من أجمل الطرف المأربية !!
بصياغة الشيخ الدكتور الأديب
أبي عبد الله محمد رسلان
(مقتطف من محاضرته أبو الفتن و براقش)
يقول الشيخ محمد رسلان حفظه الله :
...و الحقّ أن تخليط الرّجل - يعني أبا الفتن- تحفة من التّحف , لقدرته الفائقة على استخراج الضّحك من قبضة التقطيب و العبوس , و من طرائفه تعليقه على تجريحِ الذهبيِّ موسى الطويلِ بقوله :"أنظر إلى هذا الحيوان المتّهم" , و بتعليقه على قولِه في تجريح ضرار بن سهلٍ الضِرَاريِّ :"ولا يُدْرَى من ذا الحيوان"
علّق أبو الفتن بقوله :"هذا ليس بجرح لأنّ الإنسان حيوان " و ذكر أنّ الإنسان يُقال له حيوان ناطقٌ , و قال إنّ العامية المصرية غلبت على من ساق كلام الذّهبي فظنّه جرحا و ليس كذلك , و إنّما هو كما تقول للرّجل يا بني آدم .
هذه الطرفة عزيزة نادرة لا تمتهن , و هي ذخيرة نادرة تُصان
إذا أطبقت على المرء سحابة من الكدر , أو ضربت عليه أسداد من الكرب و الـحَزَن , ما يجري في هذه الحياة من البلاء و المحن , فما على الإنسان إلاّ أن يذكرها حتّى لا يصير في المكانِ مكانٌ للهموم و الأحزان , طرفة نادرة فاحرص عليها
أفحيوان مرادف إنسان !! ونحن لا ندري !! عجباً عجباً !!
و لماذا قيّدها المناطقة بالنطقِ فقالوا (حيوان ناطقٌ) و لم يجعلوها مطلقةً ؟
و لماذا قالوا و قلتَ : الإنسان حيوان ناطقٌ ؟
لأنّ كلمة حيوان جنس , و هو مفهوم كليٌّ يشتمل على الماهية المشتركة بين متعدد مختلف في الحقيقة , فحيوان كليّ يتناول الإنسان و الفرس و الغزال و الكلب و سائر الحيوان .
و تحت هذا الجنس حيوان , النّوعُ , و هو مفهوم كليّ يشتمل على كلّ الماهية المشتركة بين متعدد متّفقٍ في الحقيقة , و مثاله إنسان , فرس, غزال , فكلّ منت هذه الأمثلة هو نوع من الأنواع التي ينقسم إليها الحيوان - و تحت هذا النّوع و هو نوع بالنّسبة لما فوقه , و جنس بالنّسبة إلى ما تحته – تحت هذا النّوعِ الفصلُ , وهو مفهوم كليّ يتناول من الماهيةِ الجزءَ , الّذي يميّز النّوع عن سائر الأنواع المشاركة له في الجنس , و مثاله : ناطق , فهو كليّ يتناول جزء ماهية الإنسان و هذا الجزء هو الذي يميّز النّوع الإنساني عن سائر الأنواع , أما الجزء الآخر من ماهيته و هو الحيوانية , فهو الجزء المشترك بينه و بين سائر الأنواع .
نحن في زمان الخلط , في زمان الخبط , و هذا كلّه في قوله الإنسان حيوان ناطق , مع كراهة الأئمة أن يُقال عن الإنسان حيوان ناطق , كما ذكر ذلك العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على السّفّارينيّة , أفبعد هذا تدّعي أن الذّهبي لم يكن جارحا بقوله :حيوان متّهم , أو لا يدرى من ذا الحيوان !!لأن الحيوان مرادف الإنسان !! ؟؟
و هل كان الذّهبي على ما ذهب إليه وهمك عندما قال ذلك للرّاوي "كان بيدلّعو , يا بو اللّيف !!" ؟؟
و هل ما زلت على أنّ قول الرّجل للرّجل : يا حيوان , كقوله له : يا ابن آدم ؟؟
لماذا لا تدع فلستفك هذه العقيمة و ما هي إلاّ كمضغ الماء ....
انتهت إحدى الطرف المأربية بصياغة الشيخ الدكتور رسلان
فرّغ هذه الطرفة مسروراً بنصر الشيخ الدكتور محمد رسلان للحقّ و أهله
أخوكم : أبو عبد الرحمن محمد العكرمي .
تعليق