على رسلكم أيها الشامِتون
قد كثر الكلام هذه الأيام من بعض مرضى القلوب شماتة منهم في أهل الحق " انظر كيف دار بعضهم على بعض ( على حد قولهم بالعامية ) و كثر الاختلاف و التناحر بينهم "
و جوابا على هذه الفرية الساقطة أقول إن دعوة أهل السنة دعوة صافية نقية فضاحة لأهل البدع و الأهواء فهي كالبحر لا تقبل الميتة و لا تأوي المتردية و النطيحة و ..إلخ ، دعوة مبنية على تعظيم الحق و أهله القائمين به فلا يهمهم زيغ من زاغ و لا انحراف من انحرف اذا خالف السنة و عاند و كابر بقدر ما يهمهم الحفاظ على الأصول السنية السلفية قال النبي صلى الله عليه و سلم " تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " فالحديث نص على أن من زاغ عن السنة فإنه هالك لا عبرة به ، و أنه لابد من التمسك بالسنة و العض عليها بالنواجذ دون الالتفات إلى المنحرفين و من ناصرهم من المخذلين.
و من اعظم هذه الأصول عقيدة الولاء و البراء لذلك فإن تحذير علماء السنة ممن انتسب إلى السنة ثم خالف و عاند الحق و أهله فإنه يعد منقبة لهم و علامة على صدقهم و صدق المنهج الذي يحملونه صيانة منهم للدين و نصحا للخلق قال ابن مسعود - رضي الله عنه - " الجماعة ماكانت على الحق و إن كنت وحدك " فلا يفهمن أحد تحذيرات أهل السنة من بعض من انتسب إليهم فهما خطأ و من ثم يرميهم بأنهم دعاة إقصاء و غلو و قد جاء في الحديث " محمد فرق لأمته " أي ليفرق بين الحق و الباطل .
و أما دعوة مخالفيهم "أعني الحلبيين و الرمضانيين و من لف لفهم "فهي سوداء كسواد قلوبهم لا تقوم إلا على سوق التجميع و التكتيل تحت مظلة " كلنا سلفيون " لكي يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه من بدع و ضلالات ، فإذا نبههم اهل السنة على بدعهم عاندوا و كابروا ، ثم إذا حذروا منهم تباكوا على السلفية و الفرقة و التفرق كما هي عادتهم ، و الله عزوجل يقول " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " و هم لا يريدون الاعتصام بالحق فكانت النتيجة الحتمية هي المفارقة و لابد لاستحالة الاجتماع على الباطل ، لكن هذا التفرق محمود و مطلوب شرعا لكي يحيا من حي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة ، و يبقى الحق حقا و الباطل باطلا و لو كره المميعون .
و من اكثر المسائل التي دندن حولها المميعون كثيرا مسائل اختلاف علماء السنة في الرجال حيث اتخذوها ذريعة لتمرير باطلهم و الطعن في علماء السنة تلميحاً و تصريحاً و حسبهم ماورد عن ائمة السنة من اختلاف فإن محمد بن حميد الرازي كانوا يعدونه في الكذابين و كان الإمام أحمد يحسن حديثه لأنه كان يتظاهر بالصدق عند أحمد فلما بلغ ذلك أبازرعة الرازي ذلك لم يتراجع أبو زرعة و قال : " يوشك أن يتبين أحمد " ثم حذر منه احمد بعد ذلك.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على أله و صحبه و سلم
كتبه أبو عبد الله حبيب المكي مساء يوم الأحد
15 ربيع الاول 1439
قد كثر الكلام هذه الأيام من بعض مرضى القلوب شماتة منهم في أهل الحق " انظر كيف دار بعضهم على بعض ( على حد قولهم بالعامية ) و كثر الاختلاف و التناحر بينهم "
و جوابا على هذه الفرية الساقطة أقول إن دعوة أهل السنة دعوة صافية نقية فضاحة لأهل البدع و الأهواء فهي كالبحر لا تقبل الميتة و لا تأوي المتردية و النطيحة و ..إلخ ، دعوة مبنية على تعظيم الحق و أهله القائمين به فلا يهمهم زيغ من زاغ و لا انحراف من انحرف اذا خالف السنة و عاند و كابر بقدر ما يهمهم الحفاظ على الأصول السنية السلفية قال النبي صلى الله عليه و سلم " تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " فالحديث نص على أن من زاغ عن السنة فإنه هالك لا عبرة به ، و أنه لابد من التمسك بالسنة و العض عليها بالنواجذ دون الالتفات إلى المنحرفين و من ناصرهم من المخذلين.
و من اعظم هذه الأصول عقيدة الولاء و البراء لذلك فإن تحذير علماء السنة ممن انتسب إلى السنة ثم خالف و عاند الحق و أهله فإنه يعد منقبة لهم و علامة على صدقهم و صدق المنهج الذي يحملونه صيانة منهم للدين و نصحا للخلق قال ابن مسعود - رضي الله عنه - " الجماعة ماكانت على الحق و إن كنت وحدك " فلا يفهمن أحد تحذيرات أهل السنة من بعض من انتسب إليهم فهما خطأ و من ثم يرميهم بأنهم دعاة إقصاء و غلو و قد جاء في الحديث " محمد فرق لأمته " أي ليفرق بين الحق و الباطل .
و أما دعوة مخالفيهم "أعني الحلبيين و الرمضانيين و من لف لفهم "فهي سوداء كسواد قلوبهم لا تقوم إلا على سوق التجميع و التكتيل تحت مظلة " كلنا سلفيون " لكي يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه من بدع و ضلالات ، فإذا نبههم اهل السنة على بدعهم عاندوا و كابروا ، ثم إذا حذروا منهم تباكوا على السلفية و الفرقة و التفرق كما هي عادتهم ، و الله عزوجل يقول " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " و هم لا يريدون الاعتصام بالحق فكانت النتيجة الحتمية هي المفارقة و لابد لاستحالة الاجتماع على الباطل ، لكن هذا التفرق محمود و مطلوب شرعا لكي يحيا من حي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة ، و يبقى الحق حقا و الباطل باطلا و لو كره المميعون .
و من اكثر المسائل التي دندن حولها المميعون كثيرا مسائل اختلاف علماء السنة في الرجال حيث اتخذوها ذريعة لتمرير باطلهم و الطعن في علماء السنة تلميحاً و تصريحاً و حسبهم ماورد عن ائمة السنة من اختلاف فإن محمد بن حميد الرازي كانوا يعدونه في الكذابين و كان الإمام أحمد يحسن حديثه لأنه كان يتظاهر بالصدق عند أحمد فلما بلغ ذلك أبازرعة الرازي ذلك لم يتراجع أبو زرعة و قال : " يوشك أن يتبين أحمد " ثم حذر منه احمد بعد ذلك.
و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على أله و صحبه و سلم
كتبه أبو عبد الله حبيب المكي مساء يوم الأحد
15 ربيع الاول 1439
تعليق