إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حديث وتعليق (متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    حديث وتعليق [14]

    [ مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا ‏]


    الحديث

    - جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    - [ مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا ‏](1) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .


    التعليق.

    - " قوله صلى الله عليه وسلم ( من رمانا بالليل ) أي رمى إلينا بالسهام أو الحجارة ونحوها.
    -( فليس منا ) من أهل ملتنا وطريقتنا لأنه يروع النائم ويُقلق اليقظان وهذا في رمي السهام وقد يصيب به من لا ذنب له فكيف برمي البنادق المحدثة في الليل كما يفعل في العرسات فإنها تفزع بأصواتها وتيقظ النائم وتقلق القائم وتؤذى العباد وفيها إضاعة للمال لكن صارت مناكير الأمور معروفة وقبائح الأعراف مألوفة فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    - وجاء في سبب الحديث أن قوما من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله .

    - وفي رواية من حديث أنس رضي الله عنه
    - [ من*روَّع*مؤمنًا*لم يُؤمِّنِ اللهُ رَوْعتَه يومَ القيامةِ ومن أخاف*مؤمنًا*لم يُؤمِّنِ اللهُ خوفَه يومَ القيامة ومن سعى بمؤمنٍ أقامه الله مقامَ الخزي والذُّلِّ يومَ القيامةِ ](2) .
    - ( من روع ) بتشديد الواو ( مؤمنًا ) أفزعه الأئمة بأي أمر من تهديد أو سل سلاح أو غير ذلك .
    - ( لم يؤمن الله روعته ) فزعه.
    - (يوم القيامة) يوم الفزع الأكبر وإذا كان هذا عقوبة من صدر منه مجرد الترويع فكيف بما فوقه .

    - قال بعض الأئمة ولا فرق في ذلك بين كونه جادًّا أو هازلاً وهو ظاهر الحديث ،
    قال الزركشي - ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزاح حرام وقد جاء في الحديث - [ لا يأْخُذُ أحدُكم*متاعَ صاحبِهِ*لاعِبًا ولا جادًّا وإذا أخذَ أحدُكم*متاعَ*صاحبِه فلْيَرُدَّها إِلَيْهِ ] (3) ، وجزم البعض بحرمة كل إرعاب مطلقًا .
    - وقوله صلى الله عليه وسلم ( ومن سعى بمؤمن ) إلى سلطان يغريه عليه ويؤذيه بسبب سعايته - ( أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة ) (4) ، ولو لم تتفرع على سعايته أذية من سعى به . والله أعلى وأعلم .

    ................

    (1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1279) ، وأحمد برقم (8270) ، وابن حبان برقم (1857) ، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (2339)، وصحيح الجامع برقم (6270)
    (2) انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم (5604)
    (3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (241)، و قال الإمام الألباني حديث حسن.
    (4) انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم (5604).


    كتبه /
    أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
    5 من شهر صفر 1440هجري.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2019-01-26, 12:38 PM.

    تعليق


    • #17
      حديث وتعليق [15]

      مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْء

      الحديث.

      عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - [ مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ] ..
      رواه مسلم برقم (2230) .

      التعليق

      " هذا الحديث في النهي عن إتيان العرافين ، والعرافون جمع عراف وهو - " الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروقات ونحو ذلك " .
      وقيل هو اسم للكاهن - وهو الذي يخبر عما يحصل في الماضي أو المستقبل ، و قيل اعم من ذلك، ويشمل المنجم والرمال ونحوهم من الذين يقرأون الفنجان أو يقرأون الكف ، وما يعرف بقراءة الأبراج في بعض المجلات من معرفة الحظ والنحس من ولادة أو سفر أو نحو ذلك من الأكاذيب والشعوذة والدجل بمعرفة الأمور الغيبية .
      - و يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى - ( العراف اسم للكهان ، و المنجم ، والرمال ، و نحوهم ممن يتكلمون في معرفة الأمور بهذه الطرق ) ؛ ( ج 35 ، ص 173 ) .
      ولقد نفى الله جل وعلا أن يعلم أحد بأمور الغيب
      قال تعالى - { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65] .
      فنفى جل وعلا في هذه الآية أن يعلم أحد بأمور الغيب إلا هو تبارك وتعالى ، فمن صدق أحدا يدعي علم الغيب في الماضي أو المستقبل فقد كذب القرآن ، وكفر بالله جل وعلا ، وقال تعالى - { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } [سورة الجن : 26. 27] إلا من استثناهم الله سبحانه و تعالى من الرسل فأخبرهم سبحانه وتعالى بما اقتضت حكمته، أن يخبرهم به ، وذلك لأن الرسل ، ليسوا كغيرهم من الناس ، فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحداً من الخلق ، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته ، من غير أن تقربه الشياطين ، فيزيدوا فيه أو ينقصوا ، وفي ما هو فيه مصلحة العباد .
      - وقوله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه شيء إلا ما شاء الله قال تعالى - { قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ‏[سورة الأعراف : 188]، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ، ولا يملك لنفسه شيء إلا ما شاء الله ، فكيف بغيره من الناس من أهل الدجل والكذب والفجور .

      ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن رجال يأتون الكهان - ( فقال لا تأتوهم ) رواه مسلم برقم (537) ،
      و النسائي برقم (1218) ، و أحمد برقم (23762)، من حديث معاوية بن الحكم السلمي .
      فنهى عليه الصلاة و السلام عن إتيانهم لأنهم يتكلمون في أمر الغيب ، ولأنهم يلبسون على الناس كثيرا من أمر الشرائع والدين ، وقد تظافرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان والعرافين ، وتصديقهم فيما يقولون به ، أخرج مسلم برقم (2228) من حديث عائشة رضي الله عنه قالت : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا. قَالَ : (تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ).
      ولعظم هذا الأمر بوب له الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه ( التوحيد ) باب - ما جاء في الكهان ونحوهم ، يراجع شروح العلماء عليه للفائدة .
      - مثل العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وغفر له .
      - والعلامة صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله.
      - والعلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
      و عمل الكهان والعرافين من أعمال الشياطين والعياذ بالله ومنافي لعقيدة التوحيد .
      - وفي هذا الحديث وغيره وعيد شديد لمن يأتي إلى هؤلاء المجرمين الذين يفسدون عقائد المسلمين ، ويفتنون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل ، وبالحيل والكذب فالواجب الحذر والتحذير منهم وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل من أفضل أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما يترتب عليها من سلامة عقائد الناس .
      - ومن عقوبة من يأتيهم ويسألهم ألا تقبل منه صلاة أربعين ليلة ، وفي رواية في المسند عند الإمام أحمد برقم (16638) - [ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ] فسواء صدقهم أم لم يصدقهم فلا يجوز الذهاب إليهم ، بل يجب التحذير منهم والتشنيع عليهم لأنهم شر على المجتمعات المسلمة لما يقومون به من فساد عقائد المسلمين ودينهم .
      - ‏وفي رواية أيضا برقم ( 9536 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال - [ مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا ، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ] .
      وقد اختلف العلماء في هذه الأحاديث هل هي على ظاهرها أم فيها تفصيل من حيث الكفر والإسلام لمن يأتي إليهم فيسألهم ويصدقهم .

      - يقول - الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وغفر له ، فسؤال العراف وتصديقه ينقسم إلى أقسام :

      - الأول :- أن يسأله سؤالا مجردا فهذا محرم - ( لقوله من أتى عرافا.....) الحديث .

      - الثاني :- أن يسأله فيصدقه ويعتبر قوله فهذا كفر لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن حيث يقول جل وعلا - { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } [النمل:65] .
      فنفى سبحانه وتعالى أن يعلم الغيب أحد إلا هو تبارك وتعالى .

      - الثالث :- أن يسأله ليختبره هل هو صادق أو كاذب لا لأجل أن يأخذ بقوله فهذا لا بأس به ولا يدخل في الحديث .
      وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد فقال - [ ماذا خبأت لك .؟ فقال الدخ ؛ فقال - اخسأ ؛ فلن تعدو قدرك ] الحديث رواه البخاري برقم(1354) ، و مسلم برقم (2930) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له لأجل أن يختبره ، فأخبره به .

      - الرابع :- أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه فيمتحنه في أمور يتبين بها كذبه وعجزه ، وهذا مطلوب وقد يكون واجباً .
      - ‏انتهى بتصرف .
      نسأل الله جل وعلا أن يحفظ علينا إيماننا وعقيدتنا إن رينا لسميع الدعاء ، والحمد لله رب العالمين .


      كتبه /
      أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي .
      25 / ربيع الثاني/ 1440 هجري .
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2019-01-26, 12:44 PM.

      تعليق


      • #18
        حديث وتعليق [16]

        [ حكم الحلف بغير الله ]

        الحديث .

        عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : لَا وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : لَا يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللَّهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ - أَوْ أَشْرَكَ - ).
        رواه الترمذي برقم (1535) وأحمد برقم (6072)، و انظر صحيح الترغيب والترهيب برقم (2952)

        التعليق .

        فهذا الحديث في حكم الحلف بغير الله جل وعز، والحلف بغيره سبحانه وتعالى نوع من أنواع الشرك بالله سبحانه وتعالى ، فالحلف كان معروفا في الجاهلية ما قبل الإسلام فكانوا يحلفون بأصنامهم وآبائهم فجاء الإسلام وابطل ذلك كله، والحلف بغير الله نوع من أنواع التنديد .

        قال تعالى في سورة البقرة {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو أن تقول : والله ، وحياتك يا فلانة ، وحياتي، ونحوها من العبارات المحرمة ، و مثل أن يحلف بالأنبياء ، أو الملائكة ، أو الجن ، أو الكعبة ، أو الأموات ، أو بالأمانة، كل هذا من الشرك بالله جل وعلا .

        وجاءت السنة الصحيحة في تحريم الحلف بغير الله جل وعلا .
        فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلَابِأُمَّهَاتِكُمْ،*وَلَا بِالْأَنْدَادِ، وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ)، رواه أبو داود برقم (3248)، والنسائي برقم (3769)، ‏فقوله (ولا بالأنداد) ‏الأنداد جمع ند ‏وهي : الأصنام ونحوها مما كانوا يعتقدونها آلهة تعبد من دون الله، ويعظمونها في الجاهلية فجاء الإسلام وابطل ذلك كله.

        وجاء عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ يَقُولُ : (كُلُّ يَمِينٍ يُحْلَفُ بِهَا دُونَ اللهِ شِرْكٌ) السلسلة الصحيحة للألباني برقم (2042)، وفي رواية عند أحمد برقم (329)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)، و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَسِيرُ فِي رَكْبٍ، يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ :(أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) رواه البخاري برقم (6646)، و مسلم برقم (1646)، وفي رواية عند البخاري برقم (6647)، و مسلم برقم (1646) ، من حديث سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ*، عَنْ*أَبِيهِ*، قَالَ : سَمِعْتُ*عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ*يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ*تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ". قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا*ذَاكِرًا*، وَلَا*آثِرًا)*رحمه الله الفروق عمر ورضي عنه كان حريصًا واقفا عند حدود الله جلا وعلا.

        وعَنْ*عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ*، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلَا*بِالطَّوَاغِيتِ)، رواه مسلم برقم (1648)، و النسائي برقم (3774)، وابن ماجه برقم (2095)، و أحمد برقم (20624)، والطواغيت جمع طاغية وهي الأصنام كانوا يعبدونها ويحلفون بها في الجاهلية مثل دوس ، واللات ، والعزى وغيرهما من الأصنام والتماثيل، فلا ينبغي للعبد أن يحلف بغير الله تبارك وتعالى، و الحلف والأيمان فيها تعظيم للمحلوف به فلا يحق إلا لله تبارك وتعالى .

        وكذلك من أنواع الحلف المحرمة الحلف بالأمانة.
        فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا) رواه أبو داود برقم (2335)، وأحمد برقم (22980) ليس منا أي: ليس على طريقتنا و سبيلنا .

        وكذلك من أنواع الحلف بغير الله تعليق الحلف بالبراءة من الإسلام والعياذ بالله.
        عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ*، عَنْ*أَبِيهِ*قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَلَفَ فَقَالَ :*إِنِّي بَرِيءٌ*مِنَ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا)، رواه أبو داود برقم (3258)، والنسائي برقم (3772)، وابن ماجه برقم (2100)، وأحمد برقم (23006) .

        ومن أراد أن يحلف فليحف بالله أو ليصمت ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) .

        وهذا النوع من أنواع الحلف بغير الله إذا أراد به الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهذا شرك أكبر عند أهل العلم وهو مخرج من ملة الإسلام .

        ورحم الله سلفنا الصالح كانوا يعظمون أمر التوحيد فصح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا أنه قال : " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره وأنا صادق " انظر صحيح الترغيب والترهيب برقم (2935)
        ومن المعلوم أن الكذب كبيرة من كبائر الذنوب بل من أقبح الأفعال وأشنعها، ولكن عندما كان الحلف بغير الله نوع من أنواع الشرك بالله كان أكبر من كبائر الذنوب .
        و جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " أن أحلف بالله مائة مرة فآثم خير من أن أحلف بغيره فأبر"، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعظيم جانب التوحيد في نفوس السلف الصالح رضي الله عنهم .

        وأما ما يتعلق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أفلح وأبيه إن صدق) فللعلماء على هذه الكلمة أقوال :
        منهم المحدث الألباني رحمه الله وغفر له، حكم على زيادة ((وأبيه)) بالشذوذ عند أبي داود حديث رقم (392)، كتاب الصلاة | باب : فرض الصلاة
        وحديث رقم (3252)، كتاب : الأيمان، والنذور | باب : في كراهية الْحلف بالآباء .

        وسُئل الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وغفر له .
        عن تأويل الحلف في قوله صلى الله عليه وسلم : « أفلح وأبيه »
        قال : "قوله صلى الله عليه وسلم : « أفلح وأبيه إن صدق » فإنه قبل النهي، ثم جاء النهي عن ذلك فتُرك ذلك ، وتركه ". انتهى بتصرف . مجموع الفتاوى (25 ج/ص261) .

        ‏وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وغفر له .
        ‏" زيادة ((وأبيه)) منكرة شاذة "، انظر لقاء الباب المفتوح رقم [206]، بتصرف.

        وكفارة الحلف بغير الله جل وعلا، ما جاء في السنة النبوية الصحيحة .
        عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ. فَلْيَتَصَدَّقْ)، رواه البخاري برقم (4860)، و الترمذي برقم (5145)، وابن ماجه برقم (2096)، ورواه أبو داود برقم (3247)، والنسائي برقم (3775)، و أحمد برقم (8087) بدون زيادة والعزة .

        والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

        كتبه/ أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي .
        5 من شهر جمادى الآخرة 1440 هجري

        تعليق


        • #19
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #20
            ولك بالمثل أخي الكريم

            تعليق


            • #21
              حديث وتعليق [17]

              (لعن الله من ذبح لغير الله)

              الحديث .

              قال: صلى الله عليه وسلم : [ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ]
              رواه مسلم برقم (1978)، و النسائي برقم (4422)، و أحمد برقم (855)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

              .....................

              التعليق .

              اللعن: هو الطرد والإبعاد من رحمه الله سبحانه وتعالى.
              والذبح هو كل ما يذبح لغير الله من بهيمة الأنعام ونحوها، وهو عبادة من العبادات التي لا تصرف إلا لله جل وعلا، كما قال تعالى في سورة الكوثر: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، أي : اخلص عبادتك لله وحده لا شريك له فصلاتك وذبحك ومماتك ومحياك كله لله جل وعلا، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها وينذرون لها ، فأمر الله جل وعلا بمخالفتهم عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له في جميع أمور الدين مما يتقرب به لله تبارك تعالى .
              فالذبح لغير الله تبارك وتعالى من باب التقرب والتعظيم محرم وشرك بالله جل وعلا ولو كان شيئاً حقيراً جاء في الحديث الرجل الذي قرب ذباباً فكان بسبب ذلك القربان من أهل النار والعياذ بالله، فعن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ فِي ذُبَابٍ، وَدَخَلَ رَجُلٌ النَّارَ فِي ذُبَابٍ: قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مَرَّ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ صَنَمٍ ،وَفِي رِوَايَةٍ (يَعْكِفُونَ عَلَى صَنَمٍ لَهُمْ)، لَا يُجَاوِزُهُ أَحَدٌ حَتَّى يُقَرِّبَ لَهُ شَيْئًا فَقَالُوا لِأَحَدِهِمَا: قَرِّبْ (شَيْئًا)، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ. فَقَالُوا لَهُ: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا فَقَرَّبَ ذُبَابًا فَخَلَوْا سَبِيلَهُ قَاَل: فَدَخَلَ النَّارَ، وَقَالُوا لِلْآخَرِ: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُقَرِّبَ لِأَحَدٍ شَيْئًا دُونَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ الْجَنَّةَ)، هذا وهو شيء لا قيمة له فكان بسببه دخول النار، فكيف إذا كان مما يتقرب به معظم عند أهله فلا شك انه أخطر وأعظم أثما ودخولا للنار والعياذ بالله. رواه الإمام أحمد في كتابه الزهد، وصححه المحدث الألباني موقوفاً على سلمان الفارسي رضي الله عنه، كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (5829).
              فلا يجوز صرف نوعاً من أنواع العبادة لغير لله تبارك وتعالى، سواءً كان الذبح أو النذر أو غيرها من أنواع العبادات فمن فعل ذلك فقد كفر وأشرك بالله جل وعلا كما قال تعالى في سورة المؤمنون: {وَمَن يَدْعُ مَعَ ظ±للَهِ إِلَظ°هًا آخَرَ لَا بُرْهَنَ لَهُ بِهِغ¦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُغ¥ عِندَ رَبِّهِغ¦ظ“ إِنَّهُغ¥ لَا يُفْلِحُ ظ±لْكَظ°فِرُونَ}، وقال تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَظ°لِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)}، أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه جل وعلا، أنه مخالف لهم في ذلك ، فإن صلاتي لله ونسكي لله وحده لا شريك له.
              فالذبح لغير الله شرك بالله جل وعلا، وكبيرة من كبائر الذنوب والعياذ بالله، جاء في الحديث عند مسلم وغيره ( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ) فاللعن: هو الطرد والإبعاد من رحمه الله تبارك وتعالى.
              فمن ذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً للولي أو ذبح للجن أو للصنم أو للصليب أو لنبي من الأنبياء أو للكعبة أو نحو ذلك، فقد أشرك بالله جل وعلا، ولا تحل ذبيحته، سواءً كان الذابح مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً أو مجوسياً ، فكل ما ذبح لغير الله ولم يُذكر اسم الله عليه لا يحل أكله كما قال تعالى في سورة الأنعام : {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}، وقال تعالى في سورة البقرة : {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّه}، أي : ما ذبح لغير الله جل وعلا، وقُصد به غيرُه جل وعلا من الأصنام والأوثان، والآلهة، فهو محرم ولا يحل أكله .
              يقول العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب القول المقيد على كتاب التوحيد [باب ما جاء في الذبح لغير الله]
              الذبح لغير الله : ينقسم إلى قسمين:
              الأولى: أن يذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً، فهذا شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام.
              الثاني: أن يذبح لغير الله فرحاً وإكراماً، فهذا لا يخرج من الملة، بل هو من الأمور العادية التي قد تكون مطلوبة أحيانا وغير مطلوبة أحيانا، فالأصل أنها مباحة.
              ومراد المؤلف هنا القسم الأول: أي: أن يذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً، فهذا شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام، فلو قدم السلطان إلى بلد. فذبحنا له، فإن كان تقرباً وتعظيماً، فإنه شرك أكبر، وتحرم هذه الذبائح، وعلامة ذلك: أننا نذبحها في وجهه ثم ندعها.
              أما لو ذبحناها له (إكراماً)، (وضيافة)، وطبخت، وأكلت، فهذا من باب الإكرام، وليس بشرك. انتهى كلامه رحمه الله
              وكذلك من الأمور الخطيرة على عقيدة المسلم الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله جل وعلا، فَعَنْ ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ ؟ ". قَالُوا : لَا. قَالَ : " هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ ". قَالُوا : لَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْفِ بِنَذْرِكَ ؛ فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ)، رواه أبو داود برقم (3313)، فإذا كان من الخطورة الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله جل وعلا، فكيف بمن يذبح لغير الله، من الجن والقبور والأصنام والأوثان والأولياء، والله المستعان فالذبح في مكان يذبح في لغير الله، وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا، فقوله عليه الصلاة والسلام: (هل كان فيها وثن من الأوثان)، أي: لو كان فيها وثن من أوثان الجاهلية لا يجوز الذبح في هذا المكان، والوثن كل ما عبد من دون الله سبحانه وتعالى من حجر أو شجر أو قبر، ثم سأل فقال عليه الصلاة والسلام: (هل كان فيها عيداً من أعيادهم)،أي: أعياد الجاهلية إذ لو كان فيها عيداً من أعياهم لا يجوز الذبح في مكان يتخذ عيدا في الجاهلية، والعيد هو: المكان أو الزمان الذي يعود أو يُعاد ويتكرر، يقول العلامة عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: " وفيه سدُ لذريعة الشرك وترك مشابهة المشركين والمنع مما هو وسيلة إلى ذلك ".
              فالذبح لغير الله أنواع
              النوع الأول: ما ذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً كمن يذبح للجن أو للقبر أو للولي فهذا شرك بالله جل وعلا ناقل عن ملة الإسلام .
              النوع الثاني: بدعة منكرة ووسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا كمن يذبح بمكان يذبح فيه لغير الله جل وعلا .
              النوع الثالث: ما قد يكون واجباً، أو مستحباً مثل ذبح الهدي أو الأضحية أو العقيقة أو يذبح ليكرم ضيفه أو يذبح ليدخل الفرح والسرور على أهله وأن يعفهم عن النظر إلى ما عند الآخرين .
              النوع الرابع: ما لا يكون مستحباً ولا واجباً مثل أن يذبح لأجل أن يأكل لحماً وهذا من قبيل العادات، وهذا لا أثم فيه .
              نسأل الله تعالى أن يبصرنا في ديننا ويقينا شر أنفسنا وأن يحفظ علينا عقيدتنا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

              كتبه /
              أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي .
              بتاريخ 10 من شهر ذي الحجة عام 1440هجري .

              تعليق


              • #22
                ا
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2019-10-10, 10:04 PM.

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 2 زوار)
                يعمل...
                X