رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين.
اما بعد
.عن علي بن أبي طالب _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة
رواه أحمد (645 ) ابن أبي شيبة (8/678) والبزار ( 644 ) وابن ماجة ( 4085) جميعهم من طريق ياسين الزيات العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه به
قَوْله ( يُصْلِحهُ اللَّه فِي لَيْلَة )
قَالَ اِبْن كَثِير أَيْ يَتُوب عَلَيْهِ وَيُوَفِّقهُ وَيُلْهِمهُ رُشْده بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ وَفِي الزَّوَائِد قَالَ الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ عَقِب حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَنِيفَة هَذَا فِي إِسْنَاده نَظَر وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّانَ فِي الثِّقَات وَوَثَّقَ الْعِجْلِيُّ الْعِجْلِيُّ قَالَ الْبُخَارِيّ فِيهِ نَظَر وَلَا أَعْلَم لَهُ حَدِيثًا غَيْر هَذَا وَقَالَ اِبْن مَعِين وَأَبُو زَرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَأَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيّ اِسْمه عُمَر بْن سَعْد اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَبَاقِيهمْ ثِقَات . شرح سنن ابن ماجة للسندي
اقول وانا العبد الضعيف .وهذا الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله بهذه الزيادة وهي قوله عليه الصلاة والسلام ي(صلحه الله في ليلة) وهذه هي التي يهمنا الحديث عنها في هذا المقام وذلك من جهة فقه بعض معانيها وما احتوته من أسرار وفوائد وحكم .فمما لا شك فيه ان ذكرها في سياق الحديث على سمات وصفات المهدي المنتظر فيه مزيد فائدة ومزية معتبرة وفائدة مرجوة وإلا كان في ذكرها لغوا وهذرا لا فائدة فيه و وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ابعد وأكرم أن يكون هكذا .ولهذا السبب عقدت هذا الفصل لكشف بعض أسرارها وتجلية بعض حللها .فلك ايها القارىء غنمها وعلى صاحبها غرمها كما يقول الإمام م ابن القيم في بعض أسفاره الماتعة ..
فاقول وبالله التوفيق .فقوله عليه الصلاة والسلام (يصلحه الله في ليلة )يفهم منه بأن المهدي المنتظر يكون قبل ظهوره رجلا عاديا مغمورا لا يتميز عن باقي الناس بأمر معين لا عند ولادته ولا في صغره ولا عند كبره لا في علمه ولا في عقله ولا في تقواه ولا في قوته ولا في أي أمر آخر يوجب تميزه بين الناس واشتهاره بينهم .فلا تظهر على يديه خوارق العادات ولا كرامات الأولياء ولا شيء من هذا القبيل وهذا لكي لا يعظمه جهال العوام ويصبح قبلة لهم يحجون إليه من كل فج عميق طلبا لخيره وبركته ودعائه وهذا على عادة الجهال الجارية في تعظيم موات الأولياء الصالحين والغلو فيهم وما بالك بالأحياء منهم وبخاصة فيمن وردت فيه أحاديث نبوية صحيحة تخبر عن ظهورهم وعن فضلهم كالمهدي المنتظر مثلا ونحن نرى في واقع الناس و ما يفعله ابسط المشعوذين بعقول الناس واستخفافهم بهم وحكاياتهم مشهورة ومعلومة قد استفاضت بين الناس وليس غرضي في هذه الكلمة سردها واستقصاؤها وإنما يكفي في حقها فقط التنبيه والإشارة إليها بالعموم والإجمال . وعليه فالمهدي المنتظر قبل ظهوره للناس هو يكون رجل مسلم عادي مغمور مثله مثل بقية عموم المسلمين ومنه تعلم بطلان زعم بعض الناس أن المهدي المنتظر ظهر في المكان الفلاني وانه نطق في مهده وانه ظهرت على يديه كرامات وخوارق وأمور كثيرة مما يذكرونها ويستدلون بها على انه هو المهدي المنتظر الذي جاءت بذكره الأحاديث النبوية الصحيحة .والحق أن هذا محض كذب ودجل ليس عليه أثارة من علم .بل إن نفس الأحاديث النبوية الشريفة التي جاء فيها ذكر المهدي المنتظر ترد هذه المزاعم والافتراءات من وجوه عديدات ليس هذا موضع ذكرها واستقصائها وإنما مقصودي في هذا المقام ذكر شيء من فقه قوله عليه الصلاة والسلام( يصلحه الله في ليلة )وتقرير أصل في الأخير وبنائه على هذه الحيثية وهو أن الأصل في المهدي المنتظر قبل ظهوره انه رجل مسلم عادي ومغمور من جماعة المسلمين لا يتميز عليهم بأمر معين .وفي هذا رد لكل تلك الدعوات الفارغة والكاذبة والتي تقول بأنه ظهر وظهرت عليه كرامات وخوارق عادات تؤكد بأنه هو فعلا المهدي المنتظر. والعلم عند الله تعالى .
وفي الاخير اقول بان هذا ماوفقني الله لتقييده وتحريره في هذا الموضوع .فان اصبت فهو محض توفيق وان اخطات فمن نفسي الجاهلة .واستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
كتبها الفقير الى رحمة الله
.هشام بن رابح بن سعيد[/
اما بعد
.عن علي بن أبي طالب _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة
رواه أحمد (645 ) ابن أبي شيبة (8/678) والبزار ( 644 ) وابن ماجة ( 4085) جميعهم من طريق ياسين الزيات العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه به
قَوْله ( يُصْلِحهُ اللَّه فِي لَيْلَة )
قَالَ اِبْن كَثِير أَيْ يَتُوب عَلَيْهِ وَيُوَفِّقهُ وَيُلْهِمهُ رُشْده بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ وَفِي الزَّوَائِد قَالَ الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ عَقِب حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَنِيفَة هَذَا فِي إِسْنَاده نَظَر وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّانَ فِي الثِّقَات وَوَثَّقَ الْعِجْلِيُّ الْعِجْلِيُّ قَالَ الْبُخَارِيّ فِيهِ نَظَر وَلَا أَعْلَم لَهُ حَدِيثًا غَيْر هَذَا وَقَالَ اِبْن مَعِين وَأَبُو زَرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَأَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيّ اِسْمه عُمَر بْن سَعْد اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَبَاقِيهمْ ثِقَات . شرح سنن ابن ماجة للسندي
اقول وانا العبد الضعيف .وهذا الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله بهذه الزيادة وهي قوله عليه الصلاة والسلام ي(صلحه الله في ليلة) وهذه هي التي يهمنا الحديث عنها في هذا المقام وذلك من جهة فقه بعض معانيها وما احتوته من أسرار وفوائد وحكم .فمما لا شك فيه ان ذكرها في سياق الحديث على سمات وصفات المهدي المنتظر فيه مزيد فائدة ومزية معتبرة وفائدة مرجوة وإلا كان في ذكرها لغوا وهذرا لا فائدة فيه و وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ابعد وأكرم أن يكون هكذا .ولهذا السبب عقدت هذا الفصل لكشف بعض أسرارها وتجلية بعض حللها .فلك ايها القارىء غنمها وعلى صاحبها غرمها كما يقول الإمام م ابن القيم في بعض أسفاره الماتعة ..
فاقول وبالله التوفيق .فقوله عليه الصلاة والسلام (يصلحه الله في ليلة )يفهم منه بأن المهدي المنتظر يكون قبل ظهوره رجلا عاديا مغمورا لا يتميز عن باقي الناس بأمر معين لا عند ولادته ولا في صغره ولا عند كبره لا في علمه ولا في عقله ولا في تقواه ولا في قوته ولا في أي أمر آخر يوجب تميزه بين الناس واشتهاره بينهم .فلا تظهر على يديه خوارق العادات ولا كرامات الأولياء ولا شيء من هذا القبيل وهذا لكي لا يعظمه جهال العوام ويصبح قبلة لهم يحجون إليه من كل فج عميق طلبا لخيره وبركته ودعائه وهذا على عادة الجهال الجارية في تعظيم موات الأولياء الصالحين والغلو فيهم وما بالك بالأحياء منهم وبخاصة فيمن وردت فيه أحاديث نبوية صحيحة تخبر عن ظهورهم وعن فضلهم كالمهدي المنتظر مثلا ونحن نرى في واقع الناس و ما يفعله ابسط المشعوذين بعقول الناس واستخفافهم بهم وحكاياتهم مشهورة ومعلومة قد استفاضت بين الناس وليس غرضي في هذه الكلمة سردها واستقصاؤها وإنما يكفي في حقها فقط التنبيه والإشارة إليها بالعموم والإجمال . وعليه فالمهدي المنتظر قبل ظهوره للناس هو يكون رجل مسلم عادي مغمور مثله مثل بقية عموم المسلمين ومنه تعلم بطلان زعم بعض الناس أن المهدي المنتظر ظهر في المكان الفلاني وانه نطق في مهده وانه ظهرت على يديه كرامات وخوارق وأمور كثيرة مما يذكرونها ويستدلون بها على انه هو المهدي المنتظر الذي جاءت بذكره الأحاديث النبوية الصحيحة .والحق أن هذا محض كذب ودجل ليس عليه أثارة من علم .بل إن نفس الأحاديث النبوية الشريفة التي جاء فيها ذكر المهدي المنتظر ترد هذه المزاعم والافتراءات من وجوه عديدات ليس هذا موضع ذكرها واستقصائها وإنما مقصودي في هذا المقام ذكر شيء من فقه قوله عليه الصلاة والسلام( يصلحه الله في ليلة )وتقرير أصل في الأخير وبنائه على هذه الحيثية وهو أن الأصل في المهدي المنتظر قبل ظهوره انه رجل مسلم عادي ومغمور من جماعة المسلمين لا يتميز عليهم بأمر معين .وفي هذا رد لكل تلك الدعوات الفارغة والكاذبة والتي تقول بأنه ظهر وظهرت عليه كرامات وخوارق عادات تؤكد بأنه هو فعلا المهدي المنتظر. والعلم عند الله تعالى .
وفي الاخير اقول بان هذا ماوفقني الله لتقييده وتحريره في هذا الموضوع .فان اصبت فهو محض توفيق وان اخطات فمن نفسي الجاهلة .واستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
كتبها الفقير الى رحمة الله
.هشام بن رابح بن سعيد[/
تعليق