إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقاصد وأحكام الصيام من كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقاصد وأحكام الصيام من كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله.

    <بسملة1>

    مقاصد وأحكام الصيام من كتاب زاد المعاد
    للإمام ابن القيم رحمه الله

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، أمّا بعد :

    فمع اقتراب موسم من مواسم الخيرات وهو شهر رمضان المبارك الذي يشمّر فيه المشمّرون، ويغتنم لياليه وأيامه الصالحون فهو حقا غنيمة للعابدين الطائعين للازدياد من الخيرات والحسنات، وفرصة للمقصّرين لاستدراك ما فات، وحريّ بالمسلم الحريص على تعلّم دينه أن يعرف مقاصد الصيام وأحكامه، كيف لا ؟ وهو ركن من أركان الإسلام ومبنى من مبانيه العظام، ومن خير من جمع مقاصد الصيام مع ذكر شيئ مما يتعلّق بأحكامه الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الرائق " زاد المعاد في هدي خير العباد".
    فأحببت أن أشارك روّاد هذا الصّرح المبارك اختصار ما ذكره الإمام رحمه الله في الفصول التي تكلم فيها على هدي النبيّ صلى الله عليه وسلّم في الصيام مع محاولة ذكر لأدلة ما ذكره رحمه الله على حسب الوُسع والطاقة، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    بدأ الإمام ابن القيم رحمه الله هذه الفصول بذكر مقاصد الصيام وسردها سردا مجرّدا عن الأدلة.

    مقاصد الصيام :

    1- حبس النّفس عن شهواتها وفطامها عن المأكولات وتعديل قوتها الشهوانيّة.
    2- الجوع والظمأ يكسر من حدّة النّفس وسورتها.
    3- الصّوم يذكّر بحال الأكباد الجائعة من المساكين.
    4- تضييق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب لحديث صفية بنت حيي رضي الله عنها وفيه : "إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم.." الحديث. رواه البخاري ومسلم.
    5- يحبس الصّوم قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيها يضُرُّها في معاشها ومعادها.
    6- الصوم لجام المتّقين وجُنّة المحاربين لقوله صلّى الله عليه وسلّم " الصيّام جُنّة" رواه البخاري من حديث أبي هريرة.
    7- هو رياضة للأبرار والمتّقين، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى عليه وسلّم قال :"إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إنّي امرئ صائم" الحديث رواه البخاري ومسلم.
    8- الصّوم لربّ العالمين من بين سائر الأعمال لقوله صلّى الله عليه وسلّم "كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عزّ وجلّ إلا الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي" أخرجه مسلم.

    9- للصّيام تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحمايتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة.

    متى كان فرض الصيام؟

    كان فرضه في السّنة الثانية من الهجرة.

    مراحل فرض الصّيام :

    1- مرحلة التّخيير بين الصّوم وبين أن يطعم قال تعالى "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوّع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" ‏( البقرة ١٨٤).
    2- تحتم الصّيام لكن كان الصّائم إذا نام قبل أن يطعم حرُم عليه الطّعام والشّراب إلى الليلة القابلة، قال تعالى "فمن شهد منكم الشّهر فليصُمه"( البقرة ١٨٥).
    3- تحتم الصّيام من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، قال تعالى "وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل".

    - كان هديه صلّى الله عليه وسلّم في شهر رمضان الْإِكْثَارُ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، فَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ، وكان أَجْوَدَ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ وأجود ما يكون في رمضان.

    -وَكَانَ يَخُصُّ رَمَضَانَ بعبادات بِمَا لَا يَخُصُّ به غَيْرَهُ مِنَ الشُّهُورِ ومن ذلك أنّه كان عليه الصلاة والسلام يواصل الصّيام لِيُوَفِّرَ سَاعَاتِ لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَكَانَ يَنْهَى أَصْحَابَهُ عَنِ الْوِصَالِ.

    خلاف العلماء في حكم الوصال :

    1- الوصال جائز إن قدر عليه وهذا يروى عن عبد الله بن الزبير وجماعة من السلف.
    2- الوصال محرّم وإلى هذا ذهب مالك وأبو حنيفة والشّافعي والثّوري واستدلّوا بِنَهْيِ النَّبِيِّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصحابة عن الوصال، قالوا والنّهي الأصل فيه التّحريم.
    3- الوصال مكروه وأجازه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من السحر إلى السحر وهذا المحفوظ عن أحمد وإسحاق، قال ابن القيّم وهو أعدل الأقوال لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر" رواه البخاري.

    بم يثبت هلال رمضان؟

    يثبت هلال رمضان بِرُؤْيَةٍ مُحَقَّقَةٍ، أَوْ بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "تراءى النّاس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّي رأيته فصامه وأمر النّاس بصيامه" رواه أبو داود.

    وإذا حَالَ لَيْلَةَ الثَّلَاثِينَ دُونَ مَنْظَرِهِ غَيْمٌ أَوْ سَحَابٌ أَكْمَلَ عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا.

    - كَانَ يُعَجِّلُ الْفِطْرَ وَيَحثُّ عَلَيْهِ، وَيَتَسَحَّرُ وَيَحُثُّ عَلَى السُّحُورِ، وَيُؤَخِّرُهُ وَيُرَغِّبُ فِي تَأْخِيرِه لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال :"لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :"تسحّروا فإنّ في السّحور بركة" متفق عليه.

    - وَكَانَ يَحُضُّ عَلَى الْفِطْرِ على التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى الْمَاءِ لحديث سلمان بن عامر الضبي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنّه طهور" رواه الخمسة.

    - و كَانَ يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ "ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى" رواه أبو داود وصحّحه الألباني وأما ما ذكره الإمام غير هذا الذّكر عند الفطر فهو ضعيف لا يثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

    الفطر في السفر :

    سَافَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ وَأَفْطَرَ، وَخَيَّرَ أصحابه بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، كما جاء في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي قال : "إني أجد فيّ قوّة على الصيام في السفر ، قال : هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن صام فلا جناح عليه" رواه مسلم.

    غزوات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في رمضان :

    غزى غزوتين عظيمتين في رمضان غزوة بدر وغزوة الفتح.

    - ولم يكن من هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحد ولا صح عنه في ذلك شيئ وقد افطر دحية الكلبي في سفر ثلاثة أميال فافطر وقال لمن صام قد رغبوا عن هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

    - كَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَيَغْتَسِلُ بَعْدَ طلوع الْفَجْرِ وَيَصُومُ لحديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما "أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصبح جنبا من جماع ثمّ يغتسل ويصوم" رواه البخاري ومسلم.

    - وَكَانَ يُقَبِّلُ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ وَهُوَ صَائِمٌ فِي رَمَضَانَ لحديث عائشة رضي الله عنهما "أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقبّلها وهو صائم" رواه البخاري.

    - كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمضمض ويستنشق وهو صائم ومنع الصائم من المبالغة في الاستنشاق لحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما" أخرجه أصحاب السنن وصحّحه الألباني.

    - لم يصح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه نهى الصائم عن السواك أول النّهار ولا آخره بل قد رُوي عنه خلافه.

    - رُوي عنه صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ اكْتَحَلَ وَهُوَ صَائِمٌ، قال ابن القيّم "ولا يصح" وقد صحّح العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث.

    وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي الْإِثْمِدِ "لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ"، قال ابن القيّم "ولا يصح" وقال الألباني في الإرواء "منكر".

    هذا ما يسّر الله رب العالمين من اختصار لما ذكره الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى في فصل "في هديه صلّى الله عليه وسلّم في الصّيام". والحمد لله رب العالمين.

    وكتب :
    أحمد محمد عمامرة

    بعد عصر يوم الأحد 23 شعبان 1440هـ الموافق 28 أفريل 2019
    *عين النويصي- مستغانم*
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-05-01, 06:19 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي أحمد، نفع الله بكم.

    تعليق


    • #3
      أحسن الله إليك وبارك فيك أخي، وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك.
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس محمد عيسى; الساعة 2019-05-02, 09:54 AM.

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X