الإسلامية و معهد الحرم بالدراسة عند المخالفين الشناقطة مع الوصية بالتستر على ذلك و الحذر من إشهاره و إذاعته، كما فعل عبد الخالق ماضي، و هو مثبتٌ عليه بصوته، و هي زلة خطيرة، مخالفة لمنهج السلف و لما عليه أئمة السنة، من النهي عن الجلوس لأهل البدع و التعلم عنهم، و الاستفادة منهم .
فقد سئل العلامة العثيمين رحمه الله: ما حكم حضور دروس أهل البدعة؟
فأجاب رحمه الله: إذا كان يحضر دروس أهل البدعة من أجل أن يناقضهم و يبين لهم الحق و الصواب فهو واجب، و إن كان يُريد أن يتعلم منهم فلا يتعلم منهم، حتى لو كان في غير العقيدة،لو كان يدرس في النحو أو في البلاغة، لا تقربهم لأنهم قد يدسون السُّم في الدسم كما يقولون، و أيضًا إذا حضرت لهم ربما يغترُّ بك أحد من الناس يقول: هؤلاء ليس في حضور دروسهم بأس..»[من صوتية منشورة في النت].
و سئل الشيخ العلاَّمة المحدث الفقيه أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله- السؤال التالي :
ما حكم الدراسة عند أهل البدع بهذه الشروط:
علم لا يوجد عند أهل السنة أو يوجد ولكن لم يوافقوا أو لم يتفرغوا للتدريس.
عنده بدع مثل الانتساب للإخوان المسلمين، ولكن لا يدعوا إلى هذا، وغير مشهور في هذا التنظيم.
أنت بحاجة إلى بناء كيانك العلمي، فماذا تفعل، وما هو التوجيه، وجزاكم الله خيرا ؟.
فأجاب رحمه الله: « الذي يترجح لي أنَّ المبتدع ينبغي ألاَّ يُدرَس عليه؛ لأنَّه ربما يُدخِل بدعته في دروسه ويحببها للطلاب، وينشرها بواسطة الدروس.
وكم من طالب علمٍ بدأ على طريقةٍ سلفية صحيحة، ثمَّ انتسب إلى شيخ وجالسه كثيراً حتى حوَّله عمَّا هو عليه.
فينبغي لطالب العلم السلفي الذي يريد الحق ألاَّ يدرس على المبتدع؛ لأنَّه إذا درس عليه عظَّمه، و لا يجوز تعظيم أهل البدع.
والأمر الثاني:
أنَّه لايؤمن أن يُدخِل عليه شيئاً من بدعه ويحببها، ويقبلها هذا الطالب من حيث أنَّه لا يدري! »[ من مقال في شبكة سحاب بعنوان " ما حكم الدراسة عند أهل البدع بهذه الشروط "] .
و من الموافقات الطريفة! أن هذا المقال كتبه عبد الواحد المدخلي الذي صار مُعظَّمًا عند القوم .
و قد علَّق عليه أحمد الزهراني قائلًا: « جزى الله الأخ الفاضل المفضال الحبيب الأديب عبدالواحد المدخلي - حفظه الله- خيرا على هذا النقل العزيز عن شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله-
وقد ورد عن سلفنا الصالح العديد من الآثار في ما بينه ووضحه الشيخ النجمي - رحمه الله-» .
ثم علَّق عبد الواحد المدخلي على مقاله قائلًا: « ومن يحتج بما ورد عن السلف بالرواية عن غير الداعية، فالجواب عليه أن هذا في باب الرواية بشروطه حفظاً للعلم، لا في الدراسة وتلقي العلم، وحتى من رووا عنه فقد حذروا من بدعته وإلا كيف عرف ذلك عنه؟!ثم إن باب الرواية قد انتهى، ولم يبق إلا التحذير فانتبه -وفقك الله-».
كما نقل عبد الواحد المدخلي عن الإمام الذهبي من كتابه " السير " قوله في سياق ترجمته لابن عقيل الحنبلي نقلًا عنه: « وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء، وكان ذلك يحرمني علما نافعاً!!
قال الحافظ الذهبي-رحمه الله-معلقاً على ذلك: كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزلة، ويأبى حتى وقع في حبائلهم، وتجسر على تأويل النصوص، -نسأل الله السلامة-».
فما هو موقف عبد الواحد و الزهراني يا ترى من خرجة عبد الخالق ماضي؟! و أين عبد الخالق مما نقله صاحباه عن الأئمة و العلماء في النهي الشديد عن أخذ العلم عن المبتدعة؟! أهذا هو منهج السلف؟!
* الطعن الخطير في السلفيين و وصفهم بمرضى القلوب لا لشيء إلا لكونهم يحذرون من الدراسة عند المخالفين الشناقطة و غيرهم من أهل البدع، كما فعلها عبد الخالق ماضي في نفس صوتيته المُشار إليها آنفًا، و التي عكس فيها القضية، و زوَّر فيها الواقع و الوقائع، فالشناقطة المرضى حقيقة بالبدع و الشبهات ، هم عند عبد الخالق محل إشادة، و نصح بمجالسهم و الاستفادة منهم، و السلفيون الأصحاء بالسنة و منهج السلف عنده عبارة عن مرضى قلوب، و ما نقم منهم - حتى وصفهم بهذا الوصف الخطير- إلا لزومهم مذهب السلف وأخذهم بوصايا الأئمة، في التحذير من أخذ العلم عن المبتدعة، و الإنكار على من يفعل ذلك، فانطلاقًا من أيِّ منهج يفعل عبد الخالق هذه الأفاعيل؟
* التعامل مع جمعية الونشريس الحزبية و تزكيتها، و النصيحة بالتقليل من موائد المشاوي و الذبائح التي تظهر في كل فيديو مع هذه الجمعية و غيرها، و المقرونة بمجالسة المخالفين و الاختلاط بهم، و الله المستعان .
* تقرير القاعدة الحزبية التمييعية: « حمل المجمل على المفصل » و العمل بها، كما حصل من عز الدين، و هو ثابتٌ عنه بصوته في أحد دروسه في شرح الطحاوية، حيث قال: مؤصِّلًا لهذه القاعدة البدعية : «من المآخذ على هذا المتن (الطحاوية) فيه عبارت مشتبهة، فيه عبارات فيها نوع إيهام، والقاعدة في هذا: أن العبارت المشتبهة تفسر بالعبارت الواضحة، هذه قاعدة عند العلماء، بمعنى أن النصوص المتشابهة في القرآن الكريم و السنة، لا بد أن تُفسر بالنصوص الواضحة و تُردُّ إليها، هذا ما عليه مذهب الراسخين في العلم..، أن يُردَّ المتشابه الى المحكم وحتى في كلام العلماء! أنت رأيت كلاما عند أهل العلم واشتبه عليك فأنت لا تأخذ ما قاله لكي تشنع عليه، أو تجرحه من غير حق، بل ينبغي أن تأخذ مجمل كلامه المبثوث هنا وهناك، وترد المتشابه الى المحكم، لأن هذه هي طريق الراسخين في العلم..»انتهى .
أقول: أما طريقة الراسخين في العلم: فهي ردُّ النصوص المتشابهة من القرآن و السنة إلى النصوص المحكمة، و أما حمل المجمل على المفصل في كلام غير المعصوم فهي طريقة الحزبيين المميعين المنحرفين، كما أبان ذلك العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، في غير ما موضع من كتاباته ، و له في ذلك ردودٌ قوية على أصحاب هذه البدعة، مصحوبةٌ بالإنكار و التشنيع الشديدين، و من ذلك قوله سدَّده الله: «« كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:.. .
حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.. .
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً
والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون » [عن رسالة " أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها " (الأصل التاسع)] .
و قد عدَّ العلامة ربيع هذه القاعدة البدعية من جنايات أبي الحسن على الأصول السلفية، كما تراه في رسالته " جناية أبي الحسن على الأصول السلفية " .
* النزول في مساجد الحزبيين، و المحاضرة عندهم، مع ما في ذلك من تكثير سواد أهل الباطل، و التغرير بالناس، كما هو منهج عز الدين رمضاني الذي صرَّح بانتهاجه و السَّير عليه، و ذلك في إحدى الصوتيات، التي قال فيها: « أنا مرة ذهبت لمسجد ألقيت درسا بطريقتي وبعقيدتي وبمنهجي وأعلّم الناس، يأتي واحد يقول إمام ذلك المسجد فيه كلام !! إذن قل لي غدا إذا ذهبت لمسجد آخر المصلي في ذلك المسجد فيه كلام !! المؤذن ذاك فيه كلام، مؤذن حلّيق إذن لا آتي للصلاة لأن مبتدع يؤذن فكيف أصلي خلفه !!
ليس هذا هو المنهج يا إخوان ليس هذا هو المنهج !! هذه طريقة الحداديين الذين لم يتركوا أحدا ، يجب أن نراجع أنفسنا في هذه المسائل.. »انتهى كلامه .
فالرجل يرى التحذير من النزول عند المخالفين و المحاضرة في مساجدهم طريقة الحداديين! و صاحبه عبد الخالق ماضي يرى التحذير من الدراسة عند المبتدعة طريقة مرضى القلوب! و صاحبهم الثالث يصف السلفيين الحريصين على سلامة منهجهم بالسؤال عن أحوال الرجال، لتمييز السلفي من غيره: بالبراهش و الذراري، فأيُّ سلفية هذه؟! حسبنا الله و نعم الوكيل .
* استجابتهم لشروط عبد المالك رمضاني التي اشترطها عليهم للجلوس معهم في ذلك المجلس المشؤوم، و سكوتهم عن طعوناته في العلماء و السلفيين، و عن وصفه للعلامة ربيع بالكذاب و للشيخ عبيد بالمافيا، بل و موافقتهم لعبد المالك في ما كان يهذي به من باطل، كما قال عبد المالك في صوتياته التي فضح بها القوم: « كل شيء الذي أتكلم فيه يوافقوني عليه »!! و قال: « هم مشكلتهم :يجبنون عن مواجهتي هذه مشكلتهم عدة مرات !! لما نقابلهم ما يهمنيش، ما يفتحوش كامل الموضوع ، الموضوع لا يفتحونه إطلاقا أنا نفتح الموضوع و نتكلم ونتكلم و لا أحد منهم يعني يجاوب »انتهى .
ألا يصدق فيهم قول القائل:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة ***** * ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** **بل كان قلبك في جناحي طائر
* اتخاذهم لعبد الخالق ماضي « سانديكا » يدافع عنهم للرفع من أجورهم التي يأخذونها في مقابل الأعمال الدعوية، كما هو ثابتٌ بصوته، حيث قال: المشايخ يسموني سانديكا أنا لي نضرب عليهم باش يزيدولهم فالخلاص! .
* خذيلة شيخنا لزهر حفظه الله يوم أن قام مدافعا عن الشيخين ربيع و عبيد حفظهما الله من طعونات عبد المالك التي صدرت منه بحضرتهم، حيث سكتوا عن الطَّاعن بل ستروه و تكتَّموا على طعوناته، و زادوا على ذلك خذلان الشيخ لزهر الذي صاح بالرمضاني و قام لله مُنافحًا عن هاذين العالمين غيرةً على العلماء، -كما هو دأبُه و دأبُ إخوانِه مع علماء السنة-، و ذلك لما كذَّبه الرمضاني و شنَّع عليه بذلك جماعة « الكل » و تحمَّل منهم ما تحمَّل في سبيل الدفاع عن العلماء، فعندها لم يتكلم جماعة الإصلاح بنصف كلمة نصرةً لأخيهم الشيخ لزهر، و كتموا شهادة الحقِّ و هو أحوج ما يكون إلى شهادتِهم و أخروا البيان عن وقت الحاجة إليه! و لم يخرجوا ما عندهم من حقائق إلا في الوقت الضائع! تحت الضغوط الكبيرة، و لم تكن ذا قيمة يومها.
* إظهار الفرح و السرور و الابتهاج بالاجتماع ببن حنفية عبدين كما حصل من عز الدين رمضاني، و التصريح بأن ذلك مما يُكسب المودة و التآخي، و يزداد به الإيمان، ناهيك عن ثنائه عليه في ذلك المجلس و إحالة الأسئلة إليه، و الله المستعان، و كل هذا مثبت عن عز الدين رمضاني بالصوت و الصورة .
* الثناء على قصيدة البردة، و وصفها بالقصيدة الجميلة جدًّا، و أن فيها أبيات لائقة جيِّدة يحسن حفظها!ثبت عن عز الدين رمضاني بصوته، و الله المستعان، و هذا يتنافى تمامًا و يتصادم مع ما قاله فيها علماء السنة، كالعلامة الفوزان حفظه الله الذي قال بأنها قصيدة شركية بدعية لا قيمة لها يجب إتلافها، و ذلك في صوتية منشورة على النِّت [ بعنوان " الشيخ صالح الفوزان حكم القراءة من البردة"] .
و قال العلامة العثيمين رحمه الله بعد أن ذكر بعض ما في البردة من شركيات و كفريات:« و لهذا نحن نرى أنه يجب على المؤمنين تجنب قراءة هذه المنظومة لما فيها من الأمور الشركية العظيمة »[ من صوتية بعنوان " ابن عثيمين يرد على قصيدة البردة للبوصيري في مدح الرسول" ] .، فقارنوا بين توجيهات العلماء الربانيين و بين توجيهات عز الدين رمضاني هداه الله .
* رفض أخبار الثقات و ردِّها، كما حصل من القوم بخصوص شهادات إخواننا التي أيَّدوا بها مشايخنا فيما أدانوا به مشايخ دار الفضيلة، حيث جعلوا يرجفون عليها بالشبهات لردها و إسقاطها، و إسقاط ما بُني عليها من أحكام صحيحة بمقتضى منهج السلف ..
و لا يخفى أن ديننا يقوم على أخبار العدول، فالواجب قبولها و بناء الأحكام عليها كما هو مذهب السلف، و منهج أئمة السنة، إذ التشكيك فيها أو رفضها و إسقاطها إنما هو مسلك الحزبيين و المميعة، كما أنه انحرافٌ عن الفطرة، و مناوأة شديدة لمنهج السلف.
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله:« هذا هو منهج الذهبي في نقد الرجال، إنه لقائم على احترام أقوال وجروح أئمة الحديث والنقد، وعلى قبوله لها بكل ثقة وبصدر رحب؛ لاعتقاده فيهم أنهم جبال في الصدق والأمانة والإخلاص والعدل والتحرير.
وسير منه على منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في قبول أخبار الثقات.
وحاشاه وحاشا السلف، ومنهم أئمة الجرح والتعديل أن يسيروا على منهج الحلبي وأمثاله في الشك والتشكيك في أخبار الثقات »[ من مقال " الحلبي يوهم الناس أنه على منهج الجبال من أئمة الحديث ونقاد الرجال "] .
و قال حفظه الله في مقاله " التثبت في الشريعة وموقف أبي الحسن منه "( ص34): « والخلاصة في الأخير أن الرجل يرد أقوال العلماء وشهاداتهم وأحكامهم ويرد أخبار السلفيين مهما بلغ عددهم ويقبل بهواه أخبار أناس مجهولين أو كذابين فعلاما تدل مثل هذه المواقف والتصرفات؟!.. .
فلو كنت ذا منهج صحيح وقصد سليم لماذا تفعل كل هذا؟ ولماذا ترد أخبار السلفيين وإن كثرت أعدادهم؟ أليس كل من هذا وذاك يدلان على اعوجاج شديد وانحراف عن الفطرة والمنهج السلفي السديد؟! بل يدلان على مناوأة لهذا المنهج وأهله بالتأكيد » .
فالشك و التكشيك في أخبار الثقات منهجٌ حلبيٌّ! و انحرافٌ عن الفطرة، و مناوأة للمنهج السلفي بالتأكيد!
و قبولها و العمل بها منهجٌ سلفي، فهي إحدى الطرق الشرعية الصحيحة عند أهل السنة في إثبات أخطاء المخطئين، و إدانة المخالفين، و عليها اعتمد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في توثيق انحرافات المخالفين، و إدانتهم من منطلقها في حالات كثيرة، و قبله أئمة السنة، و تبعهم على ذلك مشايخنا جزاهم الله خيرا .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية"( 1/ 166) في سياق كلامه على (حديث الإفك ): « وفي استشارة النبي صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة وسؤاله بريرة عما عندهم من العلم بأهله بيان واضح أنه لم يسألهم إلا وواجب عليهم إخباره بما يعلمون من ذلك ، فكذلك يجب على جميع من عنده علم من ناقل خبر أو حامل أثر ، ممن لا يبلغ محله في الدين محل عائشة أم المؤمنين ، ولا منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتها منه بخصلة تكون منه يضعف خبره عند إظهارها عليه ، أو بجرحة تثبت فيه يسقط حديثه عند ذكرها عنه ، أن يبديها لمن لا علم له به ، ليكون بتحذير الناس إياه من النَّاصرين لدين الله ، الذَّابِّين للكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيالها منزلة ما أعظم، أو مرتبة ما أشرفها ، وإن جهلها جاهل وأنكرها منكر »انتهى .
فشهادة الثقات التي تثبت إدانة المجروحين في الحديث أو غيره، من النصرة لدين الله تعالى عند أئمة السلف، و من الذب عن السنة، و أصحابها هم ذووا المنازل العظيمة، و المراتب الشريفة، لكنها عند الاحتوائيين نميمة و تحريش، و أصحابها أهل فتن و إفساد!، نعوذ بالله من الحور بعد الكور .
قال العلامة النجمي رحمه الله: كما في "الفتاوى الجلية" (2/33): « أما خبر العدل فإنه يؤخذ به فكيف إذا كان المخبرون جماعة ومن خيرة المجتمع وأعلاه وأفضله علمًا وعدالة، فإنه يجب ويتحتم الأخذ به، ومن ردَّه فإنما يردُّه لهوى في نفسه؛ لذلك فهو مدانٌ، ويعتبر حزبيًّا بهذا الرَّد »انتهى .
* رمي بعض علماء السلف والخلف بما يبرّر القومُ به لمجالسهم المميَّعة، التي كثير من روادها من هذا الصنف، كما حصل من عز الدين رمضاني، و هو ثابتٌ عنه بصوته، حيث زعم بأن أكثر الحضور في مجلس الإمام مالك من العلويين، حكاه مُقرا له، لتبرير توافد المميعة على مجلسه، و نقل عن بعضهم – و الله أعلم ما مدى صحته- قولهم: عن مجالس العلامتين ابن باز و العثيمين، أن أكثر مرتاديها من المميعين و الإخوان، ثم قال: و هذا ليس فيه شيء!
فهو يرى بأن احتفاء المخالفين بشيخ من الشيوخ حتى يغلبوا على مجلسه، ليس فيه شيء، - هذا مع عدم تسليمنا طبعًا بما ذكره عن أولئك الأئمة- لكنها عند علماء السنة قرينة قوية على ميوله إليهم، بل ربما على أنه على منوالهم! فالطيور على أشكالها تقع، و في الحديث: « الأرواح جنود مجندة » .
سئل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: أحد الإخوة أعطانا سلسلة لشرح عمدة الأحكام للشيخ محمد الشنقيطي وهي تحتوي على أربعمائة شريط فهل نضعها وقفا في المسجد ؟
فأجاب حفظه الله: « أنا ما قرأت هذا الشرح، ويقال: إن الرجل لا يميز بين الأحاديث الضعيفة، وأنه يمشي مع الحزبيين ومع الصوفية ولا علاقة له بأهل السنة ، فلا أستطيع أن أزكى إنتاجه و لا أزكيه ، ثم من الذي يروج لهذا الرجل أشرطته ؟ فأهل السنة لا يروجون له وإنما يروج له الحزبيون ، و إن كان هو لا يتظاهر بالتحزب ، ولكن لما نرى هؤلاء الحزبيين يلتفون عليه ويهتفون بأشرطته ويعتبرونه إماما من أئمة المسلمين، يدلك على أن الرجل منهم »[ من مقال منشور في شبكة سحاب بعنوان " أقوال العلماء في محمد المختار الشنقيطي "] .
* رمى السلفيين بالتكفير ظلما و عدوانا، و أن بذرة التكفير قد تغلغلت فيهم، ثبت هذا بصوت عبد الخالق ماضي، و مثله في كتابة على الواتس عن دهاس.
قال عبد الخالق: « ولكن للأسف راك تشوف التعنت الآن والانحراف يزيد يوم بعد يوم، صار الآن آل الأمر إلى الضرب وأقول والله العظيم هذه بذرة التكفير بدأت تكبر فيهم وفي أتباعهم إلى أن وصل الحد إلى الاعتداء فهذا نذير شؤم وهو دخول وتغلغل بذرة التكفير في نفوس هؤلاء، وهكذا كانوا الإخوان قديما والجزأرة وغيرهم كانوا عندهم بذرة التكفير والله المستعان » .
هذا كلام عبد الخالق في السلفيين، ثم إذا بنا نراه يقع حقيقة في التكفير الذي رمى به إخوانه بهتانًا و ظلما و عدوانا، فقال في صوتية أخرى متهما إخوانه بالوقوع في خوف السر، الذي هو من الشرك الأكبر و العياذ بالله، قال: « كل من ساعد في إشعال الفتنة وهو يعلم أن القضية ليس فيها برهان ولا دليل، إنما هو خوف السر من غير الله تبارك وتعالى »، و قد تتبعه في كثير من هذه الافتراءات الباطلة الظالمة أخونا الفاضل عبد الصمد سليمان و فندها فجزاه الله خيرا .
و لبوطاعة البرجي نحو هذا البهتان حيث شكك في إيمان إخوانه باليوم الآخر، و بالحساب و العقاب، و العياذ بالله، فمن هو صاحبة بذرة التكفير؟! .
* مخالفة عبد الخالق ماضي للعلماء في تبديع العيد شريفي، و قوله بأنه سلفي و أن مشكلته إنما هي في سوء خلقه فقط .
* طعن عبد الخالق في المشايخ و انتقاصه لهم قبل هذه الأحداث، و على رأسهم العلامة محمد علي فركوس، و شيخنا لزهر، بل حتى عبد الغني عوسات الذي صار عنده اليوم أعلم أهل الجزائر، و سيأتي الكلام على هذا [انظر لهاذين الخطأين مقال الأخ عبد الصمد سليمان الذي بعنوان " هذه شهادتنا تأييدا لشيخنا ووالدنا الشيخ أزهر حفظه الله ورعاه "].
* و لعبد الخالق ماضي كلامٌ مُثبتٌ بصوته، عن الثوري الخارجي الفتان علي بلحاج، لا يمتُّ لطريقة السلف بصِلة فيما يتعلَّق بالتعامل مع أمثال هؤلاء، بل فيه تزكية ضمنية له و لأعماله!، و بعدٌ كبير عن مسلك أهل السنة في الكلام في الرجال.
و مما جاء في هذه الصوتية قوله: « هذا أمر خلاص إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم! نشوف أنا لي ينفعني، و علاش نقعد داير هذه حكاية، خلاص انشقوا طريقنا يا إخوانا: لا يزال الناس مختلفين و لذلك خلقهم الله..، على الأقل الحمد لله، نقولوا الحمد لله مراهوش كيما غيروا ممن يدعوا إلى الشرك و يناصر البدع، فيه نوع شر، هو شره قليل بالنسبة لأناس آخرين، خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد.
علاش نقعدوا حياتنا قاع و حنا مبرونشيين في هذه القضية حابسين و نتكلموا غير في هذا الموضوع »انتهى .
من يُصدِّق هذا الكلام الغريب العجيب، فإذا كان شرُّ علي بلحاج قليل! و هو الذي تسبب في فتنة دموية عظيمة في بلاد الجزائر أتت على الأخضر و اليابس، و حصل بسببها من المفاسد الدينية و الدنيوية ما لا يعلمه إلا الله، و لا نزال نذوق مرارتها إلى الآن: فليس في الدنيا أشرار؟!
علا ماذا هذا التهوين من شرِّ هذا الشرير، و من شرِّ بدعته الغليظة؟! و فساده العريض؟! و من أيِّ منطلق؟! هل هكذا يتعامل علماء السنة مع رؤوس الفتن و الضلال؟! نعوذ بالله من مضلات الفتن .
* و قول عبد الخالق: « خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد »،و قوله قبل ذلك:« إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم! نشوف أنا لي ينفعني » كيف نتركه يخدم! و هل علي بلحاج يخدم أو يهدم؟! حتى نتركه يسرح و يمرح؟! أخشى أن يكون دافع الرجل لهذا الكلام العجيب، هو تضايقه من الردود، و من منهج الجرح و التعديل و الكلام في الرجال، فإن رائحة هذه النعرة تفوح من كلامه .
و لماذا لم تقل مثل هذا الكلام في مشايخنا و على رأسهم العلامة فركوس، أن لهم وجهة اقتنعوا بها فتتركهم يخدموا الله يسهل عليهم و أنت روح تخدم في جهة أخرى، لماذا أنت منشغل بهم و بالتحذير منهم و الطعن فيهم أينما حللت و نزلت ؟
و من المؤاخذات:
* غشُّ السلفيين و التغرير بهم، و التناقضات الدالة على تخبطهم و تلونهم، فبالأمس كانوا يصفون بعض الدعاة بقلة الزاد و البضاعة العلمية، و أنه ليس له إلا محاضرة واحدة يطوف بها و يجوب بها ربوع البلاد، و أنهم صاروا يُعيَّرون به حتى وصل بهم الأمر إلا نصح الإخوة بعدم إشراكه في الدورات العلمية للأسباب آنفة الذكر، ثم و بين عشية وضحاها قدموا الرجل للناس على أنه شيخ الجزائر و عالمها بلا منازعة، و شيخ الجرح و التعديل فيها، كما تجدون هذا مثبتا في شهادات إخواننا الثقات العدول، و من ذلك قول أخينا الفاضل عبد الصمد سليمان في مقاله " هذه شهاداتنا " و هو يُخاطب عبد الخالق ماضي: كم مرة سمعنا قولك وأنت تلمح عليه (على عبد الغني عوسات)أن الإنسان لا يغرف من بحر ولا بد أن يحضر دروسه قبل أن يلقيها ونحو ذلك .
كما شهد الإخوة الأفاضل: رزق الله الأخ الشقيق لعبد الصمد و الأخ لخضر، بأن عبد الخالق كان يقول عن عبد الغني عوسات: بأن دروسه صارت منتقدة ولا يحسن إلا « علمكم نبيكم حتى الخراءة » وأنه يكررها كثيرا، وأنه بسبب كثرة أسفاره صار لا يدري ما يقول في محاضراته[ و شهادت الأخوين في ضمن مقال الأخ عبد الصمد ]، و هؤلاء الإخوة من أقصى غرب الجزائر من مغنية.
و من ذلك: شهادة أخينا نبيل باهي و هو من أقصى شرق الجزائر من أم البواقي!، و قد أدلى بها كتعليق منه على مقال الأخ عبد الصمد "هذه شهاداتنا "، حيث قال مخاطبًا عبد الخالق: « ما تعلق بالشيخ عبد الغني: فقد ذكرتم لنا مرة أنكم أصبحتم تُعيَّرون به، وقد طلبتم في آخر دورة لنا بمدينة عين البيضاء أن لا يشارك لذات السبب ».
* و من ذلك وصف بوطاعة لحمودة بأنه متعالم لا يساوي شيئًا، و أنه سبب الفتنة، كما هو ثابت عنه بصوته، ثم إذا بنا نراه معه في خندق واحد، واضعًا بده في يده، و لله في خلقه شؤون!
* و من ذلك نكوص مرابط على عقبيه، و تصالحه مع عيسى البليدي و إعلانه التراجع عن طعوناته فيه بعد الذي حصل بينهما أيام حملة الهابط المسعورة " تصحيح المسار "، و وصفه له بالحدادية و غيرها من ألقاب السوء، و استمر الوضع بينهما على ذلك حتى بداية هذه الأحداث، حيث كان هذا البليدي يومها مع أهل الحق ، فما إن قلب ظهر المجن حتى احتواه مرابط و تراجع عن كل ما قاله فيه! و أعلن ذلك في تغريدة على حسابه! نعوذ بالله من الولاء و البراء الضيِّق .
فهذه بعض مخالفات القوم جمعتها- كما قلتُ في أول المقال- على عجالة، استجابة لبعض إخواني، لتقريب الحقائق للناظرين، و إلجام المنكرين الجاحدين، و تبكيت المصرين المعاندين .
فإن قيل: لم نرك قد ذكرتَ أخطاء لبعضهم فكيف ألحقتموهم بهم؟ فالجواب:
أولا: لم أستوعب كلَّ أخطاء القوم، و إنما كتبت ما حضرني في عجالة استجابة لطلب بعض إخواني ممن انزعج من قلب القوم للأمور، حيث تستروا على أخطائهم و أخفوها و انتفوا منها، و راحوا يفتعلون أخطاء لمشايخنا لشغل الناس عن محل النزاع، و ليظهروا للناس بأن المخالفات إنما هي عند مشايخنا و ليست عندهم! و ذلك فيما جمعوه من أخطاء قدموا لها بنصيحة العلامة ربيع حفظه الله، هذا أمر:
و أمرٌ ثان: على فرض أنه ليس عند هؤلاء الذين لم يُذكروا أخطاء منهجية واضحة فيكفيهم مناصرتهم للمبطلين و تأييدهم لهم، و إيواؤهم لهم، و تكثير سوادهم، و الرَّاضي بالفعل كالفاعل .
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في مقاله " بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" ( الحلقة الأولى )، بعد أن ذكر جملة من ضلالات أهل التمييع:« فإذا قال أنا لست معهم في كل شيء، قلنا له: أنت من مؤيديهم وأنصارهم و الذابين عنهم فأنت منهم وتحارب من ينكر أباطيلهم، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
وتذكر قول الله تعالى : (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)(المائدة/79).
وتذكر قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ... )(النساء/135) الآية »انتهى .
و العلم عند الله تعالى، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيِّنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد: فهذه مجموعة من المخالفات المنهجية و غيرها، التي ثبتت عن جماعة الاحتواء بأنواع من البيِّنات و الحجج ، جمعتها على عجالة، استجابة لبعض إخواني ليقف من خلالها القراء على أخطاء شيوخ دار الفضيلة و مخالفاتهم فيحذروها، و لا يتبعوهم فيها، و نصيحة كذلك للقوم و تذكيرًا لهم بأخطائهم للمسارعة إلى التوبة منها و إعلان التراجع عنها، و هو الواجب عليهم .
و للعلم فإنَّ العلامة ربيع المدخلي وفقه الله و سدَّده، قد أثبت وجود هذه المخالفات لدى الجماعة، من حيث الجملة و اعترف بذلك، في عدد من الصوتيات المنشورة، و إن لم يُعيِّنها أو يُفصِّل فيها، و هو ما وددناه منه، و أحببنا أن يفعله حتى يتمكن الناس من تفاديها و اجتنابها، بعد معرفتهم بها، و وقوفهم عليها .
و من هذه الأخطاء و المخالفات ما كان سببا مباشرًا في موقف مشايخنا من الجماعة، باعتباره محل النزاع، و منها ما ظهر بعد ذلك و بان، و منها ما استجدَّ في هذه الأحداث، و هم مطالبون بالتوبة و إعلان التراجع عن الجميع، فالخطأ أبدًا خطأ و لا يزول بالقدم، و لا فرق بين كونه جديدًا أو قديمًا، ما دام أن صاحبه لم يتب منه .
و من هذه المؤاخذات التي نطالبهم بالتوبة منها:
* الثناء على أهل الضلال و البدع، و الإشادة بهم و بعلومهم، و نصح الناس بالاستفادة منهم، كما حصل من غير واحدٍ من جماعة الاحتواء:
و على سبيل المثال:
* ثناء عز الدين رمضاني على مقرّر عقيدة الإرجاء في شروحاته الصوفي محمد بلعالم، و تحسُّره على عدم استفادة الشباب من علمه و فقهه المالكي، كما هو مُثبتٌ بصوته .
* ثناء عز الدين رمضاني على محمد شارف، الأشعري الصوفي ناشر العقيدة الأشعرية و الذابّ عنها في الجزائر و دعوته الشباب السلفي إلى الاستفادة من كتب هؤلاء و فقههم، كما هو مُثبتٌ بصوته .
و هذا انطلاقًا من قاعدته التي يسير عليها في هذا الباب و هي:« اقرأ لكلِّ أحد فإذا كان فيه باطل فسوف تعرف بأنه باطل »، و هي مثبتة بصوته كذلك، و ما هذه النصائح منه بقراءة كتب هؤلاء و التتلمذ عليهم، و الاستفادة من فقههم و علومهم، إلا ترجمة عملية منه لهذه القاعدة، و الله المستعان .
* مدح عز الدين رمضاني لكثير من شيوخ العلامة ابن باديس الأشاعرة و تلقيبهم بالألقاب الضخمة، دون أدنى تنبيه على مخالفاتهم العقدية أو التحذير منها، كما هو مُثبتٌ بصوته، و من هؤلاء: طاهر بن عاشور، و محمد النخلي القيرواني، و محمد بلقاضي، و بلحسن بن نجار، و غيرهم .
* مدح مصطفى قالية للصوفي الأشعري محمد العربي بن يوسف الفاسي صاحب نظم "طرفة الطرف في مصطلح من سلف " و إقرار وصفه بشيخ الإسلام!، و إحياؤه لتراثه المهجور و المتروك من قبل السلفيين، و ثناؤه كذلك على والده يوسف المكنى بأبي المحاسن، و هو أحد رؤوس الصوفية في عصره و بلده، بل مؤسس الطريقة اليوسفية الشاذلية، و إشادته بعدد من شروحات النظم لبعض الصوفية و الأشاعرة، كما هو مُثبتٌ بصوت قالية هداه الله في تعليقاته على النظم، و قد تتبعه في ذلك أخونا الفاضل عبد المؤمن عمار في مقالة مفردة، بعنوان " تنبيه الغافل لما عند قالية من الباطل "، و قد أجاد فيها و أفاد و نصر الحق و دحض الباطل، جزاه الله خيرا، فليرجع إليها من أراد توثيق الكلام .
* مدح خالد حمودة للعلوي عبد الله بن إبراهيم العلوي الصوفي التيجاني القبوري، و حشد الثناءات عليه من هنا و هناك .
* تزكية القوم لبَن حنفية عبدين الجمعوي مفتي الجزأرة، و ثناؤهم على فقهه و مؤلفاته، و الإشادة بها و النصح بها، كما ثبت عن عبد الخالق ماضي بالصوت، و شهادة العدول، و بالصوت و الصورة و شهادة العدول عن عز الدين رمضاني.
فإن قيل: بأن هذا كان منهم قديمًا، و قد تراجعوا عنه، قلنا: لقد كانوا ينتفون من ذلك بالكلية، و لم يعترفوا به أصلًا، كما انتفوا من جميع أخطائهم جملةً و تفصيلًا على لسان عبد الخالق ماضي، و بعض الأبواق، و ادَّعوا بأنها مجرد كذب و افتراء عليهم، حتى جاءت الصوتيات و الفيديوهات الفاضحة التي كشفت حقيقة الأمر، و أثبتت هذه المؤاخذة عليهم، و غيرها، فعندها جعلوا يتحججون لموقفهم هذا من عبدين بكيت و كيت، بما لا ينطلي على السلفيين .
* تزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون، فقد حدثني بعض الثقات من قرية تولموت ببلدية بني عمران و هي القرية التي كان يلقي فيها حمودة دروسه الأسبوعية قبل أن يتم توقيفه: بأن حمودة سئل عن حال عمر حمرون؟ فأجاب-مُقرًّا-: الشيخ عز الدين يزكيه! فأثبت حمودة تزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون، و أقره و وافقه على ذلك من غير نكير .
هذا؛ و قد كتب الحلبيون في منتداهم بشارة، بتزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون و نصحه بمجالسه، تحت عنوان " " بشرى للسلفيين ... الشيخ عز الدين رمضاني ينصح بحضور مجالس ودروس الشيخ عمر حمرون (جديد) "، و لم نسمع إلى الآن تفنيدٌ من عز الدين رمضاني لهذا الخبر المستفيض عنه، و الله المستعان .
* تزكية طايبي و بن حليمة و بو قليع، و سمير سمراد، و هشام علاهم، و غيرهم من المنحرفين، و الاجتماع بهم .
و من المؤاخذات :
* الدفاع عن مميعة الجامعة الإسلامية من أصحاب الدراسات الذين هم تحت تأطير عبد المالك و الرحيلي، كما حصل من عبد الخالق ماضي، و قد شافهني نفسه بهذا في بيت أحد أصدقائه العوام في الأخضرية، و أنه دافع عنهم حتى عند الشيخ ربيع، فلما ذكره الشيخ ربيع بحالهم الذي نقله عنهم الثقات، زعم له عبد الخالق بأنه يسعى لاحتوائهم بدلًا من أن يحتويهم عبد المالك، فقال له الشيخ ربيع: هم الذين يحتوونك! أخبرني بهذه الأخيرة شيخنا عبد المجيد حفظه الله، و لعبد الخالق في هذه الزلة قصة مع أخينا الدكتور بو فلجة بن عباس في المدينة النبوية .
* نصيحة طلبة الجامعة الإسلامية و معهد الحرم بالدراسة عند المخالفين الشناقطة مع الوصية بالتستر على ذلك و الحذر من إشهاره و إذاعته، كما فعل عبد الخالق ماضي، و هو مثبتٌ عليه بصوته، و هي زلة خطيرة، مخالفة لمنهج السلف و لما عليه أئمة السنة، من النهي عن الجلوس لأهل البدع و التعلم عنهم، و الاستفادة منهم .
فقد سئل العلامة العثيمين رحمه الله: ما حكم حضور دروس أهل البدعة؟
فأجاب رحمه الله: إذا كان يحضر دروس أهل البدعة من أجل أن يناقضهم و يبين لهم الحق و الصواب فهو واجب، و إن كان يُريد أن يتعلم منهم فلا يتعلم منهم، حتى لو كان في غير العقيدة،لو كان يدرس في النحو أو في البلاغة، لا تقربهم لأنهم قد يدسون السُّم في الدسم كما يقولون، و أيضًا إذا حضرت لهم ربما يغترُّ بك أحد من الناس يقول: هؤلاء ليس في حضور دروسهم بأس..»[من صوتية منشورة في النت].
و سئل الشيخ العلاَّمة المحدث الفقيه أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله- السؤال التالي :
ما حكم الدراسة عند أهل البدع بهذه الشروط:
علم لا يوجد عند أهل السنة أو يوجد ولكن لم يوافقوا أو لم يتفرغوا للتدريس.
عنده بدع مثل الانتساب للإخوان المسلمين، ولكن لا يدعوا إلى هذا، وغير مشهور في هذا التنظيم.
أنت بحاجة إلى بناء كيانك العلمي، فماذا تفعل، وما هو التوجيه، وجزاكم الله خيرا ؟.
فأجاب رحمه الله: « الذي يترجح لي أنَّ المبتدع ينبغي ألاَّ يُدرَس عليه؛ لأنَّه ربما يُدخِل بدعته في دروسه ويحببها للطلاب، وينشرها بواسطة الدروس.
وكم من طالب علمٍ بدأ على طريقةٍ سلفية صحيحة، ثمَّ انتسب إلى شيخ وجالسه كثيراً حتى حوَّله عمَّا هو عليه.
فينبغي لطالب العلم السلفي الذي يريد الحق ألاَّ يدرس على المبتدع؛ لأنَّه إذا درس عليه عظَّمه، و لا يجوز تعظيم أهل البدع.
والأمر الثاني:
أنَّه لايؤمن أن يُدخِل عليه شيئاً من بدعه ويحببها، ويقبلها هذا الطالب من حيث أنَّه لا يدري! »[ من مقال في شبكة سحاب بعنوان " ما حكم الدراسة عند أهل البدع بهذه الشروط "] .
و من الموافقات الطريفة! أن هذا المقال كتبه عبد الواحد المدخلي الذي صار مُعظَّمًا عند القوم .
و قد علَّق عليه أحمد الزهراني قائلًا: « جزى الله الأخ الفاضل المفضال الحبيب الأديب عبدالواحد المدخلي - حفظه الله- خيرا على هذا النقل العزيز عن شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله-
وقد ورد عن سلفنا الصالح العديد من الآثار في ما بينه ووضحه الشيخ النجمي - رحمه الله-» .
ثم علَّق عبد الواحد المدخلي على مقاله قائلًا: « ومن يحتج بما ورد عن السلف بالرواية عن غير الداعية، فالجواب عليه أن هذا في باب الرواية بشروطه حفظاً للعلم، لا في الدراسة وتلقي العلم، وحتى من رووا عنه فقد حذروا من بدعته وإلا كيف عرف ذلك عنه؟!ثم إن باب الرواية قد انتهى، ولم يبق إلا التحذير فانتبه -وفقك الله-».
كما نقل عبد الواحد المدخلي عن الإمام الذهبي من كتابه " السير " قوله في سياق ترجمته لابن عقيل الحنبلي نقلًا عنه: « وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء، وكان ذلك يحرمني علما نافعاً!!
قال الحافظ الذهبي-رحمه الله-معلقاً على ذلك: كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزلة، ويأبى حتى وقع في حبائلهم، وتجسر على تأويل النصوص، -نسأل الله السلامة-».
فما هو موقف عبد الواحد و الزهراني يا ترى من خرجة عبد الخالق ماضي؟! و أين عبد الخالق مما نقله صاحباه عن الأئمة و العلماء في النهي الشديد عن أخذ العلم عن المبتدعة؟! أهذا هو منهج السلف؟!
* الطعن الخطير في السلفيين و وصفهم بمرضى القلوب لا لشيء إلا لكونهم يحذرون من الدراسة عند المخالفين الشناقطة و غيرهم من أهل البدع، كما فعلها عبد الخالق ماضي في نفس صوتيته المُشار إليها آنفًا، و التي عكس فيها القضية، و زوَّر فيها الواقع و الوقائع، فالشناقطة المرضى حقيقة بالبدع و الشبهات ، هم عند عبد الخالق محل إشادة، و نصح بمجالسهم و الاستفادة منهم، و السلفيون الأصحاء بالسنة و منهج السلف عنده عبارة عن مرضى قلوب، و ما نقم منهم - حتى وصفهم بهذا الوصف الخطير- إلا لزومهم مذهب السلف وأخذهم بوصايا الأئمة، في التحذير من أخذ العلم عن المبتدعة، و الإنكار على من يفعل ذلك، فانطلاقًا من أيِّ منهج يفعل عبد الخالق هذه الأفاعيل؟
* التعامل مع جمعية الونشريس الحزبية و تزكيتها، و النصيحة بالتقليل من موائد المشاوي و الذبائح التي تظهر في كل فيديو مع هذه الجمعية و غيرها، و المقرونة بمجالسة المخالفين و الاختلاط بهم، و الله المستعان .
* تقرير القاعدة الحزبية التمييعية: « حمل المجمل على المفصل » و العمل بها، كما حصل من عز الدين، و هو ثابتٌ عنه بصوته في أحد دروسه في شرح الطحاوية، حيث قال: مؤصِّلًا لهذه القاعدة البدعية : «من المآخذ على هذا المتن (الطحاوية) فيه عبارت مشتبهة، فيه عبارات فيها نوع إيهام، والقاعدة في هذا: أن العبارت المشتبهة تفسر بالعبارت الواضحة، هذه قاعدة عند العلماء، بمعنى أن النصوص المتشابهة في القرآن الكريم و السنة، لا بد أن تُفسر بالنصوص الواضحة و تُردُّ إليها، هذا ما عليه مذهب الراسخين في العلم..، أن يُردَّ المتشابه الى المحكم وحتى في كلام العلماء! أنت رأيت كلاما عند أهل العلم واشتبه عليك فأنت لا تأخذ ما قاله لكي تشنع عليه، أو تجرحه من غير حق، بل ينبغي أن تأخذ مجمل كلامه المبثوث هنا وهناك، وترد المتشابه الى المحكم، لأن هذه هي طريق الراسخين في العلم..»انتهى .
أقول: أما طريقة الراسخين في العلم: فهي ردُّ النصوص المتشابهة من القرآن و السنة إلى النصوص المحكمة، و أما حمل المجمل على المفصل في كلام غير المعصوم فهي طريقة الحزبيين المميعين المنحرفين، كما أبان ذلك العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، في غير ما موضع من كتاباته ، و له في ذلك ردودٌ قوية على أصحاب هذه البدعة، مصحوبةٌ بالإنكار و التشنيع الشديدين، و من ذلك قوله سدَّده الله: «« كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:.. .
حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.. .
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً
والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون » [عن رسالة " أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها " (الأصل التاسع)] .
و قد عدَّ العلامة ربيع هذه القاعدة البدعية من جنايات أبي الحسن على الأصول السلفية، كما تراه في رسالته " جناية أبي الحسن على الأصول السلفية " .
* النزول في مساجد الحزبيين، و المحاضرة عندهم، مع ما في ذلك من تكثير سواد أهل الباطل، و التغرير بالناس، كما هو منهج عز الدين رمضاني الذي صرَّح بانتهاجه و السَّير عليه، و ذلك في إحدى الصوتيات، التي قال فيها: « أنا مرة ذهبت لمسجد ألقيت درسا بطريقتي وبعقيدتي وبمنهجي وأعلّم الناس، يأتي واحد يقول إمام ذلك المسجد فيه كلام !! إذن قل لي غدا إذا ذهبت لمسجد آخر المصلي في ذلك المسجد فيه كلام !! المؤذن ذاك فيه كلام، مؤذن حلّيق إذن لا آتي للصلاة لأن مبتدع يؤذن فكيف أصلي خلفه !!
ليس هذا هو المنهج يا إخوان ليس هذا هو المنهج !! هذه طريقة الحداديين الذين لم يتركوا أحدا ، يجب أن نراجع أنفسنا في هذه المسائل.. »انتهى كلامه .
فالرجل يرى التحذير من النزول عند المخالفين و المحاضرة في مساجدهم طريقة الحداديين! و صاحبه عبد الخالق ماضي يرى التحذير من الدراسة عند المبتدعة طريقة مرضى القلوب! و صاحبهم الثالث يصف السلفيين الحريصين على سلامة منهجهم بالسؤال عن أحوال الرجال، لتمييز السلفي من غيره: بالبراهش و الذراري، فأيُّ سلفية هذه؟! حسبنا الله و نعم الوكيل .
* استجابتهم لشروط عبد المالك رمضاني التي اشترطها عليهم للجلوس معهم في ذلك المجلس المشؤوم، و سكوتهم عن طعوناته في العلماء و السلفيين، و عن وصفه للعلامة ربيع بالكذاب و للشيخ عبيد بالمافيا، بل و موافقتهم لعبد المالك في ما كان يهذي به من باطل، كما قال عبد المالك في صوتياته التي فضح بها القوم: « كل شيء الذي أتكلم فيه يوافقوني عليه »!! و قال: « هم مشكلتهم :يجبنون عن مواجهتي هذه مشكلتهم عدة مرات !! لما نقابلهم ما يهمنيش، ما يفتحوش كامل الموضوع ، الموضوع لا يفتحونه إطلاقا أنا نفتح الموضوع و نتكلم ونتكلم و لا أحد منهم يعني يجاوب »انتهى .
ألا يصدق فيهم قول القائل:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة ***** * ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** **بل كان قلبك في جناحي طائر
* اتخاذهم لعبد الخالق ماضي « سانديكا » يدافع عنهم للرفع من أجورهم التي يأخذونها في مقابل الأعمال الدعوية، كما هو ثابتٌ بصوته، حيث قال: المشايخ يسموني سانديكا أنا لي نضرب عليهم باش يزيدولهم فالخلاص! .
* خذيلة شيخنا لزهر حفظه الله يوم أن قام مدافعا عن الشيخين ربيع و عبيد حفظهما الله من طعونات عبد المالك التي صدرت منه بحضرتهم، حيث سكتوا عن الطَّاعن بل ستروه و تكتَّموا على طعوناته، و زادوا على ذلك خذلان الشيخ لزهر الذي صاح بالرمضاني و قام لله مُنافحًا عن هاذين العالمين غيرةً على العلماء، -كما هو دأبُه و دأبُ إخوانِه مع علماء السنة-، و ذلك لما كذَّبه الرمضاني و شنَّع عليه بذلك جماعة « الكل » و تحمَّل منهم ما تحمَّل في سبيل الدفاع عن العلماء، فعندها لم يتكلم جماعة الإصلاح بنصف كلمة نصرةً لأخيهم الشيخ لزهر، و كتموا شهادة الحقِّ و هو أحوج ما يكون إلى شهادتِهم و أخروا البيان عن وقت الحاجة إليه! و لم يخرجوا ما عندهم من حقائق إلا في الوقت الضائع! تحت الضغوط الكبيرة، و لم تكن ذا قيمة يومها.
* إظهار الفرح و السرور و الابتهاج بالاجتماع ببن حنفية عبدين كما حصل من عز الدين رمضاني، و التصريح بأن ذلك مما يُكسب المودة و التآخي، و يزداد به الإيمان، ناهيك عن ثنائه عليه في ذلك المجلس و إحالة الأسئلة إليه، و الله المستعان، و كل هذا مثبت عن عز الدين رمضاني بالصوت و الصورة .
* الثناء على قصيدة البردة، و وصفها بالقصيدة الجميلة جدًّا، و أن فيها أبيات لائقة جيِّدة يحسن حفظها!ثبت عن عز الدين رمضاني بصوته، و الله المستعان، و هذا يتنافى تمامًا و يتصادم مع ما قاله فيها علماء السنة، كالعلامة الفوزان حفظه الله الذي قال بأنها قصيدة شركية بدعية لا قيمة لها يجب إتلافها، و ذلك في صوتية منشورة على النِّت [ بعنوان " الشيخ صالح الفوزان حكم القراءة من البردة"] .
و قال العلامة العثيمين رحمه الله بعد أن ذكر بعض ما في البردة من شركيات و كفريات:« و لهذا نحن نرى أنه يجب على المؤمنين تجنب قراءة هذه المنظومة لما فيها من الأمور الشركية العظيمة »[ من صوتية بعنوان " ابن عثيمين يرد على قصيدة البردة للبوصيري في مدح الرسول" ] .، فقارنوا بين توجيهات العلماء الربانيين و بين توجيهات عز الدين رمضاني هداه الله .
* رفض أخبار الثقات و ردِّها، كما حصل من القوم بخصوص شهادات إخواننا التي أيَّدوا بها مشايخنا فيما أدانوا به مشايخ دار الفضيلة، حيث جعلوا يرجفون عليها بالشبهات لردها و إسقاطها، و إسقاط ما بُني عليها من أحكام صحيحة بمقتضى منهج السلف ..
و لا يخفى أن ديننا يقوم على أخبار العدول، فالواجب قبولها و بناء الأحكام عليها كما هو مذهب السلف، و منهج أئمة السنة، إذ التشكيك فيها أو رفضها و إسقاطها إنما هو مسلك الحزبيين و المميعة، كما أنه انحرافٌ عن الفطرة، و مناوأة شديدة لمنهج السلف.
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله:« هذا هو منهج الذهبي في نقد الرجال، إنه لقائم على احترام أقوال وجروح أئمة الحديث والنقد، وعلى قبوله لها بكل ثقة وبصدر رحب؛ لاعتقاده فيهم أنهم جبال في الصدق والأمانة والإخلاص والعدل والتحرير.
وسير منه على منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في قبول أخبار الثقات.
وحاشاه وحاشا السلف، ومنهم أئمة الجرح والتعديل أن يسيروا على منهج الحلبي وأمثاله في الشك والتشكيك في أخبار الثقات »[ من مقال " الحلبي يوهم الناس أنه على منهج الجبال من أئمة الحديث ونقاد الرجال "] .
و قال حفظه الله في مقاله " التثبت في الشريعة وموقف أبي الحسن منه "( ص34): « والخلاصة في الأخير أن الرجل يرد أقوال العلماء وشهاداتهم وأحكامهم ويرد أخبار السلفيين مهما بلغ عددهم ويقبل بهواه أخبار أناس مجهولين أو كذابين فعلاما تدل مثل هذه المواقف والتصرفات؟!.. .
فلو كنت ذا منهج صحيح وقصد سليم لماذا تفعل كل هذا؟ ولماذا ترد أخبار السلفيين وإن كثرت أعدادهم؟ أليس كل من هذا وذاك يدلان على اعوجاج شديد وانحراف عن الفطرة والمنهج السلفي السديد؟! بل يدلان على مناوأة لهذا المنهج وأهله بالتأكيد » .
فالشك و التكشيك في أخبار الثقات منهجٌ حلبيٌّ! و انحرافٌ عن الفطرة، و مناوأة للمنهج السلفي بالتأكيد!
و قبولها و العمل بها منهجٌ سلفي، فهي إحدى الطرق الشرعية الصحيحة عند أهل السنة في إثبات أخطاء المخطئين، و إدانة المخالفين، و عليها اعتمد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في توثيق انحرافات المخالفين، و إدانتهم من منطلقها في حالات كثيرة، و قبله أئمة السنة، و تبعهم على ذلك مشايخنا جزاهم الله خيرا .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية"( 1/ 166) في سياق كلامه على (حديث الإفك ): « وفي استشارة النبي صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة وسؤاله بريرة عما عندهم من العلم بأهله بيان واضح أنه لم يسألهم إلا وواجب عليهم إخباره بما يعلمون من ذلك ، فكذلك يجب على جميع من عنده علم من ناقل خبر أو حامل أثر ، ممن لا يبلغ محله في الدين محل عائشة أم المؤمنين ، ولا منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتها منه بخصلة تكون منه يضعف خبره عند إظهارها عليه ، أو بجرحة تثبت فيه يسقط حديثه عند ذكرها عنه ، أن يبديها لمن لا علم له به ، ليكون بتحذير الناس إياه من النَّاصرين لدين الله ، الذَّابِّين للكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيالها منزلة ما أعظم، أو مرتبة ما أشرفها ، وإن جهلها جاهل وأنكرها منكر »انتهى .
فشهادة الثقات التي تثبت إدانة المجروحين في الحديث أو غيره، من النصرة لدين الله تعالى عند أئمة السلف، و من الذب عن السنة، و أصحابها هم ذووا المنازل العظيمة، و المراتب الشريفة، لكنها عند الاحتوائيين نميمة و تحريش، و أصحابها أهل فتن و إفساد!، نعوذ بالله من الحور بعد الكور .
قال العلامة النجمي رحمه الله: كما في "الفتاوى الجلية" (2/33): « أما خبر العدل فإنه يؤخذ به فكيف إذا كان المخبرون جماعة ومن خيرة المجتمع وأعلاه وأفضله علمًا وعدالة، فإنه يجب ويتحتم الأخذ به، ومن ردَّه فإنما يردُّه لهوى في نفسه؛ لذلك فهو مدانٌ، ويعتبر حزبيًّا بهذا الرَّد »انتهى .
* رمي بعض علماء السلف والخلف بما يبرّر القومُ به لمجالسهم المميَّعة، التي كثير من روادها من هذا الصنف، كما حصل من عز الدين رمضاني، و هو ثابتٌ عنه بصوته، حيث زعم بأن أكثر الحضور في مجلس الإمام مالك من العلويين، حكاه مُقرا له، لتبرير توافد المميعة على مجلسه، و نقل عن بعضهم – و الله أعلم ما مدى صحته- قولهم: عن مجالس العلامتين ابن باز و العثيمين، أن أكثر مرتاديها من المميعين و الإخوان، ثم قال: و هذا ليس فيه شيء!
فهو يرى بأن احتفاء المخالفين بشيخ من الشيوخ حتى يغلبوا على مجلسه، ليس فيه شيء، - هذا مع عدم تسليمنا طبعًا بما ذكره عن أولئك الأئمة- لكنها عند علماء السنة قرينة قوية على ميوله إليهم، بل ربما على أنه على منوالهم! فالطيور على أشكالها تقع، و في الحديث: « الأرواح جنود مجندة » .
سئل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: أحد الإخوة أعطانا سلسلة لشرح عمدة الأحكام للشيخ محمد الشنقيطي وهي تحتوي على أربعمائة شريط فهل نضعها وقفا في المسجد ؟
فأجاب حفظه الله: « أنا ما قرأت هذا الشرح، ويقال: إن الرجل لا يميز بين الأحاديث الضعيفة، وأنه يمشي مع الحزبيين ومع الصوفية ولا علاقة له بأهل السنة ، فلا أستطيع أن أزكى إنتاجه و لا أزكيه ، ثم من الذي يروج لهذا الرجل أشرطته ؟ فأهل السنة لا يروجون له وإنما يروج له الحزبيون ، و إن كان هو لا يتظاهر بالتحزب ، ولكن لما نرى هؤلاء الحزبيين يلتفون عليه ويهتفون بأشرطته ويعتبرونه إماما من أئمة المسلمين، يدلك على أن الرجل منهم »[ من مقال منشور في شبكة سحاب بعنوان " أقوال العلماء في محمد المختار الشنقيطي "] .
* رمى السلفيين بالتكفير ظلما و عدوانا، و أن بذرة التكفير قد تغلغلت فيهم، ثبت هذا بصوت عبد الخالق ماضي، و مثله في كتابة على الواتس عن دهاس.
قال عبد الخالق: « ولكن للأسف راك تشوف التعنت الآن والانحراف يزيد يوم بعد يوم، صار الآن آل الأمر إلى الضرب وأقول والله العظيم هذه بذرة التكفير بدأت تكبر فيهم وفي أتباعهم إلى أن وصل الحد إلى الاعتداء فهذا نذير شؤم وهو دخول وتغلغل بذرة التكفير في نفوس هؤلاء، وهكذا كانوا الإخوان قديما والجزأرة وغيرهم كانوا عندهم بذرة التكفير والله المستعان » .
هذا كلام عبد الخالق في السلفيين، ثم إذا بنا نراه يقع حقيقة في التكفير الذي رمى به إخوانه بهتانًا و ظلما و عدوانا، فقال في صوتية أخرى متهما إخوانه بالوقوع في خوف السر، الذي هو من الشرك الأكبر و العياذ بالله، قال: « كل من ساعد في إشعال الفتنة وهو يعلم أن القضية ليس فيها برهان ولا دليل، إنما هو خوف السر من غير الله تبارك وتعالى »، و قد تتبعه في كثير من هذه الافتراءات الباطلة الظالمة أخونا الفاضل عبد الصمد سليمان و فندها فجزاه الله خيرا .
و لبوطاعة البرجي نحو هذا البهتان حيث شكك في إيمان إخوانه باليوم الآخر، و بالحساب و العقاب، و العياذ بالله، فمن هو صاحبة بذرة التكفير؟! .
* مخالفة عبد الخالق ماضي للعلماء في تبديع العيد شريفي، و قوله بأنه سلفي و أن مشكلته إنما هي في سوء خلقه فقط .
* طعن عبد الخالق في المشايخ و انتقاصه لهم قبل هذه الأحداث، و على رأسهم العلامة محمد علي فركوس، و شيخنا لزهر، بل حتى عبد الغني عوسات الذي صار عنده اليوم أعلم أهل الجزائر، و سيأتي الكلام على هذا [انظر لهاذين الخطأين مقال الأخ عبد الصمد سليمان الذي بعنوان " هذه شهادتنا تأييدا لشيخنا ووالدنا الشيخ أزهر حفظه الله ورعاه "].
* و لعبد الخالق ماضي كلامٌ مُثبتٌ بصوته، عن الثوري الخارجي الفتان علي بلحاج، لا يمتُّ لطريقة السلف بصِلة فيما يتعلَّق بالتعامل مع أمثال هؤلاء، بل فيه تزكية ضمنية له و لأعماله!، و بعدٌ كبير عن مسلك أهل السنة في الكلام في الرجال.
و مما جاء في هذه الصوتية قوله: « هذا أمر خلاص إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم! نشوف أنا لي ينفعني، و علاش نقعد داير هذه حكاية، خلاص انشقوا طريقنا يا إخوانا: لا يزال الناس مختلفين و لذلك خلقهم الله..، على الأقل الحمد لله، نقولوا الحمد لله مراهوش كيما غيروا ممن يدعوا إلى الشرك و يناصر البدع، فيه نوع شر، هو شره قليل بالنسبة لأناس آخرين، خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد.
علاش نقعدوا حياتنا قاع و حنا مبرونشيين في هذه القضية حابسين و نتكلموا غير في هذا الموضوع »انتهى .
من يُصدِّق هذا الكلام الغريب العجيب، فإذا كان شرُّ علي بلحاج قليل! و هو الذي تسبب في فتنة دموية عظيمة في بلاد الجزائر أتت على الأخضر و اليابس، و حصل بسببها من المفاسد الدينية و الدنيوية ما لا يعلمه إلا الله، و لا نزال نذوق مرارتها إلى الآن: فليس في الدنيا أشرار؟!
علا ماذا هذا التهوين من شرِّ هذا الشرير، و من شرِّ بدعته الغليظة؟! و فساده العريض؟! و من أيِّ منطلق؟! هل هكذا يتعامل علماء السنة مع رؤوس الفتن و الضلال؟! نعوذ بالله من مضلات الفتن .
* و قول عبد الخالق: « خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد »،و قوله قبل ذلك:« إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم! نشوف أنا لي ينفعني » كيف نتركه يخدم! و هل علي بلحاج يخدم أو يهدم؟! حتى نتركه يسرح و يمرح؟! أخشى أن يكون دافع الرجل لهذا الكلام العجيب، هو تضايقه من الردود، و من منهج الجرح و التعديل و الكلام في الرجال، فإن رائحة هذه النعرة تفوح من كلامه .
و لماذا لم تقل مثل هذا الكلام في مشايخنا و على رأسهم العلامة فركوس، أن لهم وجهة اقتنعوا بها فتتركهم يخدموا الله يسهل عليهم و أنت روح تخدم في جهة أخرى، لماذا أنت منشغل بهم و بالتحذير منهم و الطعن فيهم أينما حللت و نزلت ؟
و من المؤاخذات:
* غشُّ السلفيين و التغرير بهم، و التناقضات الدالة على تخبطهم و تلونهم، فبالأمس كانوا يصفون بعض الدعاة بقلة الزاد و البضاعة العلمية، و أنه ليس له إلا محاضرة واحدة يطوف بها و يجوب بها ربوع البلاد، و أنهم صاروا يُعيَّرون به حتى وصل بهم الأمر إلا نصح الإخوة بعدم إشراكه في الدورات العلمية للأسباب آنفة الذكر، ثم و بين عشية وضحاها قدموا الرجل للناس على أنه شيخ الجزائر و عالمها بلا منازعة، و شيخ الجرح و التعديل فيها، كما تجدون هذا مثبتا في شهادات إخواننا الثقات العدول، و من ذلك قول أخينا الفاضل عبد الصمد سليمان في مقاله " هذه شهاداتنا " و هو يُخاطب عبد الخالق ماضي: كم مرة سمعنا قولك وأنت تلمح عليه (على عبد الغني عوسات)أن الإنسان لا يغرف من بحر ولا بد أن يحضر دروسه قبل أن يلقيها ونحو ذلك .
كما شهد الإخوة الأفاضل: رزق الله الأخ الشقيق لعبد الصمد و الأخ لخضر، بأن عبد الخالق كان يقول عن عبد الغني عوسات: بأن دروسه صارت منتقدة ولا يحسن إلا « علمكم نبيكم حتى الخراءة » وأنه يكررها كثيرا، وأنه بسبب كثرة أسفاره صار لا يدري ما يقول في محاضراته[ و شهادت الأخوين في ضمن مقال الأخ عبد الصمد ]، و هؤلاء الإخوة من أقصى غرب الجزائر من مغنية.
و من ذلك: شهادة أخينا نبيل باهي و هو من أقصى شرق الجزائر من أم البواقي!، و قد أدلى بها كتعليق منه على مقال الأخ عبد الصمد "هذه شهاداتنا "، حيث قال مخاطبًا عبد الخالق: « ما تعلق بالشيخ عبد الغني: فقد ذكرتم لنا مرة أنكم أصبحتم تُعيَّرون به، وقد طلبتم في آخر دورة لنا بمدينة عين البيضاء أن لا يشارك لذات السبب ».
* و من ذلك وصف بوطاعة لحمودة بأنه متعالم لا يساوي شيئًا، و أنه سبب الفتنة، كما هو ثابت عنه بصوته، ثم إذا بنا نراه معه في خندق واحد، واضعًا بده في يده، و لله في خلقه شؤون!
* و من ذلك نكوص مرابط على عقبيه، و تصالحه مع عيسى البليدي و إعلانه التراجع عن طعوناته فيه بعد الذي حصل بينهما أيام حملة الهابط المسعورة " تصحيح المسار "، و وصفه له بالحدادية و غيرها من ألقاب السوء، و استمر الوضع بينهما على ذلك حتى بداية هذه الأحداث، حيث كان هذا البليدي يومها مع أهل الحق ، فما إن قلب ظهر المجن حتى احتواه مرابط و تراجع عن كل ما قاله فيه! و أعلن ذلك في تغريدة على حسابه! نعوذ بالله من الولاء و البراء الضيِّق .
فهذه بعض مخالفات القوم جمعتها- كما قلتُ في أول المقال- على عجالة، استجابة لبعض إخواني، لتقريب الحقائق للناظرين، و إلجام المنكرين الجاحدين، و تبكيت المصرين المعاندين .
فإن قيل: لم نرك قد ذكرتَ أخطاء لبعضهم فكيف ألحقتموهم بهم؟ فالجواب:
أولا: لم أستوعب كلَّ أخطاء القوم، و إنما كتبت ما حضرني في عجالة استجابة لطلب بعض إخواني ممن انزعج من قلب القوم للأمور، حيث تستروا على أخطائهم و أخفوها و انتفوا منها، و راحوا يفتعلون أخطاء لمشايخنا لشغل الناس عن محل النزاع، و ليظهروا للناس بأن المخالفات إنما هي عند مشايخنا و ليست عندهم! و ذلك فيما جمعوه من أخطاء قدموا لها بنصيحة العلامة ربيع حفظه الله، هذا أمر:
و أمرٌ ثان: على فرض أنه ليس عند هؤلاء الذين لم يُذكروا أخطاء منهجية واضحة فيكفيهم مناصرتهم للمبطلين و تأييدهم لهم، و إيواؤهم لهم، و تكثير سوادهم، و الرَّاضي بالفعل كالفاعل .
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في مقاله " بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" ( الحلقة الأولى )، بعد أن ذكر جملة من ضلالات أهل التمييع:« فإذا قال أنا لست معهم في كل شيء، قلنا له: أنت من مؤيديهم وأنصارهم و الذابين عنهم فأنت منهم وتحارب من ينكر أباطيلهم، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
وتذكر قول الله تعالى : (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)(المائدة/79).
وتذكر قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ... )(النساء/135) الآية »انتهى .
و العلم عند الله تعالى، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تعليق