بسم الله الرحمن الرحيم
معركة الرافضة الجديدة عبر الأفلام !! تحذير
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ثم أما بعد :
فقد صُدمتُ بخبر يهزّ أفئدة الذين آمنوا و تقشعر لسماعه جلود أهل التقوى من أحفاد المهاجرين والأنصار ومفاده أن ( القناة الخامسة ) التي سميت ( قناة القرآن ) الجزائرية تبثّ في هذه الأيام المباركة
مسلسلا تاريخيا تضمن قصة( واقعة الجمل ) !!
تلكم الفتنة التي وقعت بين الصحابة والتي حرّم العلماء سلفا وخلفا الكلام فيها و الحديث عن تفاصيلها
و إن الدهشة لتزيد من حدّتها لما يقع هذا في بلاد السنة من أتباع الصحابة الأخيار فاللهم رحماك
فلهذا يجب على كل غيور على أعراض الصحابة التحذير من هذه الجريمة العظيمة والفعلة الشنيعة التي لم يعلم لها سابقة
و إن الكلام في فتن قد مرت عليها العصور المديدة و التي وقعت بين أفضل الخلق بعد الأنبياء , لنذير سوء و برهان شرّ قد حطّ ركابه بين أمة النبي صلى الله عليه وسلم
فعلى كل مؤمن يخاف سوء العاقبة أن يعلم أن العلماء و أهل الإسلام قديما و حديثا لم يختلفوا في تحريم الكلام في فتنة الصحابة وبالأخص واقعة الجمل فكيف بتصويرها في مسلسلات فاجرة التي نسجتها أيادي الرافضة من قريب أو من بعيد
يقول الإمام ابن أبي زمنين المالكي – رحمه الله - : ( ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبّة لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و أن ينشر محاسنهم و يمسك عن الخوض فيما دار بينهم ) أصول السنة ص : 195 ط: دار الفرقان
قال الإمام المزني الشافعي – رحمه الله - : ( ويقال بفضلهم و يذكرون بمحاسن أفعالهم و نمسك عن الخوض فيما شجر بينهم ) ( شرح السنة ص : 88 ط : دار المنهاج )
قال الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي الحنبلي – رحمه الله - :
( ومن السنة تولّي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والتّرحم عليهم والاستغفار لهم والكفّ عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم )لمعة الإعتقاد فقرة : 86 ط: دار المنهاج /مع شرح الشيخ العثيمين – رحمه الله -
فعلم من هذا عدم جواز الخوض في تلكم الفتة بكل أنواع الخوض
قال الإمام ابن حمدان الحنبلي – رحمه الله - :
( يجب حب كل الصحابة و الكفّ عما جرى بينهم كتابة و قراءة و إقراء و سماعا و إسماعا ويجب ذكر محاسنهم و الترضي عنهم و المحبة لهم وترك التحامل عليهم واعتقاد العذر لهم )
التنبيهات السنية للشيخ الرشيد – رحمه الله – ص : 300 – 301 ط : دار الرشيد
و يقول الشيخ صالح آل الشخ – حفظه الله - : ( قوله : يمسكون هذا يعمّ عند أهل السنة الإمساك باللفظ وبالقول وبما يدور في القلب وبالعمل والكتابة والحكاية والإسماع والإقرار كل ما كان من قبيل القول أو العمل في جميع التصرفات كلاماً أو كتابة أو عملاً من الأعمال كل هذا يمسك أهل السنة عن الخوض في الصحابة فيه) اللآلئ البهيّة في شرح العقيدة الواسطية 2 / 475 ط: دار العاصمة
فعلى من أقحم نفسه في مثل هذه المهالك أن يعلم أنه ثد خالف الأمة بأكملها ونقض أصلا من أصول دينها الحنيف , فكفى بذلك إثما مبينا والله المستعان
ومن المحاذير الشرعية أيضا في هذا الفعل الخسيس تصوير وتمثيل خير الخلق بعد الأنبياء في تلكم الأفلام التي حرمها العلماء جملة وتفصيلا فكيف إذا كانت تمثل الصحابة
و في ختام هذا التنبيه السريع أرجو من كل من بلغه أن يسعى بكل ما آتاه الله من فضله أن غير هذا المنكر العظيم
وهذه فتوى عظيمة للجنة الإفتاء
س 3: ما حكم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم على مسارح المدارس؟
ج 3: سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء في ذلك وأصدر قرارا فيه، وفيما يلي نص مضمونه:
1 - إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 264)
محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
- من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عضو : عبد الله بن قعود
عضو :عبد الله بن غديان
نائب الرئيس : عبد الرزاق عفيفي
فنسأل الله أن يقي الأمة شرور الرافضة فقد أعملوا جميع الطرق الشيطانية لنخر جسد الأمة الإسلامية فكان لهم ما أرادوا و نحن في غفلة مهلكة والله المستعان
تعليق