بسم الله الرحمن الرحيم
الرسائل السنية و النصائح السلفية إلى أبناء الجزائر الأبية
في حكم الشرع في الإعتصامات و المظاهرات البدعية
جمع أقوال علماء الأمة الصادقين لا خطباء الفضائيات و دعاة الثورات.
:: للمشاركة و الإثراء ::
الرسائل السنية و النصائح السلفية إلى أبناء الجزائر الأبية
في حكم الشرع في الإعتصامات و المظاهرات البدعية
جمع أقوال علماء الأمة الصادقين لا خطباء الفضائيات و دعاة الثورات.
:: للمشاركة و الإثراء ::
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آل بيته و أصحابه الأخيار ، أما بعد :
قَالَ الله تَعَالَى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )) [المائدة:2].
وَقالَ تَعَالَى: (( وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) .[العصر:1- 3].
ويقول جل وعلا: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )) [التوبة:71].
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) . رواه مسلم في الصحيح.
فمن باب التعاون على البر و التقوى و إنكار المنكر، و لأن أهل السنة بإذن الله و توفيقه أرحم الناس بعباد الله، و أنّهم اعلم الناس بالحق، فقد كان أهل السنة السلفيين في بلادنا الجزائر علماء و مشايخ و شباب - رغم التضييق على عملهم و نشاطاتهم الدعوية و إبعاد بعض الخطاب منهم عن الخطابة و فسح المجال لمجانين الطرقية و جهال الصوفية بالإعتلاء و الإستحواذ على المنابر - و في غيرها من البلاد الإسلامية و لا يزالون بإذن الله أرحم الناس بالخلق وهم أعرفهم بالحق، و أسرعهم و أشرسهم دفاعا عن أمن و سلامة بلدانهم و أوطانهم و عقيدة العباد ، و هم كذلك باقون غير مغيرين و لا مبدلين صادقين غير غاشين و لا كاذبين و خائنين ، في الصراء و الضراء ، في السر و العلن ، ينصحون للراعي و الرعية ، للكبير و الصغير ، للقريب و البعيد ، صادعين بالحق لا يخشون في الله لومة لائم ، و لا يبتغون من مخلوق كائنا من كان لا جزاءا و لا شكورا ، إنما يفعلون ذلك تدينا و عقيدة و تقربا الى الله العزيز الحكيم .
و مما وجب انكاره و صده و وأده في مهده و إغلاق الأبواب و المنافذ دونه بنشر و توصيل حكم الشرع من خلال كلام ورثة الأنبياء علماء السنة الصادقين إلى من غفل و جهل و نسي و لم يعقل خطورة تلك الاعتصامات و المظاهرات ، و التي كانت سببا رئيسا في تلك الأحداث الدامية و المجازر الكبيرة التي عايشتها الجزائر خلال العشرية السوداء ، و كانت كذلك سببا لخراب بعض الدول العربية و دمار مجتمعاتها و تشتت أهلها و قد عايشنا و شاهدنا تلك الويلات بأم أعيننا و التي لا تزال تبعاتها ممتدة و مستمرة إلى اليوم ، و التي كانت بدايتها كلها كما كان يعتقد و يقول عنها من ركبها و إنجرى وراء من يدعوا إليها أنها سلمية سلمية !!!! ، مظاهرات سلمية ! ثم حشود و تجمهر ! ثم عصيان مدني ! ثم اشتباكات ! ثم خراب و دمار للبلاد ، و ما حال أهلنا في سوريا و ليبيا و اليمن عنا ببعيد فما كانت عاقبتها سلمية !!! ، نسأل الله أن يلطف بهم و يعيد أمنهم و أمانهم و عافيتهم .
فيا قومنا ، و يا أهلنا إتقوا الله في بلادكم ، و لا تكونوا سببا لنشر الفتنة و الفوضى و الإخلال بالأمن و جر البلاد الى ما لا تحمد عقباه حيث لا ينفع حينئذ الندم ، و حسبكم إن كنتم صادقين في محبتكم للنبي صلى الله عليه وسلم وإتباعه و طاعته و هو الذي وصفه الله تعالى في قوله : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128] , حيث قال حبيبنا و نبينا و معلمنا و قدوتنا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى في حديث صحيح صريح : ( إنَّهَا ستَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذلكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ ) . متفقٌ عليه، و الأثرة - يعني - استئثار الحكام بالدنيا والاموال و المناصب ، فألزموا نصيحته صلى الله عليه وسلم و أحفظوها و بلغوها لمن خلفكم من الشباب يا رحمنا الله و إياكم جميعا تفلحوا و تسلموا و تؤجروا بإذن الله.
ولقول الله جل وعلا: ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [آل عمران: 104] فهذا نداء لشباب السنة خير شباب الأمة و أملها في كل مكان ، و في هذا المنتدى و الصرح السني العلمي العتيق للمساهمة بجمع ما تيسر من أقوال و نصائح أهل العلم المعتبرين كرسائل سنية و نصائح سلفية إلى أبناء الجزائر الأبية في حكم الشرع في الإعتصامات و المظاهرات البدعية ، عسى الله أن ينفع بها كل من تصله ، و جزى الله خيرا كل من يساهم في نشرها و إبلاغها إلى أبناء الجزائر و غيرها من البلدان الإسلامية و ذلك عن طريق مختلف وسائل التواصل ، هذا و الله أعلى و أعلم ، و الله ولي التوفيق و هو الهادي إلى سواء السبيل ، فهذا الجهد و المستطاع و الله المستعان و عليه التكلان و حسبنا الله و نعم الوكيل و الحمد لله رب العالمين .
تعليق