بسم الله الرحمن الرحيم
تقريب التبيين لجهود العلاّمة ربيع في الصلح بين السلفيّين
- الحلقة الثالثة -
- الحلقة الثالثة -
مقدّمة الحلقة الثالثة :
أواصل في هذه الحلقة تقريب البيان, الذي شرعت فيه سابقا, بحلقتين في كشف ستائر التنكّر لجهود إمام أهل السنة المحدّث الفقيه- وإن جحد وكابر كل سفيه - العلاّمة ربيع بن هادي - حماه الله من الأعادي -
ولقد صدق ابن الجوزي - رحمه الله - في مقولته العجيبة إذ قال : (ويل للعلماء من الجهال )
إي - والله - ! وويل لهم من: ذوي التحزبات المقيتة, والأهواء المميتة !!
إنّ شأن شيخنا الهمام ( عليّ ) في قدره ( حسن ) في طبعة , لا يدفع ذلك إلاّ مدفوع بدافع الهوى, ومدافع الرّدى !
وما أحوجنا اليوم لكتابة ( مدهش ) زماننا كما كتب ابن الجوزي - رحمه الله - (مدهش) زمانهم !!
لقد - والله - تعبت منّي العيون بمناظر (السفه) التي أضحت لا تفارقنا أبدا !
فإلى الله شكوانا من إجحاف السفهاء, وإرجاف البلهاء .
الحجّة الثامنة
بيان وقائع لقاء [طلبة العلم من فلسطين ]
مع فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
كتبها : علي أبو هنيّة
بيان وقائع لقاء [طلبة العلم من فلسطين ]
مع فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
كتبها : علي أبو هنيّة
إنّ من أعلى درجات السعادة, أن يوفّق العبد ويستمع من أفواه حاسديه ثناء ومدحا, يشهد على طبيعة نفسه ( الهنيّة ) ويثبت أمام الدنيا أنه ( عليّ ) في القدر, ( مشهور ) في فضله !
ونكتة المسألة : أنّ الحاسد من بني البشر, يعزّ عليه ما يسعد عدوّه المظلوم, ويشرق بكلّ ما يُنثر من محاسنه , فكيف الشأن لو أنّه وقف على ثناء ومدح صدر منه في أيّام خلت , بوثيقة قد سطّرت !!
فلا غرابة ولا عجب إذا طاش عقله يوما, وأصبح ( مدمن ) مطاعن, و( عاشق) كلّ طاعن !
فلعاب ( الشتم ) يسيل على ( وجه ) خساسته, ودموع الكراهية تذرف من عين كراهته !
وصورته هي نفسها صورة الحاسد على مرّ العصور :
يقول الإمام ابن القيّم - رحمه الله - ( الفوائد ص : 232 ) :
( فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله, فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله, ويحبّ زوالها عنه والله يكره ذلك, فهو مضادّ لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ) فهل يعقل حسّاد الربيع, مثل هذا السرّ البديع ؟!
وحتّى لا نطيل من ذيول العجب, ولا نستزيد من ذكر أصحاب الجرب, أقفز إلى برهان ما ذكرت, وحجج ما بيّنت .
وهاهي وثيقة بها نوثّق, مرتبة الشرف التي ظفر بها شيخنا المحقّق, والتي من جميل مزاياها أنّ أنامل التوثيق كانت ملتهبة على عرض شيخنا, فشاء الله أن تكون بردا وسلاما في سويعات قليلة, حتى تكون في يومنا هذا منقبة لشيخنا جميلة !
إذ لو مدح المحبّ لقيل - ظلما- شهادته مجروحة ! فكيف إذا كتب العدوّ وسطّر تزكية مشروحة ؟! كما هو الحال مع وثيقتنا المطروحة !
إنّ أحد أركان ( التفريط ) في عصرنا هذا ( عصر التعالم وزمن التطاول ) وهو ( عليّ أبو هنيّة ) كتب عن واقعة ( خير ) وقعت لشيخنا الهمام, والتي أظن أنه لم يدر بخلده أنها ستكون يوما من ضمن الردود عليه, ومن جملة الغزوات التي أقيمت حواليه !
وقبل الولوج في معترك التحليل, والدخول في جبهة التدليل, أودّ التنبيه إلى شيئين :
أوّلا : أنّ هذه الجلسة التي عقدت في بيت شيخنا - حفظه الله - قد سجّلها القوم تسجيلا حصريّا !! لا يملكه غيرهم, وهذا ( سبق ) ( حزبيّ ) وحاشاه أن يكون كالسبق ( الصحفيّ ) !
وحقيقة ذلك أن ( الشريط المفقود ) أو ( الموؤود ) لم يخرج لعالم الناس ولو في لحظة من اللحظات !
ولعلمي بأن من المتتبّعين من لم يتفطّن لهذا أحببت التنبيه عليه, والقارئ الفطن يرى في هذه الوثيقة أنها سرد غير مفهوم, وخبر يتعب ذوي الفهوم !
والسبب في ( نحر ) الشريط ( الفاضح ), يتأجّل ذكره وبيانه في حلقة ( الفضائح ) التي ستكون على مزارع القوم (كالجوائح) !!
أما الأمر الثاني : أنّي أُعلم القارئ الكريم أنّ أهميّة الوثيقة وخطورتها, تبيح لي أن أنقلها بجميع حروفها, حتى يكون مصدرها معلوم, لمن أراد الرجوع إليها, وكذلك أن الكثير من الناس لم يقفوا عليها قبل هذا البيان! فكان لزاما عليّ نقله برمّته, ويعلم الله أنّي أمقت التطويل من غير فائدة !
( سرد الوثيقة) الكاشفة ( لعين الحقيقة )
قال ذو الخصال الرديّة ( عليّ أبو هنيّة ) :
( الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
فقد أكرمَنا اللهُ -جل وعلا- طلبة فلسطين- في (شهر رجب/ لعام1430هـ) برحلة علميَّة تعبُّدية لأداء مناسك العمرة, في قافلة قوامها ثلاث حافلات من ربوع أرض فلسطين المباركة -منهم قرابة سبعين طالب علم سلفيَّاً- برفقة مشايخنا الكرام: (فضيلة شيخنا العلامة المحدِّث علي بن حسن الحلبي, وفضيلة شيخنا العلامة الأصولي مشهور بن حسن سلمان,وفضيلة شيخنا العلامة المقرئ محمد بن موسى آل نصر), وأتحفونا -جزاهم الله خيراً- بالمحاضرات العديدة, والدروس المفيدة, والتوجيهات السديدة, والآراء الرشيدة.
وتشرَّفنا هنالك -أيضاً- باللقاء بجمع من علماء الدعوة السلفية المباركة ومشايخها المكرمين, مثل: فضيلة شيخنا العلامة عبد المحسن العباد, وفضيلة شيخنا الدكتور إبراهيم الرحيلي, وفضيلة شيخنا سعد الحصين, وفضيلة شيخنا عبد المالك رمضاني, وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الله بن حميد -حفظهم الله أجمعين-.
وكان خاتمة هذه اللقاءات والمجالس العلمية المباركة مع فضيلة شيخنا الوالد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في بيته العامر في مكة المكرَّمة, ودام هذا المجلس الذي ضمَّ عدداً كبيراً من طلبة العلم من فلسطين والعراق والسعودية -ومن بينهم الأخ الشيخ الفاضل أبو المنار العلميّ الذي كان له دورٌ إيجابيٌّ جداً في المجلس-, أقول: دام هذا المجلس ساعاتٍ طويلةً جرت فيه:
مناقشاتٌ علمية..
وحوارات منهجية..
ومطارحات دعوية مع فضيلة الشيخ اعترتها بعض الحِدَّة -أحياناً- ممَّا يكون بين الوالد وولده, والتي لا تخرج عن حدود الشَّرع والأدب في مخاطبة أهل العلم..
* وأكَّدنا في مجلسنا ذلك على ثباتنا على ما نحن عليه من سلفية نقية -إن شاء الله- نحن ومشايخنا في الشام تلامذة الإمام الألباني -رحمه الله-..
* وأنَّ مشايخنا ما هم إلا امتداد لدعوة شيخهم الإمام الألباني -رحمه الله- سواءً بسواء..
* وأننا لسنا مقلِّدين لأحد..
* ولا أتباعاً لأحد..
* ولا نتعصَّب لأحد من المشايخ والعلماء كائناً من كان..
* وأننا نحبُّ ونحترم ونجلُّ كل العلماء السلفيين دون استثناء..
* ونقبل صوابهم ونردُّ خطأهم دون تعصُّبٍ لأحد منهم..
* وبيَّنا لفضيلة الشَّيخ أننا لا نوافقه في بعض أحكامه على الرجال..
* ونخالفه في بعض المسائل التي يطرحها في الأصل والطريقة..
* وأنَّ (أكثر) المسائل المختلف فيها بينه -من جهةٍ- وبين شيخنا عليٍّ وأكثر مشايخ الدعوة -من جهةٍ أخرى- هي من المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف بين العلماء -ضمن التَّناصح والتخطئة والتَّصويب-, والتي لا توجب التَّنافر والتَّباغض بين السلفيين, كمسائل الجرح والتعديل, والحكم على الرجال..
* وأنَّ (كثيراً) مما يبلغه عنَّا وعن شيخنا عليٍّ -حفظه الله- هو محض كذب وافتراء, لا أساس له من الصحة, وما صحَّ منه فهو مبني على سوء فهم ناقله, أو سوء قصده, أو كليهما, وأنَّ آفة الأخبار رواتها..
وأنَّ كتاب شيخنا "منهج السلف الصالح" كتاب حق وعلم -بمجموعِه-؛ قعَّد فيه منهج السلف الماضين ومن تبعهم من اللاحقين, وأحيى فيه منهج أئمتنا وعلمائنا في الدعوة والمناصحة بالتي هي أحسن للتي هي أقوم..
وأنَّ أكثر خصوم شيخنا ما ردُّوا عليه بعلم وحق, بل ظلموه وتعدَّوا حق الله فيه, ونسبوا إليه ما لا يقوله ولا يعتقده, وحمَّلوا كثيراً مِن كلامه ما لا يحتمل..
وأنَّ جُلَّ المسائل التي حملوا فيها على شيخنا قد قال بها غيره من العلماء والمشايخ كالعبَّاد, والمفتي, والفوزان, وصالح آل الشيخ, والرحيلي, وغيرهم, بل وربما الشيخ ربيع نفسه, ولكن الحملة كانت على شيخنا -وحده- ظلماً وعدواناً..
وأنَّ منتدياتنا (كل السلفيين) ما أنشئت -أساساً- إلا دفاعاً عن الحق الذي نعتقده وندين الله به, ودفاعاً عن السلفية الحقَّة, وأننا ألجئنا إلى ذلك بعدما ضُيِّق الحصار والخناق علينا من قبل إخواننا الغلاة دفاعاً عن النفس ضد الشبهات التي تُلقى على دعوتنا ومشايخنا..
وأن كتاب "تنبيه الفطين" ما هو إلا كتاب فتنة, وفيه من الكذب والتزوير والتحريف ما الله به عليم, وأنني رددت عليه وعلى منهج غلاة المجرِّحين بكتابي: "قُرَّة عيون السلفيين" في قرابة (700 صفحة) يطبع في حينه..
وانتهى المجلس الذي دام قرابة ثلاث ساعات بحضور جمع من طلبة العلم من فلسطين والعراق والسعودية بتناول طعام العشاء عند فضيلة الشيخ الذي أصرَّ على أن يكرمنا مع أننا على أُهْبَة الاستعداد للسَّفر راجعين بعد سويعات, وقال لنا: أنتم ضيوفنا ولا بد أن نكرمكم. فجزاه الله خيراً..
وبعد تناول طعام العشاء قال لنا فضيلة الشيخ -موجهاً الكلام لي شخصيَّاً-: إِنَّ الرُّدود يجب أن تتوقف, واستعد هو من جهته لوقف أحمد بازمول وأسامة عطايا عن الكتابة والرد, واستعد كذلك بحذف ما يسمى بـ: (منبر الرد على علي الحلبي)!! من (منتديات البيضاء) كلِّيَّاً, بمقابل أن تتوقف منتدياتنا عن الردود -أيضاً-..
فقلت له: وتتوجه أقلام الجميع صوب المخالف الأصلي من أهل البدع والأهواء الذي لا يختلف فيه سلفيَّان, ولا يمنع هذا من الرد العلمي على الخطأ -بين السلفيين- بعلم واحترام, وأدب في الكلام, دون طعن أو تسفيه يوجب الخصام..
وبعد المشاورة مع شيخنا (أبي الحارث) علي بن حسن الحلبي -حفظه الله- (المشرف العام على المنتديات), لقي -بحمد الله- هذا الطرح قبولاً واستحساناً منه -جزاه الله خيراً- كما عوَّدنا بدماثة أخلاقه, وطيب أعراقه, رغم كل ما بدر منهم في حقه من ظلم وسب وشتم, ورغم قوة موقفه, وثبات حجته, وموافقة جُلَّةٍ مِن أهل العلم له فيما يقول, امتثالاً لقوله -تعالى-: "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ". واعتبرها -محسناً الظن بغيره- مبادرة إيجابيَّة طيِّبةً تدعو إلى خيرٍ آتٍ لهذه الدعوة, ومرحلة يلتئم فيها شمل أبنائها, وتوأد الفتنة, ويرأب الصدع, ويشعب الشَّرخ الذي طالما عانت وكابدت هذه الدعوة منه طويلاً ومن المتسبِّبين به, المتصدِّين له -هدانا الله وإياهم سواء السبيل-.
متطلِّعين أن يؤكِّد فضيلة الشيخ ربيع -حفظه الله- ما وعَدَنا به في بيان مكتوب لتطمئنَّ قلوب الجميع, ولا يداخلهم شك في الأمر, وينقطع دابر الفتنة.
منتظرين من إخواننا -آخذين كلام شيخنا ربيع بعين الاعتبار- البدء بتنفيذ ما وعدَنا الشيخ به عملياً, وأن يكون لكلمة الشيخ -نفع الله به- مكانةً عندهم كما وجدت مكانةً وقبولاً واستحساناً عندنا.
وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ.. والله الموفِّق لا إله غيرُه ولا ربَّ سواه )
تعليقات مهمّات :
1 - مّما جاء في الوثيقة : ( وكان خاتمة هذه اللقاءات والمجالس العلمية المباركة مع فضيلة شيخنا الوالد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- )
فنأخذ من هذه الفقرة أن خصوم الشيخ - حفظه الله - يشهدون بأن مجالس الشيخ هي مجالس علم مباركة , وأنّ الشيخ - حفظه الله - كان بالأمس القريب بمنزلة الوالد لهم ! أمّا اليوم فيا ليتهم أنزلوه بمنزلة الولد فقط ! لأنّ ذلك يستجلب الرحمة والعطف, ولكن عكس ذلك كان, ونقيضه ظهر للعيان, والله المستعان !
2 - مّما جاء في الوثيقة : ( في بيته العامر في مكة المكرَّمة )
نعم ! هو بيته الذي كان في يوم من الأيام عامرا عند القوم ! أمّا اليوم فحدّث عن القوم بكلّ حرج !
فالواقف على كلامهم ووصفهم لشيخنا ومجالسه, ليجد أنهم يحدّثون عن سجن للمجرمين, ووكر للمفسدين ! نسأل الله السلامة والعافية
3 - مّما جاء في الوثيقة : ( ودام هذا المجلس الذي ضمَّ عدداً كبيراً من طلبة العلم من فلسطين والعراق والسعودية )
فها هي أوصاف مجالس الشيخ العامرة, إجتمعت فيها قلوب أهل السنة من كل مكان, وتوافدت عليها أفئدة المؤمنين من كل بلد ! وليس ذلك بالغريب عن ذلكم البيت المبارك !
4 - مّما جاء في الوثيقة : ( أقول: دام هذا المجلس ساعاتٍ طويلةً )
أيّها العاقل الفطن ! لا تغفل عن سنّ الشيخ - حفظه الله - الذي جاوز الثمانين !
فهل يقوى من كان في سنّه على الجلوس ساعات طويلة كما وصفها ذاك الشابّ العاقّ ؟!
بكلّ تأكيد أنّ الله قد تفضّل على شيخنا بنعمة التوفيق
ولو أنّ القوم تذكّروا أنّ - العارف - بهم, لم يصبر عليهم دقائق من الزمن , لتيقّنوا أن الله قد تفضّل عليهم بإمام صبر عليهم ساعات طويلة !
لكن ما الحيلة مع من ردّ الفضائل ورضي بالرذائل ؟! إلاّ أن نقول ونردّد
{ ومن يهن الله فما له من مكرم }
5 - مّما جاء في الوثيقة : ( مناقشاتٌ علمية.وحوارات منهجية..ومطارحات دعوية مع فضيلة الشيخ )
نعم هي كذلك ! لأن مجالس الشيخ - حفظه الله - لا تنفك عن هذا غالبا !
أقول غالبا لسبب واضح : وهو أن بعض الجهّال قد يخرجها عن قالبها, كأمثال أصحاب هذا المجلس, ولو أن ( الشريط المفقود ) وُجد لوثّقنا ذلك !
والذي نريد تأكيده : أنّ القوم يشهدون على مجالس الشيخ أنّها مجالس : مناقشات علمية..وحوارات منهجية..ومطارحات دعوية
6 - مّما جاء في الوثيقة : ( اعترتها بعض الحِدَّة -أحياناً- ممَّا يكون بين الوالد وولده, والتي لا تخرج عن حدود الشَّرع والأدب في مخاطبة أهل العلم.. )
نعم هي الحدّة التي أشرتُ إليها, وبمعناها الشرعيّ ( سوء الأدب والأخلاق ) مع أكابر الأمّة
والملفت للانتباه أنّ الشابّ العاق أراد التلبيس على القرّاء وإيهامهم أن الحدّة كانت من الطرفين بقوله : ( ممَّا يكون بين الوالد وولده ) ولكن حبل الغباء قصير, ففضح نفسه بختام الجملة فقال: (والتي لا تخرج عن حدود الشَّرع والأدب في مخاطبة أهل العلم) فالحدّة كان من جانبكم و سوء الأدب كان من طرفكم تجاه أهل العلم
وهذا عينه الذي حصل كما شهد العقلاء ممّن كان في المجلس , والله المستعان
7 - مّما جاء في الوثيقة : ( وبيَّنا لفضيلة الشَّيخ أننا لا نوافقه في بعض أحكامه على الرجال.. وأننا لسنا مقلِّدين لأحد ..... )
إنّ سماحة الشيخ العظيمة لتظهر من هذه الكلمات, فهؤلاء الشباب المتهوّرون يثبتون بأقلامهم أنّهم قالوا ما أرادوه في وجه الشيخ - حفظه الله - من غير خوف ولا رهبة !!
فما لهم اليوم يصوّرون الشيخ على أنّه ذاك الرجل الشديد المتوحّش الذي لا يسمح أبدا بالكلام معه ولا بمخالفته
وما أثبته الشاب العاق يعدّ عند العقلاء من المكارم الغالية, وخصوصا أنّه قد سرد ما يقارب عشرين مسألة طرحها أمام الشيخ وبكلّ راحة وأمان
8 - مّما جاء في الوثيقة : ( وانتهى المجلس الذي دام قرابة ثلاث ساعات بحضور جمع من طلبة العلم من فلسطين والعراق والسعودية بتناول طعام العشاء عند فضيلة الشيخ الذي أصرَّ على أن يكرمنا مع أننا على أُهْبَة الاستعداد للسَّفر راجعين بعد سويعات, وقال لنا: أنتم ضيوفنا ولا بد أن نكرمكم. فجزاه الله خيراً..)
قال الشاب العاقّ : ( الذي أصرَّ على أن يكرمنا )
أرأيت أيها الألمعيّ إلى : إصرار الشيخ بالأمس, وإصرارهم اليوم !
أصرّ عليهم بالأمس فأكرمهم, وأصرّوا اليوم فأهانوه !
والله إننا لنعرف خلق شيخنا, وكل عاقل سلفي يعرف هذا منه , ونحن لا ننتظر منكم إثبات هذا الكرم !
9- مّما جاء في الوثيقة : ( قال لنا فضيلة الشيخ -موجهاً الكلام لي شخصيَّاً-: إِنَّ الرُّدود يجب أن تتوقف, واستعد هو من جهته لوقف أحمد بازمول وأسامة عطايا عن الكتابة والرد, واستعد كذلك بحذف ما يسمى بـ: (منبر الرد على علي الحلبي)!! من (منتديات البيضاء) كلِّيَّاً, بمقابل أن تتوقف منتدياتنا عن الردود -أيضاً- )
انظر يا أخي القارئ إلى قول الشاب العاقّ : ( واستعد هو من جهته لوقف أحمد بازمول وأسامة عطايا عن الكتابة والرد )
فهي شهادة من عند الخصوم تثبت أن الشيخ كان من أحرص الناس على الإصلاح , وذلك أنه بادر واستعدّ بمحض إرادته لتوقيف الردود على هؤلاء الظلاّم
وكيف نفسّر هذا الاستعداد ؟ وما الذي يستفيده الشيخ منه !؟
وعلى قول الأعادي اليوم ووصفهم الشنيع نقول : إن الشيخ كانت تلكم فرصته التي لا تضيع للإجهاز عليهم وطردهم من بيته وتأليب أقلام أهل السنة عليهم !
ولكن هو ميزان الباطل لما يظلم ! و ميزان الحق لما يعدل !
وهذه الفقرة كافية لوحدها لهدم أركان تلكم الشبهة السافلة : أن الشيخ كان يبيّت منذ أزمنة لتلكم الحرب المزعومة على شباب الجنون ّ!
10- مّما جاء في الوثيقة : ( واعتبرها -محسناً الظن بغيره- مبادرة إيجابيَّة طيِّبةً تدعو إلى خيرٍ آتٍ لهذه الدعوة, ومرحلة يلتئم فيها شمل أبنائها )
هذا هو الشيخ العلاّمة ربيع بن هادي - حفظه الله - وهذه هي خلاله , فهو يحسن الظن بغيره , ويفرح لكلّ ما يسعد أهل السنة
لكن الحق الذي لا شكّ فيه : أنّ أقلام الأمس غير أقلام اليوم في ظواهرها ! وهذا مبلغنا من العلم , أما البواطن فأمرها لبارئها !
11- مّما جاء في الوثيقة : ( وأن يكون لكلمة الشيخ -نفع الله به- مكانةً عندهم كما وجدت مكانةً وقبولاً واستحساناً عندنا. )
ومن وقف على حربكم المعلنة على إمامنا ربيع بن هادي ليدرك أن مدادكم لكاذب !
وإلا كيف نوفّق بين هذا القبول والاستحسان لكلام الشيخ , وبين سيوف الظلم والفجور التي رفعتموها في وجه والد الأمس ؟!
الحجّة التاسعة
وصية الشيخ ربيع للسلفيين في قضية الشيخين عبيد الجابري ويحي الحجوري حفظهما الله
وصية الشيخ ربيع للسلفيين في قضية الشيخين عبيد الجابري ويحي الحجوري حفظهما الله
وهذا سهم ( صلح ) ضرب به الشيخ - حفظه الله - في كبد الفرقة والفتنة, أردته كخاتمة لهذا البحث المختصر
فهو أمارة من أمارات الفضيلة, يستبصر به المسترشد, ويستنير بنوره المهتدي
و ناقل هذه اللؤلؤة العزيزة هو فضيلة الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله - وهذا نصّ الكلام
قال - حفظه الله - :
( .. أنا أنصح نفسي وإياكم بنصيحة الشيخ ربيع فيها ؛ وهي قضية الشيخ عبيد الجابري وقضية يحي الحجوري ؛ الشيخ يحي الحجوري ؛ أنا أوصيكم بما أوصى به الشيخ ربيع ؛ أوصاني به وأوصى الشباب السلفيين به : أن يتركوا الخوض في هذه المسائل ؛ أن يتركوا الخوض في هذه المسائل .
الشيخ عبيد عالم فاضل معروف بعلمه ومنهجه ؛ والشيخ يحي الحجوري أيضًا هو معروف بعلمه وفضله وهو من طلاَّب الشيخ مقبل ؛ وحصل بينهم خلاف [ يعني ] ليس آآآ يعني .. يعني .. ليس خلاف يعني يكون في .. ؛ أو ينتج عنه تبديع أو تضليل لأحد الاثنين؛ وإنما خلافٌ قد يكون دخله أهل السوء ( !! ) ؛ وأثاروا المشاكل ونحو ذلك ؛ فنرجو من الله - عز وجل - ونسأله - سبحانه وتعالى - أن يصلح بينهما وأن يؤلف بين قلوبهم
و آمل من الشباب السلفيين ككل أن يتركوا الخوض في هذه القضايا ؛ فإن الخوض في هذه القضايا يثيرها؛ وأوصيهم بوصية الشيخ ربيع بترك هذه الأمور ؛ ولا شك أن الشيخ عبيد الجابري منزلته معروفة , ووصفه من بعض الناس بأوصاف قبيحة لا تليق ؛ لا تليق ؛ الشيخ عبيد معروف - حفظه الله - تعالى . )
تعليق : إنّ هذه الدرّة التي نقلها الشيخ أحمد - حفظه الله - لتبرز مكانة الشيخ العليّة , ورتبته الشريفة , وتظهر عظيم اهتمام الشيخ بشؤون السلفيين
أسأل الله أن يسعده بثواب ذلك كلّه يوم يوسّد في قبره
خاتمة البحث وخلاصته :
الذي يمكننا أن نلخّصه في نهاية هذا الأسطر هي النقاط التالية :
1 - أنّ الصلح بين المؤمنين رتبته من أشرف الرتب الإيمانية التي خصّت بأفراد قلائل من الصالحين
2 - أنّ إمامنا وعالمنا ربيع السنة قد حاز من تلكم الفضائل أوفر الحضّ ,بل أصبح ذلك من الخصال البارزة على منهجه الدعويّ
3 - أنّ هذه الفضيلة أقرّ بها وأثبتها له جميع أهل السنّة من محبّي الشيخ
4 - بل حتّى خصوم الشيخ ومبغضيه أثبتوا هذا وشهدوا به
5 - ويظهر لنا وبكلّ جلاء خطر الطعن المشين والتهمة الخطيرة التي نسجها الحاقدون من زعمهم أن الشيخ مفرق لصفّ الأمة و غير ذلك من ألوان التهم
6- أنّ دعوة الشيخ الإصلاحية قد وصلت أقطار المعمورة وكلّ ما مرّ بنا من الشواهد ليدلّ على هذا, فتجد وصاياه وكلماته تصل لكل البلدان, من السعودية واليمن إلى الجزائر والمغرب , ومصر حتى إلى فرنسا وأندونيسيا فجزاه الله خيرا
7 - وآخر ما أذكره من ملخص البحث أن الصلح بين أهل السنة صعب المنال, ولا يستطيعه كل الناس, لما يستلزم من حكمة وحلم, وقد مرّ بنا أمثلة لهذا
وفي الأخير :
أقول و أكرّر أن هذه البحث لا يزيد عن كونه ( تقريبا للبيان ) وليس بيانا كافيا, وذلك أن صاحبه قد ضاقت به أرض ( العقوق ) فأراد الخروج منها بأضعف وسيلة!
ولا أدّعي أنّ بحثي هذا قد قام على ركيزة الاستقراء, أو استظلّ بمظلّة الإحصاء, بل هو جهد المتأثّم, وعناء المتألّم
وأسأل الله العليّ القدير , أن يسعد شيخنا في الدّارين , وأن يجعله حائزا للجنّتين
كتبه بتمامه , ورقمه ببنانه
المقرّ بجميل ربيع السنة عليه, والمجتهد لردّ إحسانه إليه
أبو معاذ محمد مرابط
الجزائر العاصمة
12 / 04 / 1433
من الهجرة النبوية
على صاحبها أفضل صلاة وأتمّ سلام
المقرّ بجميل ربيع السنة عليه, والمجتهد لردّ إحسانه إليه
أبو معاذ محمد مرابط
الجزائر العاصمة
12 / 04 / 1433
من الهجرة النبوية
على صاحبها أفضل صلاة وأتمّ سلام
الهامش :
قام بتفريغ المادّة الأخ سمير بن سعيد الأثري يوم 24 : / شوال / 1431 هـ
من شريط الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله - بعنوان : [ ما يجب على السلفي معرفته من القواعد ] وقد نقلتها هنا بتصرف يسير
تعليق