إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ ســمَــة مـحقق الإخْـــلاص ] لِــفضيـلة الشيـخ الـوالد أبـي عبـد المُـعز عَـلي فركـوس حَـفظـه اللـَّـه تَـعالـى .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ ســمَــة مـحقق الإخْـــلاص ] لِــفضيـلة الشيـخ الـوالد أبـي عبـد المُـعز عَـلي فركـوس حَـفظـه اللـَّـه تَـعالـى .

    <بسملة1>

    سِمَة محقق الإخلاص:

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
    فإن الإخلاص بركة العلم وسر التوفيق لذلك كان على السائر إلى الله تعالى رعاية مقامه والعناية به أعظم العناية، ومن أنفع ما خُط في هذا الموضوع من المقالات ما جاد به ريحانة بلادنا الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى تحت عنوان "الإخلاص بركة العلم وسر التوفيق"، وفي هذا المنشور أحببت تذكير نفسي وأخياتي بفصل نافع منه وهو في بيان "سمة محقق الإخلاص"، إذ بهذا المعنى نزن أنفسنا فنسعى إلى إصلاح حالنا مع هذه المنزلة العظيمة من منازل العبودية فاللهم نسألك تحقيق الإخلاص في القول والعمل لا حول لنا ولا قوة إلا بك.

    قال علامة الجزائر محمد علي فركوس حفظه الله تعالى:

    سمة محقق الإخلاص:
    "هذا، ومِنْ علامات مُحقِّق الإخلاص والصدق:

    أن يُحِبَّ الدِّينَ ويعملَ على التواصي بالحقِّ والصبر عليه، وإذا ما خُيِّر بين أمرين عُرِضَا عليه: أحَدُهما لله والآخَرُ للدنيا؛ اختار نصيبَه مِنَ الله وآثَرَه على الدنيا لفَنائها وبقاءِ الآخرة، وهو يعلم أنَّ الباقية خيرٌ مِنَ الفانية، ﴿وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ ٤﴾[الضحى]، ﴿وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧﴾[الأعلى]، ﴿قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ﴾[النساء: ٧٧].

    أَنْ تُرْضِيَهُ كلمةُ الحقِّ له أو عليه، وتُغْضِبَهُ كلمةُ الباطل له أو عليه؛ فهو لا يعمل لنَفْسِه، وإنما يسعى لإرضاءِ ربِّه سبحانه، ولو أدَّى ذلك إلى سخطِ الناس عليه وسقوطِ قَدْرِه في قلوبهم، وصِغَرِه في أَعْيُنِهم مِنْ أجلِ إصلاحِ قلبه مع الله تعالى، و«الجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ»، و«المُعَامَلَةُ بِنَقِيضِ القَصْدِ»؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»، قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «لَمَّا كان المتزيِّنُ بما ليس فيه ضِدَّ المُخْلِصِ ـ فإنه يُظْهِرُ للناس أمرًا وهو في الباطن بخلافه ـ عَامَلَهُ اللهُ بنقيضِ قَصْدِه؛ فإنَّ المُعاقَبةَ بنقيضِ القَصْدِ ثابتةٌ شرعًا وَقَدَرًا، ولَمَّا كان المُخْلِصُ يُعجَّل له ـ مِنْ ثوابِ إخلاصِه ـ الحلاوةُ والمحبَّةُ والمَهابةُ في قلوب الناسِ عُجِّل للمتزيِّن بما ليس فيه مِنْ عقوبته أَنْ شَانَهُ اللهُ بين الناسِ؛ لأنَّه شَانَ باطِنَه عند الله، وهذا مُوجَبُ أسماءِ الربِّ الحُسنى وصِفاتِه العُلْيَا وحِكمتِه في قضائِه وشرعِه».

    أَنْ يكره المُخْلِصُ أَنْ يطَّلِعَ غيرُه على عَمَلِه أو يُنْسَبَ إليه، قال الشافعيُّ ـ رحمه الله ـ: «وَدِدْتُ أنَّ الخَلْقَ يتعلَّمون هذا العلمَ ولا يُنْسَبُ إليَّ منه شيءٌ».

    وأَنْ يَوَدَّ ـ في ميدان تعليم الناسِ الخيرَ وإفتائِهم بالحقِّ ـ أَنْ يَكْفِيَه غيرُه مؤونةَ الفتوى والبيان، وإذا استوجبَ المَقامُ تَصَدِّيَه للفتوى والتوجيهِ حَرَصَ على تَجرُّده للحقِّ بسلوكِ سبيلِه، مُعْرِضًا عن حظوظ النفس والاعتزاز بها، مترفِّعًا عن الهوى وشَرَكِهِ.

    وإِنْ خاصَمَ غيرَهُ فلا يعملُ على غَلَبةِ خَصْمِه بالشُّبُهات والباطل؛ لأنه يعلم أنه ليس مِنَ التقوى والإخلاص؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ ـ وَهُوَ يَعْلَمُهُ ـ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ»، وإنما يتمنَّى أَنْ يُظْهِرَ اللهُ الحقَّ على لسانِ مُنَاظِرِهِ، قال الشافعيُّ ـ رحمه الله ـ: «ما ناظَرْتُ أحَدًا قطُّ إلَّا أحبَبْتُ أَنْ يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعانَ، ويكونَ عليه رعايةٌ مِنَ اللهِ وحفظٌ، وما ناظَرْتُ أحَدًا إلَّا ولم أُبَالِ بَيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانِه».

    وذَكَرَ أبو حامدٍ الغزَّاليُّ ـ رحمه الله ـ علاماتٍ أخرى للصادق المُخْلِصِ حيث قال: «فاعْلَمْ أنَّ لذلك علاماتٍ:

    – إحداها: أنه لو ظَهَرَ مَنْ هو أَحْسَنُ منه وَعْظًا أو أَغْزَرُ منه عِلْمًا والناسُ له أَشَدُّ قبولًا فَرِح به ولم يَحْسُدْه…

    – والأخرى: أنَّ الأكابر إذا حَضَروا مَجْلِسَهُ لَمْ يتغيَّر كلامُه، بل بقي كما كان عليه؛ فينظر إلى الخَلْق بعينٍ واحدةٍ.

    – والأخرى: أَنْ لا يحبَّ اتِّباعَ الناسِ له في الطريق، والمشيَ خَلْفه في الأسواق؛ ولذلك علاماتٌ كثيرةٌ يطول إحصاؤُها».


    #مــنقـول مـن مَـوقـع الشَــيخ حَــفظه اللـَّـه تَـعـالى :

    https://ferkous.com/home/?q=art-mois-19
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X