إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة: ثلاثون خطوة إلى رمضان (متجدد بإذن الله تعالى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الخطوة الرابعة و العشرين : ليلة القدر .

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كُلُّ مَحْرُومٍ » . رواه ابن ماجة و حسنه الألباني.

    فوائد الحديث
    1) في الحديث إشارة للتعظيم و التنبيه و التذكير و هذا في قوله صلى الله عليه و آله و سلم : (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ )؛
    2) فيه الحث على زيادة الاجتهاد في الأعمال الصالحة ؛
    3) فيه دليل على فضيلة شهر رمضان حيث أن الله خصه بليلة هي خير من ألف شهر ؛
    4) فيه إثبات لليلة القدر و الرد على من قال بأنها رفعت أصلا ورأسا حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية ، وكأنه خطأ منه . أو من قال بفرضية أنها توافق جميع أيام السنة ، بناءا على دوران الزمان لنقصان الأهلة . وهو قول مشهور عند الحنفية أيضا حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم . إلا أن جميع هذه الأقوال فاسدة ؛
    5) فيه إبهام ليلة القدر ، وقد اختلف العلماء اختلافا كثيرا في تعيينها، فذهبوا في ذلك إلى أكثر من أربعين قولا ، و لعل الراجح إن شاء الله ما ذهب إليه الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى ، قال : والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي. اهـ ؛
    6) فيه دليل على أن فضل ليلة القدر كثير عظيم ؛
    7) فيه أن من وافق ليلة القدر على الوجه المطلوب شرعًا فقد حاز الخير كله ؛
    8) فيه أن المحروم منها لا يكون محروما إلا بسبب تهاونه لأنه عرف فضائل هذه الليلة ثم ضيعها و لم يجتهد فيها .

    يتبع...

    تعليق


    • #32
      الخطوة الخامسة و العشرين : العمرة في رمضان .

      عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا رجعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ حَجَّتِهِ قالَ لأِمِّ سِنانٍ الأنْصَارِيَّةِ : « مَا منَعَكِ مِنَ الحَجِّ » قالَتْ أبُو فُلانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كانَ لَهُ ناضِحَانِ حَجَّ عَلَى أحَدِهِمَا والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا قَالَ : « فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ أَوْ حجَّةٌ مَعِي ».متفق عليه.

      فوائد الحديث
      1) في الحديث جواز تطوع النساء بالحج وهذا إذا كانت الطرق مأمونة وكان مع المرأة ذو محرم أو كانت في جماعة نساء يعين بعضهن بعضاً وينبغي أن ينضم الرجل إليهن عند الركوب والنزول ؛
      2) فيه أن الأعمال قد يفضل بعضها بعضاً في أوقات وأن الشهور بعضها أفضل من بعض والعمل في بعضها أفضل من بعض وأن شهر رمضان مما يضاعف فيه عمل البر وذلك دليل على عظيم فضله ؛
      3) فيه أن الحج أفضل من العمرة وذلك والله أعلم لما فيه من زيادة المشقة في العمل والإنفاق ؛
      4) فيه العمل اليسير يقابله الأجر العظيم ؛
      5) فيه فضل العمرة في رمضان و أنها سنة مشروعة ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " يحتمل أنه صلى الله عليه و سلم كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة وخشي من المشقة على أمته إذ لو اعتمر في رمضان لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة في الجمع بين العمرة والصوم وقد كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشيـة أن يفرض على أمته وخـوفا من المشقة عليهم " ؛
      6) قال الشوكاني رحمه الله : قوله : ( تعدل حجة ) . فيه دليل على أن العمرة في رمضان تعدل حجة في الثواب لا لأنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض ؛
      7) اختلف أهل العلم فيمن يُحَصِّلُ الفضيلة المذكورة في الحديث ، على ثلاثة أقوال :
      القول الأول : أن هذا الحديث خاص بالمرأة التي خاطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، وممن اختار هذا القول: سعيد بن جبير من التابعين ، نقله عنه ابن حجر في "فتح الباري" ومما يستدل به لهذا القول ما جاء في حديث أم معقل أنها قالت : (الحج حجة ، والعمرة عمرة ، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أدري أَلِي خاصةً . – تعني : أم للناس عامة-) رواه أبو داود (1989) غير أن هذا اللفظ ضعيف ، ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" .

      القول الثاني : أن هذه الفضيلة يحصلها من نوى الحج فعجز عنه ، ثم عوضه بعمرة في رمضان ، فيكون له باجتماع نية الحج مع أداء العمرة أجر حجة تامة مع النبي صلى الله عليه وسلم .قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص/249) : واعلم أن مَن عجز عن عملِ خيرٍ وتأسف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر... – وذكر أمثلة لذلك منها - : وفات بعضَ النساءِ الحجُّ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم سألته عما يجزئ من تلك الحجة ، قال : ( اعتمري في رمضان ، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي ) " انتهى . ونحو ذلك قاله ابن كثير في التفسير (1/531) .وذكر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية احتمالا في "مجموع الفتاوى" (26/293-294) .

      القول الثالث : ما ذهب إليه أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم ، أن الفضل في هذا الحديث عام لكل من اعتمر في شهر رمضان ، فالعمرة فيه تعدل حجة لجميع الناس ، وليس مخصوصا بأشخاص أو بأحوال . جاء في الشرح الممتع على الروض المربع لابن عثيمين 7 / 102 : الرد على الذين قالوا بالخصوصية قلت : الأصل في التشريع العموم ، والتخصيص يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة والخصوصية لا تثبت بالاحتمال بل لا بد فيها من دليل شرعي وليس فيها مجال للرأي ولا الاجتهاد ولا الاستنباط ، والتخصيص يكون بالذكر والمكان والحال فالتخصيص بالذكر وإفراده بالحكم خصوصاً كقوله تعالى : ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) إهـ .
      والأقرب من هذه الأقوال – والله أعلم - هو القول الأخير.

      يتبع...

      تعليق


      • #33
        الخطوة السادسة و العشرين : العشر الأواخر من رمضان .

        عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : « كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ».متفق عليه.

        فوائد الحديث
        1) يؤخذ من قولها رضي الله تعالى عنها (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ) عنايته الخاصة صلى الله عليه و آله و سلم بالليالي العشر و الحرص على مداومة قيامها ؛
        2) فيه إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة ، ختم الله لنا بخير آمين ؛
        3) فيه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يصيب من أهله في العشرين من رمضان ثم يعتزلهن ليتفرغ في طلب ليلة القدر ؛
        4) فيه استحباب قيام العشر من رمضان ؛
        5) فيه دليل على أن رمضان إذا كان تسعا وعشرين كتب الله للأمة الأجر تاما ؛
        6) يؤخذ من قولها رضي الله تعالى عنها ( وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ) عنايته صلى الله عليه و آله و سلم بأهله ، وتحفيزهم إلى الخير . قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلي الصلاة إن أطاقوا ذلك ؛
        7) و فعله صلى الله عليه وآله و سلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .
        يتبع...

        تعليق


        • #34
          الخطوة السابعة و العشرين : الرجاء و كثرة الدعاء .


          قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ» .رواه أحمد، وصححه الألباني.


          فوائد الحديث
          1) في الحديث منقبة عظيمة لرمضان وصوامه، وللدعاء والداعي ؛
          2) فيه دليل على إثبات النار كما أنه دليل على إثبات اليوم الآخر والبعث والحساب والجزاء ؛
          3) فيه كَثْرة العتقاء من النار في أيام الصوم في رمضان بمغفرة ذنوبهم، وقَبول عبادتِهم، وحفظهم من المعاصي التي هي أسباب العذاب ؛
          4) فيه الوعد بهذا الكسب العظيم يَشْحَذُ هِمَمَ الصائمين للتسابق إلى إحسان عبادتهم، وإخلاص صيامهم عسى أن يفوزوا بكَرَمه بالعتق من النار ؛
          5) فيه لكل عتيق دعوةً مستجابة، وهذا يُحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال ربهم إجابةَ دعَوَاتهم .
          يتبع...

          تعليق


          • #35
            الخطوة الثامنة و العشرين : حفظ الوقت في شهر رمضان .


            عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أنّه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ » رواه الترمذي.


            فوائد الحديث
            1) في الحديث دليل على إثبات البعث يوم القيامة لأجل السؤال و الحساب ؛
            2) في الحديث إشارة إلى أنّ الإنسان يحاسب عن وقته كله الذي قضاه في الدنيا. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]؛
            3) فيه إغتنام الأزمنة الفاضلة و عمارتها بالطاعات. فمن جدَّ واجتهد أعانه الله، ومن صدق الله صدقه الله سبحانه وتعالى، وهيَّأ له الأسباب الموصلة إلى الخير وأعانه عليها؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69] ؛
            4) في الحديث دليل على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به . ومن تعلّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا عليه يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ ، لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ"، يعني: ريحها؛ رواه أحمد.

            يتبع...
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد الجزائري; الساعة 2019-04-08, 11:23 AM.

            تعليق


            • #36
              الخطوة التاسعة و العشرين : ختم رمضان .


              عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه أنّه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ " قِيلَ : وَمَا عَسَلُهُ . قَالَ: " يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ » رواه أحمد.


              فوائد الحديث
              1) فيه أن المسلم ذو همة عالية من التكليف ملزم بالعمل الصالح و التجديد، و أن يختم عمله كما بدأه ؛
              2) في الحديث أن يكون المسلم دائم السعي للخاتمة الطيبة، لأنه لا يعرف متى تقبض روحه؛
              3) فيه الحث على إغتنام مواسم الخير، لأنه لا يدري أيدركها مرة أخرى أم لا ؛
              4) فيه من أراد الفلاح وجب عليه أن لا يركن إلى التسويف و الأمل حتى لا يسبقه الأجل .


              يتبع...

              تعليق


              • #37
                نسأل الله لنا و لكم الإخلاص في القول و العمل
                وفقكم الله و جزاكم الله خير علي هذا المجهود أخي محمد

                تعليق


                • #38
                  جزاكم الله خيرا

                  تعليق

                  الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                  يعمل...
                  X