لامية ابن الوردي في الأدب و الأخلاق
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="./images/backgrounds/2.gif" border="groove,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ=وقلِ الفصلَ وجانبْ مَنْ هزل
ودعِ الذكرى لأيامِ الصِّبا= فلأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ
إنَّ أحلى عيشةٍ قضيتُها= ذهبتْ لذاتُها والإثمُ حلْ
واتركِ الغادةَ لا تحفلْ بها=تُمْسِ في عزٍّ وتُرْفَعْ وتُجَلْ
والهَ عنْ آلةِ لهوٍ أطربَتْ =وعنِ الأمردِ مرتجِّ الكفلْ
إن تبدّى تنكسفْ شمسُ الضّحى=وإذا ما ماسَ يزري بالأسلْ
زادَ إنْ قسناهُ بالبدرِ سنا=وعدلناهُ بغصنٍ فاعتدلْ
وافتكرْ في منتهى حسنِ الذي= أنتَ تهواهُ تجدْ أمراً جلَلْ
واتّقِ اللهَ فتقوى اللهِ ما= جاوزَتْ قلبَ امرئٍ إلاّ وصلْ
ليسَ مَنْ يقطعُ طرقاً بطل=إنما مَنْ يتّقِ اللهَ بطلْ
واهجرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً=كيفَ يسعى في جنونٍ مَنْ عقلْ
صدِّقِ الشرعَ ولا تركنْ إلى=رجلٍ يرصدُ بالليلِ زحلْ
حارتِ الأفكارُ في قدرةِ مَنْ=قدْ هدانا سبلاً عزَّ وجلْ
كتبَ الموتَ على الخلقِ فكمْ= فلَّ مِنْ جَمْعٍ وأفنى منْ دُولْ
أينَ نمرودُ وكنعانُ ومَنْ=ملكَ الأمرَ وولّى وعزَلْ
أينَ عادٌ أينَ فرعونُ ومَنْ=رفعَ الأهرامَ مَنْ يسمعْ يخلْ
أينَ مَنْ سادوا وشادوا وبنوا=هلكَ الكلُّ ولمْ تغنِ القللْ
أينَ أربابُ الحجا أهلُ النّهى=أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأُوَلْ
سيعيدُ اللهُ كلاًّ منهمُ= وسيجزي فاعلاً ما قدْ فعلْ
أيْ بنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ =حكماً خُصَّتْ بها خيرُ المللْ
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما=أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا=تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ
واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ=يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ
لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ=كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى=وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ
جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ=يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ
وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي=فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ
فهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما= أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْ
ماتَ أهلُ الجودِ لم يبقَ سوى=مُقرفٍ أوْ مَنْ على الأصلِ اتكلْ
أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ=قطعُها أجملُ مِنْ تلكَ القبلْ
إنْ تُجِزْني عنْ مديحي صرتُ في=رقِّها أوْ لا فيكفيني الخجلْ
أعذبُ الألفاظِ قولي لكَ خذْ=وأمرُّ القولِ قولي بِلَعَلْ
مُلْكُ كسرى عنهُ تغني كِسرةٌ=وعنْ البحرِ ارتشافٌ بالوشلْ
اعتبرْ نحنُ قَسَمْنا بينَهُمْ=تلقَهُ حقاً وبالحقِّ نَزَلْ
ليسَ ما يحوي الفتى عَنْ عزمِهِ=لا ولا ما فاتَ يوماً بالكسلْ
واتركِ الدنيا فمِنْ عاداتِها=تخفضُ العالي وتعلي مَنْ سَفلْ
عيشةُ الزاهدِ في تحصيلِها=عيشةُُ الجاهِدِ بلْ هذا أزلْ
كم جهولٍ وهْوَ مثرٍ مكثرٌ=وحكيمٍ ماتَ منها بالعللْ
كم شجاعٍ لم ينلْ منها غنى=وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
فاتركِ الحيلةَ فيها واتّئدْ=إنما الحيلةُ في تركِ الحيلْ
أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المنى=فبلاها اللهُ منهُ بالشللْ
لا تقلْ أصلي وفصلي أبدا=إنما أصلُ الفتى ما قدْ حصلْ
قدْ يسودُ المرءُ منْ غيرِ أبٍ=وبحسنِ السبكِ قَدْ يُنْفى الزغلْ
وكذا الوردُ منَ الشوكِ وما=ينبتُ النرجسُ إلا منْ بصلْ
معَ أني أحمَدُ اللهَ على=نسبي إذْ بأبي بكرِ اتصلْ
قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهأكثرَ الإنسانُ منهُ أوْ أقلْ
واكتمِ الأمرينِ فقراً وغنىً=واكسبِ الفلسَ وحاسبْ مَنْ بَطَلْ
وادّرعْ جداً وكداً واجتنبْ=صحبةَ الحمقى وأربابِ البخلْ
بينَ تبذيرٍ وبخلٍ رتبةً=فكلا هذينِ إنْ زادَ قتلْ
لا تخضْ في سبِّ ساداتٍ مضَوا=إنهمْ ليسوا بأهلٍ للزللْ
وتغافلْ عنْ أمورٍ إنَّهُ=لمْ يفزْ بالرفدِ إلاّ مَنْ غفلْ
ليسَ يخلو المرُْ عنْ ضدٍّ وإنْ=حاولَ العزلةَ في رأسِ جبلْ
غبْ عنِ النمّامِ واهجرْهُ فما=بلَّغَ المكروهَ إلاّ مَنْ نقلْ
دارِ جارَ الدارِ إنْ جارَ وإنْ=لمْ تجدْ صبراً فما أحلى النقلْ
جانبِ السلطانَ واحذرْ بطشَهُ=لا تخاصمْ مَنْ إذا قالَ فعلْ
لا تلِ الحكمَ وإنْ همْ سألوا=رغبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عذَلْ
إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمَنْ=وليَ الأحكامَ هذا إنْ عدلْ
فهْوَ كالمحبوسِ عنْ لذّاتِهِ=وكلا كفَّيْهِ في الحشرِ تُغَلْ
إنما النقصُ والاستثقالُ في=لفظةِ القاضي لوعظٍ ومثلْ
لا توازى لذَّةُ الحكمِ بما=ذاقَها المرءُ إذا المرْ انعزلْ
والولاياتُ وإنْ طابتْ لمَنْ=ذاقَها فالسمُّ في ذاكَ العسلْ
نَصَبُ المنصبِ أوهى جَلَدي=وعنائي منْ مداراةِ السفلْ
قصِّرِ الآمالَ في الدنيا تفزْ=فدليلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إنَّ مَنْ يطلبهُ الموتُ على=غرّةٍ منهُ جديرٌ بالوجلْ
غِبْ وزُرْ غِبّاً تزدْ حباً فَمَنْ=أكثرَ التردادَ أضناهُ المللْ
خذْ بنصلِ السيفِ واتركْ غِمْدَهُ=واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحللْ
حبُّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ=فاغتربْ تلْقَ عنِ الأهلِ بدلْ
فبمكثِ الماءِ يبقى آسناً=وسُرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيها العائبُ قولي عبثاً=إنَّ طيبَ الوردِ مؤذٍ بالجُعَلْ
عدِّ عَنْ أسهمِ لفظي واستترْ=لا يصيبنَّكَ سهمٌ مِنْ ثُعَلْ
لا يغرنَّكَ لينٌ مِنتْ فتى=إنَّ للحيّاتِ لينٌ يُعتزَلْ
أنا مثلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ=ومتى سُخِّنَ آذى وقتلْ
أنا كالخيروزِ صعبٌ كسرُهُ=وهْوَ لدْنٌ كيفما شئتَ انفتلْ
غيرَ أني في زمانٍ مَنْ يكنْ=فيهِ ذا مالٍ هوَ المولى الأجلْ
واجبٌ عندَ الورى إكرامُهُ=وقليلُ المالِ فيهمْ يُستقلْ
كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا=منهمُ فاتركْ تفاصيلَ الجملْ[/POEM]
تعليق