إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة لابن بهيج الأندلسي على لسان أم المؤمنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة لابن بهيج الأندلسي على لسان أم المؤمنين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قصيدة لابن بهيج الأندلسي على لسان أم المؤمنين

    ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي * * * هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

    إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها * * * ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

    يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ * * * فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

    إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ * * * بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

    وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها * * * فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

    مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي * * * فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

    زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ * * * اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

    وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي * * * فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

    أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ * * * وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ(1)

    وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي * * * وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

    واللهُ خَفَّرَنِي(2) وعَظَّمَ حُرْمَتِي * * * وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

    واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي * * * بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

    واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي * * * إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي(3)

    إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ * * * ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

    واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ * * * وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

    وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ * * * مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

    أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ * * * فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

    مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي * * * ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

    وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ * * * وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

    وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ * * * فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

    والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي * * * حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

    وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ * * * وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

    نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ * * * وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

    ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى(4) * * * بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

    وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا * * * زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

    وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا * * * وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

    وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ * * * في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

    قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ * * * وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

    سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى * * * هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

    واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ * * * مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

    إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها * * * فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

    وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ * * * بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ(5)

    طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ * * * وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

    بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ * * * لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

    هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً * * * هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

    حَصِرَتْ(6) صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي * * * وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

    حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ * * * مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

    أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا * * * فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

    نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ * * * فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

    اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ * * * لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

    رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ * * * وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

    فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ * * * وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

    جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي * * * واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

    وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ * * * مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

    مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي * * * إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

    وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ(7) بِمُبْغِضِي * * * فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

    إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ * * * ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

    إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى * * * حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

    اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ * * * وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

    واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي * * * ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي

    واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ * * * وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

    يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ * * * يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ(8)

    صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ * * * عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

    إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ * * * إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

    خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ * * * مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ

    صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ * * * فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ



    (1) القمران: أبو بكر وعمر, وهما ضجيعا النبي صلى الله عليه وسلم.

    (2) خفرني: حماني وأجارني.

    (3) في قوله تعالى: (( سبحانك هذا بهتان عظيم )).

    (4) الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء.

    (5) الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة, كأبيها وأخيها.

    (6) حصرت: ضاقت صدورهم.

    (7) ألظ: لَزِمَه ولم يفارقه.

    (8)قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد, يبدو أنه يخاطب بها الرافضة لعنهم الله.


    منقــــــــــــــــول

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X