إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات لها تأثير في النفوس في حق الصحابة / للعلامة الشيخ ربيع المدخلي فلا تفوتك

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمات لها تأثير في النفوس في حق الصحابة / للعلامة الشيخ ربيع المدخلي فلا تفوتك

    بسم الله الرحمن الرحيم


    درّة غالية من العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -





    { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ , الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ , أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

    هذا إكرام من الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لهم بهذا الثَّنَاء العاطر، وبهذه الشَّهادة، وبهذا الجزاء العظيم في الجَنَّة الذي أَعدَّه لهم؛ فهذا من ثمار طاعة الرَّسول عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم وتقوى الله في نفس الوقت والإيمان بالله المستكمِل لهذه الصِّفات العظيمة التي استحقُّوا بها هذا الجزاءَ العظيم؛ كما في آية أخرى: { أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
    واستحقُّوا بها الشَّهادة من الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بأنَّ هؤلاء الموصوفون بهذه الصِّفات وعلى رأسهم واللهِ أصحابُ محمَّد صلى الله عليه وسلم { أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
    ورزق كريم في الجَنَّة، والدَّرجات هذه في الجنة؛ "للمجاهد في سبيل الله مائة درجة ما بين الدَّرجتين كما بين السَّماء والأرض"
    فكيف إذا جاهد في عشرات الغزوات!! وكيف إذا فَتَح أصحابُ محمَّد صلى الله عليه وسلم الدُّنيا كلَّها!!
    فتحوا الأرض والبُلدان والقلوب رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، فكم لهم من عظيم الدَّرجات عند الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؟! حياتهم كلُّها جهاد وفتوحات، وهَدَى الله بهم أممًا وشعوبًا لا تُحصى؛ فلهم أجرُ ذلك الجهاد، ولهم أجر من أسلم على أيديهم إلى يوم القيَّامة، فكم نتخيَّل من الفضائل والمنازل العظيمة لمُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأصحابِه ؟! لا يلحقهم أحدٌ بعد الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم ،هم أفضل النَّاس بعد الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم ،وخِيارُ النَّاس بعد الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم ،وخِيارُ القُرون، فمالهم منَّا إلا أن نترضى عليهم،
    ونقول : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} ، «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَه»
    لقد واللهِ ظَفِرُوا بالدَّرجات العُلا، وشَهِدَ الله لهم بأنَّهم المؤمنون حقًّا، ووعدهم بالجَنَّة؛ كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.

    وقال جل وعلا : { لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }
    وقال جل وعلا : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

    بيَّن تفاضلَهم ووعد الكُلّ ،من أَنفَق من قبْل الفتح ،وقاتل ومن أَنفْق بعده وقاتَل ،وكلُّ الصَّحابة رضي الله عنهم يشتركون في الإنفاق والبَذْل، والقِتَال في سبيل الله؛ فاستحقّوا من الله الُحسنى وهي الجَنَّة .

    فعلينا أن نعرف فضلَهم على هذه الأُمَّة، وأن نعرف منزلتَهم، وأن نؤدِّي ما نستطيعه من حقوقِهم بما في ذلك الذَّبُ عن أعراضهم رضي الله عنهم ،ومن أحقُّ منهم -بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام- بأن يُذَبَّ عن عِرضِه وهذه منزلتُهم ؟!

    ومن المؤسف أشدَّ الأسف أن من يتصدَّى للذَّبِّ عن أعراضِهم يُؤذَى أشدَّ الأذى، ومع الأسف في هذه الأيَّام الحالكة المدلهمَّة التي تُسمَّى بأيَّام الصَّحوة -مع الأسف- يوجد هذا البلاء يتنشر سبُّ أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم في كتب ويُروَّجُ لها .

    وإذا قال إنسان هذا غلط قامت الدُّنيا وقعدت من أبناء هذه الأُمَّة ! -مع الأسف- . فتوبوا إلى الله جميعًا أيُّها الشَّباب، واعرِفُوا قدْر محمَّد صلى الله عليه وسلم .

    وواللهِ ما تعرفون قدْره صلى الله عليه وسلم إلاَّ إذَا قَدَّرتُم أَصحابَه -رضي الله عنهم-

    الذين ربَّاهم أحسن تربية ،وقاموا برسالتِه خيرَ قيام بما لم يسبق لأُمَّة نبيٍّ من الأنبياء، ما أحدٌ بَلَّغ مثل تبليغهم، ما أُمَّة من الأُمَم جاهدت مثل جهادهم، ما هَدَى الله أُممًا وشعوبًا على أيدي أُمَّةِ نَبيٍّ من الأنبياء مثل ما هَدَى الله على أيدي أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلَّم فواجب على المسلمين جميعًا أن يحترموهم، وأن يُقَدِّروهم، وأن يُنزلوهم منازلَهم العظيمة التي أَنزلهم الله فيها ،ومن أراد أن يُزحزِحَ أحدًا منهم عن مكانتِه فقد تعرَّض لغضب الله ولعناتِه؛ كما لعنَ ذلك رسولُ صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك .

    فعلينا أن نعرف قدرَهم، وأن نعرف منزلتَهم؛ فهُم واللهِ أدَّوا إلينا رسالةَ محمَّد صلى الله عليه وسلم غَضَّةً طريَّة، فبِها نَنعَم، وبها -إن شاء الله- نَسعَد، وبها عنهم نَذُب ونَفدِيهم بأرواحِنا ومُهَجِنَا؛ فهُم واللهِ نفديهم بأموالِنا وآبائِنا وأنفسِنا رضي الله عنهم ؛فلهم علينا أعظم الحقوق بعد الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ؛فلنعرف لهم كرامتَهم، ولنعرف لهم منزلتَهم، وليكن لنا المواقف المشرِّفة في الذَّب عنهم وفي وجه من يتصدَّى لهم أو لأحد منهم، هذا واجب من أعظم واجبات هذه الأُمَّة، وأصلٌ من أصول دينِها،
    لا يجوز لهم أن يتهاونوا فيه أو يتخلَّوا عنه، -ونعوذ بالله- من التهاون في ذلك
    ونعوذ بالله من التخلِّي ،ونعوذ بالله أشد وأشد إذا تصدَّينا لمن يَذُبّ عنهم؛ فإنَّه واللهِ لمن أعظم البوائق ومن أعظم الكوارث التي حلَّت بالأُمَّة، وأعتقد وربِّي أنَّ ما نزل بالأُمَّة من هوان من أعظم أسبابِه هو الاستهانة بأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم ,فلما استهانُوا بأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم أهانهم الله وأذلَّهم وسلَّط عليهم أذلَّ الأُمَم، ولا ينـزع الله عنهم هذا الذلّ إلاَّ بعد أن يعرفوا قدرَ الإسلام وقدرَ من بَلَّغ لهم هذا الإسلام، وهم أصحابُ محمَّد صلى الله عليه وسلم .

    واللهِ كنت أذكر ما أسباب هوان هذه الأُمَّة ؟ طبعًا منها معاصي؛ لكن أنا أعتقد أنَّ من أعظم أسباب هذا الهوان النَّازل بهذه الأُمَّة لمّا لم تعرف حقَّ هؤلاء الأصحاب رضي الله عنهم استهانوا بهم فسقطوا في عين الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ،وماذا تستحقُّ أُمَّةٌ تستهين بمنزلة َمْن هذا شأنُهم عند الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وعند رسولِه صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين؟، ماذا تستحقُّ من الله إلاَّ الهوان، حتى تنـزِع من كلِّ المخالفات، ومن أشنعِها وأفظعِها أن يُهان محمد وأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم (!!) ولا تَحمَى الأُنُوف لهم (!) وتحمَى لأهلِ الضَّلال والبدع السَّخيفة -مع الأسف-(!!) .

    تجد شبابًا تَحمَى أُنُوفهم لأضَّل النَّاس وأسقطِهم في البدع والضَّلالات، ولا تأخذهم الغيرة ولا تَحمَى أُنوفُهم لمحمد وأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم (!!!) .

    فأيُّ هُوَّةٍ ارتطم فيها هذا النَّمَط من البَشَر -مع الأسف الشَّديد-؟!

    ما هذه الموازين ؟!! أهذه موازين إسلامية ؟!! أن يُهَان أصحابُ محمَّد صلى الله عليه وسلم ؟!

    ومن تصدَّى للذَّب عنهم يُؤذَى ويُحَارَب على كلِّ المستويات وفي كلِّ الأصعدة (!!) . والله أنا ذببت عن محمد وأصحابِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم, وأتَشَرَّف بهذا الذَّب، وواللهِ يحاربوننا في كلِّ مكان؛ في نَشَرَات على مستوى الدُّنيا وفي مواقع الانترنت وفي الشبكات العنكبوتية ... لأجل واحد سبَّ أصحابَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم،وسبَّ بعضَ الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ! وهذه الحرب كلُّها لأجل هذا السَّاقط ! سيِّد قطب لأجل هذا الضَّال التعيس الذي نَكَبَ هؤلاء الشَّباب !!

    فاتّقوا الله يا شباب الأُمَّة ويا شباب محمَّد صلى الله عليه وسلم،واعرِفُوا للنَّاس قدْرَهم، واعرِفُوا لأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم قدرَهم، أُنَبِّهكم يا إخوة .

    وأعتقد أنَّ كثيرًا ممن وقع في هذه الهُوَّة يَسمَع الآن ومن لم يَسمَع فليَسمَع! هذه نصيحة يا إخوة! هذا واللهِ بلاءٌ عظيم؛ بلاءٌ عظيم الذي يَسبُّ عثمان tويُهينه يا إخوة، ويقول : " تَحَطَّمَت رُوحُ الإسلام في عهده ،وتحطَّمت أُسُس الإسلام في عهده " !!

    خليفةٌ بَسَط نُفوذَه على الدُّنيا كلِّها، يَنشُر الإسلام، ويُجَهِّز السَّرايَا والجُيُوش لإعلاء كلمة الله، ويَنشُر العدل والإسلام في أرض الله يُتَّهم بهذه التُّهم ثم لا يَحمَى له أنف! ويُروَّج لهذا الذَّم وهذا الطَّعن وهذا التشويه لأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم لعثمان t وغيرِه!

    لا تنتظرُوا خيرًا من الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى إذا كان هذا حالُكم، فتوبوا إلى الله جميعًا أيُّها المؤمنون، وانصروا الله، ومن نَصْرِ الله وَنَصْرِ دِينِه الذبُّ عن محمد وأصحابِ محمَّد صلى الله عليه وسلم .

    والذَّبُّ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم له صلة قويَّة بهذا الموضوع .

    فأقول : إنَّه واللهِ من أعظم المُروق من طاعة الرَّسول صلى الله عليه وسلم أن يُسبَّ أصحابُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ،ويُشَاع هذا السَّب بين أُنَاس لا يخجلون ولا يَغَارُون لأصحاب محمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ، واللهِ لو أمامنا السُّيوف والرِّماح والله لقَذَفْنا بأنفسِنا عليهم من أجل أصحاب محمَّد عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ,ما هو بالكلام السَّاقط الباطل، فلا نزدادُ -إن شاء الله- إلا حَميَّة لهم؛ حَمِيَّة إسلاميَّة لا جاهليَّة، ولا نزدادُ إلا ذَبًّا عنهم -ونحن واللهِ- نرفع رؤوسَنا بهذا . ونسأل الله أن يتقبَّل منَّا هذا، وأن يرزقنا فيه الإخلاص، ونَعُدُّه والله من أفضل أنواع الجهاد، الذَّب عن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والذَّب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَعدِلُه جهاد، أيُّ قيمة لجهاد يقوم على سبِّ أصحاب محمَّد عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ؟! أيُّ قيمة ؟!

    أو يُغضّ الطَّرْفُ عمن يَسبُّهم ، بل يعتبرونهم أئمَّةَ هُدَى! يعتبرون من يَسُبُّ أصحابَ محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وبعضَ الأنبياء عَلَيْهِمْ الصَّلاَة وَالسَّلاَم إلى عقائد طويلة عريضة، عقائد فاسدة .

    والله يَشهدون لهم بالتجديد وبأنَّهم أئمَّة هُدَى! ويُعلَن هذا -مع الأسف-! ولا أحد يحَاسِب من يقول هذا الكلام، ويشهد هذه الشَّهادة الباطلة الضَّالة! لا أعرف شهادة أَكذَب ولا أَفجَر منها -وربِّ السَّماء-، إنسان يَسُبُّ أصحابَ محمَّد صلى الله عليه سلم ويَسُبُّ موسىu ،ويَسخَر منه ...

    تَشهد له أنَّه إمام هُدى ؟! أيُّ أُمَّة الآن هذه التي يعيش فيها أمثال هؤلاء، ويستطيعون أن يجهروا بمثل هذه الشَّهادة الُمزَوَّرة على رؤوس الأشهاد؟! ولا مِنْ نكير لمثل هذا !

    فنبرأ إلى الله من هذه الأساليب ومن هذه الأفاعيل، وندعو الشباب المسلم في كلِّ مكان إلى احترام الإسلام، واحترام العقائد الإسلاميَّة، والسَّيْر على منهج السَّلف باتِّباع سنَّة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه واحترام أصحابه الكرام رضوان الله عليهم .

    قال بعض السَّلف : (من انتَقَص صَحابِيًّا واحدًا فهو زِنديق)

    هذه نظْرَتُهم إلى من ينتقص واحدًا من أصحابِ محمَّد صلى الله عليه وسلم .

    كيف بمن يقول في معاوية وعمرو بأنَّهما كذَّابَيْن وخائِنَيْن وغَشَّاشَيْن ...؟!!

    سُئلَ ابنُ المُبَارَك : أيُّهُما أفضل عمر بن عبد العزيز أو معاويَّة ؟ فقال : ( الغُبار الذي دَخَل في أَنْف معاويَّة وهو يغزُو مع رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بن عبد العزيز )

    ويُقسِمُ أحدُ التَّابعين أنَّ : " أيَّام معاويَّة أفضل من أيَّام عمر بن عبد العزيز؛ فقال في ماذا ؟ قال: في العَدْل" .

    الَعدْل كان قائمًا في أيَّام معاويَّة أحسن منه في أيَّام عمر بن عبد العزيز -رِضْوَانُ الله عَلَى الجَمِيع-.

    هذه شهادة من تابعيٍّ ثقة مأمون عَرَف العَهدَيْن ؛أنَّ أيَّام مُعاويَّة في العدل أفضل من أيَّام عمر بن عبد العزيز ورضي الله عن عمرَ بن عبد العزيز؛ لكن والله لا يُقَدَّم على أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في عدل ولا في فضل، وإن كان بعضُ النَّاس يتجرَّأ ويُفَضِّل عمر بن عبد العزيز على معاويَّة، هذه جُرأةٌ عظيمة -أستغفر الله وأتوب إليه-،منزلة الصُّحبة يا إخوة لا يَلحَقُها شيء، أنت تُنفِق جَبَلا من الذَّهب وهو يُنفِق مُدًّا من الشَّعير أو نصف مُدّ ما تَلحَقُه، هذا دليل على كرامتِه ومنزلتِه عند الله يا إخواني . (1)

    - ما يستفاد من هذه الكلمات النيرات :

    1 - أن الصحابة الكرام هم أول من ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه و سلم : "للمجاهد في سبيل الله مائة درجة ما بين الدَّرجتين كما بين السَّماء والأرض" و هذا بما شهدت البشرية جمعاء على عظيم جهادهم

    2 - أن الصحابة - بدقيق الكلام - هم أفضل الناس بعد الأنبياء كافة و ليس بعد النبي صلى الله عليه و سلم فقط و هذا ما يغفل عنه الكثير من الناس و قد أشار إلى هذا الشيخ حفظه الله

    3 - أن من جهل قدر الأصاحب فلا يمكنه البتّة أن يعرف قدر النبي صلى الله عليه و سلم

    4 -
    و أن من الحقائق المغيّبة أن سبب هوان الأمة هو ما ذكره الشيخ - حفظه الله - حيث قال : ( وأعتقد وربِّي أنَّ ما نزل بالأُمَّة من هوان من أعظم أسبابِه هو الاستهانة بأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم ,فلما استهانُوا بأصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم أهانهم الله وأذلَّهم وسلَّط عليهم أذلَّ الأُمَم، )

    5 - أن من أعظم الضلال أن تحمرّ الأنوف لأناس من أهل البدع , و لا تقوم قائمة الغيرة للأصحاب . فاللهم رحماك

    6 -
    أن من الجرأة العظيمة أن يفضل أحد من الناس على الصحابة حتى ولو كان من خيار التابعين

    7 -
    و آخر ما يستفاد من هذه الكلمات تلكم الغيرة العظيمة من الشيخ ربيع التي تكاد تكون منعدمة النظير على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم


    فنسأل الله أن يرزقنا محبة الصحابة الكرام و أن يوفقنا للذب عن أعراضهم الشريفة

    و الحمد لله رب العالمين


    (1) من كتاب ( وإن تطيعوه تهتدوا ) و أصله محاضرة
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 2010-02-25, 11:38 AM.

  • #2
    رضي الله عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم...اللهم اغفر لهم و ارحمهم و اجعلنا نتبع سبيلهم.
    بارك الله في الشيخ ربيع المدخلي ، و بارك الله فيك ابا معاذ.

    تعليق


    • #3
      جزى الله الشيخ الإمام ربيعا المدخلي حفظه الله ورعاه على تربية شباب الأمة على الأدب مع صحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم والغيرة على أعراضهم وبغض منتقصيهم وشانئيهم ، وأكرم بهذه الغيرة في زمن الفتن والمحن .


      وجزاك الله خيرا أيها الأخ الكريم محمد على مواضيعك المفيدة ...واصل .... وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري; الساعة 2010-04-02, 06:00 PM.

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي الكريم كمال

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
        يعمل...
        X