تغريد
<بسملة1>
البيان والتّبيين
[لِما فِي كتابات بشير بن سلّة مِن الطّعن والكذِب المُبِين]
[لِما فِي كتابات بشير بن سلّة مِن الطّعن والكذِب المُبِين]
الحمدُ لله، وصلّىٰ اللهُ وسلّم وبارك علىٰ رسُول الله.
أمّا بعدُ:
فإنّ الفِتن مُظهرة لمعادِن الرِّجال وبِها يُعرفُ الصّادِقُ مِن الدّجال مُسقطة للسُفهاء ويثبتُ بفضل الله فِيها النبلاء يتعظُ بِها السُّعداء وتمرُّ ولا يستفيدُ مِنها الأشقياء وفِي الحدِيث: (السّعيدُ من وُعِظ بِغيره).أمّا بعدُ:
ولعلّ مِن أعظمِ ما استفاده السّلفِيُون فِي فتنةِ الصّعافقة: تحكِيم الدّليل وعدم الحطِّ من قدر العالم الجليل.
وهاتانِ الفائدتان لا تقوم إحداهما إلّا بالأخرىٰ لاسيّما إذا عُرِف عن هذا العالم الّذي خالف الدّليل تحري الحق والبحث عنهُ والأخذ بهِ إذا ظهر لهُ.
وللأسف فلم نكن نتوقع أن يخرج علينا صعافقة جُدد ولم تنتهي فتنة الصعافقة الحقيقين بعدُ ولكن الله غالب علىٰ أمره.
ومِن هؤلاء الصّعافقة الجدد المدُعو: (بشير بن سلّة) فلقد اتخذ من بعض كلمات الشيخ عبد المجيد بابًا للطعن فِيه والتنفير منهُ بل والكذب عليهِ، وهذا لا يتماشىٰ مع منهج أهل السنّة؛ فهم أعدلُ النّاس وأرحمُ النّاس وأعلمُ النّاس ولما كان النّقد منهجًا شرعي كان بضوابط وأصول من أهمِّها العلمُ والعدلُ والأدب فهو ليس بابًا يُفتحُ علىٰ مصرعيهِ يلجهُ كل من هبّ ودرج قال ابنُ رجبٍ -رحمهُ الله- ،كما فِي [الفرق بين النّصيحة والتعيير: (٣٣-٣٤)]: "وأمّا بيانُ خطأ من اخطأ من العلماء قبله إذا تأدب فِي الخطاب وأحسن الرّد والجواب فلا حرج عليهِ".
وقد آن الأوان للشروعِ فِي المقصُود فأقول وبالله التّوفيق:
قال ابنُ سلّة: "ومِن ذلك ما صدر مِن الدكتور عبد المجيد جمعة بربط شباب الأمّة بِالفسقة بل من يقرِرُ منهج الخوارج"...إلخ.
التّعليق:
وهذا مِن التّهور العجيب والكذب المُريب علىٰ الشيخ عبد المجيد أكرمهُ البارِي فإنّ دفاعهُ عن العثمانِي الإدريسي وثناءه عليهِ لا يعني أنّهُ ربط شباب الأمّة بهِ فإنّما أثنىٰ علىٰ شخصِهِ ولم يزكِهِ علميًا بل قال الشّيخ جمعة كما فِي: [المُحادثة المنشورة] فإن زلّ بهِ القدم أو ضلّ بهِ القلم فبابُ النّصيحةِ مفتوح.
فأين هذا الرّبط الّتِي تدّعيهِ لا سيّما وأنّ من قرأ كلامك تبادر إلىٰ ذهنهِ أنّ الشيخ أمر بالجلوس بين يديه والرجوع فِي المسائل إليهِ، فهذا هُو معنىٰ الرّبط الحقيقي.
قال ابنُ سلّة: "أمّا قول الدكتور عن الرويبضة عثماني: (له موقفا مشرفا جدا صادعا بالحق وجريئا في القول به مناصرا للمنهج السلفي غصة في حلوق الصعافقة والإخوان ..)، ما شاء الله فكل علماء السنة وطلبة العلم إذا وقفوا على كلامك هذا فسوف يحكمون عليه بالفساد ومجانبة الصواب".
التّعليق:
إنّ النّاظر فِي كلام الشيخ عبد المجيد يعلمُ جيدًا أنّ الشيخ لم يرىٰ تلك التغريدات الّتِي ضلّ فيها قلمُ العثماني المذكُور فالشيخ عبد المجيد يستقبلُ رسائل الواتساب مع كثرتها ولا ينظر فيها كلها وقد يقعُ نظره علىٰ تغريدة لهذا الصحفي المذكُور فيها الذّب عن المنهج وقد لا يقعُ علىٰ التغريدة الّتي أخطأ فيها هذا المذكُور وتجاوز وخرج عن قواعد المنهج فالشّيخ لا يعلمُ الغيب بل قد يكُون هناك من يرسل للشيخ التغريدات المُشرفة -علىٰ حدِّ وصف الشيخ- ويكُف عن تلك التغريدات التي تجاوز فيها العُثمانِي حدوده فيحكم بما قرأ، قال شيخنا ربيع، كما فِي: [المجموع: (١٤/٢٥١)]: "أنا والله زكيتُ أناسا في هذا العام والله لازمونِي وما شاء الله تنسك وكذا وكذا ..ثم ظهر لي جرحهم أنا ما أعلم الغيب أنا إذا صلّىٰ معي وزكّىٰ وكذا وذكر الله وسافر معي فأشهد أنا بما رأيت ولا أزكي على الله أحدًا".
قال ابنُ سلّة: "يا دُكتور هل ضعفت وما وجدت من يقف بجانبك إلّا هذا الرُّويبضة بعدما تركك مـرابط وعبد الحكيم".
التّعليق:
جهِلت والله وأظهرت حمقكُ فإنّهُم لم يتركُوه بل تركهُم فقد كانـوا سويًا علىٰ الخطِّ المًستقيم ولكنّهُم اتخذوا سبيلًا من سُبُل الشياطِين فناداهُم فلم يستمعُوا لهُ ولا لنصحهِ المبين فسار في طريقهِ مُكمِّلًا مسيره مع أحبتهِ وإخوانِهِ الطيبين لو دنوت من باب الواد ترىٰ جمًّا غفيرًا يُشار إليهم بالبنان ويقال: انظروا إلىٰ هؤلاء السلفيين قد أتوا للشيخ جمعة عالم سلفيٌّ أمين.
قال ابنُ سلّة: "فقد نصحك شيخنا الإمام ربيع المدخلي في ترك تحقيق كتب أهل البدع فبدأت تراوغ ونحن نعلم أن إخراج الكتب من حيز المخطوط إلى المطبوع ما هي إلا تجارة قد أتقنها الحلبي ولكن أنت ذهبت تنبش عن بضاعة أهل البدع فاخرجتها بكلام سفسطي".
التّعليقُ:
وما كلماتكُ عند العقلاء إلا تفاهات كتبها غبِي تلقفها من صعفُوقٍ صاحب منهجٍ تميعي!!
فإنّ تحقيق كُتب أهلِ الأهواء إذا كان في إبرازها نفع كما ذكر الشيخ ابن باز جائزٌ ولا بأس به ولم ينفرد الشيخ جمعة بذلك فقد قام الشيخ الألباني قبلهُ بإخراج بعض كتب المخالفين منها غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ومؤلفهُ معروف بإمامته في البدعة وغير ذلك.
هذا وإنّ الناظِر فِي حال هذا المُتفيهق يجد أنّهُ ما تجرأ علىٰ الكِتابة بهذا الأسلوبِ إلا لحقده الدّفِين ودفاعهُ عن شيخه العُويسي المِسكِين فقال:
"بل ما عرفناك إلا أنك بؤر الفتنة بين أهل السنة ولمشايخها ومن ذلك لما اجتمعت بك في أيام فتنة عبدالحميد العربي أمام بيتك فأول ما وجهتني به من الكلام قلت لي ( احذر من يوسف لعويسي !) فتعجبت من كلامك لأني ما سألتك عنه ولأنك تعرف بأننا أصدقاء ونكتب جميعا في منتديات السلفية وأنا ما رأيت من الشيخ يوسف لعويسي إلا خيرا بل ما عرف إلا بنصرة السنة وصفاء المنهج وهذا عرفته عنه من خلال كتاباته ومصاحبتنا له في المنتديات".
ومِن عجائبهِ أنّهُ يتهم الشيخ جمعة بعدم الرّد على أهل البدع وينكر عليهِ ذلك فقال: "وإلا أين ردود جمعة علىٰ القطبية وعلىٰ أهل البدع ممن عرفوا بالمخالفة والبدعة في الجزائر علىٰ رأسهم ابن حنفية؟".
ومع أنّ هذا الادعاء ادّعاء كاذب ظاهر البطلان لكنّهُ فِي المقابِل يعتذر للشيخ فركُوس ويقول: "وأنا أعذر العلامة الأصولي علي فركوس إذا لم يتكلم في مثل هؤلاء؛ لأنه لم يطلع على فسادهم والرد علىٰ المخالف لابد أن يكون مبنيًا علىٰ علم وعدل -وهذا ما افتقدتهُ يا ابن سلّة- والفقيه علي فركوس قد تقرر هذا عنده لهذا يمسك الكلام في هؤلاء".
وقد كان الواجب عليك الإعتذار للشيخ جمعة كذلك بهذا العذر الّٙذي إعتذرت به للشيخ فركُوس فقواعِدُ المنهج لا تُطبّٙق علىٰ شخصٍ دُون آخر ولا عالم دون آخر بل وجب تطبيقها علىٰ الجميع وهذا من تمام عدل وخلق المرء إلّٙا إذا كنت ترىٰ أن الشيخ جمعة ليس من العلماء وقد شهد لهُ العلماء بأنّٙهُ مِن العـلماء ومخالفتك لهُم تُعدُّ سلُوكًا لطريق السُّفهاء.
هذا وصلّىٰ اللهُ علىٰ نبيِّنا مُحمّد وعلىٰ آلهِ وصحبِهِ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
كتبهُ/ أبُو مُحمّد الطّرٙابُلُسِيُّ
١٧/ جُمادىٰ الأولىٰ/ ١٤٤١هـ
١٧/ جُمادىٰ الأولىٰ/ ١٤٤١هـ
تعليق