إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ فوائد ] مختارة من كتاب:المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الفائدة:32



    وإذا كان هذا في مصلحة، خاصة فكيف بالنصح فيما يتعلق به حقوق عموم المسلمين، من الأمراء والحكام، والشهود، والعمال أهل الديـوان وغـيرهــا، فــلا ريب أن النصـح في ذلك أعـظم،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصــيحـة، الدين النصــيحـة، قالـوا : لمن يا رسول الله؟
    قال : لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم .

    ثـم تحـدث عن وجـوب الكلام في نَقَـلة الحـديث، الذين يغلطون أو يكذبون، وأنه من باب المصالح الدينية العامة والخاصة .

    ثم ثنى بالكلام على أئمة البدع، من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة فقال :

    فإن بيان حالهم، وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع ؟ .
    فقال : إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين .




    يتبع....

    تعليق


    • #32
      الفائدة:33


      فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك، واجب على الكفاية باتفاق المسلمين .

      ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب، وما فيها من الدين إلا تبعاً،وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً .

      وأعداء الدين نوعان : الكفار والمنافقون .

      وقد أمر الله بجهاد الطائفتين في قوله :{ جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } .في آيتين من القرآن .



      يتبع.....

      تعليق


      • #33
        الفائدة:34


        فإذا كان أقوام منافقون،يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب،ويلبسونها على الناس،ولم تُبَين للناس فسد أمر الكتاب وبدل الدين،كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله .

        4 ـ قول الـحافـظ ابن رجب الحـنبلي :

        وقال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ :إعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذم والعيب والنقص .

        فأما إذا كان فيه مصلحة لعامة المسلمين، و خاصة لبعضهم، وكان المقصود به تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم، بل مندوب إليه .

        وقد قَررَ علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل،وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة،وردوا على من سوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه .



        يتبع....

        تعليق


        • #34
          الفائدة:35


          ولا فـرق بـين الطـعن في رواة ألفـاظ الحـديث،ولا التمـيـيز بين ما تُقبل روايته منهم ومن لا تُقبل،وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة،وتأول شيئاً منها على غير تأويله،وتمسك بما لا يتمسك به ليحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه .

          وقد أجمع العلماء على جواز ذلك ـأيضا.

          ولهذا تجد في كتبهم المصنَّفة في أنواع العلوم الشرعية من : التفسير وشروح الحديث والفقه،واختلاف العلماء، وغير ذلك، ممتلئة من المناظرات، وردّوا أقوال من تضعف أقواله من أئمة السلف والخلف، من الصحـابة والتابعين ومن بعدهم،ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم،ولا ادعى فيه طعنا على من رد عليه قوله ولا ذماً ولا نقصا.
          اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يفحش في الكلام،ويسيء الأدب في العبارة فـيُنكَر عليه فحاشته وإساءته،دون أصل رده ومخالفته، إقامة بالحجج الشرعية والأدلة المعتبرة .


          يتبع....

          تعليق


          • #35


            الفائدة:36


            وسبب ذلك :أن علماء الدين كلهم مجمعون على قصد إظهار الحق،الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم،وأن يكون الدين كله لله،وأن تكون كلمته هي العليا .

            وكلهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله ،من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحدٍ منهم،ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين.

            فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم،يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا، ويوصون أصحابهم وأتباعهم ،بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم،كما قال عمر رضي الله عنه في مهور النساء وردت المرأة بقوله تعالى :{ وآتيتم إحداهن قنطاراً }.

            فرجع عن قوله وقال: أصابت امرأة ورجل أخطأ.

            ورُوي عنه أنه قال: كل أحد أفقه من عمر .

            وكان بعض المشهورين إذا قال في رأيه بشيء يقول : هذا رأينا فمن جاءنا برأي أحسن منه قبلناه .


            يتبع....

            تعليق


            • #36
              الفائدة:37


              وكان الشافعي (150 ـ 204 هـ) يبالغ في هذا المعنى، ويوصي أصحابه باتباع الحق، وقبول السنة إذا ظهرت لهم على خلاف قوله، وأن يُضرب بقوله حينئذ الحائط،وكان يقول في كتبه : لا بد أن يوجد فيها ما يخالف الكتاب أوالسنة لأن الله تعالى ـيقول:{ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً }.

              فحينئذ فَـرَدُّ المقالات الضعيفة، وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية، ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء،بل مما يحبونه ويمدحون فاعله،ويثنون عليه فلا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية .



              يتبع.....

              تعليق


              • #37
                الفائدة:38


                فلو فُـرِض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة .

                بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له، سواء كان في موافقته أو مخالفته .

                وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله، ودينه، وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين، كما أخبر به النب صلى الله عليه وسلم .

                وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله، إذا تأدب في الخطاب وأحسن الرد والجواب فلا حرج عليه، ولا لوم يتوجه إليه، وإن صدر منه من الاغترار بمقالته فلا حرج عليه .

                وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول : كَـذَبَ فلان .


                يتبع....

                تعليق


                • #38
                  الفائدة:39



                  ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: كذب أبو السنابل. لَـمَّا بلغه أنه أفتى : أن المتوفَّى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل، حتى تأتي عليها أربعة أشهر وعشراً .

                  وقد بالغ الأئمة الورعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردها أبلغ الرد، كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم .

                  هذا كله حكم الظاهر .

                  أما في باطن الأمر، فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق، ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته، فلا ريب أنه مثاب على قصده، ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .




                  يتبع....

                  تعليق


                  • #39

                    الفائدة:40



                    وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أم كبيراً، فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات "ابن عباس" التي يشذ بها وأنكرت عليه من العلماء، مثل : المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك .

                    ثم ذَكَرَ :

                    أن العلماء ردوا مقالات لمثل : "سعيد بن المسيب"، و"الحسن"، و"عطاء"، و"طاووس"، وعلى غيرهم، ممن أجمع المسلمون على هدايتهم، ودرايتهم، ومحبتهم، والثناء عليهم .

                    ولم يعد أحد منهم مخالفوه في هذه المسائل طعناً في هؤلاء الأئمة، ولا عيباً لهم .

                    وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها مثل : "كتب الشافعي"، و"إسحاق"، و"أبي عبيد"، و"أبي ثور"، ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث .





                    يتبع.....

                    تعليق


                    • #40
                      الفائدة:41



                      وإما مراد الراد بذلك : إظهار العيب على من رَدَّ عليه وتنقصه،وتبيين جهله،وقصوره في العلم، سواء كان رده ل ذلك في وجه من رَدَّ عليه أو في غيبته،وسواء كان في حياته أو بعد موته، وهذا داخل فيما ذمه الله في كتابه، وتوعد عليه، في الهمز واللمز، ودخل ـ أيضاً ـ في قول النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين، لا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته .

                      وهذا كله في حق العلماء المقتدى بعهم في الدين .

                      فأما أهل البدع والضلالة، ومن تَشَبَّه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم، تحذيراً من الاقتداء بهم .

                      وليس كلامنا الآن في هذا القبيل، والله أعلم .

                      ومن عُرف منه أنه أراد برده على العلماء النصيحة لله ورسوله، فإنه يجب أن يعامل بالإكرام، والاحترام والتعظيم، كسائر علماء المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان .



                      يتبع....

                      تعليق


                      • #41
                        الفائدة:42



                        ومن عُرف أنه أراد برده عليهم التنقيص، والذم، وإظهارالعيب فإنه يستحـق أن يقـابل بالعـقوبة، ليرتـدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحـرمــة .

                        أقــول :

                        رحـم الله الإمـام ابن رجب، وجـزاه خـيراً على هذا البيان الشافي الوافي، الذي يثلج صدور أهل الحق والسنة،ولا سيما في تفريقه بين العلماء من أئمة الهدى، وبين أهل البدع والضلال والجهل .

                        ما أحوج طلاب العلم إلى معرفة هذه الأمور، فإننا نعيش اليوم ظروفاً صعبة،لا يُفرق فيها بين علماء الحق والسنة، وبين أهل البدع والجهل والضلال .




                        يتبع....

                        تعليق


                        • #42


                          الفائدة:43


                          وبسبب هذا الغبش والخلط بين علماء الدين والحق،وبين دعاة البدع والضلال، وقع الكثير من الشباب المخدوع، في هوة الغلو في أهل البدع والضلال والدفاع عنهم بالباطل،والطعن في أهل السنة الذين يردّون على أهل البدع والضلال، نصيحةً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم،وتحذيراً للمغرورين والمخدوعين بزخارف أهل البدع، وتمويههم بجعل الحق باطلاً والباطل حقاً .

                          وإني لأنصح الشباب الذين يريدون وجه الله والدار الآخرة أن يقرؤا هـذا الكتاب : "الفـرق بـين النصيحة والتعيير"، وما شابهه من كلام السلف رضوان الله عليهم ، ولا سيما كتابات ابن تيمية، وابن القيم، وقراءة جهادهم ونضالهم لنصرة السنة والحق، ودحض الباطل والبدع والترهات، التي يدعو إليها أهل البدع ومن تولاهم، سواء في مؤلفات، أو في مقالات، أو محاضرات فإن بلاءهم قد عَمَّ وطَمَّ .

                          نسأل الله أن يفك أسر المأسورين، والمكبلين بأغلال وقيود أهل الكيد من أهل البدع .




                          يتبع.....

                          تعليق


                          • #43

                            الفائدة:44

                            والله يعلم أننا لا نرد على أهل البدع، إلا لإنقاذ المخدوعين والمغرورين بأهل البدع والباطل، فنُقَابَل منهم إما بالنفور والإعراض عما نكتب أو بالاتهام الباطل، وإشاعة هذا الاتهام في صفوف الشباب، لصدهم عن إدراك الحق، حتى يعيشوا في عماية تامة عن معرفة واقعهم المرير، الذي ساقهم إليه أهل الأهواء .


                            يتبع......

                            تعليق


                            • #44
                              الفائدة:45


                              قـول الـنـووي :الأبواب التي تجوز فيها الغيبة.

                              قال النووي رحمه الله في : "رياض الصالحين":

                              باب ما يباح من الغيبة :

                              إعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي، لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهو ستة أبواب :

                              الأول : الـتـَّظَـلُّم فيجـوز للمظـلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغـيرهما، ممن له ولاية وقدرة على إنصـافه من ظالمه فيقول: ظلمني فلان كذا .

                              الثـاني : الاسـتـعـانـة عـلى تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب: فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر : فلان يعمل كذا فازجره عنه ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر فإن لم يقصد ذلك كان حراماً .



                              يتبع....

                              تعليق


                              • #45
                                الفائدة:46

                                الثالث : الاستفتاء فـيقـول للمفـتي : ظلمـني أبي، أو أخي، أو زوجي، أو فلان بكـذا فهـل لـه ذلك ؟. ومـا طـريـقي في الخـلاص منه، وتحصيل حـقي، ودفـع الظـلم؟ ونحـو ذلك فـهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقـول : ما تقـول في رجـل، أو شخـص، أو زوج كـان من أمـره كذا ؟
                                . فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز، كما سنذكره في حديث هند ـإن شاء الله ـ

                                الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم : وذلك من وجوه :

                                منها : جـرح المجـروحـين من الرواة والشهود، وذلك جـائز بـإجمـاع المسلمين، بل واجب للحاجة .

                                ومنهـا : المشـاورة في مصـاهرة إنسـان أو مشـاركـته، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته .




                                يتبع....

                                تعليق

                                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 2 زوار)
                                يعمل...
                                X