إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- معلقا على قول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم": (ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، ويُسَرُّونَ بِذَلِكَ، ويودون أن لو بدلوا مالا عظيما ليحصل ذلك).
وهذا هو الواقع؛ فإن الكفار يفرحون أن يوافقهم المسلمون، ويبذلون الشيء الكثير لموافقة المسلمين لهم.
ولكن مع الأسف؛ أن الخضوع لسنن الكون أمر لا بد منه، وهو أن الأصغر يقلد الأكبر.
ولا أقرب من التمثيل بما هو مناسب في هذا الشهر، في التوقيت.
أكثر المسلمين اليوم يعتبرون التوقيت الكفري الأوروبي؛ مع أن لدينا توقيتا إسلاميا من وضع أحد الخلفاء الراشدين، مقرونا بمناسبة عظيمة في الإسلام، وهي: الهجرة، ومع ذلك هو مهجور عند كثير من الناس.
حتى إن بعض الذين يفدون إلى هذه البلاد يقولون: ما كنا نعرف أسماء الأشهر العربية إلا في هذا البلد.
لأنهم ما يعرفون إلا أغسطس، وما أشبه ذلك.
فعلى كل حال أقول: إن الكفار يفرحون أن يوافقهم المسلمون على هذا التاريخ، ويودون أن يبذلوا شيئا عظيما من أجل الموافقة. نعم.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
تعليق