إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إعلان النكير على عمليات التفجير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعلان النكير على عمليات التفجير

    الحمد لله وحده ؛ و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ؛ و على آله و صحبه , من اتبع هديه ؛ أما بعد :


    قال الله - تعالى - : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) )) [النساء]

    عن سالم بن أبي الجعد : أن بن عباس سئل عمن قتل مؤمنا متعمدا ثم تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى فقال بن عباس : وأنى له التوبة سمعت نبيكم -صلى الله عليه وسلم -يقول : (( يجيء متعلقا بالقاتل تشخب أوداجه دما فيقول :أي رب ظن سل هذا فيم قتلني )) ؛ ثم قال :والله لقد أنزلها الله ثم ما نسخها . صححه الشيخ الألباني -رحمه الله -


    فالله المستعان على ما يخلفه الخوارج في بلاد الإسلام , من خراب و تدمير و تفجير و ترويع ؛ مصداقا لقوله - صلى الله عليه و سلم - : ( ( يقتلون أهل الإسلام , و يذرون أهل الأوثان ))

    فقد طلع علينا صباح اليوم كلاب النار بتفجيرين في قلب العاصمة الجزائرية ؛ حتى فراشي اهتز منها؛ و يزعمون أنهم يهدفون ممثلي الدولة و إداراتها ؛ و يكذبون أنهم يحرصون على عدم قتل المواطنين , و أنهم يحاولون ما استطاعوا لاجتناب ذلك !
    لكن الكذابين المخربين يتناسون أن جل ضحاياهم مواطنون عاديون مسلمون
    فماذا أنتم قائلون لربكم حين يسألكم عن قتلهم ؟!!

    آلغاية تبرر الوسيلة ؟!!!

    هذه قاعدة يهودية كافرة , ليست من حكم الله
    و الله - تعالى - قال : (( و من لم يحكم بما أنزل الله فألائك هم الكافرون ))
    هذه الآية التي لا تكادون تقرؤون سواها

    لكنكم تقرؤونها ولا تفقهونها !
    مصداقا لقوله - صلى الله عليه و سلم - فيكم: (( يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ))
    تأملوا أيها الحمقى المغفلون :

    حرف " من " يَعُّمُّ كل من حكم بغير ما أنزل الله ؛ و ليس الحكام فقط !

    حرف " ما " يفيد العموم ؛ يعني كل حكم الله ؛ ليس شؤون السياسة فقط !

    و شرائع الإسلام كلها حكم الله

    و إنه من حكم الله - عز و جل - تحريم قتل المسلمين ؛ و تحريم قتل المعاهدين و الذميين

    قال - تعالى - : (( وَ قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) [البقرة: 190]
    إنكم - و الله - حكمتم بغير ما أنزل الله ؛ فقتلتم من لم يعتد عليكم

    بل , إنكم قتلتم من عصم الله و رسوله - صلى الله عليه و سلم - دماؤهم

    قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ؛ فمن قال لا إله إلا الله ، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ؛ وحسابه على الله ))
    أستعجلتم حساب ألائك؟!
    قال - صلى الله عليه و سلم - : (( و حسابه على ربه )) و عصم دماءهم
    ألكم حق في الربوبية ؟!!

    أم اتخذتم عند الله عهدا ؟!

    ما لكم كيف تحكمون ؟!!
    تقتلون الناس لفرض حكم الله - بزعمكم - , و أنتم لا تحكمون به؟!!

    (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) )) [الصف ]
    لهذا كفر بعض أهل العلم الخوارج ، لأنهم يستحلون قتل المسلمين ؛ و من استحل الحرام قلبيا فهو كافر !


    و الآن أترككم مع أقوال أئمة العصر حول هذه التفجيرات التي روعت المسلمين ؛ و جعلتهم يُضطهدون في أرض الله بعد أن كانوا آمنين

    قال الله - تعالى - : ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
    فأسأل الله أن يلعن من فَجَّرَ ، و من خَطَّطَ و دَبَّرَ , و من رضي و ما أنكر !


    " ما يفعله أبناء فلسطين من تلغيم أنفسهم ليقتلوا اليهود غلط " الشيخ بن باز -رحمه الله -

    " العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر كلها غير مشروعة" محدث العصر الشيخ الألباني -رحمه الله -


    العمليات الانتحارية قتل للنفس بغير حق وصاحبها ليس بشهيد الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -
    "

    العمليات الانتحارية محرمة والفاعل لها قاتل لنفسه
    "
    الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -"

    العمليات الانتحارية لا تجوز لأنها قتل للنفس
    " الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله -

    "
    الحركات الاستشهادية ليست مشروعة وليست من الجهاد" الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله -

    الإسلام لم يأت بالاغتيالات وإنما نشأت من الأهواء والجهل" الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله" -


    "حكم الاغتيالات والتفجيرات في بلاد الكفار" الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله -

    الانقلابات والثورات ليست من الإسلام ولا يقوم بها إلا من لا يهتم بمصالحها" الشيخ صالح اللحيدان -حفظه الله" -


    "التفجيرات: فجور وجرائم متعددة" الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله -

    "تفجير مباني الكفار ليس من الجهاد" الشيخ عبد المحسن العبيكان -حفظه الله -

    حكم قتل المعاهدين والمستأمنين" الشيخ ابن باز -رحمه الله" -

    "من هو الذمي والمستأمن والمعاهد" الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -

    إحترام المعاهدين والمستأمنين من محاسن الإسلام وقتلهم جرم كبير" الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-


  • #2



    السلفيون بريئون من الأعمال الإرهابية

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
    فإنَّ الله أرسل رسوله بالهدى ، ودين الحق ؛ ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون ، وإنَّ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ترجمة عملية لشريعة الله سبحانه وتعالى ؛ التي أوحاها إليه ، والتي أمره الله باتباعها في قوله تعالى : )ثمَّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون * إنَّهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإنَّ الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ( ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الغدر ، والخيانة ، ويأمر بالصدق والعفاف ، والأمانة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم : (( إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيـل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا ، وليدا )) رواه مسلم ، وفي رواية الطبراني في المعجم الصغير برقم الحديث 340 : (( ولا تجبنوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا امرأة ، ولا شيخا كبيرا )) فحرَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الغدر ، وحرَّم الخيانة التي يستعملها الإرهابيون ، وحرم قتل النساء والأطفال ، والشيوخ ؛ الذين لايستطيعون القتال ولايُقاتلون ؛ حرَّم قتل هؤلاء ، وحرَّم الإفساد ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ) ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعا إنَّ رحمة الله قريبٌ من المحسنين ( وأخبر أنَّه لايحب المفسدين ، وأخبر أنَّه لايهدي كيد الخائنين .
    وعلى هذه الطريقة سار أصحابه ، فكانوا إذا أتوا قوماً من الكفار يدعونهم إلى الإسلام أولاً فإن أبو وكانوا أهل كتاب دعوهم إلى الجزية ، فإن أبوا أعلنوا لهم القتال ، وأخبروهم أنَّهم سيقاتلونهم ، فيقاتلونهم بعد الإعلان لهم ، أمَّا إذا كان الكفار وثنيين فإنَّهم يخيرون بين الدخول في الإسلام أو القتال ، ويقاتلونهم بعد إعلان القتال لهم .
    أمَّا ما يعمله الإرهابيون في هذا الزمن ؛ الذين يلبسون الأحزمة الناسفة أو يقودون السيارات المفخخة ، فإذا وجدوا مجموعة من الناس ، فجَّر اللابس نفسه أو فجَّر سيارته ونفسه ، فهذا أمرٌ ينبني على الخيانة ، فالإسلام بعيدٌ عنه كل البعد ، ولايقره أبداً .
    وإنَّ ما يُعمل الآن من الأعمال الإنتحارية في بريطانيا أو غيرها من البلدان ؛ إنَّما يعملـها ويخطط لها التكفيريون الخوارج ؛ الذين ذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : (( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ؛ سفهاء الأحلام ؛ يقولون من خير قول البرية ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ؛ لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهــم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : (( شرُّ قتلى تحـت أديـم السماء )) وقال : (( خير قتلى من قتلوه )) وقال : (( طوبى لمن قتلهـم أو قتلوه )) وقال : (( أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً عند الله )) وقـال عنهــم : (( كلاب النار )) وقال : (( لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وفي رواية : (( قتل ثمود )) وقال عنهم : (( أما إنَّه ستمرق مارقةٌ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثمَّ لايعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوَقِه )) ومعنى (( مرق )) خرج من الجانب الآخر ؛ والخوارج يمرقون من الدين ؛ أي يخرجون منه لايعلق بهم منه شيء .
    وعلى هذا فمن المعلوم أنَّ الإسلام بريءٌ من هذه التصرفات الهوجاء الرَّعناء ، وإنَّه ليشجب فاعليها ، وينكر أفعالهم .
    وإنَّ الذين يتهمون السلفيين الذين يتبعون كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويسيرون على نهج الصحابة ؛ إنَّ الذين يتهمونهم بالتفجيرات في بريطانيا أو غيرها ؛ والتي تشتمل على قتل الأنفس ، وإتلاف الأموال ، وإراقة الدماء ، وإخافة الناس ، والخروج على الدولـة .
    إنَّ الذين يتهمون السلفيين بهذا هم الذين يفعلون هذه المناكر ، ويريدون أن يلصقوها بغيرهم هم أصحاب تنظيم القاعدة ؛ الذين يتابعون أسامة بن لادن ، والمسعري ، وسعد الفقيه ، وأمثالهم لأنَّ هؤلاء تربوا على كتب المكفرين من أمثال سيد قطب ، ومن معه في هذا المنهج الخاطـئ الذين يكفرون أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم بغير حق ؛ بل يكفرون بالمعاصي ، والمعاصي لايسلم منها أحد .
    والحقيقة أنَّه لايجوز أن نكفِّر أحداً من المسلمين إلاَّ من كفره الله سبحانه وتعالى كالمشركين شركاً أكبر ؛ قال الله عز وجل : ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ( وقال سبحانه : ) ومن يدع مع الله إلهاً آخر لابرهان له به فإنَّما حسابه عند ربه إنَّه لايفلح الكافرون ( وقال سبحانه وتعالى : ) ولاتدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ( وقال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم أنَّه قال : ) يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( هذه هي الحقيقة التي لايجوز لأحدٍ أن يحيد عنها ، ومن زعم خلاف ذلك من المكفرين ؛ الذين يكفرون الموحدين المصلين الصائمين فهو مبطلٌ ، وداعٍ إلى الباطل ؛ هذه هي الحقيقة التي لايجوز الشك فيها ، ولا الميل عنها ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أملاها


    الشيخ / أحمد بن يحيى النَّجمي


    22 / 7 / 1426 هـ

    تعليق


    • #3
      بيان هام وعاجل من المفتي إلي عموم المسلمين فضلية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ


      أصدر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بيانا بمناسبة إقامة حملة التضامن ضد الإرهاب وانعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض يوم غد السبت فيما يلي نصه ..


      من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
      فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه .
      إخواني إن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا هي هدايتنا لهذا الدين العظيم ولولا هداية الله لما اهتدينا فله الحمد ظاهرا وباطنا هذا الدين دين الإسلام هو الدين الذي أكمله الله وأتمه ورضيه لنا دينا يقول تعالى : { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً } فهو الدين الكامل التام في العقائد والعبادات والمعاملات الكامل في بيان الشؤون الأسرية والقضائية وغيرها مما فيه صلاح العباد في دنياهم واستقامة أمر معاشهم وفيه أيضا سعادتهم في أخراهم فالواجب على العباد الرضا بهذا الدين وقبوله والتسليم له والانقياد لأوامره والانزجار عن نواهيه رضا بما رضيه الله لنا { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ولأن الله سبحانه لا يقبل من العباد دينا سواه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ } .
      وهذه الشريعة العظيمة جاءت بأمور كلية لا يجوز لأحد كائنا من كان مخالفتها من ذلك أن الشريعة العظيمة جاءت بتحقيق المصالح وتكميلها وبدفع المفاسد وتقليلها .
      وجاءت بتقديم المصالح العامة على المصالح القاصرة وجاءت هذه الشريعة بالعدل في جميع الأمور الخاصة والعامة وتحريم الظلم أيا كان نوعه ودوافعه وجاءت بالحفاظ على الكليات الخمس الدين والنفس والمال والعقل والنسل .
      فهذه الكليات العظيمة وغيرها من كليات الشريعة وجزئياتها يجب علينا التواصي بحفظها وتطبيقها وعدم الإخلال بها فإن هذا هو سبيل النجاة يقول الله عز وجل {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
      والتذكير بهذه الأمور وغيرها من شريعة الله واجب ويتأكد الوجوب والبيان ويحرم الكتمان أو تأخير البيان عند الحاجة إليه فمتى احتاج أهل الإسلام لبيان شيء من شرع الله وجب البدار ببيانه وحرم تأخير البيان أو كتمانه وحاجة الأمة للبيان تكون عند إقدامهم على شيء من الأفعال أو الأقوال عبادة أو غيرها ويجهلون صفتها أو حكمها فيجب بيان ذلك وقد يكون بأن يرى العالم من العباد من يتقحمون مالا يجوز لهم ويرتكبون ما لا يحل حينئذ يجب عليه البيان ويحرم عليه السكوت إبراء لذمته ونصحا لأمته وخروجا من العهدة يقول تعالى { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ } .
      وإن مما ظهر في زماننا وعظم خطره واشتد على أهل الإسلام أثره ما كان من بعض أبناء المسلمين الذين استهوتهم شياطين الإنس والجن فصدوهم عن الصراط المستقيم حتى عادوا أسلحة موجهة ضد الإسلام وأهل الإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأمر هؤلاء وأمثالهم وإن كان واضحا عند من أنار الله بصيرته إلا أن بيان جرمهم وعظيم خطرهم في هذه الأوقات واجب وتأخير ذلك أو كتمانه من قبل أهل العلم محرم وقد ظهر الإنكار عليهم بحمد الله من أهل العلم مجتمعين ومنفردين فلم يبق لهم مستمسك إلا الهوى .
      ولمعرفة حكم أفعالهم نعد بعض جرائمهم فمنها ..



      1 / التصدي للكلام في دين الله عز وجل بغير علم يؤهلهم لذلك .
      2 / نسبة ما يفعلونه من الجرائم إلى دين الإسلام .
      3 / تكفير المسلمين .
      4 / قتلهم للمسلمين .
      5 / قتلهم للمستأمنين .
      6 / إعلانهم الخروج عن طاعة ولي الأمر في هذه البلاد .
      7 / إعلانهم استهداف بعض الأماكن والأشخاص بالقتل والتفجير والتدمير .
      8 / خفرهم ذمة ولي الأمر .
      9 / اعتداؤهم على الممتلكات المحترمة وعلى أماكن حفظ الأمن في البلاد .
      10 / سعيهم إلى الإخلال بأمن هذه البلاد .
      11 / ترويعهم للآمنين في هذه البلاد .
      12 / سعيهم لانتقاص هيبة هذه البلاد الإسلامية وتسليط الأعداء عليها وفتح ثغرات لأهل الكفر على أهل الإسلام









      وغير ذلك من الجرائم البشعة والأمور العظيمة المنكرة التي لم تعد خفية فقد شاهدها الناس وعانوا منها وشهدوا عليهم بها وقانا الله شرها.
      ومن المعلوم أن كل واحدة من العظائم السابقة محرمة ومن كبائر الذنوب فكيف بها مجتمعة .
      ومن أدلة تحريم ذلك ..
      قول الله تعالى .. { وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ }.
      ويقول سبحانه وتعالى .. {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} .
      ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق عليه .
      ويقول صلى الله عليه وسلم ( ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ) أخرجه الإمام مسلم .
      وقال تعالى في تحريم قتل المسلمين وغيرهم بغير حق .. { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } .
      وقال .. {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } .
      وأما تحريم الخروج على ولي الأمر فظاهر جدا فإن الله أمر بطاعته في قوله سبحانه .. { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } .
      ويقول النبي صلى الله عليه وسلم .. ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية ) أخرجه البخاري ومسلم .
      وأما خفر الذمم ونقض العهود فإن الله تعالى يقول .. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } .
      ويقول صلى الله عليه وسلم .. ( المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
      قال البغوي في شرح السنة يسعى بذمتهم أدناهم أي أن واحدا من المسلمين إذا أمن كافرا حرم على عامة المسلمين دمه وإن كان هذا المجير أدناهم قبل أن يكون عبدا أو امرأة أو عينا تابعا أو نحو ذلك فلا يخفر ذمته. وكل ذلك تحقيقا للصدق الذي جاء به الإسلام والوفاء بالعهد وتحريم الغدر فالإسلام ليس دين الغدر والخيانة بل تلك صفات أهل النفاق.
      وإذا كان هذا في أدنى المسلمين فكيف بذمة ولي الأمر وإذا كان الكافر قد دخل البلاد بأمان أو بما يعتقده هو أنه أمان وجب تأمينه وحرم الاعتداء عليه والغدر به .
      هذه بعض الأدلة التي تبين شناعة تلك الأفعال أوردناها مختصرة لقصد التحذير من تلك الفعال وإلا فنصوص الكتاب والسنة بحمد الله جاءت وافية شافية في هذا الباب .

      ثم إن من نظر إلى هذه الجرائم وما يترتب عليها من السعي في إخلال الأمن وترويع الناس واضطراب أحوالهم علم أن هذا ضرب من الحرابة والفساد التي حرمها الله أشد التحريم في قوله تعالى .. { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
      ويقول تعالى ..{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } .
      وهذه الأفعال المشينة مخالفة لكليات الشريعة أصرح مخالفة ففيها من المفاسد مالا يحصى ولا مصلحة ظاهرة منها وفيها الاعتداء على المصالح العليا العامة لبلاد المسلمين وفيها الاعتداء على جملة من الضرورات الخمس كالدين والنفس والمال وفيها الظلم ظلم للنفس وظلم للغير بالاعتداء عليهم .
      وأيضا فإن هذه الفعال فيها مخالفة لإجماع من يعتد برأيه في هذا العصر وإجماع السلف على ما ذكرنا حكمه وفيها مشاقة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لأوامرهما وارتكاب لنواهيهما والله تعالى يقول .. { وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } .
      فإذا تبين هذا وجب على الجميع تقوى الله عز وجل والتعاون على البر والتقوى والسعي فيما من شأنه اجتثاث هذا الخطر العظيم على الدين والدنيا وتوعية المسلمين بخطورة هذه المسالك الردية ونصيحة من وقعوا في هذا الطريق السيء المظلم أو تأثروا بتلك الأفكار والشبهات ومن نصح فلم يعتبر وأصر على باطله أو علم من حالة التخطيط لأعمال إجرامية وجب الإبلاغ عنه كفا لشره عن المسلمين وحقنا لدمائهم وردا له عن ظلمه لنفسه ولغيره والنبي صلى الله عليه وسلم يقول .. ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ) أخرجه البخاري .
      كما يجب على من آتاه الله العلم والبصيرة في دين الله مواصلة التحذير من هذا السبيل ونصيحة المسلمين وتكرار ذلك وتحصين شبابنا ضد هذه التيارات الخبيثة والتصدي لكشف شبه المشبهين الذين ينسبون لدين الله ما ليس منه فإن هذا من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله والله تعالى يقول .. { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }

      وقى الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين الشرور والفتن وسائر المصائب والآفات وأقر أعيننا بعز دينه ونصرة عباده الموحدين في كل مكان ووفق الله ولاة أمرنا لما فيه الخير والصلاح والهداية للإسلام والمسلمين في كل مكان إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

      تعليق


      • #4
        الله المستعان
        اللهم عليك بكلاب أهل النار
        ****************************


        تعليق


        • #5
          بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت .



          الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :

          فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 2\4\1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير , وما ينشأ عنه من سفك الدماء , وتخريب المنشآت , ونظرا إلى خطورة هذا الأمر , وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة , وإتلاف أموال معصومة , وإخافة للناس , وزعزعة لأمنهم واستقرارهم , فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده , وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك , فنقول وبالله التوفيق :

          أولا : التكفير حكم شرعي , مرده إلى الله ورسوله , فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله , فكذلك التكفير , وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل , يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة .

          ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة , فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن , لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة , وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات , مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير , فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر , فقال : " أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " . وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الإعتقاد كفر , ولا يكفر من اتصف به , لوجود مانع يمنع من كفره .

          وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها , وانتفاء موانعها كما في الإرث , سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين , وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به .
          وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد , كما في قصة الذي قال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . أخطأ من شدة الفرح .

          والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال , ومنع التوارث , وفسخ النكاح , وغيرها مما يترتب على الردة , فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .
          وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم , وإشاعة الفوضى , وسفك الدماء , وفساد العباد والبلاد , ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم , فقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فأفاد قوله :" إلا أن تروا " , أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة . وأفاد قوله :" كفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ , كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار , والإستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحا " أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر , وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله برهان " . أنه لابد من دليل صريح , بحيث يكون صحيح الثبوت , صريح الدلالة , فلا يكفي الدليل ضعيف السند , ولا غامض الدلالة . وأفاد قوله : " من الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .

          وجملة القول : أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله عز وجل : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به , سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) - الأعراف 33 - .


          ثانيا : ما نجم عن هذا الإعتقاد الخاطىء من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض , وسلب الأموال الخاصة والعامة , وتفجير المساكن والمركبات , وتخريب المنشآت , فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين ؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة , وهتك لحرمة الأموال , وهتك لحرمات الأمن والإستقرار , وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم , وغدوهم ورواحهم , وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .

          وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم , وحرم انتهاكها , وشدد في ذلك , وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا " . ثم قال صلى الله عليه وسلم :" ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد " . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " . وقال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .

          وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد , فقال سبحانه في حق المؤمن : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - النساء 93 - .
          وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ :(( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة )) - النساء 92 -
          فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة , فكيف إذا قتل عمدا , فإن الجريمة تكون أعظم , والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .


          ثالثا : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك , لما يترتب عليه من شرور وآثام , فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء , وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة , وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة , وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي , والإسلام بريء منه , وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه , وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف , وعقيدة ضالة , فهو يحمل إثمه وجرمه , فلا يحتسب عمله على الإسلام , ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام , المعتصمين بالكتاب والسنة , المستمسكين بحبل الله المتين , وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله .

          قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام , وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . - البقرة 204 - 206 - .
          والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق , والتناصح والتعاون على البر والتقوى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والجدال بالتي هي أحسن , كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) - المائدة 2 -
          وقال سبحانه : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) - التوبة 71 - , وقال عز وجل : (( والعصر , إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) - سورة العصر -

          وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال: " لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم " , وقال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " , والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

          ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين , وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين , وأن ينصر بهم دينه , ويعلي بهم كلمته , وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان , وأن ينصر بهم الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

          رئيس المجلس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .


          ---------
          المصدر : مطوية بعنوان بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت

          منقول

          تعليق


          • #6
            لاتسموهم بعد اليوم إلا بالخوارج / بيان المفتي العام للمملكة


            الرياض 11 ربيع الآخر 1428 هـ الموافق 28 ابريل 2007 م



            شدد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على أن ما قامت به خلايا الفتنة الضالة يعد من كبائر الذنوب ومن ضلالات المبتدعة التي شابهوا فيها أهل الجاهلية وأن ما قاموا به من مبايعة لزعيم لهم على السمع والطاعة يعد خروجاً على ولي الأمر وهو مطابق لفعل الخوارج .

            جاء ذلك في بيان أصدره سماحته اليوم إثر ما صدر عن وزارة الداخلية يوم أمس حول كشف وضبط خلايا متفرقة من الفئة الضالة فيما يلي نصه ..

            من عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين :

            سلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

            الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :

            وبعد :

            فإن الله عز وجل قد أمتن على عباده بمنن عظيمة وآلاء جسيمة وأعظم نعم الله - عز وجل - على المسلمين أن هداهم لدين الإسلام وبعث فيهم نبيه محمدا - عليه الصلاة والسلام - ، يقول الله عز وجل: // لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ظلال مبين // .

            وأنعم الله علينا بأن أخرجنا من ضلال الجاهلية وظلامها إلى نور الإسلام وعدله فإن الجاهلية كانوا يعيشون في ضلالات جاء الإسلام بكشفها وبيانها فمن أمور الجاهلية التي نبه عليها الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في مسائل الجاهلية قال ..

            الثانية .. أنهم متفرقون في دينهم كما قال تعالى .. // كل حزب بما لديهم فرحون // وكذلك في دنياهم ويرون ذلك هو الصواب فأتى بالاجتماع في الدين بقوله .. // شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه // ، وقال تعالى // إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء // ونهانا عن مشابهتهم بقوله .. // ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيانات // ، ونهانا عن التفرق في الدين بقوله .. // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // .

            الثالثة .. أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة ، والسمع والطاعة ذل ومهانة ، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة ، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة وغلظ في ذلك وأبدى وأعاد // .

            هذا وإن البيان الصادر يوم الجمعة 10 / 4 / 1428هـ عن وزارة الداخلية حول تمكن قوات الأمن من القبض على خلايا إفسادية ارتكبت أمورا عظيمة هي من كبائر الذنوب ومن ضلالات المبتدعة التي شابهوا فيها أهل الجاهلية وأيضا أعدوا العدة وعزموا على أمور أخرى ، هي من كبائر الذنوب - عياذاً بالله من الضلال بعد الهدى - وإني إبراء للذمة وخروجا من العهدة وبيانا للحق ونصيحة لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم لأوضح هنا عدة أمور ..

            الأمر الأول .. أن ما قام به هؤلاء من مبايعة زعيم لهم على السمع والطاعة وإعداد العدة والاستعداد البدني والمالي والتسليح هذا كله خروج على ولي الأمر ، وهو مطابق لفعل الخوارج الأوائل الذين نبغوا في عهد الصحابة رضي الله عنهم فقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم ، وأمروا بقتالهم ، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال عنهم .. // يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة // أخرجه الشيخان.

            وفي بعض الروايات يقول صلى الله عليه وسلم .. // هم شر الخلق والخليقة // ، قال الإمام محمد بن الحسين الآجري - رحمه الله - .. // لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم - وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم، لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، وقد حذرنا الله عز وجل منهم، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم.

            والخوارج هم الشٌّراة، الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين // انتهى كلامه - رحمه الله - من كتابه / الشريعة / .

            ومنه يتضح خطورة هذا المذهب، وتحريم الانتساب إليه، بل وجوب قتال أهله لما يترتب عليه من مفاسد دينية ودنيوية واختلال للأمن، وضياع لبلاد الإسلام، وإدخال الوهن على المسلمين وتسليط الأعداء عليهم.

            ومنه يعلم أن من خرج على إمام المسلمين، واستحل قتل المسلمين، فإنه خارجي، وإن صلى، وصام، وادعى ما ادعى.

            ثانياً .. من المعلوم في دين الإسلام، أن اتخاذ الإمام واجب على أهل الإسلام، يقول الله تعالى: // يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم // .

            والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة، منها ما أخرجه الشيخان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال .. // إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل، وعدل، كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره، كان عليه منه // . وعلى هذا جرى إجماع الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من سائر المسلمين.

            ثالثاً .. أن إمامة المسلمين تنعقد بأمور، منها أن يبايع أهل الحل والعقد الإمام، فإذا بايعوه، صحت إمامته، ووجبت على سائر المسلمين طاعته، ولزمتهم بيعته.

            يقول عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - دعانا النبي صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا .. // أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان // أخرجه الشيخان.

            وفي حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا .. يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصنا قال .. // أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة // أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

            وفي حديث أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال .. // اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل حبشي، كأن رأسه زبيبة // أخرجه البخاري ومسلم.

            يقول ابن رجب - رحمه الله - وأما السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين، ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم، وطاعة ربهم، كما قال علي - رضي الله عنه - .. // إن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر، إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه، وحمل الفاجر فيها إلى أجله // .

            وقال الحسن في الأمراء .. // هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن والله إن طاعتهم لغيظ، وإن فرقتهم لكفر // انتهى كلام ابن رجب - رحمه الله - .

            هذا وإنا - بحمد الله تعالى - نعيش في هذه البلاد السعودية المباركة، في ظل ولاية عادلة، قد انعقدت لها البيعة، وصحت إمامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على هذه البلاد وأهلها، ولزم الجميع السمع والطاعة بالمعروف، والبيعة ثابتة في عنق أهل البلاد السعودية كافة، لإجماع أهل الحل والعقد، على إمامته.

            رابعاً .. أن من الكبائر العظيمة، والآثار الجسيمة، نقض البيعة، ومبايعة آخر، مع وجود الإمام وانعقاد البيعة له، وهذا خروج عن جماعة المسلمين، وهو محرم ومن كبائر الذنوب، يقول أبو هريرة - رضي الله عنه - .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. // من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية // أخرجه مسلم.

            وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال .. // من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية // أخرجه البخاري ومسلم.

            وفي حديث عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. // من مات وليست عليه طاعة، مات ميتة جاهلية، فإن خلعها من بعد عقدها في عنقه، لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة // أخرجه الإمام أحمد.

            ولمسلم من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال .. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. // من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة، لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية // .

            ويقول النبي صلى الله عليه وسلم .. // من أتاكم، وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه، كائناً من كان // أجره مسلم.

            وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى كثيرة.

            قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لسويد بن غفلة .. // لعلك أن تخلف بعدي، فأطع الإمام، وإن كان عبداً حبشياً وإن ضربك، فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك، فقل: سمع وطاعة، دمي دون ديني // أخرجه مسلم.

            وعلى هذا سار السلف - رضي الله عنهم - كلهم يوجب السمع والطاعة لإمام المسلمين، ويحرم الخروج عن جماعة المسلمين.

            خامساً .. مما ظهر في البيان، استعداد هؤلاء بالسلاح، وتخطيطهم، للخروج على المسلمين، بذلك السلاح، ومعلوم أن حمل السلاح على أهل الإسلام من كبائر الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم .. // من حمل علينا السلاح فليس منا // أخرجه الشيخان.

            والخروج على المسلمين، وقتالهم، وسفك دمائهم، داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم // ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه // أخرجه مسلم.

            سادساً ..

            ومما ظهر في البيان، تخطيطهم لقتل شخصيات عامة في البلاد، وهذا من قتل المسلم بغير حق، والله تعالى يقول .. // ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً // .



            ومما ظهر أيضا تخطيطهم، لإحداث فوضى في البلاد، وتدمير الممتلكات، وهذا من الإفساد في الأرض الذي قال الله عنه .. // إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم // .

            ثامناً .. ومما ظهر أيضاً من البيان، أن هذه الفئة تكفر المسلمين وتستحل دماءهم، وهذه من أخطر جرائمهم، وأشدها وطئاً، ذلك أن تكفير المسلم ورد فيه وعيد شديد، يقول صلى الله عليه وسلم .. // إذا قال الرجل لأخيه .. يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه // أخرجه الشيخان.

            ويقول صلى الله عليه وسلم .. // من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله // .

            تاسعاً .. التواطؤ مع الجهات الخارجية ضد بلاد الإسلام، وهذه مثلبة عظمى، ومنقصة كبرى، إذ فيها إدخال الوهن على بلاد الإٍسلام، وأهل الإٍسلام، وهذا كصنيع المنافقين مع اليهود، ضد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة، وكذلك تواطؤهم مع المشركين ضد أهل الإسلام، ومن كان في قلبه إيمان صحيح، فلا يمكن أن يتعاون على أهل الإسلام وبلاد الإٍسلام.

            وبعد هذا التقرير، والبيان، أوجه النصيحة إلى من تأثر بهذا الفكر الدخيل الخبيث، فأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم، وفي أمتكم، وفي بلاد المسلمين، اتقوا الله، فلا تقحموا أنفسكم في أنواع من كبائر الذنوب، واتقوا الله، فلا تفتحوا على بلاد الإسلام وأهل الإسلام أبواباً من الشر تسلط الأعداء المتربصين، علينا، وتمكنهم من بلادنا.

            وأنصح الجميع بالحرص على أمن البلاد، والجد في هذا الأمر، والتعاون مع الجهات المختصة، في الإبلاغ عن كل ما من شأنه زعزعة الأمن، فإن هذا من أوجب الواجبات، يقول الله تعالى .. // وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب // .

            حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سبحانه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،

            المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء


            منقول

            تعليق


            • #7
              اللهم عليك بكلاب أهل النار
              قبحهم الله

              تعليق


              • #8
                اللهم عليك بكلاب أهل النار

                تعليق


                • #9
                  انا لله وانا اليه راجعون.
                  الحمد لله الذي هداني الى السلفية ولم يجعلني من الخوارج.

                  يقول أبو العالية رحمه الله وهو من تلامذة الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : ( لقد أنعم الله علي بنعمتين لاأدري أيهما أعظم : أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً) أي : خارجياً من أهل الأهواء والبدع .

                  تعليق


                  • #10
                    الا لعنة الله عليهم...

                    لا يمكن ان يكون لهؤلاء عقول اما الدين فبينهم وبينه بعد المشرقين
                    اللهم اكف بلادنا وسائر بلاد المسلمين شر الخوارج بما شئت فانهم لا يعجزونك
                    اما القتلى فرحمهم الله وجعلهم خير موتى وجعل موتهم هكذا سببا في دخولهم الجنة

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك يا أبا حاتم

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                      يعمل...
                      X