إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من صور الغلوّ متابعة المتبوع في كلّ ما يدعو إليه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من صور الغلوّ متابعة المتبوع في كلّ ما يدعو إليه.



    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


    " من صور الغلوّ متابعة المتبوع في كلّ ما يدعو إليه "



    وهذا مثل غلو الروافض في أئمتهم ، و غلاة الصوفية في مشايخ الطرق ، و مثل غلاة المتعصبة من أصحاب المذاهب الفقهية ، ومثل المتحزبين للجماعات و مشاهير الدعاة ، و هؤلاء من لم يصرح منهم باعتقاده عصمة متبوعه فلسان حاله يشهد عليه بمقتضاه.

    و مذهب أهل السنة و الجماعة أن كل من عدا الرسول صلى الله عليه و سلم فلا يلزم اتباع شيء من قوله ، إلا ما وافق فيه الحق الكتاب و السنة ، ومتى خالفهما أو واحدا منهما رددنا قوله ، ثم إن كان ممن لا يتعمد مخالفة النصوص اعتذرنا له بأحسن اعتذار ، وإن كان المخالف لهما ممن لا يبالي بنصوص الشرع فهذا لا وزن له .

    و قد برأ الله أئمة الإسلام من هذه الدركة ، و الحمد لله.

    قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا }( النساء : 59 ).

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ليس أحد إلا يؤخذ من قوله و يدع ، غير النبي صلى الله عليه و سلم ".
    رواه الطبراني ، و قال الهيثمي : رجاله موثقون (1).

    و قال أيضا : " أراهم سيهلكون ، أقول : قال النبي صلى الله عليه و سلم ، و يقول : نهى أبو بكر و عمر ".
    رواه أحمد في مسنده ، وفيه شريك و هو ضعيف .(2).

    وعن مجاهد قال :" ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم إلا يؤخذ من قوله و يترك ، إلا النبي صلى الله عليه و سلم ".(3).

    وقال أحمد : " عجبت لقوم عرفوا الإسناد و صحته يذهبون إلى رأي سفيان ! و الله تعالى يقول : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ، أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " (4).

    و كلام السلف في تقرير هذا الأصل العظيم كثير مشهور متداول بين أهل العلم .

    و تقرير هذا الأصل العظيم لا يلزم منه بغض الأئمة الأربعة و أمثالهم من أئمة الإسلام ، ولا تنقصهم ، و لا يلزم منه الطعن في دواوين الفقه و موسوعاته التي ألفها جهابذة الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة ، وإنما يبين هذا الأصل أنه لابد من اتباع الدليل إذا كان قول العالم بخلافه ، لأن الله عز وجل إنما أمرنا بإجابة المرسلين ولم يكلفنا بإجابة أحد سواهم.

    فهذه الكتب تدرس و ينتفع بها ، لكن دون غلو يؤدي بصاحبه إلى اطراح نصوص الكتاب و السنة تعصبا لإمامه المتبوع.

    وأما أتباع الجماعات المعروفة بالإسلامية اليوم فالواجب عليهم أيضا أن يستمسكوا بالسنة و يوالوا عليها ، وأن يحذروا البدع وأن يجتنبوا أهلها ، و أن يتجردوا للحق ، و أن يجعلوا طلب الحق هو ديدنهم ، لا أن يجعلوا تعاليم الجماعة و قادتها هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال ، فهذا هو التعصب المقيت ، و الغلو الذي نهانا الله عنه و رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وهكذا أيضا يجب على أهل السنة المنتمين للسلف الصالح أن يلتزموا بهذا الهدي ، فإذا صدرت زلة من عالم سني كبير فضلا عمن هو دونه أن يتحروا الحق و ينتصروا له ، و ليحذروا أن تحملهم المحبة أن ينتصروا لزلته و يحشدوا من الشبهات ما يقوون بها زلته فهذا هو عمل أهل الأهواء ، و إذا كان العالم وقع في زلة خطأ أو اجتهادا أو تأويلا أو نحو ذلك مما يعذر به فليس حال المنتصرين له بالهوى كذلك ، فالمنتصرون له على زلته على خطر عظيم ، قال صلى الله عليه وسلم في حق المجتهد : " و إذا اجتهد فأخطأ فله أجر " ، فالعالم مأجور في اجتهاده ، معذور في خطئه ، و أما المنتصر له هوى و محبة ، فقد قال تعالى : { فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } ( ص : 26 ).

    الحواشي :

    (1) المعجم الكبير : (11/269 رقم:11941) ،مجمع الزوائد : (1/179).
    (2) مسند أحمد : (1/337 ،ح 3121)
    (3) قرة العينين : (1/73).
    (4) قال في فتح المجيد (2/647) : هذا الكلام من الإمام أحمد رواه عنه الفضل بن زياد و أبو طالب.



    مستل من كتاب " الغلو و مظاهره في الحياة المعاصرة " للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله بتقديم الشيخين الفاضلين أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله ، و الشيخ وصي الله عباس حفظه الله.

  • #2

    جنّبني الله و إخواني تساهل المميّعين و تشدّد الغالين !
    و كلاهما قد حاد عن سبيل المؤمنين بيقين !!
    هدانا الله و إيّاهم أجمعين

    تعليق


    • #3
      يرفع للتذكير !

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        بارك الله فيك أخي خليل على نقلك الموفق

        تعليق


        • #5
          و فيك بارك الله أخي الحبيب

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X