الخطوة الحادية عشرة : التعاهد بالأعمال الصالحة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : « أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ : صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَصَلاةِ الضُّحَى ، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ ». متفق عليه.
فوائد الحديث
1) في الحديث : إستحباب المداومة على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا حرج في أن تكون من أوله أو وسطه أو من آخره، وهذه الأيام غير الأيام البيض التي يستحب صيامها أيضا ، قال الحافظ ابن حجر: وقال الروياني: صيام ثلاثة أيام من كل شهر مستحب، فإن اتفقت أيام البيض كان أحب، وفي كلام غير واحد من العلماء أن استحباب صيام البيض غير استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ؛
2) فيه دليل على استحباب المحافظة على صلاة الضحى ، وأن أقلها ركعتان ، وعدم مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها لا ينافي استحبابها ، لأنه حاصل بدلالة القول ، وليس من شرط الحكم أن تتضافر عليه أدلة القول والفعل ، لكن ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم على فعله مرجح على ما لم يواظب عليه ؛
3) فيه استحباب تقديم الوتر على النوم ، وذلك في حق من لم يثق بقيامه آخر الليل ؛
4) اختلاف وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، مبني على علمه - صلى الله عليه وسلم - بأحوال أصحابه، وما يناسب كل واحد منهم، فالقوي يناسبه الجهاد، والعابد تناسبه العبادة، والعالم يناسبه العلم، وهكذا ؛
5) في الحديث : إشارة إلى المربين والقائمين على التربية والتعليم والتوجيه، أن يوجهوا كل متعلم لِما يناسبه ؛
6) قول أبي هريرة رضي الله عنه : " أوصاني " ، دليل على اهتمام النبي صلى الله عليه و آله و سلم بأصحابه ، و تحفيزهم و ترغيبهم إلى الخير ؛
7) قوله رضي الله تعالى عنه : " خليلي " ، دليل على عظيم محبته و افتخاره بمنزلته من النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، و قيل أن الخلة أكثر من المحبة ؛
8) يؤخذ من قوله رضي الله تعالى عنه " خليلي " ، جواز الإفتخار بصحبة الأكابر ، إذا كان ذلك على معنى التحدث بالنعمة و الشكر لله ، لا على وجه المباهات ؛
9) قوله رضي الله تعالى عنه : " حتى أموت "، دليل على حرص إمتثال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم لأوامر النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؛
10) فيه إختصاص أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بالوصية ، إلا أن الإمام المنذري رحمه الله تعالى علق على هذا الحديث فقال : الوصية النبوية العظيمة لأبي هريرة رضي الله عنه وصية للأمة كلها . لأن وصية النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه لواحد من أمته هو خطاب لأمته كلها، ما لم يدل دليل على الخصوصية.
يتبع...
تعليق