إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة الشيخ الوالد عبد المجيد جمعة -حفظه الله-لإخوانه بعد ختم المجالس العلمية في مدارسة مع الشيخ : نبيل باهي ـ وفقه الله ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة الشيخ الوالد عبد المجيد جمعة -حفظه الله-لإخوانه بعد ختم المجالس العلمية في مدارسة مع الشيخ : نبيل باهي ـ وفقه الله ـ

    <بسملة 2>
    <سلام>

    كلمة الشيخ الوالد عبد المجيد جمعة -حفظه الله-لإخوانه بعد ختم المجالس العلمية في مدارسة كتاب الأربعين النووية بشرح العلامة عبد المحسن العباد -حفظه الله- والقراءة في شرح الأربعين لابن جماعة (التبيين في شرح الأربعين) بتحقيق شيخنا عبد المجيد جمعة -زاده الله من فضله-مع الشيخ: محمد نبيل باهي - حفظه الله- (1)
    -----------------------------------
    إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسولُه.(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتمُوتن إلا وأنتم مُسلمُون).(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).(يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً).أما بعد:فإن أَوْلى ما يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق في حلبة الرهان المتسابقون، تحقيق العلم النافع المُثمر للعمل الصالح، لأنّ العلم النافع والعمل الصالح هما جُمّاع الخير، ومفتاح دار السعادة، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.فالعلم -كما وردت النصوص الكثيرة- من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وآثار سلفية، تدلُّ على فضله وعُلُوّ مكانته، وعُلُوّ مكانة حملته وأهله، وليس هذا موضع ذكرها لكثرتها، لكن الذي أريد قوله:إن العلم لا يكون نافعا إلا إذا كان مُستَمَدًّا من كتاب الله ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم سلف هذه الأمة، فهذا هو العلم الذي ينفع صاحبه في الدّارين، ينفعه في الدنيا وينفعه في الآخرة، وقد قال ابن القيم -رحمة الله عليه-العلم: قال الله قال رسولهقال الصحابة هم أولو العرفانما العلم نصبك للخلاف سفاهةبين الرسول وبين رأي فلانأما كونه ينفع في الدنيا؛ فإنه يقي من الشبهات، فالشبهات والآراء المختلفة، تخطف العقول، وتُلبّس الحق بالباطل، وتُموّه، وتُزخرِف الكلام، فيقع في حبالها من لا حَضَّ له من العلم.والدليل على أن العلم النافع يقي صاحبه من الشبهات، قول الله عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) الآية.فالراسخون في العلم يعلمون أحكام المتشابه على قول من قال: إن الواو في هذه الآية للعطف، وليست للاستئناف.يعني: أنّ الله يعلم أحكام المتشابه، كما أنّ أهل العلم الراسخين فيه يعلمون ذلك، وقد قال ابن عباس -رضي الله عنها-: (أنا من الراسخين في العلم، أنا أعلم تأويله).وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحذّر من الأهواء، ومن متبعي الشبهات: (إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ).كما أنه يقي من مرض الشهوات، لما يُثمره من خشية الله، والخوف منه، والتقرب إليه والخشوع والخضوع له، وهذه الأشياء كلها ثمرة العلم، فالخشية ثمرة المعرفة -ومن كان بالله أعرف، كان له أحب وأخوف- ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا)، فقرن بين المعرفة وبين التقوى، وقد قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).إذا، فالعلم النافع يُحصّن المرء من الشبهات ويُحصّن المرء من الشهوات، ولا يكون نافعا إلا إذا كان مُستَمَدًّا من كتاب الله ومن سنة رسول الله على ما كان عليه سلف هذه الأمة -كما مَرَّ-.من هنا جاءت العناية بالكتاب وبالسنة، فإنهما من أسباب السعادة، والرُكن الركين، والحصن الحصين، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: (تَرَكتِ فِيكُم أَمْرينِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُم بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، كِتَاب الله وسُنَّتِي)، فالكتاب والسنة عصمة من الفتن، وعصمة من الشبهات، وعصمة من الشهوات.لذا ينبغي على الشباب أن يعتنوا بكتاب الله حفظا وفهما وتدبُّرا وعملا، كما ينبغي عليهم أن يهتموا بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وأحواله وأقواله وأفعاله.من هنا -وبناء على هذا- جاء الاهتمام بكتب الحديث، والمؤلفات فيه كالصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء الحديثية.ومن هذه الأجزاء الحديثية التي لقيت القبول لما تضمَّنته من الأصول ما سُمي بالأربعين النووية، وتُعد هذه الأربعين، من جوامع كَلِم النبي صلى الله عليه وسلم، وجوامع كَلِمِه عليه الصلاة والسلام هي الأحاديث التي تجمع المعاني الكثيرة طردا وعكسا في عبارات قصيرة وموجزة، وهذه من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام.والكتاب -أي الأربعون النووية- قد لقي القبول والإعجاب والعناية الفائقة من أهل العلم، بين شارح ومُختَصِر ومُحَشٍّ، والشرح يختلف بين مطوَّل ومتوسِّط ومُختصَر، ولهذا ينبغي على طلبة العلم أن يعتنوا بهذه الأربعين حفظا ويجتهدوا في العمل بها ونشرها وتعليمها للناس.وقد قام أخونا الفاضل الشيخ نبيل باهي -جزاه الله خيرا- بعقد هذه المجالس العلمية في شرح الأربعين النووية، فنسأل الله عزّ وجلّ أن ينفع به، وأن ينتفع الإخوة بمثل هذه الدروس.ونحن ننصح الشباب سيما في مثل هذه الفتن المُدلهمّة، والحوادث المتعاقبة، وما تمُر به الدعوة السلفية في أحلك أيامها وأصعبها وأشدها، أن يعتنوا بالعلم، وأن يجتهدوا في تحصيله وتأصيله، والتفرغ لذلك، وأن يجتهدوا في العمل به، والازدياد منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ؛ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا)، فالعلم بحر لا ساحل منه، لا يُشبع منه، وقد خرج موسى عليه السلام ليتعلم من الخَضِر، بعد أن قام خطيبا في بني إسرائيل، وقال: أنا أعلم بني إسرائيل، فعاتبه ربُّه إذ لم يرد العلم إليه، وقال له: بلى عبدنا الخَضر، فسأله اللُقي به، فذهب إليه وكان من شأنه ما قصّه الله في سورة الكهف، وأيضا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس.والمقصود أنه لو استغنى أحد عن طلب العلم، لاستغنى موسى عليه السلام، بل إنّ خروجه عليه السلام لطلب العلم من الخَضِر، فيه دليل على استحباب الازدياد من العلم، فالمرء لا يقول إني أكتف بالعلم الموجود عندي، ولا يظنّن أنه قد حاز قصب السبق في العلم، فإنه كما قال الله عزّ وجلّ: (وَفَوۡقَ كُلِّ ذِی عِلۡمٍ عَلِیمࣱ)، وكما قال الشاعر:قل لمن يدّعي في العلم فلسفةعلمت شيئا وغابت عنك أشياءوقصة موسى عليه السلام، أصل في الرحلة لطلب العلم، وعلى الازدياد منه.فهذه حلقات مباركات أنصح الشباب بالعناية بها، وبالاستفادة منها، والمداومة والمواظبة عليها، فالعبرة ليست بالابتداء، إنما العبرة بالمداومة والمواظبة.ولو لم يكن من محاسنها إلا أنه يُذكر فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم، ويُصلّى عليه، وتُقرأ أحاديثه، كما قيل لبعض علماء الحديث -وكان يعتزل ويخلو بكتبه- ألا تستوحش، فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟وأُخذ بعضهم هذا المعنى، فقال:أهل الحديث هُمُو أهل النبي فإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبواإن لم يصاحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صاحبوا أنفاسه، يقرأون أحاديثه، ويقفون على سيرته، وعلى شمائله عليه الصلاة والسلام، مما يثمر محبته واتباعه والاقتداء به عليه الصلاة والسلام.نسأل الله عزّ وجلّ أن ينفع بهذه المجالس المباركة، وأن يُديمها علينا، وأن يوفق الجميع للعمل بمقتضاها.بارك الله في الجميع، أهل وسهلا بكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.الشيخ نبيل باهي -وفقه الله-:شيخنا أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيرا، وإخوانكم السلفيين جميعا يسلّمون عليكم، نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن يطيل عمركم وأن يجعلكم مباركين أينما حللتم وحيثما نزلتم، ويبارك في جهودكم.سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الشيخ الوالد -سلمه الله-:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عليك وعليهم السلام جميعا، وسلم على إخواننا الأحبة جميعا.

    --------------------------------------
    فرّغها:
    إسماعيل أبو زكرياء ـ عفا الله عنه ـ
    --------------------------------------
    كانت يوم السبت 01 جمادى الآخرة 1441هـ الموافق لـ 26 جانفي 2020م




    ⏪ رابط الإذاعة التي سيتم عليها البث : http://bit.ly/t_Live









    الملفات المرفقة

  • #2
    جزى الله خيرا أخي بلال على نشرك لهذا الخبر المفرح.

    تعليق


    • #3
      وإياك أخي أبا عبد الله

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X