إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدعياء يشوشون على المسلمين في رؤية الهلال في مونتريال الكندية !!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدعياء يشوشون على المسلمين في رؤية الهلال في مونتريال الكندية !!!

    حمل المقال منسقاً على هيئة PDF. من هنا

    الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، عباد الله: اتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

    مع مطلع هذا الشهر الفضيل يتحدث الناس في كل سنة هنا بمدينة مونتريال وغيرها من المدن عن سبب اختلاف الناس في الصيام فهدا يصوم الجمعة وهذا يصوم يوم السبت فلماذا هذا الإختلاف؟

    فهذا الإختلاف سببه هو عدم رجوع كثير من المساجد إلى كتاب الله سنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وتحكيمهم للهوى، لذلك فهم يتبعون بعض المراكز والجمعيات الحزبية الموجودة في أمريكا الشمالية التي تعتمد على الحسابات الفلكية في دخول شهر رمضان وخروجه فيفرقون جمع هذه الأمة مع وجود الأدلة الواضحة البينة في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

    أيها الإخوة،
    العبادات ليست إلى البشر واختيارهم وآرائِهم، العبادات توقيفية، تلقاها المسلمون عن ربهم في كتابه العظيم، وعن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام في سنته الصحيحة، وليس لأحد أن يخترع شيئًا من كيسه، فيجمع الناس على شيء لم يجمعهم الله عليه ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، فالله جل وعلا أمر رسوله أن يبلغنا متى نصوم؟ ومتى نفطر؟ فعلى العباد أن يمتثلوا أمر لله وأمر رسوله، فقال عليه الصلاة والسلام: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" وقال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له". أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب قول النبي إذا رأيتم الهلال فصوموا، برقم (1909). وقال عليه الصلاة والسلام "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين". فالمؤمنون هكذا يعتمدون من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتحروا دخول الشهر وخروجه، فإن ضبطوا شهر شعبان ثلاثين صاموا، وإن رُئِيَ الهلال لليلة ثلاثين من شعبان صاموا.

    وقد اتَّفَق علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على أن الأصلَ في تحديد أول رمضان هو التالي: يُراقَب الهلال بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان فإن رُئِيَ الهلالُ كان اليومُ التالي أولَ رمضان، وإن لم يُرَ الهلالُ يكون اليومُ التالي الثلاثينَ مِن شعبان والذي بعدَه هو أولَ أيام رمضان. وعلى هذا دَرَجَ المسلمون في كل بلاد الدنيا من أيام الصحابة الكرام. وبذلك أفتى الفقهاء ونصوا أن العُمْدَةَ على هذا وأنه لا التِفاتَ إلى أقوال أهل الحساب والفلكيين ولا عبرة بكلامهم لتحديد ابتداء الصيام أو انتهائه.

    قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء:
    "فإن هناك جماعة من أدعياء علم الحساب الجهلة يشوشون على الناس كل عام، ويشككون في رؤية الهلال ويغلظون من رآه ويتهمونه بالكذب إذا خالف تخرصاتهم، ويريدون من المسلمين أن يبنوا صومهم وفطرهم على قول أهل الحساب ؛ لأنهم بزعمهم أضبط ، وفي هؤلاء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
    ( إني رأيت الناس في شهر صومهم ، وفي غيره - أيضًا - منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى ، ويبني على ذلك إما في باطنه ، وإما في باطنه وظاهره ، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب أنه يرى أو لا يرى ، فيكون ممن كذب بالحق لما جاء ) - إلى أن قال - : ( فإننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام : أن العمل في رؤية هلال الصوم ، أو الحج ، أو العدة ، أو الإيلاء ، أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبرِ الحاسب أنه يُرى أو لا يرى ، لا يجوز . والنصوص المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك كثيرة ، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ، ولا خلاف حديث )". انتهى.

    وقال بعد ذلك حفظه الله:
    "وديننا مبني على اليسر والسهولة - والحمد لله - لا تعقيد فيه، ولذلك أحال المسلمين في فطرهم وصيامهم على علامة واضحة يعرفها كل أحد وفي كل مكان وزمان، للحاضرة والبادية، للجماعات والأفراد، للمتعلمين والعوام؛ فالحمد لله على التيسير؛ فلا تغتروا - أيها المسلمون - بما يقوله هؤلاء فإنه شذوذ وشرع دين لم يأذن به الله-" انتهى.

    قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ﴾ والأهِلّةُ جمع هلال وهو أولُ حال القمر حين يراه الناس أولَ ليلةٍ من الشهر ﴿قل هي مواقيت للناس﴾ مواقيت جمع ميقات، والمعنى: لِيَعْلَمَ الناسُ أوقاتَ حَجِّهم وصَومِهم وإفطارِهم وعدةِ نسائِهم وغيرِ ذلك من الأحكام المتعلقة بالأَهِلّة. لذا قال الفقهاء يجب وجوبا كفائيًا ترائي الهلال لكل شهر.

    وقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جَعَل اللهُ الأَهِلّة مواقيتَ للناس فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ علَيكم فَعُدُّوا ثلاثينَ يَومًا" وفي روايـة "فصُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فإنْ أُغْمِيَ عليكم فاقْدُرُوا لهُ ثلاثين".

    وفي المذهب الشافعي: "إن الشارع لم يَعتمد الحسابَ بل ألغاه بالكُليّة بقوله: "نحن أمة أمية لا نَكتُب ولا نَحسُب، الشهرُ هكذا وهكذا".
    وفي حاشية ابن عابدين في المذهب الحنفي: "لا عِبرَة بقول المؤَقِّتِين أي في وجوب الصَوم على الناس بل (قال) في (كِتاب) المعراج: لا يُعتَبر قولهم (أي المؤَقِّتِين) بالإجماع".

    وفي كتاب الدُرّ الثمين والمورد الـمَعِين في المذهب المالكي: "ولو كان إمامٌ يَرَى الحسابَ فأثبَتَ به الهلالَ لم يُتَّبَعْ لإجماع السَلَف على خِلافِه".
    وفي كتاب المغني في المذهب الحنبلي: "إنْ بَنَى (الشخصُ) علَى قولِ المنَجِّمِينَ وأهلِ الحسابِ فوافقَ الصوابَ لم يَصِحَّ صَومُه وإنْ كَثُرَت إصابَتُهم، لأنه ليس بدليل شرعي يَجوز البناءُ علَيه ولا العملُ به".

    وبما أن الجمعيات الإسلامية في أمريكا الشمالية لا تعتمد على رؤية الهلال، وليس لنا ولي أمر فإن الأولى في حقنا، هو الموافقة للسعودية في الصيام والإفطار هكذا قال العلماء. وعندما سألنا الشيخ محمد بن رمزان حفظه الله بالدورة التي أقيمت بالمسجد [مسجد الفاروق] العام الماضي قال "القرى تتبع أم القرى".

    فنصيحتنا لكلِ مسلم في مونتريال وغيرها أن يَتَمَسَّك بما قاله فقهاء المذاهب الأربعة الذين أجمعت الأمة على عُلُوّ شأنهم وأنْ لا يُلْتَفَتَ إلى القَصّاصِين الذين يَحكمون بغير ما أَنزلَ اللهُ على نبيّه، أفَيُـثْبِتُون رمضانَ وعيدَ الفِطر على الحساب والفلك وأما في عيدِ الأضحى فيَكْتَفُون بمتابعة الدول الإسلامية!! فقد رَوى أحمدُ والطبرانيُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ على أُمَّتِي الأَئِمَّةُ المُضِلُّونَ".

    والله تعالَى أعلَم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين.

    و كتب
    أبو حفص المغربي
    غرة شهر رمضان المبارك 1433 هـ
    الموافق 20 يوليوز 2012 م
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X