قال الفتى السلمي : قَادَنِي بعْضُ أغْرَاضِي إلَى سُوقٍ عَظيمٍ مِنْ أسْوَاق (وَرْجَلانَ) ، فَبَيْنَا أنََا أطُوفُ لِقَضَاءِ آرَابِي وَلِاقْتِنَاءِ ما يُسيلُ لُعَابي ، خَزَرْتُ فَإِذَا رجُلٌ مُتلفَّعٌ بطَيْلَسانِه ومُتَّكِأٌ عَلَى صَوْلجَانِه ، قَدْ كَدَّتِ الفَاقَةُ ظَهْرَه وأَصَابهُ مِن طُولِ عُمُْرِه ما أضرَّه ، شابٌ في صُورَةِ عَجُوزٍ محْطُومٍ و نَظِرٌ في هيْئَة مَكْلُومٍ ، رافِعاً عَقيرَتَه بأرْجازِهِ يَهُزُّ برَاحَتَيْهِ بعْضَ جَهَازِهِ :
إِنِّي أَنَا العَبْــلُ أَبُو العَمَيْثلِ .....صَرَنْدَحٌ عندَ اتِّقاد القَصْطلِ
مَاضٍ كَحَدِّ الصَّارِمِ المُجَحْدِل....مَن يَّبْغِ حَرْبِي يَلْقَ طَعْمَ الحَنْظَلِ
في أبْياتٍ ....ظاهِرُها فخْرٌ بالغٌ وباطِنُهَا نَفْخٌ فارِغٌ ، لَكِنْ رَاقَني حُسْنُ بَيانِه وجَمَالُ لسانه ، فاقْتَرَبْتُ منْه وقُلْتُ -وقَدْ أخْرَجْتُ دِينَاراً-: لَئِنْ أَحْسَنتَ وصْفَه وَهَبْتَكَهُ
فَقَالَ :
أَصْفَرُ اللَّوْنِ مِثْلَهَا يَاحَبيبُ....هُوَ شَمْسٌ لَكِنَّهُ لاَ يَغيبُ
فَقُلْتُ مُتَعَجِّباً : لا فُضَّ فُوكَ وَلا ثَكِلاَكَ أُمُّكَ وأَبُوكَ
زِدْنا وَأَفِدْنا ...
فَقَالَ :
كُلَّمَا قَلّبْتُ الحَنادِرَ فِيه....هَزَّني مَا يَحْلُو بِهِ وَيَطيبُ
مِنْ طَعَامٍ أوْ مَلْبسٍ أقْتَنِيهِ...بِهِ أكْفِي وَجْهاً بَرَاهُ الرَّقيبُ
فحَارنيِ لفْظُهُ ومَعْناهُ ومَا اصْطفَى منْ مطْبُوعِه واجْتَباهُ ، فقُلْت : زِدْنـا
فتَكعْكَع عَن رَّدّ سُؤالي ، فقُلْت : لِـمَ لَـمْ تجبني ، فقَال : يا هَذا أظَننْتَني صَبيًّا أم شَخْصًا غبيًّا ، هاتِ الدِّينارَ ، ثمَّ مدَّ يدَهُ وأخذَهُ خَطْفاً من يدي ، فسَقط لِثَامُه ، فنَظرْت فَإِذا هُو صَاحِبُنا (الدَّيْلَمِيُّ) ، فقُلْت مُبتَسِماً : لوْ عَرفتُك لأَعْطَيْتَكَهُ دونَ تجْريبٍ فَخُذْه طَيِّبةً نَفْسي بِلا تَثْريبٍ ، وإن شِئتَ زِدّتُك مثْلَه ، فَقالَ : لا علَيْكَ ، حَسبيَ منْهُ أنْ أُنفِقَه في هَذهِ الأيَّام فإنَّ البذْلَ فِيها صَار كالمَوْت الزُّؤامِ ، خاصَّة معَْ غَلاء الأسْعَارِ وقلَّة الغَلّاتِ والثِّمارِ....
فتَركْتُه وافْترَقْنا عَلى أحْسنِ حالةٍ أمْدحُ فِيها لُطْفه وأدَبَه وإِنْ دلَّ هَذا عَلى شيْءٍ فإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنيِّ أُحِبُّه !!!!.
إِنِّي أَنَا العَبْــلُ أَبُو العَمَيْثلِ .....صَرَنْدَحٌ عندَ اتِّقاد القَصْطلِ
مَاضٍ كَحَدِّ الصَّارِمِ المُجَحْدِل....مَن يَّبْغِ حَرْبِي يَلْقَ طَعْمَ الحَنْظَلِ
في أبْياتٍ ....ظاهِرُها فخْرٌ بالغٌ وباطِنُهَا نَفْخٌ فارِغٌ ، لَكِنْ رَاقَني حُسْنُ بَيانِه وجَمَالُ لسانه ، فاقْتَرَبْتُ منْه وقُلْتُ -وقَدْ أخْرَجْتُ دِينَاراً-: لَئِنْ أَحْسَنتَ وصْفَه وَهَبْتَكَهُ
فَقَالَ :
أَصْفَرُ اللَّوْنِ مِثْلَهَا يَاحَبيبُ....هُوَ شَمْسٌ لَكِنَّهُ لاَ يَغيبُ
فَقُلْتُ مُتَعَجِّباً : لا فُضَّ فُوكَ وَلا ثَكِلاَكَ أُمُّكَ وأَبُوكَ
زِدْنا وَأَفِدْنا ...
فَقَالَ :
كُلَّمَا قَلّبْتُ الحَنادِرَ فِيه....هَزَّني مَا يَحْلُو بِهِ وَيَطيبُ
مِنْ طَعَامٍ أوْ مَلْبسٍ أقْتَنِيهِ...بِهِ أكْفِي وَجْهاً بَرَاهُ الرَّقيبُ
فحَارنيِ لفْظُهُ ومَعْناهُ ومَا اصْطفَى منْ مطْبُوعِه واجْتَباهُ ، فقُلْت : زِدْنـا
فتَكعْكَع عَن رَّدّ سُؤالي ، فقُلْت : لِـمَ لَـمْ تجبني ، فقَال : يا هَذا أظَننْتَني صَبيًّا أم شَخْصًا غبيًّا ، هاتِ الدِّينارَ ، ثمَّ مدَّ يدَهُ وأخذَهُ خَطْفاً من يدي ، فسَقط لِثَامُه ، فنَظرْت فَإِذا هُو صَاحِبُنا (الدَّيْلَمِيُّ) ، فقُلْت مُبتَسِماً : لوْ عَرفتُك لأَعْطَيْتَكَهُ دونَ تجْريبٍ فَخُذْه طَيِّبةً نَفْسي بِلا تَثْريبٍ ، وإن شِئتَ زِدّتُك مثْلَه ، فَقالَ : لا علَيْكَ ، حَسبيَ منْهُ أنْ أُنفِقَه في هَذهِ الأيَّام فإنَّ البذْلَ فِيها صَار كالمَوْت الزُّؤامِ ، خاصَّة معَْ غَلاء الأسْعَارِ وقلَّة الغَلّاتِ والثِّمارِ....
فتَركْتُه وافْترَقْنا عَلى أحْسنِ حالةٍ أمْدحُ فِيها لُطْفه وأدَبَه وإِنْ دلَّ هَذا عَلى شيْءٍ فإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنيِّ أُحِبُّه !!!!.
تعليق