أبيات تَأْنِيسِ الكِبَارِ وَتوْبِيخِ الصِّغَارِ
_بِلِسَانِ حَالِ أَهْلِ العِلْمِ_:
صَغِيرُ السِّنِّ يَطْعَنُ فِي الكِرَامِ *** بِـــلَا اسْتِحْيَا بِكَلْمٍ وَاتِّهَامِ
يُرِيدُ بِزَعْمِهِ إِغْلَاقَ بَـــــابٍ *** مِنَ الشَّرِّ لِنَحْيَا فِي وِئَامِ
وَلَكِنْ أَخْطَأَ الفَهْمَ وَأَضْحَى *** ذُبَابًا فِي يَبَابٍ مِنْ هِيَامِ
وَفِتْيَانٍ يَرَوْنَ الجَرْحَ غُنْمًا *** وَلَكِنْ أَضْحَى غُرْمًا بِالذِّمَامِ
وَأَيْقَنْتُ التَّعَالُمَ يَوْمَ رَدُّوا *** وَقَدْ زَعَمُوا الرِّئَاسَةَ لِلْغُلَامِ
وَحَامُوا حَوْلَهُ مِنْ غَيْرِ فِكْرٍ *** فَقَادَهُمُ بِحُمْقٍ لِلْخِصَامِ
صَعَافِقَةٌ أَرَادُوا طَعْنَ شَيْخٍ *** كَبِيرٍ عَالِمٍ حَبْرٍ هُمَامِ
رَمَوْهُ بِخِسَّةٍ وَعَظِيمِ قَوْلٍ *** وَبُهْتَانٍ وَأَشْيَاءٍ عِظَامِ
فَكَمْ نَطَحُوا جِبَالًا رَاسِيَاتٍ *** وَكَمْ كَسَرُوا بِرَأْسٍ مِنْ عِظَامِ
فَطَعْنُ كِبَارِنَا ظُلْمٌ وَزُورٌ *** فَمَنْ ذَا يَطْعَنُ بَدْرَ التَّمَامِ
تَجَارَت فِيهِم الأَهْوَاءُ دهرا *** فَلَمْ تَتْرُكْ مَوَاضِعَ مِنْ بَنَامِ
لَقَدْ عَزَّ الثَّبَاتُ عَلَى رِجَالٍ *** وَأَصْبَحَ سِلْعَةً عِنْدَ الطَّغَامِ
فَتُوبُوا قَبْلَ أَنْ تَبْدُوا المَسَاوِي *** وَيَظْهَرَ مَا أخفيتم عِنْدَ الأَنَامِ
أبو الحارث يوسف بن عومر
تعليق