::[الردُّ على جملةٍ مِنْ طعوناتِ عبد الخالق ماضي ـ هداه الله ـ في الشيخ العلَّامة الأصوليِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ]::
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ما إِنْ خرجت صوتيةُ السَّبَّاب عبد الخالق ماضي ـ أصلحه الله ـ المليئة بالطعون الفاجرة في حقِّ والدنا علَّامة الغرب الإسلاميِّ أبي عبد المُعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ حتَّى تصدَّى لها السلفيون بالرَّدِّ وكشفوا ما فيها مِنْ تَعَدٍّ وظلمٍ وتلبيسٍ وكذبٍ على الشيخ فجزاهم الله خيرًا، فأردتُ أَنْ أُسْهِم في الدفاع عن شيخنا أبي عبد المُعِزِّ، مُذكِّرًا ومتمِّمًا لِمَا كَتَبه إخواني ومبيِّنًا لبعض الحقائق؛ ليَعلمَ القارئُ تلبيسَ وكذبَ القوم:
ظ، ـ أما بالنسبة لقضيَّة عمر حمرون فقَدْ وُجِّه سؤالٌ لفضيلة الشيخ فركوس ـ حفظه الله ـ عن حال عمر حمرون فأحال السائلَ إلى سؤال عبد الخالق ماضي، وقد اتَّهم عبدُ الخالق ماضي الشيخَ فركوس بالجبن والخوف مِنَ الكلام في المُنحرِفين، وممَّا يجدر التنبيهُ عليه ـ لبيانِ تلبيس عبد الخالق ماضي وتحامُلِه على الشيخ ـ أنه لمَّا بَلَغ مُجمَّعَ الإصلاحِ بعضُ مخالفات عمر حمرون انتَخب المجمعُ عبدَ الخالق ماضي ورضا بوشامة لعقدِ مجلسِ مناصحةٍ معه ومتابعةِ قضيَّته، فعدمُ جواب الشيخ فركوس راجعٌ لعدمِ إحاطته بحيثيَّات مجلس المناصحة ومُستجِدَّات القضيَّة، فعبد الخالق لَبَّس ولم يصرِّح بأنه كان مكلَّفًا مع رضا بوشامة مِنْ قِبَلِ مجمَّع الإصلاح للتعامل مع قضيَّة عمر حمرون، فهو أَوْلى ببيانِ حالِ عمر حمرون؛ ولهذا السببِ أرسل الشيخُ السائلَ إليه، لا جبنًا ولا خوفًا مِنْ عمر حمرون، بل فيه توجيهٌ للناس إلى الأعلم بحاله ودقائقِ قضيَّته تأدُّبًا منه وورعًا على ما هي عادتُه ـ حفظه الله ـ لتحلِّيهِ بالأخلاق الحميدة؛ وجهودُ الشيخ وإدارةِ موقعه في الردِّ على المخالفين ـ يا عبدَ الخالق كما لا يخفى عليك ـ أشهرُ مِنْ أَنْ تُذكَر، ولا يُنكِرُها إلَّا جاحدٌ حاقدٌ، منها:
ظ،. مقالُ: «تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء» ومقالُ: «تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك» هما خيرُ دليلٍ على شجاعة الشيخ، حيث بيَّن أنَّ مذهب أهل السُّنَّة لا يتَّسِع لأهل الأهواء والافتراق والبِدَع، وقد جنَّدَتْ هذه الطوائفُ عددًا مِنْ دُعَاتها وعلمائها ـ زعموا ـ للردِّ على مقال الشيخ، ودونه خرطُ القتاد، وما أثاره ذلك مِنْ تهويل الصحافة داخِلَ البلاد وخارِجَها، ومِنْ محاولة المخالفين تحريضَ السلطان على الشيخ.
ظ¢. الردُّ على بن حنفية وعلى «جمعية علماء المسلمين» في مقاله الموسوم: «مواقفُ سلفيَّة في دحضِ دعاوى بن حنفيَّة وشُبُهات الجمعيَّة».
ظ£. الردُّ على رئيس «جمعية العلماء المسلمين»: عبد الرزَّاق قسُّوم.
ظ£. الردُّ على «دار الإفتاء المصرية» في إجازتها الصلاةَ في مسجدٍ فيه ضريحٌ.
ظ¤. رسالةُ «حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام».
ظ¥. رسالةُ «تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد» وهذا نصرة للأئمَّة الذين رفضوا القيام للعَلَم، دون مداهنةٍ لأهل الحلِّ والعقد.
ظ¦. رسالةُ «منصب الإمامة الكبرى ـ أحكام وضوابط ـ»، وذلك بيانًا للموقف الشرعيِّ مِنَ التعامل مع الحاكم، اتِّقاءً للفتنة المسعورة لحُمَّى الربيع العربي، دون مداهنة لدُعَاة الثورات والاضطرابات والفِتَن.
ظ§. فتاوى ومقالات مختلفة كالتعريف بالإباضية ومعتقداتهم، والأشاعرة والصوفية والتجانيين والفرقة الأحمدية، والرد على العلمانيِّين و بيان حكم الديمقراطية و الانتخابات و الإضرابات...إلخ.
ظ¨. الردُّ على الحجُّوري، كما لا تخلو مجالس الشيخ من الكلام على المُنحرِفين مِنْ أمثال علي الحلبي والرمضاني وغيرهم ممَّنْ يسير على منهجهم.
فهذه بعضُ مقالاتِ وردودِ ورسائلِ الشيخ المبثوثة في موقعه في الردِّ على المخالفين ومناهجهم، ومنها هيئاتٌ ومنظَّماتٌ رسميةٌ، أفبعد كُلِّ هذا يُتَّهَم الشيخُ بالجبن؟ فأين هي ردودُ عبد الخالق ومجمَّع الإصلاح على المخالفين والمُنحرِفين والصوفية والجمعية؟ بل نجد منهم تزكيةً ومصاحبةً للمخالفين وأتباعهم، وتخذيلًا للسلفيِّين في مواقفهم الصلبة وردودًا عليهم ببياناتٍ مليئةٍ بالكذب والتلبيس؛ فمَنِ الأَوْلى بالجبن يا عبدَ الخالق؟!
وقبل ذلك بسنواتٍ عديدةٍ أصدر الشيخ ـ حفظه الله ـ شريطًا مسموعًا في التحذير مِنْ أبي حفصٍ الذي كان إمامًا بأحد مساجد العاصمة، وانبهر به التكفيريون والحزبيون لقوَّة حافظته وسردِه لبعض الأسانيد عن ظهر غيبٍ، مُستغِلًّا ذلك لنشرِ فكر التكفير الجماعيِّ، فلم يَنْبَرِ له إلَّا الشيخ ـ حفظه الله ـ مُحذِّرًا ومُفنِّدًا لشُبُهاته ذاكرًا اسْمَه في الشريط.
وللشيخ حلقاتٌ يوميةٌ يعقدها بعد الصبح يجيب فيها على أسئلة الحضور في شتَّى المجالات والمواضيعِ الحسَّاسة بما فَتَح اللهُ عليه، ولا يخاف في الله لومةَ لائمٍ، ولا تمنعه مَهَابةُ الناسِ عن قول الحقِّ.
وهناك واقعةٌ كشفت عن معدن عبد الخالق، فعندما بلغ البوروبيَّ ردُّ عبد الخالق عليه (بالسَّبِّ والشتم) هدَّده بالقضاء، فمِنْ رهبةِ وهَلَعِ عبدِ الخالق استهلَّ دَرْسَه في «الموطَّإ»(ظ،) بسؤال اللهِ تعالى أَنْ يُحيِيَه و يُميتَه على السنَّة ويُكرِّر: «حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ»، ففَزِعَ عبدُ الخالق مِنْ تهديد البوروبي، فماذا لو اجتمعَتْ عليه الخصومُ مِنْ كُلِّ الطوائف كما اجتمعت على الشيخ فركوس، ومِنْ قنواتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ، وبحصصٍ ومواضيعَ تحريضيةٍ على الشيخ لتأليب العامَّة والخاصَّة وتحريضِ السلطان عليه؟! فلم يَزِدْ هذا الشيخَ إلَّا ثباتًا ورسوخًا على ما هو عليه مِنَ الحقِّ ونشاطًا بإِتْباعِ الردود واحدًا تِلْوَ الآخَرِ نصرةً لدِين الله عزَّ وجلَّ ببيان الحقِّ وردِّ الباطل.
ومِنْ تصرُّفات عبد الخالق ماضي تحريضُه وأَزُّه لغلمانه للردِّ على الشيخ وإخوانه بالسَّبِّ والشتم والكذب والتلبيس فهل مِنَ الشجاعة عدمُ المواجهة وتجنيدُ سُفَهاء الأحلام لنشر البهتان على الشيخ وبأسماءٍ وحساباتٍ مستعارةٍ لتشويهِ سُمعة الشيخ؟
وهناك أمثلةٌ عديدةٌ فضحت رجالَ المجمَّع وكشفت حقيقتَهم: فعبد الغنيِّ عوسات صاحبُ ازدواجيةٍ في المواقف ومخذِّلٌ السلفيِّين، وعزُّ الدِّين رمضاني صاحبُ الخرجات المُخزِية والتي أظهرت صورتَه الحقيقية، وأكتفي بمثالٍ واحدٍ وهو لقاؤه مع قناة النهار، وقد نُصِح بتجنُّبه فأبى إلَّا أَنْ يُجرِيَه معلِّلًا ذلك بالضغوطات مِنْ جهاتٍ معيَّنةٍ، وحَيْدتُه عن الجواب على الأسئلة المطروحة عليه، ومنها سؤالٌ وُجِّه له حول الانتخابات فحاد عن الجوابِ ومَقامُه مَقامُ بيانٍ، ورضا بوشامة الذي يكتم منهجَه ويصرِّح به في الخفاء، وأنه ليس على طريقة الشيخ ربيع، فهذه بعضُ مواقف المجمَّع على سبيل المثال لا الحصر؛ فأيُّ الفريقين أَوْلى بالخوف والجبن؟!
هذا وقد تعرَّض الشيخ فركوس ـ حفظه الله ـ لتهديداتٍ بالقتل إبَّانَ سنوات الإرهاب وكذلك بعده، بسببِ موقفه مِنَ الأحزاب والجماعات ونصحِه رؤوسَها وإنكاره عليهم، ولم يكن ذلك دافعًا له إلى مغادرة البلد، بل ظلَّ مجاهدًا، لا كما ذكر عبد الخالق ماضي عن أحد رؤوس الفتنة أنَّ «منهجه وجهةٌ اقتنع بها، والله يسهِّل عليه، راهو يخدم»! ففرقٌ بين الموقفين.
ومِنْ شجاعة الشيخ ـ أيضًا ـ مواجهتُه لرجال مجمَّع الإصلاح لتصحيح مواقفهم، والذين رَكِبوا منهجَ التمييع في الجملة، مع تمسُّك الشيخ بموقفه فيما رآه حقًّا وصوابًا رغم مخالفة الشيخين ربيعٍ وعبيدٍ ـ حفظهما الله ـ له في رجال المجمَّع، والغريبُ في الأمر أنَّ الشيخ فركوس دافع عن الشيخ ربيع ونَصَره في مواضِعَ عديدةٍ منشورةٍ في موقعه، وكذلك دافع عن الشيخ محمَّد بنِ عبد الوهَّاب وعن دعوته؛ فأين هي دفاعاتُ المجمَّع عن هذين الإمامين ونصرتُهم مع ما تعرَّضا له مِنْ حملةٍ شَرِسةٍ؟! أم هو الخوف مِنْ تلقيبهم بالمدخلية والوهَّابية؟! والذين يسعَوْن جاهدين لإلصاقهما بالشيخ فركوس وإخوانِه، وأين نصرتُهم للشيخين ربيعٍ وعبيدٍ ـ حفظهما الله ـ عندما قال الطاعنُ فيهما في عُقر دارِهم: «كذَّاب» و«مافيا (عصابة مجرمين)»؟! ثمَّ ـ بعد ذلك ـ يسعَوْن هم وأذنابُهم بالوقيعة فيه لتشويه صورته عندهما، وعند السلفيِّين بتهمةِ ردِّ أمرِهما وطلبِ الزعامة لنفسه، ويَرْمُون مَنْ وافق الشيخَ في شأنهم وحالِهِم بالأدلَّة بخوف السرِّ وأنهم مقلِّدةٌ، وهم مع ذلك يدعونهم إلى موافقة الشيخين ربيعٍ وعبيدٍ تقليدًا في إحسانهما الظنَّ بهم على الأصل.
ولله درُّ ابنِ القيِّم ـ رحمه الله ـ إذ يقول:
وَشَجَاعَةُ الحُكَّامِ وَالعُلَمَاءِ زُهْـ ... ـدٌ فِي الثَّنَا مِنْ كُلِّ ذِي بُطْلَانِ
فالقريب والبعيد والموافق والمخالف يشهدون بُعدَ الشيخ فركوس عن الصفات المذمومة فضلًا عن صفة الجبن القبيحة، بخلاف مواقف عبد الخالق ماضي ورجالِ المجمَّع التي تُنبئُ عن الجبن والخوف وضعف شخصياتهم ومواقفهم وجرأتهم على التدليس والكذب لتبرئةِ ساحتهم.
ظ¢ ـ دعوى عبد الخالق ماضي أنَّ الشيخ لا يرى مِثلَ نفسه وأنه مِنْ أعلمِ أهل الدنيا إِنْ لم يكن أَعلمَهم.
نَسَب عبد الخالق الكلامَ للشيخ فركوس وفي الحقيقة كاتبُ المقال هي إدارةُ الموقع باعترافه هو، إلَّا أنه ادَّعى أنه بإقرار الشيخ لِمَا فيه بعد اطِّلاعه عليه فيكون مِنْ تزكيته لنفسه، وجوابُه:
أوَّلًا: لم يَرِدْ في المقالِ أنَّ الشيخ فركوس مِنْ أعلمِ أهل الدنيا أو أعلمِهم، وإنما جاء فيه أنَّ الشيخَ فركوس مِنْ أكثرهم علمًا وعطاءً لبلده الجزائر على وجه الإطلاق في زماننا هذا، وبهذا تبيَّن كذبُ وتلبيسُ عبد الخالق.
ثانيًا: شهادة أهل العلم(ظ¢) للشيخ فركوس أنه أعلمُ أهلِ الجزائر على الإطلاق، ومنها: شهادة الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ حيث قَرَنه مع كبار العلماء كابن بازٍ والألبانيِّ والعثيمين ومقبلٍ والمفتي والفوزان واللحيدان، وقد أفصحَ عن ذلك في مقالته: «حكم المظاهرات في الإسلام»، حيث قال: «وعلماء السُّنَّة في كُلِّ مكانٍ يحرِّمون المظاهراتِ ـ ولله الحمد ـ، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلَّامة عبد العزيز بنُ عبد الله بنِ بازٍ مفتي المملكة سابقًا، والعلَّامة محمَّد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحاليُّ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمَّد ناصر الدين الألبانيُّ، وعلماء السُّنَّة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبلٌ الوادعيُّ، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمَّد علي فركوس، رَحِم الله مَنْ مضى منهم، وحَفِظ اللهُ وثبَّت على السُّنَّة مَنْ بقي منهم، وجَنَّب المسلمين البِدَعَ والفِتَنَ ما ظَهَر منها وما بَطَن»، ومنها شهادة الشيخ رسلان ـ حفظه الله ـ: «الذي أَدِينُ اللهَ به أنه ليس ما بين مصر والمغرب أعلمُ مِنَ الشيخ فركوس».
وكذلك حصول الشيخ فركوس على جائزة التميُّز الأولى التي مَنَحها مجلسُ إدارةِ كرسيِّ سماحة الشيخ عبد العزيز بنِ عبد الله آل الشيخ لخرِّيجي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، عرفانًا بمجهوداته المبذولة في الساحة الدعوية رافعًا رأسَ الجزائر عاليًا بين الدُّوَل الأخرى.
ثالثًا: فأمَّا تزكيةُ النّفس ومدحُها بذِكر محاسنها فقَدْ بيَّن هذا الشيخُ في الكلمة الشهرية: «تزكية النفس بين المذموم والمحمود»، والصادرة بتاريخ: ظ¢ظ¢ مِنَ المحرَّم ظ،ظ¤ظ£ظ¤ï»« الموافق ï»? ظ*ظ¦ ديسمبر ظ¢ظ*ظ،ظ¢م، والتي جاء فيها: «فيختلف أَمْرُ الذي يمدح نَفْسَه ويذكر مَحَاسِنَها باختلافِ نيَّته، فإِنْ كان يذكر ذلك مِنْ بابِ عُلُوِّ النفس والارتفاعِ بها عن الناس، واحتقارِ الأقران بالتميُّز عليهم، والافتخارِ بما اكتسبه وحصَّله؛ فإنَّ هذه التزكيةَ مذمومةٌ شرعًا... » فهذه التزكية المذمومة، ثمَّ بيَّن الشيخ التزكيةَ المحمودة: «أمَّا مَنْ مَدَحَ نَفْسَه تقصُّدًا منه ليكون قولُه أَوْقَعَ في القلبِ وأَدْعى للقَبول في باب النصح والتعليم، أو الوعظِ والتأديب، أو للإصلاح بين مُتخاصِمين، أو لدَفْعِ شرٍّ عن نَفْسِه، أو مِنْ باب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وما إلى ذلك، وكان ـ مِنْ حيث أعلميَّتُه ـ مُحِقًّا فيها مُطابِقًا قولُه لِمَا هو عليه مِنْ واقعِ علمِه؛ فإنَّ مِثْلَ هذه التزكيةِ محمودةٌ لكونها تجلب مصلحةً دينيةً ـ مِنْ جهةٍ ـ وهي ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ شكرٌ للمُنْعِمِ سبحانه بالتحدُّث بنعمته عليه؛ عملًا بقوله تعالى: ï´؟وَأَمَّا بِنِعغ،مَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثغ، ظ،ظ،ï´¾ [الضحى].
وهذه الحالةُ المحمودة تؤيِّدها العديدُ مِنَ النصوص الشرعية والآثار، منها: قولُه تعالى ـ حكايةً عن يوسف ـ عليه السلام ـ: ï´؟قَالَ ظ±جغ،عَلغ،نِي عَلَىظ° خَزَاظ“ئِنِ ظ±لغ،أَرغ،ضِغ– إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمظ ظ¥ظ¥ï´¾ [يوسف]، وقولُ الذي استأجر موسى عليه السلام(ظ£): ï´؟سَتَجِدُنِيظ“ إِن شَاظ“ءَ ظ±للَّهُ مِنَ ظ±لصَّظ°لِحِينَ ظ¢ظ§ï´¾ [القَصص: ظ¢ظ§]، وقولُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَمَا ـ وَاللهِ ـ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ»(ظ¤)، وقولُه عليه الصلاةُ والسلام: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ القَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»(ظ¥)، وفي البخاريِّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَنْشُدُكُمُ اللهَ، وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَحَفَرْتُهَا؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَجَهَّزْتُهُمْ؟»، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ(ظ¦)، وقولُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه: «وَاللهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...» الحديث(ظ§)، وقولُ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: «وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ، [وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ]»(ظ¨)، وسؤالُ أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه عائشةَ رضي الله عنها عمَّا يُوجِبُ الغُسْلَ؟ فقالت: «عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»»(ظ©)، ومثلُه قولُ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما لمَّا سُئِلَ عن البَدَنَةِ إذا أَزْحَفَتْ(ظ،ظ*): «عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ..»(ظ،ظ،) ـ يعني نَفْسَه ـ. قال النوويُّ ـ رحمه الله ـ: «ونظائرُ هذا كثيرةٌ لا تنحصر»(ظ،ظ¢)، فمثلُ هذه التزكيةِ جائزةٌ بل مُسْتحَبَّةٌ، و«الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(ظ،ظ£)».
ظ£ ـ اتِّهام عبدِ الخالقِ الشيخَ فركوس بالكذب حيث قال: «قولونا ياخي واش عندنا، عشر سنوات وأنت صابر؛ تكذب على الأمَّة».
فهذا سوءُ أدبٍ وجرأةٌ عجيبةٌ منه لم يتلفَّظْ بها ألدُّ خصومِ الشيخ مِنْ أهل البِدَع و الأهواء، ولا أظنُّ أحدًا يستطيع أَنْ يرميَ الشيخَ بها، فالشيخ كان صابرًا عليكم طيلةَ هذه السنواتِ وكان ـ حَفِظه الله ـ يُغلِّبُ مصلحةَ الوحدة والاجتماع، ويأمل ـ مِنْ وراءِ ذلك ـ تبصُّرَكم بعيوبكم ومخالفاتكم، ويعلمُ هذا كُلُّ مَنْ كان قريبًا منه ـ حفظه الله ـ ويتلمَّسه مَنْ كان بعيدًا عنه، ثمَّ إنَّ الصبر عبادةٌ قلبيةٌ فكيف عَرَف عبد الخالق كَذِبَ الشيخ؟ وهل شقَّ عن قلبه؟ وهنا نقول لعبد الخالق: هل تتجرَّأ وتقول عن الذي يُذكَر عن الشيخ ربيع أنه صَبَر على الحلبيِّ عشرَ سنواتٍ بل كان يدافع عنه: إنَّه كذبٌ.
واعْلَمْ ـ يا ماضي ـ أنَّك لو أنعمت النظر، وتركتَ الحقد الذي حَجَب عنك البصر، لَتجلَّى لك واضحًا أنَّ الشيخ أرفقُ بكم مِنْ أَنْفُسِكم وأرحمُ بكم ممَّنْ أحاطوا وروَّجوا لكم، وأعظمُ دليلٍ على ذلكم أنَّه مُذْ بدايةِ المحنة إلى يومِ النَّاس هذا، لم يُسَمِّ أحدًا منكم لا في حلقةٍ عُقِدَتْ ولا في مقالةٍ نُشِرَتْ، ولو كان همُّه إسقاطَ الرجال كما ادَّعَيْتم ـ ظلمًا وزورًا ـ لَبادر إلى ذِكر الأسماء وإلى نسبةِ مخالفةِ كُلِّ واحدٍ له، مِنْ مباشرٍ للخطإ مُعانِدٍ، ومِنْ مُمسِكٍ عن النُّصح مُسانِدٍ، ولكنه إنَّما اكتفى بذكر الأخطاء والمخالفات؛ إذ همُّه ـ في كُلِّ هذا ـ تنقيحُ المنهاج وتقويمُ الاعوجاج، وهذه مِنْ سِمَات العالم المجتهد المجاهد، فهو بين الأجر والأجرين، وأمَّا ما أنت عليه وجماعتُك فمِنْ سِمَات الطاعن الشانئ الحاقد، فأنت بين الإثم والإثمين فاحذَرْ! ومِنْ عجائبِ ما نرى، أنَّه كلَّما ذَكَر الشيخُ مخالفةً ظهر صاحبُها وانبرى، بل وفَضَح نَفْسَه بلسانه بطعنٍ خسيسٍ، وإلى الله المشتكى.
ظ¤ ـ تهكُّم عبد الخالق به حيث قال: «وواحد يقول منهج المطَّاطي، وقتاش ولِّيت أنت تعرف المطَّاطي والأفيح والاحتواء؟».
نعم فالشيخ خبيرٌ بمنهجكم وبمخطَّطكم الذي حاول رجالُ مجمَّع الإصلاح فَرْضَه تدريجيًّا، فقام الشيخ ـ حفظه الله ـ بواجب النصح للأمَّة، وهذا دليلٌ على إحاطته بواقع الدعوة وحالها، ففرق بين الحقِّ والباطل.
وفي الختام أذكِّرُ عبدَ الخالق مخاطِبًا إيّاه: أين فالح الحربي والحجوري وأبو سعيد وغيرُهم مِنَ المُنحرِفين الذين تكلَّموا بالباطل ليَحُطُّوا مِنْ قيمةِ ومكانة الشيخ، فلم يَعُدْ لهم ذكرٌ، ولا أظنُّ أنهم أفجرُ منك في الخصومة أيها الدكتور الفاحش، «وسنَّةُ الله في معاملة الحقود البغيض بنقيض قصده ماضيةٌ، فكم مِنْ فضيلةٍ لو لم تَعِبْها المحاسدُ لَبَقِيَتْ في صدور المُحِبِّين كامنةً، ومنقبةٍ لو لم يَبعثها الشانئون لم تبرح ـ على حالها ـ ساكنةً! فتَناوُلُ ألسنةِ الحُسَّدِ يجلوها في سعيهم كيما يمحوها، ويُشهِرُها وهم يحاولون أَنْ يَسْتُروها.
ولقد صَدَق الشاعرُ إذ يقول:
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ ... طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلَا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ ... مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ العُودِ» (ظ،ظ¤)
كتبه: أبو أنس بن عبد القادر
-----------------------------------------------------------
(ظ،) الدرس ظ¥ظ، مِنَ الموطَّأ، ومَنْ يريد معرفةَ قدرِ جهل عبد الخالق ماضي فلْيَسْمَعْ دروسَه في شرح الموطأ (أخطاء عقدية، منهجية، حديثية...)، وفي بداية كُلِّ درسٍ غالبًا تراجعٌ واستغفارٌ عن أخطاء الدرس السابق، ناهيك عن لحنٍ في الكلام وترجيحاتٍ مذهبيةٍ مخالفةٍ للدليل كترجيحه مذهبَ مالكٍ في التورُّك للصلاة الثنائية مخالفًا بذلك النّصَّ، وقد تقرَّر عند السَّلفِ عدمُ أخذ العلم عمَّنْ كَثُرَ خطؤُه، وقد صَدَق أحدُ المشايخ الفضلاء في وصفه لمَّا سَمِع أحدَ دروسه وترجيحاتِه بصاحب الفقه الأعور؛ إذ ينظر إلى الأدلَّة بعينٍ واحدةٍ فيُبصِر بعضَها ويُهمِل البعضَ الآخَرَ.
(ظ¢) منهم: الشيخ عبد المحسن العبَّاد، والشيخ سليمان الرحيلي، والشيخ محمَّد بن هادي، والشيخ محمَّد سعيد رسلان، والشيخ محمَّد بن رمزان الهاجري وغيرهم..
(ظ£) اختلف العلماء في الشيخ الذي استأجر موسى عليه السلام، والمشهور عند الكثيرين أنه شعيبٌ عليه السلام ومِمَّن نصَّ عليه الحسن البصري ومالك بن أنسٍ وغيرهما، وجاء مصرَّحًا به في حديثٍ لكن لم يصحَّ إسناده على ما ذكره ابن كثيرٍ، وقيل: هو ابن أخي شعيبٍ عليه السلام، وهو المنقول عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، وقال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما: إنَّ الذي استأجر موسى عليه السلام يثرى أو يثرون صاحب مدين، ويرى بعضهم أنَّ هذا لا يُدرك إلَّا بخبرٍ، ولا خبر تجب به الحجَّة في ذلك. [انظر: «تفسير ابن كثير» (ظ£/ ظ£ظ¨ظ¤-ظ£ظ¨ظ¥)، و«صحيح قصص الأنبياء لابن كثير» (ظ¢ظ¦ظ¥)].
(ظ¤) أخرجه البخاري في «النكاح» باب الترغيب في النكاح (ظ¥ظ*ظ¦ظ£) من حديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه.
(ظ¥) أخرجه مسلمٌ في «الفضائل» (ظ¢ظ¢ظ§ظ¨) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ¦) أخرجه البخاري في «الوصايا» باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا واشترط لنفسه مثل دِلاء المسلمين (ظ¢ظ§ظ§ظ¨).
(ظ§) أخرجه البخاري في «المناقب» باب مناقب سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه (ظ£ظ§ظ¢ظ¨)، ومسلم في «الزهد والرقائق» (ظ¢ظ©ظ¦ظ¦).
(ظ¨) أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب القرَّاء من أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم (ظ¥ظ*ظ*ظ*)، والزيادة في آخر الحديث أخرجها مسلم في «فضائل الصحابة» (ظ¢ظ¤ظ¦ظ¢).
(ظ©) أخرجه مسلم في «الحيض» (ظ£ظ¤ظ©).
(ظ،ظ*) أَزْحَفَتْ أي: وقفت من الكلال والإعياء. [انظر: «شرح النووي لمسلم» (ظ©/ ظ§ظ¦)، و«لسان العرب» لابن منظور (ظ©/ ظ،ظ£ظ،)].
(ظ،ظ،) أخرجه مسلم في «الحج» (ظ،ظ£ظ¢ظ¥).
(ظ،ظ¢) «الأذكار» للنووي (ظ¢ظ¤ظ¨).
(ظ،ظ£) أخرجه البخاري في «بدء الوحي» باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (ظ،)، ومسلم في «الإمارة» (ظ،ظ©ظ*ظ§)، من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.
(ظ،ظ¤) مُقتبَس مِنْ مقال «تنبيه أولي البصائر».
تعليق