إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تنبيه حول سورة المدثر وعلاقتها بالفيروس كورونا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تنبيه حول سورة المدثر وعلاقتها بالفيروس كورونا

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
    رأيت منشور يتداول عند بعض الناس في تفسير بعض آيات من سورة المدثر و هذا المنشور مبنيٌ على التلبيس والكذب والدجل ، قال فيه صاحبه المجهول باختصار: [ أن فيروس كورونا ذُكر في كتاب الله منذ أربعة َعشر قرنا- وأن الفيروس كورونا لايُبقي ولايذر وسيخرج في العام التاسع عشر – وأن القرن المقصود به في الآية هو التاج نفسه الذي في الفيروس كورونا ] ،وهذا طبعا تحريف وتأويل باطل ما أنزل الله به من سلطان ولا نبيه صلى الله عليه وسلم من برهان ،فَعِلمُ التفسير له رجاله بهدي النبي صلى الله عليه سلم يسيرون و بسلفهم يقتدون ، وقد بين أهل هذا العلم مافي آيات الله من معاني وما في إشكاله من مباني، فلا يصح تنزيل الآيات والاحكام بالهوى وبالأفكار العقلانية .
    فكيف بعاقلٍ يترك أقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ويأخذ لكل من هب ودب في تفسير آيات ربنا –عز وجل- !!
    نترك تفسير ابن مسعود وابن عباس ومن مدحهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب، ونذهب لغيرهم؟ فعن ابن مسعود رضي الله عنه :" وَالَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ ما مِن كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُنَزَلَتْ، وَما مِن آيَةٍ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيما أُنْزِلَتْ، ولو أَعْلَمُ أَحَدًا هوأَعْلَمُ بكِتَابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الإبِلُ، لَرَكِبْتُ إلَيْهِ."أخرجه مسلم (2463)،و هو من قال: "لقد علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّي من أعلَمِهم بكتاب الله"أخرجه البخاري ( 5000 ) ،و قال فيه حذيفة: "ما أعرف أحدًا أقرب هدْيًا وسمتًا ودلاًّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من ابن أم عبد" أخرجه البخاري (2762)،عن ابن مسعود قال :" نِعْمَ التُرجُمانُ للقرآنِ ابنُ عباسٍ" صححه ابن حجر في الفتح (7/126)و الألباني في العلم لأبي خثيمة(48)وابن تيمية في الفتاوى(13/365) وابن كثير في تفسيره (1/13)
    و من سار علي دربهم كسعيد بن جبير وعطاء ومجاهد ومقاتل وقتادة وابن وهب والطبري و البغوي والرازي والسخاوي القرطبي وابن كثير ومن المعاصرين كالشنقيطي والسعدي وابن عثيمين ، فهل نأخذ بتفسير المجاهيل،ونترك تفسير الصحابة و كِبار الأئمة والعلماء؟! هذا العلم دين لا يؤخذ إلا من أهله ، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يَتْرُكْ عالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا" . أخرجه مسلم (2673) ،وقد أخرج الأمام مسلم في مقدمة صحيحه قول ابن سرين رحه الله :" إنّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمّن تأخذون دينكم"،وكان الإِمَامُ مَالِك –رحمه الله- يقول:"أن هذا العلم ، هو لحمك ، ودمك ،وعنه تسأل يوم القيامة ، فانظر عمن تأخذه( نقله الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية في علم الرواية (ص21)

    و قول هذا المجهول

    [أن الفيروس لايبقي ولايذر وتقتل البشر وأنه سيكون في أخر 2019، مستدلا بقول الله : (لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر)]

    #التعليق : فهذا وصف لنار جهنم أنها لاتبقي ولاتذر وليس للفيروس ،وأما التسعة عشر فهذا وصف للملائكة وهم الزبانية وليس رقم لسنة من السنوات كما قال أنها إشارة لظهور فيروس في سنة 2019، فشتان بين تفسير الصحابة وتفسير هذا العقلاني المجهول
    وجاء في تفسير ابن كثير-رحمه الله- :
    قول الله تعالى: { لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ } أي: تأكل لحومهم وعروقهم وعَصَبهم وجلودهم، ثم تبدل غير ذلك، وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون، قاله ابن بريدة وأبو سنان وغيرهما،{ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ } أي: حراقة للجلد. وقال ابن عباس: تحرق بشرة الإنسان. ،وقوله: { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } أي: من مقدمي الزبانية، عظيم خلقهم، غليظ خلقهم.
    ثم جاء بيان أن التسعة عشر هم ملائكة في قوله
    { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ } أي: خُزَّانها، { إِلا مَلائِكَةً } أي: [زبانية]) غلاظا شدادا ابن كثير (269/8)

    وأما قوله :

    [كيفية التعامل مع هذا الفيروس في سورة المدثر ملخصا في ستة مراحل: التوعية بقوله (قم فأنذر)، وبالتكبير (وربك فكبر)، والتطهير بالمعقمات (وثيابك فطهر) ، والهجر الصحي (والرجز فأهجر)وغيره من الكلام الذي لا يليق بكتاب الله عز وجل]

    #التعليق : فأما قول الله تعالى : { قُمْ فَأَنْذِرْ } أي: شمر عن ساق العزم، وأنذر الناس. وبهذا حصل الإرسال، كما حصل بالأول النبوة.
    كما قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الأصول الثلاثة أن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِئ بإقرأ وأرسل بالمدثر
    وأما قوله تعالى : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } أي: عظم ،فعن ابن عباس في هذه الآية: { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } قال: من الإثم. قال سعيد بن جبير: { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } وقلبك ونيتك فطهر ، قوله: { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها.
    قوله: { وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } أي: اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربك عز وجل، قاله مجاهد. وقال إبراهيم النخعي: اصبر عطيتك لله تعالى وأما قوله

    [في قول الله تعالى :(والرجز فاهجر)يعني الهجر_الصحي، بعدم مخالطة الناس، لتجنب الإصابة بهذا الرجز].

    فهذا تأويل خُرافي!! –سبحان الله- بعيد عن معنى الآية كل البعد ، فقد فسره ابن عباس رضي الله عنه وأصحابه بأن الرجز ((الأصنام)) أو بمعنى الأوثان والهجر المقصود به تركها والبراء منها ومن أهلها،وليس كما قال بأنه الهجر الصحي .
    فعن ابن عباس: " { وَالرُّجْزَ } وهو الأصنام، فاهجر. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة، والزهري، وابن زيد: إنها الأوثان." تفسير ابن كثير (8/264)

    فشتان بين الامرين .

    فانتبه يامسلم

    وأما قوله :

    [[[وقد سميت بذلك لأن الفيروس فوقه قرون تشبه التاج. ولذلك جاءت تسميته العلمية كروونا،وأما تسميته الشرعية الصحيحة فهي: الناقورُ (Na-co-ro Virus)]]]
    #التعليق: قال ابن كثير رحمه الله : " وقوله: { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } ، قال ابن عباس، ومجاهد والشعبي، وزيد بن أسلم، والحسن، وقتادة، والضحاك، والربيع بن أنس، والسدي، وابن زيد : { النَّاقُورِ : (الصور) }. قال مجاهد: (وهو كهيئة القرن ) وعن ابن عباس - رضي الله عنه - : { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته، ينتظر متى يؤمر فينفخ؟" فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا" "8/264" تفسير ابن كثير .
    ومن ثَم هذا الذي فسر القرآن كما بينا لم يأتِ في تفسيره لا من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا من أقوال الصحابة والتابعين ،فمن أين ظهر لنا بهذا التفسير الغريب !! والظاهر أنه من العقلانيين الذين يُفسرون القرآن بالهوى، فكيف لعاقل يُسلم عقله لأمثال هؤلاء، و يقبل بتفسير لمثل هذا الجَهُول ، هذا والله من الهراء وما أظن مثل هذه الأفعال تخرج إلا من إنسان عقلاني يريد أن يمرر أفكاره الخبيثة الهدامة لتحريف معاني كتاب الله، فبذلك يشكك الناس في دينهم و يزعزعُ توحيدهم ، فكتاب الله ليس ألعوبة في يد أحد ، كتاب الله يُعظم في تفسيره وفي فهم معانيه ،فحريٌ بنا أن نرجع إلى ربنا ونتدارس كتابه ومعانيه في هذه الأوقات العَصِيبة التي تمر علينا ، فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله
    وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه/ أنس بن محمد العموري

    ________

    العقلاني : من يقدم فهمه العقلي على النقل الصحيح من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X