إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[زجر الأغمار وتنبيه الإخوة الأخيار إلى ترك العجلة والمسارعة بالإنكار]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [زجر الأغمار وتنبيه الإخوة الأخيار إلى ترك العجلة والمسارعة بالإنكار]

    <بسملة1>

    زجر الأغمار وتنبيه الإخوة الأخيار
    إلى ترك العجلة والمسارعة بالإنكار

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
    فمن الصفات القبيحة المعيبة والمذمومة التي نُهي عنها: العجلة.
    وعن أنس بن مالك <رضي الله عنه> عن النَّبيِّ <صلى الله عليه وسلم>:"التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلة مِن الشَّيطان"[حسنه الألبانى فى صحيح الجامع]
    قال الراغب <رحمه الله>: "العجلة طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشهوة، فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن، حتى قيل: العجلة من الشيطان" [معجم مفردات ألفاظ القرآن]
    وكلامنا هنا حول العجلة في فهم كلام العلماء الذي يؤدّي إلى حمله على غير مرادهم ومنه تقويلهم ما لم يقولوه ثم المسارعة بالإنكار عليهم بناء على الفهم الغلط الذي سببه العجلة.
    قال أبو إسحاق القيرواني <رحمه الله>: "قال بعض الحكماء : إيَّاك والعَجَلَة؛ فإنَّ العرب كانت تكنِّيها أمَّ الندامة؛ لأنَّ صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكِّر، ويقطع قبل أن يقدِّر، ويحمد قبل أن يجرِّب، ويذمُّ قبل أن يخبر، ولن يصحب هذه الصِّفة أحدٌ إلَّا صحب النَّدامة، واعتزل السَّلامة" [زهر الآداب وثمر الألباب]
    فالعجول يسارع إلى رد كلام العلماء وإن لم يفهم قصدهم، ولو فهم لأحجم، وقبل ذلك لعرف قدر نفسه.
    أوصى يحيى بن خالد البرمكي <رحمه الله> ابنَه جعفراً فقال: "لا تَرُدَّ على أحدٍ جواباً حتى تفهم كلامَه؛ فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهلَ عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتَه فأَجِبْه، ولا تتعجلْ بالجواب قبل الاستفهام، ولا تَسْتَحِ أن تستفهمَ إذا لم تفهم؛ فإن الجواب قبل الفهم حمقٌ، وإذا جهلت قبل أن تسأل فاسأل، فيبدو لك واستفهامك أحمد بك، وخير لك من السكوت على العي" [جامع بيان العلم وفضله]
    قال المناوي <رحمه الله>: "العَجَلَة تمنع مِن التَّثبُّت، والنَّظر في العواقب"[فيض القدير شرح الجامع الصغير]
    وقال الصنعاني <رحمه الله> :"العجلة هي السرعة في الشيء، وهي مذمومة فيما كان المطلوب فيه الأناة محمودة فيما يطلب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات ونحوها، وقد يقال : لا منافاة بين الأناة، والمسارعة، فإن سارع بتؤدة وتأن فيتم له الأمران، والضابط أن خيار الأمور أوسطها"[سبل السلام]
    وقال ابن القيم <رحمه الله>: "فالعَجَلَة مِن الشَّيطان فإنَّها خفَّةٌ وطيشٌ وحدَّةٌ في العبد تمنعه مِن التَّثبُّت والوقار والحِلْم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعًا من الشُّرور، وتمنع عنه أنواعًا من الخير" [الروح]
    وقال الشيخ العثيمين <رحمه الله>"وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلُّ بسبب التَّعجُّل في الأمور، وسواء في نقل الأخبار، أو في الحكم على ما سمع، أو في غير ذلك. فمِن النَّاس - مثلًا - مَن يتخطَّف الأخبار بمجرَّد ما يسمع الخبر يحدِّث به، ينقله، ومِن النَّاس مَن يتسرَّع في الحكم، سمع عن شخص شيئًا مِن الأشياء، ويتأكَّد أنَّه قاله، أو أنَّه فعله ثمَّ يتسرَّع في الحكم عليه، أنَّه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبه ذلك، وهذا غلط، التَّأنِّي في الأمور كلُّه خيرٌ"[شرح رياضالصالحين]
    وقد أحسن من قال :
    لـــكلٍّ شـــيءٍ في الحياة وقتُهُ *** وغايةُ الــمستَعجلين فوتُه!

    ويا لله العجب! مما رأيناه من بعض الأغمار تعجلهم ومسارعتهم إلى الإنكار دون تريث، حبا للظهور والتصدر، فوقعوا في تناقض، وبان جهلهم وقلة علمهم ونقص اطلاعهم وسقم فهمهم، ضاربين كلام العلماء بعضه ببعض!
    وإني لأعجب من مقلد ينكر على مجتهد! وأزداد عجبا أنه ينكر عليه بقول عالم مثله، فاللهم احفظ لنا عقولنا.
    فكل ذي عقل سليم يعلم أن فوق كل ذي علم عليم وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأنه لا تشنيع في مايسع فيه الاجتهاد، مالم يخالف نصا أو إجماعا.
    قال النووي <رحمه الله> : " وكذلك قالوا ليس للمفتى ولا للقاضي أن يَعترض على مَن خالفه اذا لم يخالف نصّاً أو إجماعاً أو قياساً جليّاً " [انتهى من شرح مسلم]
    ومعلوم أنّه كلما زاد علم الرجل اتسع صدره للخلاف وبضدها تتبين الأشياء فكلما قل علمه ضاق صدره ولم يتسع للخلاف وأنكر على كل من يخالفه هذا إن لم يجعل قوله حجة وألزم غيره به.
    قال بعض السلف: "من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً". [جامع بيان العلم وفضله]
    فليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ويوالي عليه ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون" [مجموع الفتاوى]
    وما حصل مع فتوى شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله عنا ببعيد!
    إلى أن وصل الحد ببعضهم القول بأن الشيخ أتى ببدع من القول لا سلف له فيها!!
    قال شيخنا أزهر سنيقرة حفظه الله في تغريدة له:
    ‏الجاهل للغة العلم لا يمكنه فهم كلام العلماء، وإذا أضيف إلى هذا الجهل عدم التجرد للحق، والحقد الدفين على أهله، فإن سيُسارع إلى الإنكار من غير روية واستبصار بل بحمق واندفاع واستحمار، نعوذ بالله من أهل الخذلان.
    فشيخنا -بارك الله في علمه- قد أفاد وأجاد، وما انحرف ولا حاد، و له سلف فيها.
    وليس المقصود هنا من خالف الشيخ فركوس في المسألة خلافا علميا مبنيا على أدلة بينة واضحة، ولكن من ليس بشيء وظن أنه على شيء ! فقد :
    أتانا من الأعراب قوم تفقهوا.......وليس لهم في الفقه قبل ولا بعد
    يقولون هذا عندنا غير جائز.......ومن أنتم حتى يكون لكم عند؟

    فإن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين: تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه " [مجموع الفتاوى]
    ولا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفاً لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا بعلم ، لا يجوز أن ينكر إلا بعلم ، وهذا كله داخل في قوله تعالى : {ولا تقف ما ليس لك به علم} [الدرر السنية]
    قال ابن رجب الحنبلي <رحمه الله> : " قال إسماعيل بن سعيد الشالنجي : سألت أحمد – أي : ابن حنبل - : هل ترى بأساً أن يصلي الرجل تطوعاً بعد العصر والشمس بيضاء مرتفعة ؟ قال : لا نفعله ، ولا نعيب فاعله.
    قال : وبه قال أبو حنيفة .
    وهذا لا يدل على أن أحمد رأى جوازه ، بل رأى أن من فعله متأولاً ، أو مقلداً لمن تأوله ، لا يُنكر عليه ، ولا يُعاب قوله ؛ لأن ذلك من موارد الاجتهاد السائغ " [فتح الباري لابن رجب]
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية <رحمه الله>: " ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمَّة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمَّة "[مجموع الفتاوى]
    وقال ابن قدامة المقدسي <رحمه الله>: " لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه، فإنه لا إنكار على المجتهدات " [الآداب الشرعية لابن مفلح]
    هذا وضد العجلة الأناة وهي خصلة يحبها الله كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله <صلى الله عليه وسلم> قال لأشجِّ عبد القيس <رضي الله عنه>:"إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة"
    ومن انحرف عن خُلُق الأناة والرِّفق انحرف: إمَّا إلى عَجَلة وطيش وعنف، وإمَّا إلى تفريط وإضاعة، والرِّفق والأناة بينهما. [ابن القيم مدارج السالكين]
    لذا نقول لهؤلاء الأغيلمة ما قاله الشيخ عبد الرحمن محي الدين حفظه الله : أسكت واستغفر للعالم ولا تتعالم خير لك.
    وإلى إخواننا ما قاله الشيخ جمعة
    حفظه الله : "أنصح إخواننا السلفيين ألا يتعجلوا بإنكار رأي والرد عليه قبل أن يحيطوا به علما ويقفوا على مداركه ومآخذه وإلا قد ينكرون الحق ويردونه من حيث لا يشعرون.
    وإلى من أنكر على الشيخ كلامه في بعض مجالسه بالعامية : ها هو الشيخ قد تكلم بلغة العلم فلم تفهموه!
    وإلى الصعافقة : لا بد لكم من مجالس تتعلمون فيها كيفية قراءة وفهم كلام وفتاوى الشيخ فركوس حفظه الله.
    وإلى شيخنا العلامة الشيخ فركوس
    حفظه الله: ما قاله العلامة ابن عثيمين <رحمه الله> في تفسير قوله تعالى : {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا}، قال <عزوجل> {فاصبر لحكم ربك} إشارة إلى أن كل من قام بهذا القرآن فلابد أن يناله ما يناله مما يحتاج إلى صبر. [شرح الأصول الثلاثة]

    هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    التعديل الأخير تم بواسطة يونس بن عيسى تباني; الساعة 2020-03-24, 10:35 PM.

  • #2
    بارك الله فيك أخي

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخي الفاضل يونس.

      تعليق


      • #4
        سلمك الله أخي الحبيب يونس، لفتة طيبة ورائعة في وقتها .

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الغالي يونس _وفقك الله تعالى_

          تعليق


          • #6
            جزاكَ اللهُ خيرًا أخي يُونُس، تنبيهٌ لطيفٌ، أسألُ اللهَ - سُبحانهُ وتعالى - أن ينفعَ بهِ كاتبَهُ وقارئَهُ.

            تعليق


            • #7
              آمين وأنتم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيراً أخي يونس على هذه التنبيهات الطيبة

                تعليق


                • #9
                  آمين.

                  تعليق


                  • #10
                    أحسن الله إليك .

                    تعليق


                    • #11
                      أحسن الله إليك يا طيب

                      تعليق


                      • #12
                        آمين وإياكم

                        تعليق


                        • #13
                          يارك الله فيك

                          تعليق


                          • #14
                            يُرفع مُجددا، خاصة وبعد أن رأى الجميع تسارع البعض إلى إنكار الفتوى الأخيرة للعلامة محمد فركوس حفظه الله.
                            وكم من عائب قولا صحيحا..

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك أخي يونس، وفقك الله لكل خير
                              اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                              وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                              يعمل...
                              X