الـمَـوْرِثُ لمُشْـكِـلِ المُثَـلُّـثِ
عبد العزيز بن عبد الواحد المكناسي المغربي،
توفي سنة 964
[وهي شرح لنظم لمثلث قطرب في ثلاثيات اللغة العربية]
حَمْدًا لِبَـارِئِ الأَنَـامْ*ثمَّ الصَّـلاةُ وَالسَّـلامْ -- مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَـامْ*عَلَى الرَّسُـولِ العَرَبِـي
وَ آلِــهِ وَصَحْـبِـهِ*ومَنْ تَـلا مِـنْ حِزْبِـهِ -- سَبِيلَـهُ فِـي حُـبِّـهِ*علَـى مَمَـرِّ الحِقَـبِ
وَبَعْـدُ فَالقَصْـدُ بِمَـا*أرَدْتُـهُ شَرْحًـا لِـمَـا -- قَدْ كَـانَ قَبْـلُ نُظِمَا*مُثَلَثَّـا لِـقُـطْـرُبِ
مُقَدَّمًـا فَتْحًـا عَلَىَ*كسْرٍ فَضَـمٍّ مُسْجَـلا -- وَمَا كَذَا عَلَـى الـوِلا*نَظْمًـا عَلَـى التَّرَتُّـبِ
سَمَّيْـتُـهُ بِالـمَـوْرِثِ*لمُشْـكِـلِ المُثَـلُّـثِ -- مِنْ غَيْـرِ مَـا تَرَيُّـثِ*فَفُـزْ بِنَـيْـلِ الإرَبِ
الغَمْـرُ مَـاءٌ غَــزُرَا*وَالغِمْـرُ حِقْـدٌ سُتِـرَا -- وَالغَمْرُ ذُو جَهْلٍ سَـرَى*فيـهِ وَلَـمْ يُـجَـرِّبِ
تَحِيَّـةُ المَـرْءِ السَّـلامْ*وَاسْمُ الحِجَارَةِ السِّـلامْ -- وَالعِرْقُ فِي الكَفِّ السُّلامْ*رَوَوْهُ فِي لَفْـظِ النَّبِـي
أَمَّا الحَدِيـثُ فَالكَـلاَمْ*وَالجُرْحُ فِي المَرْءِ الكِلامْ -- وَالمَوْضِعُ الصُّلْبُ الكُلامْ*لِلْيُبْـسِ وَالتَّصَـلُّــبِ
الـحَـرَّةُ الحِـجَـارَهْ*وَالـحِـرَّةُ الـحَـرَارَه -- وَالـحُـرَّةُ المُخْـتَـارَهْ*مِنْ مُحْصَنَاتِ العَـرَبِ
الحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيـمْ*والحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الكَرِيمْ -- وَالحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعِيـمْ*بالصِّـدْقِ أَوْ بِالكَــذِبِ
السَّبْـتُ يَـوْمٌ عُبِـدَا*وَالسِّبْتُ نَعْـلٌ حُمِـدَا -- وَالسُّبْتُ نَبْـتٌ وُحِّـدَا*في مَعَمَـرٍ أَوْ سَبْسَـبِ
وَشِدَّةُ الحَـرِّ السَّهَـامْ*وَلِلنِّبَـالْ قُـلْ سِهَـامْ -- وَلِضِيَا الشَّمْسِ السُّهَـامْ*فِي مَشْـرِقٍ أَوْمَغْـرِبِ
وَدَعْوَةُ العَبْـدِ الدُّعَـا*وَدِعْـوَةُ المَـرْءِ الدِّعَـا -- وَدُعْـوَةٌ مَـا صُنِـعَـا*للأَكْلِ وَقْـتَ الطَّلَـبِ
الشَّرْبُ جَمْـعُ نُدَمَـا*والشِّرْبُ حَـظٌّ قُسِمَـا -- وَالشُّرْبُ فِعْـلٌ عُلِمَـا*وَقِيـلَ مَـاءُ العِنَـبِ
الخَرْقُ مَا قَـدْ عَظُمَـا*والخِـرْقُ حُـرٌّ كَرُمَـا -- وَالخُرْقُ حُمْـقٌ لَؤُمَـا*فَمِنْـهُ كُـنْ ذَا هَـرَبِ
عَدْلُكَ لِلْمَـرْءِ اللَّحَـا*وَنَشْرَةُ العُـودِ اللِّحَـا -- وَجَمْـعُ لِحْيَـةٍ لُحَـا*بِالضَّمِّ وَالكَسْـرِ حُـبِ
القِسْطُ جُـورٌ رُفِضَـا*وَالقَسْطُ عَـدْلٌ فُرِضَـا -- وَالقُسْطُ عُودٌ مُرْتَضَـى*مِـنْ عُرْفِـهِ المُطَيَّـبِ
العَـرْفُ رِيـحٌ طَيِّـبُ*والعِرْفُ صَبْـرٌ يُنْـدَبُ -- وَالعُـرْفُ أَمْـرٌ يَجِـبُ*عنْدَ ارْتِكَـا بِالذَّنَـبِ
لِجَنَّـةٍ قُــلْ لَـمَّـهْ*وشَـعْـرُ رَأْسٍ لِـمَّـهْ -- وَجَمْـعُ نَـاسٍ لُـمَّـهْ*مَا بَيْنَ شَخْصٍ وَصَـبِيْ
المَسْكُ جِلْدٌ يَـا غُـلاَمْ*وَالمِسْكُ مِنْ طِيبِ الكِرَامْ -- وَالمُسْكُ بِلُغَـةِ الطَّعَـامْ*يكْفِي الفَتَى مِنْنَشَـبِ
مَـلأَ دَمْعِـي حَجْـرِي*وَقَـلَّ فِيـهِ حِجْـرِي -- لَوْ كُنْتُ كَابْـنِ حُجْـرِ*لَضَـاعَ مِنِّـي أَدَبِـي
قُلْ ثَلاَثَـةٌ فِـي صَـرَّهْ*وقُـرَّةٌ فِـي صِــرَّهْ -- وَخِرْقَـةٌ فِـي صُـرَّهْ*مشْدُودَةٌ مِـنْ ذَهَـبِ
العُشْبُ يُدْعَى بِالكَـلاَ*ولِلْحِرَاسَـةِ الـكِـلاَ -- وَجَمْـعُ كُلْيَـةٍ كُـلاَ*لكُـلِّ حَــيٍّ ذِي أَبِ
الـجَـدُّ وَالِــدُ الأَبِ*وَالجِـدُّ ضِـدُّ اللَّعِـبِ -- وَالجُـدُّ عِنْـدَ العَـرَب*للبِيـرُ ذَاتُ الـخَـرَبِ
جَارِيَةٌ إِحْـدَى الجَـوَارْ*ومَصْدَرُ الجَـارِ الجِـوَارْ -- وَرَفْعُ صَـوْتٍ الجُـوَّارْ*مِنْ وَجَـعٍ أَوْ كَـرَبِ
وَدَارُهُ قَـدْ عَـمَـرَتْ***عِـمَـارَةً وَعَـمِـرَتْ -- نَفْسُ الفَتَـى وَعَمُـرَتْ*أَرْضُكَ بَعْـدَ الخَـرَبِ
طَيْـرٌ شَهِيـرٌ الحَمَـامْ*وَالمَوْتُ قُلْ فِيهِ الحِمَـامْ -- وَعَلَمًـا جَـاءَ الحُمَـامْ*عَلَـى فَتًـى مُنْتَسِـبِ
جَمَاعَـةُ النَّـاسِ المَـلاَ*وَقُـلْ أَوَانُهُـمْ مُــلاَ -- وَلُبْسُهُـمْ هِـيَ المِـلاَ*مِـنْ عَبْقَـرٍ مُذَهَّـبِ
الشَّكْـلُ عَيْـنُ المِثْـلِ*وَالشِّكْلُ حُسْنُ الـدِّلِّ -- وَالشُّكْـلُ قَيْـدُ الغـلِّ*مَخَـافَـةَ التَّـوَثُّـبِ
مُتَّصِلُ الرَّمْـلِ الرَّقَـاقْ*وَفِي مَسِيلِ المَا الرِّقَـاقْ -- وَالخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَـاقْ*يُقَـالُ عِنْـدَ العَـرَبِ
وَسُـورُ لَيْـتٍ قَـمَّـهْ*ورَأسُ ثَــوْرٍ قِـمّـهْ -- بِكَسْـرِ مَـا وَالقُمَّـهْ*مَزْبَـلَـةٌ لِلْغَـشَـبِ
لاَ تَرْكَـنَـنْ لِلـصِّـلِّ*وَلاَ تَـلِـدْ بِالـصَّـلِّ -- وَاحْذَرْ طَعَـامَ الصُّـلِّ*وَانْهَضْ نُهُوضَ المُخْتَـبِي
ظَبْـيٌ كَحِيـلٌ الطَّـلاَ***وَالخَمْرُ قُلْ فِيـهِ الطِّـلاَ -- وَطُلْيَـةٌ مِـنَ الـطُّـلاَ*جِيدُ الفَتَـى المُذَهَّـبِ
شَـجَّـةُ رَأْسٍ أَمَّــهْ*تُدْعَـى وَقَالُـوا إِِمَّـهْ -- لِـعَـمَّـةٍ وَأُمَّـــهْ*مِـنْ عَجَـمٍ وَعَـرَبِ
أَمَّـا الغَـزَالُ فَالرَّشَـا*والحَبْلُ لِلدّلْـوِ الرِّشَـا -- وَبـذْلُ مَـالٍ الرُّشَـا*لحَاكِـمٍ مُسْتَكْـلِـبِ
حَبُّ القَرَنْفُلِ الزَّجَـاجْ*وَزَجُّ الأَرْمَاحِ الزِّجَـاجْ -- وَلِلْقَوَارِيـرِ الـزُّجَـاجْ*وَهُوَ سَرِيـعُ العَطَـبِ
كُنَاسَـةُ البَيْـتِ اللَّقَـا*والزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِّقَـا -- وَأَنْتَ أَحْقَـرْتَ اللُّقَـا*مِـنْ عَسَـلٍ بِاللَّهَـبِ
الحُمَـةُ اسْـمُ الـمَـنَّـهْ*وَالاِمْتِـيَازُ الـمِـنَّهْ -- وَالقُـرَّة ُاسْـمُ المُـنَّـهْ*وَهِـيَ دَلِيـلُ القَلَـبِ
المَـنُّ لِلْمَـرْءِ الـقَـرَا*وَنُـزُلُ ضَيُـفٍ القِـرَا -- وَجَمْـعُ قَرْيَـةٍ قُـرَى*كَمَـكَّـةٍ وَيَـثْـرِبِ
رِيـقُ الحَبِيـبِ الظَّلْـمُ*وَفِـي النَّعَـامِ الظِّلْـمِ -- فَحْـلٌ وَأَمَّـا الظُّلْـمُ*فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَـبِ
القَطْرُ غَيْـثٌ سَاكِـبُ*وَالقِطْرُ صُفْـرٌ ذَائِـبُ -- وَالقُطْرُ عُـودٌ جَالِـبُ*مِنْ عِدَّةٍ فِـي المَرْكَـبِ
هَذَا تَمَـامُ شَـرْحِ مَـا*نَظَـمَ مَـنْ تَقَـدَّمَـا -- مِـنْ أُدَبَـاءِ العُلَـمَـا*مُثَلَّـثَـا لِلْقُـطْـرُبِ
هَـذَّبَـهُ لِـلْـحِـبِّ*رَجَـاءَ عَفْـوِ الـرَّبِّ -- عَمَّا جَنَى مِـنْ ذَنْـبِ*عَبْـدُ العَزِيـزِ المَغْرِبِـي
مُصَلِّـيًـا مُسَـلَّـمَـا*عَلَى رَسُـولِ الكُرَمَـا -- وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَـا*لاَحَ بَـرِيـقُ يَـثْـرِبِ
عدلها أبو عبد البصير حاتم.
وما فيها من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان
وأرجو التصويب لمن له اطلاع.
وما فيها من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان
وأرجو التصويب لمن له اطلاع.
ولتحميلها على ملف
بي دي أف:
بي دي أف:
تعليق