بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي هدانا إلى ما اختلف فيه من الحق، وأبان ما بين الاستقامة والباطل من فرق، وصلى الله وسلم على نبي الصدق، خير الدعاة المرسلين لهداية الخلق، فأخرجهم من ظلمات الشرك وربقات الرقّ، وتمام الصلاة وأزكاها على الأصحاب والأتباع والإخوان أهل البر والحِذْق، الصابرين على البلاء والضيق، في سبيل الدعوة وجمع الصفّ على السنة والحقّ، شعارهم التوحيد ونبذ الفرقة في الغرب والشرق.
وأشهد ألا إله إلا الله شهادة إقرار وإذعان، وأشهد أن محمد عبده ورسوله شهادة تصديق وإيقان، وبعد:
يقول ربنا جلّ في علاه، وتنزه عن الأولاد والزوجات، {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وقال رسوله الداعي إلى برِّه:"ليس منا من لم يعرف لعالمنا قدره"، وقد كانت السلف تقول: لا زال الناس بخير ما عظّموا كبراءهم ووقّروا علماءهم، ورحم الله الإمام أبا هلال العسكري إذ لم يعرف أهل زمانه قدره وهو من هو في جلالة القدر وعلو الكعب في فنون الشرع مع كمال الأدب، بين أهل عصره من العجم والعرب:
جلوسِي في سوقٍ أبيعُ وأَشتَري --- دليلٌ على أنَّ الأنَامَ قرودُ
ولا خيرَ في قومٍ تذِلُّ كِرامُهم --- ويَعظم فيهم نَذلُهم ويسُودُ
ويهُجوهمُ عَني رثاثةُ كِسوتي --- هَجاءً قبيحا ما عليه مزيدُ.
ولا خيرَ في قومٍ تذِلُّ كِرامُهم --- ويَعظم فيهم نَذلُهم ويسُودُ
ويهُجوهمُ عَني رثاثةُ كِسوتي --- هَجاءً قبيحا ما عليه مزيدُ.
وعملا بذي الوصايا، وسيرا على هذي التعاليم، والتي نأينا عنها بعيدا، فاختلفنا وعلماؤنا متوافرون، وتنافرنا وفضلاؤنا متكاثرون، وترافَسنا وكتاب الله وسنة نبينا بين أظهرنا، فإننا نقدم لطلبتنا الكرام هذه المحاضرة التي يلقيها بين أيدينا عَلَمٌ معروفٌ بيننا: هو الشيخ المحقق -والعفو عن الإطراء وشيخنا لا يحب الإطراء ولكن ما لابد منه كائن- والفاضل المدقق: أبو عبد الباري رضا بوشامة الجزائري، الدكتور المدرس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية -قسنطينة- مادة الحديث وعلومه، والذي وصفه شيخنا الكريم: عبد المالك رمضاني الجزائري بقوله: "ولا يعرفه إلا من خبره وأنا منهم"، وقال عنه أيضا:"درة في الحديث"، وقال عنه الشيخ جمال عزون:"البحاثة".
وعنوان محاضرتنا اليوم: قراءة في كتاب الخلاف بين العلماء، أسبابه وموقفنا منه للشيخ العالم محمد بن صالح بن العثيمين.
وكان هذا يوم الإثنين-أمس- 8 ربيع الأول 1431 الموافق لـ 22/02/2010، بالإقامة الجامعية زواغي سليمان بقسنطينة.

تعليق