إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[بيان ضعف أثر استئذان عمرو بن العاص -رضِي اللهُ عنهُ- للفاروق عمر -رضِي اللهُ عنهُ- بعزو إفريقيا]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [بيان ضعف أثر استئذان عمرو بن العاص -رضِي اللهُ عنهُ- للفاروق عمر -رضِي اللهُ عنهُ- بعزو إفريقيا]

    <بسملة 2>

    بيان ضعف أثر استئذان عمرو بن العاص -رضِي اللهُ عنهُ-
    للفاروق عمر -رضِي اللهُ عنهُ-
    بغزو إفريقيا

    الحمدُ للهِ ربِّ العالمِين، وبهِ أستعين، وصلّىٰ اللهُ وسلّم وبارك علىٰ نبيِّنا مُحمّد وعلىٰ آلهِ وصحبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:
    فقد وقفتُ أثناء قِراءتِي للمقدِّمة الّتِي كتبها الشّيخ الطّاهر الزّاوي -رحمهُ الله- علىٰ كتاب التِّذكار لابنِ غلبُون الطّرابُلُسِي -رحمهُ الله- والّتِي عُنيت بتلخيص تارِيخ الحكم في أطرابلس علىٰ أثرٍ فِيه أن عُمرو بن العاص استأذن عُمر بن الخطّاب -رضِي اللهُ عنهُما- لغزوِ إفريقيا بعدما فتح طرابلس وبعد التّتبعِ البسيط وجدتُ أن الأثر يُروىٰ مِن طُرُقٍ ثلاثة.

    أما الأوّل: فقد رواه ابن عبد الحكم في كتابهِ: (فتُوح مصر والمغرب) وهو أكثرهُم انتشارًا وأما الثاني: فقد رواه ابن سعدٍ في كتابهِ: (الطّبقات الكُبرىٰ) و أما الثالث: فقد رواه البلاذري في كتابهِ: (البلدان وفتوحها وأحكامها) ونصُّهُ الآتِي:

    كتب عُمرو بن العاص إلىٰ عمر بن الخطاب إنّ الله قد فتح علينا إطرابلس (وعند البلاذري وابن سعد: أطرابلس) وليس بينها وبين إفريقية إلا تسعة أيام (وفي رواية ابن سعد: ويخبره بكثرة أموالها وأنها معادن وإنما يحثون منها حثيا) فإن رأىٰ أمير المؤمنين أن يغزوها ويفتحها الله علىٰ يديه فعل (وفي رواية ابن سعد:أن يأذن للمسلمين في دخولها فعل/ وفِي رواية البلاذري: أن يأذن لنا في غزوها فعل) فكتب إليه عمر بن الخطاب: لا إنها ليست بإفريقية ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيتُ.

    والأثر بمجموعِ طُرقهِ المذكورة ضعيف ولا يعضِدُ بعضُها بعضًا لشدّٙة ضعفها وإليكٙ بيانُها:

    الطّريق الأول وهِي رواية ابن عبد الحكم فِي فتوح مصر والمغرب:
    قال ابنُ عبد الحكم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال ابن حجر: ثقة.
    حدّثنا: عبد الملك بن مسلمة، وهو ابن يزيد المصري قال ابن حجر: ضعيف
    عن: عبد الله بن لهيعة وهو ابن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان
    قال ابن حجر: صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها.
    وقال الذهبي: العملُ علىٰ تضعِيف حديثهِ.
    قلتُ: والصّحيح أنّ رواية العبادلة عنهُ يحتجُّ بِها قال الألباني كما في:(أحكام الجنائز): ويستشهد به إلا ما كان من رواية أحد العبادلة عنه فيحتج به حينئذ.
    قال الشيخ الإثيوبي:
    ابن لهيعةَ ضعيف غير ما •• روى عنه العبادلةُ عنه فاعلما
    أبناء وهب ويزيدَ مسلمهْ •• وابنُ المباركِ فخذه مَكرمهْ



    وهُم: عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد، وعبد الله بن مسلمة.

    قال الشّيخ مقبل في: (المقترح): وأضاف بعضهم عبدالله بن مسلمة وليس بصحيح لأنه صغير.
    عن: عبد الله بن هبيرة وهو ابن أسعد بن كهلان قال ابن حجر: ثقة.
    عن: أبي تميم الجيشاني وهو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم
    ولد في حياة النبي وقدم المدينة في عهد عمر وتوفي سنة ٧٧ه‍
    قال ابن حجر: ثقة
    قال: كتب عمرو بن العاص ... وذكر الأثر.
    إذًا فالإسناد ضعيف هاهنا
    فائدة: مع ضعف الإسناد فإنّ رواية الجيشاني عن ابن العاص محمولة علىٰ الاتِّصال فإنّهُ معروف بالرِّوايةِ عنهُ ولا يـعرفُ له تدليسًا قال العِراقِي فِي (التقييد والإيضاح): وإن روىٰ التابعي عن الصحابِي قصة أدرك وقوعها كان متصلًا ولو لم يصرح بما يقتضي الاتصال وإن سلم ذلك التابعي من وصمة التدليس.
    ⁦➖➖➖➖➖➖➖
    الطّريق الثّانية وهي رواية ابن سعد في الطّبقات:

    قال ابنُ سعدٍ: وهو مُحمّد بن سعد بن منيع كاتب الواقدي مصنف الطبقات قال الحافظ في التقريب: صدوق فاضل.
    أخبرنا: مُحمّد بن عُمر وهو ابن واقد الأسلمي الواقدي قال البخاري متروك الحديث.
    عن: شرحبيل بن أبي عون وهو شرحبيل بن أبي عون مولىٰ أم بكر بنت المسور بن مخزومة قال الحافظ في التعجيل: ذكره‍ ابن يونس في المصريين.
    قلت: وهو مجهول الحال فلم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا ولا يوجد لهُ ذكر بين شُيوخ الواقدي.
    عن: أبيه وهو أبي عون وهو مجهولُ الحال.
    قال ابن سعد: وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة وغيرهما: قال الحافظ في تقريب التهذيب مقبول.
    قال: أن عمرو بن العاص ... وذكر الأثر.
    وهذا الإسناد ضعيفٌ وفِيه انقطاع فأبو بكر من الطبقة السابعة كما ذكر الحافظ إذًا فهو لم يدرك عمر بن العاص ولم يصرح عمن تحمّل الرواية وأبي عون مجهول الحال.
    ➖➖➖➖➖➖➖
    الطّريق الثّالث وهي رواية البلاذري فِي البلدان وفتوحها وأحكامها:

    قال البلاذري: وهو أحمد بن يحيىٰ بن جابر بن داود البلاذري -لا يعرف له جرحا ولا تعديلا إنما ذكره‍ ابن منظور كما في مختصر تاريخ دمشق فقال: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود أبو الحسن ويقال: أبو جعفر - ويقال: أبو بكر البغدادي البلاذري الكاتب صاحب التاريخ سمع جماعة وروى عنه جماعة.
    حدثني: بكر بن الهيثم وهو الأهوازي مجهول الحال
    عن: عبد الله بن صالح وهو ابن محمد بن مسلم الجهني قال الذهبي شرحتُ حاله في الميزان وليناه وبكل حال فقد كان صدوقا في نفسه.
    عن: معاوية بن صالح وهو ابن حدير بن سعيد الحضرمي وثقه جمع من الأئمة وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.
    عن: علي بن أبي طلحة وهو علي بن أبي طلحة واسم أبي طلحة سالم بن المخارق قال الحافظ في تقريب التهذيب صدوق قد يخطىء.
    قال: سار عَمرو بن العاص ... وذكر الأثر.
    إسناده ضعيف وفِيه انقطاع فعلي لم يدرك عمرو بن العاص ولم يبين كيفية تحمله وعمن روىٰ ذلك وقد قال بعض الأئمة فيه يروىٰ أشياء منكرات.

    هذا والله أعلم وباللهِ التوفِيق والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

    كتبهُ/
    أبُو مُحمّد الطّرابُلُسِيُّ
    فِي:٢٨/جُمادىٰ الأولىٰ/١٤٤١



    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد الطرابلسي; الساعة 2020-01-25, 12:20 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي أبا محمد

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X