البيان الحازم في الرد على تخرصات يوسف أبي حاتم
أما بعد فهذه حلقة أولى كتبها أخونا الفاضل:عمر مكي,جوابا عما طلع به علينا أبو حاتم يوسف العنابي الطاعن في مشايخ الجزائر الفضلاء,أحببت أن أشارك بها في هذا المنتدى المبارك,حتى يكون لها في رد افترائه وطعنه نصيب,وجزى الله أخانا عمر مكي خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد وآله الطيبين,وصحابته الأبرار الطائعين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.أما بعد فهذه حلقة أولى كتبها أخونا الفاضل:عمر مكي,جوابا عما طلع به علينا أبو حاتم يوسف العنابي الطاعن في مشايخ الجزائر الفضلاء,أحببت أن أشارك بها في هذا المنتدى المبارك,حتى يكون لها في رد افترائه وطعنه نصيب,وجزى الله أخانا عمر مكي خير الجزاء.
و على آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد:
فقد أكثر المدعو أبو حاتم يوسف ابن العيد العنابي الطعن على أهل السنة بالجزائر وغيرها من البلاد
الإسلامية وما ذلك إلا لحقده وبعده عن الورع وتقوى الله جل وعلا وملازمته للكذب والتعالم وسيئ الأخلاق
ومن قرأ ما كتبه أو استمع إلى ما قاله يظهر له هذا جلياً, ومن أمثلة تعالمه قوله :
ردودنا في الشبكة ، أحلناه على ردودنا ، لا أعلم أنّ أحدا سبقه إلى هذا . وأمثال هذا كثير وأما سوء الخلق فحدث ولا حرج ، من ذلك ما جاء في صوتية له موسومة برد جهالات المعسكري حيث قال : أهل الباطل ، أهل التخذيل والخور والجبن ، سلعتهم بائرة ، فلان مقلد من المقلدة وذيل من الأذيال ، الفراكسة، في وقت لا يتجاوز العشرين دقيقة وقد تركنا أمثلة كثيرة إختصاراً .
وهذه المادة الصوتية يزعم فيها أبو حاتم الرد على شيخنا أبي العباس محمد رحيل (حفظه الله) وفي الحقيقة هي تدل على قلة ورع الرجل وقلة إطلاعه واْنّه من أولئك الملبسين، فتلبيسه وتدليسه وكذبه في غاية الوضوح ، ولا يستغرب هذا من أبي حاتم وأمثاله ، والداعي لهذا الرد المزعوم مكالمة أجراها الشيخ رحيل مع إخوة من مدينة مهدية بولاية تيارت ، وكانت هذه المكالمة قبل حرب الحوثية الرافضة مع أهل السنة باليمن حرسها الله وبلاد المسلمين ، قال فيها الشيخ رحيل:
{إذا جرحه رجل عارف من أهل الفن لا يطالب بالدليل إلاّ إذا عارضه ثناء.
وقال: إرجعوا إلى النخبة ، قال إن خلا عن التوثيق يقبل فيه مجملا ، ونقله الخطابي وغيره يعني بأن الرجل إذا كان عارفا بالجرح و التعديل و جرح شخصا ولم يكن في مقابله ثناء ففي هذه الحالة لم يتعارض توثيق مع تعديل، يقبل فيه مجملا على الصحيح.}
قال السائل : لكن الرجل كان ثقة
الشيخ : {الرجل إذا كان ثقة و فعل بعد ذلك ما يوجب جرحه خلاص ؟}
وقال الشيخ :
{وهنا جاء التجريح يقينا متاخراً} .
وقصد الشيخ حفظه الله أن الشيخ الوالد ربيع -حفظه الله- عدّل الشيخ يحيى فيما مضى ثم جرحه بعد ذلك ، فهذا قول الشيخ. وهنا جاء التجريح يقينا متاْخرا، والمكالمة محفوظة بحمد الله تعالى .
وسأنقل كلامه بلحنه وطعنه.
قال اْبو حاتم في نقله عن الشيخ رحيل:
انه لما سئل عن جرح الشيخ ربيع للشيخ يحي وقيل له أنّ بأنّ الشيخ ربيع جرح الشيخ يحى جرحا مبهما فقعد لهم قاعدة يعني و الاتصال كان من الاخوة من تيارت ، فقعد لهم قاعدة وهي بأن قال لهم بأنّ بأنّه إذا جاء جرح ولم يقابله ثناء يقبل إن كان هذا الجرح جاء يقينا متاخرا ا.هـ
والجواب: ياأبا حاتم إن الشيخ رحيل لم يقعد قاعدة من كيسه،وبنيات حدسه,وإنّما استقاها من كلام أهل العلم,وقد زعنت ياأبا حاتم أن أحدا لم يسبق رحيلا إلى هذه القاعدة،وهذا يدل على جهل مفضع بقواعد الجرحج والتعديل,ولو رجع أبو حاتم إلى النخبة وشروحها لوجد القاعدة منصوصا عليها قال الشمنِّي في نظمها:
وقدم الجرح على التوثيق***إذا أتى مبيَّن الطريق
من عارف فإن يكن ما عُدِّلا**فإنه يقبل فيه مجملا
وهذان البيتان في غاية الوضوح.
قال تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين ).قال العلامة السعدي رحمه الله : ولا يجرمنكم أي لا يحملنكم بغض قوم على أن لاتعدلوا ، كما يفعله من لا عدل عنده و لاقسط ، بل كما تشهدون لوليكم ، فاشهدوا عليه ، وكما تشهدون على عدوكم ، فاشدوا له ، ولو كان كافرا أو مبتدعا ، فإنه يجب العدل فيه ، وقبول ما يأتي به من الحق ، لأنه حق لا لأنه قاله ، ولا يرد الحق لأجل قوله ، فإن هذا ظلم للحق ا.هـ
ثم قال أبو حاتم في كلام ركيك:
قال: يعني (الشيخ رحيل)، أنه جرح الشيخ ربيع عند أن جرح الشيخ يحى على حد قوله هو ، ورماه بالحدادية ، الشيخ لم يكن هناك فيه تعديل حتى يقال إن الشيخ ربيع جرح ويطالب بالتفسير بتفسير الجرح و بالإتيان بالأدلة على جرحه ، فلا يطالب الشيخ ربيع بذلك ، لماذا لآنه بعد تجريح الشيخ ربيع لم يأتي أحد يعدل الشيخ يحى ، وبذلك إخواني جرح الشيخ ربيع مقبول و إن كان مبهما ، وهذا يعني هذه عجيبة من العجائب هذه عجيبة من العجائب ا.هـ
والجواب:ياأبا حاتم هل هذا نص كلام الشيخ رحيل أم هذه كسابقتها ؟ فالله المستعان قال تعالى {وإذا قلتم فاعدلوا}
وهنا وقفات مع كلام أبي حاتم :ا
1ـ هذا الكلام من كيس أبي حاتم لفظا و معنى.
.2ـ أنّ جرح الشيخ ربيع لم يكن مبهماً فكلمة: {حدادي} هذه جرح مفسر.
3ـ القاعدة التي ذكرها ليست من كلام الشيخ رحيل ، بل هي من تخرصات أبي حاتم .
4ـ قولك : على حد قوله هو ، هذا فيه تشكيك في نقل الشيخ رحيل لكلام الشيخ ربيع في يحي الحجوري والصحيح أنّه كلام مطابق للواقع وهذا باعتراف الشيخ يحي أنّ الشيخ ربيع رماه بالحدادية : النصح الرفيع للشيخ يحى الحجوري .
5ـ شطر كلامه الثاني هذا قد نسبه للشيخ ظلما، ولو سلمنا له جدلا فإنّه تضمن مسألتين:
أـ إذا جرح الثقة رجلا عُدِّل من قبل، هل يقبل كلامه مجملا ؟، فأبو حاتم نفى أن يكون في المسألة خلاف، والواقع أنّ فيها خلافاً.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في شرحه على ألفية السيوطي ص 76 ط المكتبة التوفيقية :
اختلفوا في الجرح والتعديل: هل يقبلان مبهمين من غير ذكر أسبابهما؟
فشرط بعضهم لقبولهما ذكر السبب في كل منهما، وشرط بعضهم ذكر السبب في التعديل دون الجرح، وقبل بعضهم التعديل من غير ذكر أسبابه، وشرط في الجرح بيان السبب مفصلا، وهو الذي اختاره ابن الصلاح والنووي وغيرهما، وهو المشتهر عند كثير من أهل العلم.
ثم حسّن كلام الحافظ، فقال:
و اختار شيخ الإسلام ـ يعني ابن حجرـ تفصيلا حسنا، فإن كان من جرح مجملا قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن، لم يقبل الجرح فيه من أحد كائنا من كان، إلاّ مفسراً.
فقول الشيخ: وشرط بعضهم ذكر السبب في التعديل دون الجرح، دل على أنّ الخلاف قد شملها، فأين قولك: لا أعلم أحدا سبقه إليها؟ وهذه كلمة إنّما وجدت في كلام المحققين من أمثال الحافظ وغيره، وليست لك ولأمثالك.
ب ـ والمسألة الثانية هي: زعم أبي حاتم أنّ المتقدمين لا ينظرون إلى التعديل هل كان متقدما أو متأخراً، ونقل عليها
الإجماع، والرد على كلامه هذا من وجوه:
1ـ أوّلا: قد ورد ما يدل على أنّ أهل الحديث ينظرون إلى التعديل هل كان متقدما أو متأخراً من ذلك:
ما قاله الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه الباعث الحثيث ص 80: مكتبة دار التراث:
إذا اجتمع في الراوي جرح مبين السبب وتعديل، فالجرح مقدم، وإن كثر عدد المعدّلين، لأنّ مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليها المعدل، ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله إلاّ أنّه يخبر عن أمر باطن خفي عنه، وقيد الفقهاء ذلك بما إذا لم يقل المعدل: عرفت السبب الذي ذكره الجارح، ولكنّه تاب وحسنت حاله، أو ذكر الجارح سببا معينا للجرح، فنفاه المعدل بما يدل يقينا على بطلان السبب، قاله السيوطي في التدريب.
2ـ ثانيا: أنّ كلام الشيخ أحمد شاكر فيما إذا جاء الجرح و التعديل عن إمامين أما إذا جاء الجرح والتعديل عن إمام واحد كما هو في مسألتنا، فالأمر ظاهر جداً، أنّ الكلام المتأخر ينسخ المتقدم.
3 ـ ثالثا: أنّه نقل الإجماع على أنّ أهل الحديث لا ينظرون إلى تقدم التعديل أو تأخره، فليسم لنا عمن نقل الإجماع.
ودون ذلك خرط القتاد، كيف وقد نقل الشيخ أحمد شاكر الخلاف في ذلك.؟
4- من أنت حتى تنقل الإجماع؟ثم لا تسمي من نقلت عنهم الإجماع,وكأنك من كبار الحفاظ الذين ينقلون الإجماعات لسعة اطلاعهم.
ويصدق عليه في هذا المقام ما قاله في حق الشيخ رحيل:
فاقد الشيء لا يعطيه.
دع عنك الكتابة لست منها *** ولو سودت وجهك بالمداد.
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يتبع...
وكتبه العبد الفقير أبو عبد الرحمن عمر مكي
يوم 13 رجب 1433 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،
بوادي التاغية حرسها الله وبلاد المسلمين.
يوم 13 رجب 1433 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،
بوادي التاغية حرسها الله وبلاد المسلمين.
تعليق