إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أهداف المستعمر الفرنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أهداف المستعمر الفرنسي

    <بسملة1>

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:فإنه من المعروف أن النفوذ الإستعماري المستبد قد أفسد المجتمعات وقضى على عوامل النهضة فيها أو شوهها بصورة أحرى لكي لاتستقيم بعد ذلك مرة أخرى,وذلك من خلال ترك صور توحي للغافلين بأنه هو العامل الأساسي للتنوير والإزدهار,فزرع في قلوب الضعفاء ماكان يريده ويبغيه, وركز أساسا على الذين يحملون الإسلام ظاهرا فقط ,أي أنه سلط نفوذه المستبد على أهل العقائد المنحرفة بل أعانهم على منكرهم ليستقيم في ذهن الناس أن هؤلاء هم أهل الحق ,ولقد كان لهم ذلك إذ أنهم قضوا على سلطان الإسلام ووضعوه تحت الوصاية وطوقوه بأهل الضلال في هذا البلد الغالي,فأشغلوا الناس عن دينهم وزعزعوا بذلك إيمانهم ونهبوا الثروات واستعبدوا أهلها وحاربوا العقيدة الصحيحة وأهلها وحاربوهم حربا غير متكافئة ,ولازالت الحرب قائمة إلى يوم الناس هذا ,فتجد فرض اللغات الأوروبية والدخيلة على العربية في مدارسنا تدرس بقوة ,بل أعظم من هذا جُعلت أساسا,وماهذا كله إلا لإحياء أخلاق الجاهلية بين الجزائريين كالعنصرية النتنة التي أخبر بذلك عنها صلى الله عليه وسلم ولقد فعلوها حقا وظهرت للقاصي والداني هذه الأيام, ولقد عمد أيضا هذا المستدمر قديما وحديثا إلى إنشاء مدارس تبث فكرهم وخزيهم في المجتمع الجزائري فكان بذلك نتائج وخيمة أن ظهر سمهم وتغلغل في دم الشباب الجزائري فصار كثيرا ماتجد الشاب الجزائري يندد بالهجرة والثقافة الغربية,وخاض الإسلام والعقيدة في بلادنا جراء هذا الفكر المستبد معركة حياة أو موت وقد قال سبحانه: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ولولا فضل الله ثم العلماء الذين كانوا ولايزالون لهذه الأفكار الهدامة والعقائد الباطلة بالمرصاد والرد المفحم لكانت النتيجة أعظم مما هي عليه اليوم
    والمعلوم أيها الإخوة أن الكيان الفرنسي كان حريصا ولايزال حريصا كما صرح برلمانهم منذ أيام على فعل أشياء في مقدمتها:
    -طمس الإسلام ومعالمه حتى يبقى الجزائريون في تخبط وصراع,فلقد أقاموا دعوى خطيرة في وسط الشعب الجزائري عن طريق أبنائهم من مخلفاتهم الإستدمارية بأن الإسلام الصحيح هو إسلام لايليق للتقدم الحضاري وهو دعوى جاهلية بحتة,وأنه دين تشدد وتخلف وعصبية,ومن لاحظ من إخواني تصريحات بعض المنتسبين لهذا الوطن كمن يقول بعدم حرمة الخمر ,وإزالة الحجاب عن المرأة المسلمة,وعدم شرطية الولي في زواج البنت و.و.يجد فيها نفس يهوديا كفريا مبغضا لدين الإسلام وأهله عياذا بالله تعالى
    -القضاء على لغة القران:وهنا كان تركيز المستدمر منذ الإستقلال على المدارس والثانويات والجامعات فأعدها على هيأة حكومية ذات طابع فرنسي خالص ,من تسيير وتدريس وتأطير ,حتى المنظومة التربية المزعومة ورزنامة الوقت كلها فرنسية خالصة ,فتجد الفتى بالرغم من أن مدرسه جزائري إلا أن تغيره على فكر غربي أوروبي!!!!لماذا؟ لأن هذه المؤسسات نصب عملها أساسا على نشر لغة المستدمر وتاريخه ودينه وتغطية هذا الحدث وتغذيته باللغات الإقليمية القومية كالأمازيغية أنموذجا من جهة وشل قواعد اللغة العربية بالكلية من جهة أخرى,فيخيل للدارس أنه على الطريق الصحيح إلى أن يبلغ مبلغا أين يقال له أن لغة العالم هي الفرنسية وهناك يظهر للطالب أنه تمكن من هذه اللغة فيخيل له أنه ذلك الرجل الذي فقه لغة العالم وأنه لابد من الإلتحاق بالوطن الأم والتخلي عن لغة هذا الوطن وتبدأ الصراعات القومية والحروب الداخلية على أساس أن مكانه ليس هنا وأن هذا البلد لامستقبل فيه!!!والواقع بأن فرنسا لاتزال حريصة من توجيه التعليم على تخريج طوائف من المتعلمين يخدمون مصالحهم الخاصة والعامة بطريقة غير مباشرة ,فتلحظ أن الفتح السياسي أيام الثورة كان معه فتح معنوي بقي بعد إستقلال البلاد,بحيث تجد المستدمرين يستعطفون قلوب الفرق الضالة خاصة أيضا الذين ضعف فيهم الإيمان والشباب المتحمس عامة إلى أن يندمجوا فيهم إندماجا وينشرون لغتهم ويعلمونهم حب الغربيين تعليما ينشئ في نفوس من بعدهم حب الغرب وتكون التبعية حينها والاستسلام عن طريق الطواعية ,وهذا هو الهدف الأكبر والذي حققه حقا المستدمر وبدت بوادره في هذه الاونة الأخيرة واضحة جلية على لسان كثير من شباب الأمة الجزائرية في كثير من الولايات والله المستعان,وقد أيد المستدمر فكرة أن لغة القران غير صالحة للجماهير المحليين فيما بينهم وبدأ مخططهم هذا في القرى النائية ذات اللهجات المختلفة عن لغة القران بالكلية, وقربوا إليهم اللغة المحلية في قواليب براقة,وهذه كلها أهداف سياسة في خطة الغزو الفكري والتعليمي وخلق فوضى الجاهلية والتغريب التي ترمي إلى شل لغة القران وتجميدها لكي يكون المعبر سهلا للقضاء على مقومات الإسلام في هذا البلد,ولقد بدت صورة هذا الغزو بقوة في كثير من ولايات الوطن,فقد استطاع أن يضيف إلى برامج التعليم اللغات القومية أساسا إلى أن وصل أن الجزائر أمازيغية لايضاهيها فيهم أحد,والناظر أنه تقريبا في كل وحدات الإسلام نجد نفس الهدف,وهذا لكي ينشأ المسلمون من الأجيال القادمة في صراعات بخلق عزلة إقليمية في نفس البلد والتي ينتج عنها الخصومات والفوارق على كر الدهور ,وقد ساهمت هذه البرامج التعليمية الحديثة من جهة بنصيب كبير في نشر العنصرية المقيتة وإضغاف المادة الإسلامية وكل مايتعلق بها وتنحية التاريخ الذي يذكرنا بالأيام المريرة التي مر بها أباؤنا,ومن جهة أخرى تلقين الثقافة الغربية وحرية المعتقد والتصرف ولقد ذكر هذا الأمر في مرسوم شوطون الذي أصدره رئيس وزراء فرنسا "كاميي شوطون" في 8/3/1938 بعد ظهور مدارس جمعية العلماء المسلمين بحيث يمنع إستعمال اللغة العربية الأم للجزائر واعتبارها لغة أجنبية وبغلق جميع مدارس اللغة والقران,وهذا الذي تكرر في السنين القريبة الماضية .........وأما في الجامعات فلاحدث ولاحرج
    ولماذا تسعى فرنسا لتشويه صورة الدين؟!!!لأن مقاومة الإستعمار ونفوذه انطلقت أول الأمر من الإسلاميين ومعاهدهم والذين هم بدورهم قادوا ثورة التحرير لسلخ الصبغة الأجنبية من الهوية الإسلامية وفي هذا قال البشير الإبراهيمي رحمه الله:" ولا عجب فالاستعمار الفرنسي في الجزائر حارب- أول ما حارب- الإسلام ومقوّماته، فكانت الثورة على الاستعمار تحمل معنى الانتصار للدين ولمساجده التي حطمها المستعمرون، وجرّدوها من معاني الإسلام وعطلوها، ومعنى النكاية في رجال الدين الذين راضهم الاستعمار على السمع والطاعة له حتى أصبحوا جواسيس له، وتنكروا لقومهم وجامعتهم، وخانوا أمانة الإسلام، ومعنى الانتصار لِأَوْقافه التي تقوم عليها شعائر الإسلام، وتتحقق مآثره وخصائصه، وتتجلى بها عدالته وإحسانه(1) وقال أيضا رحمه الله:" يا معشر الجزائريين: إن الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك)، فهو قد خرج من أرضكم، ولكنه لم يخرج من مصالح أرضكم، ولم يخرج من ألسنتكم، ولم يخرج من قلوب بعضكم، فلا تعاملوه إلا فيما اضطررتم إليه، وما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"(2)

    وعلى مدى هذا التاريخ الطويل لازالت كل الحملات ضاربة لإسقاط الهوية الإسلامية في الجزائر بضرب مقوماتها من لغة ومعتقد وإنشاء جيل يوالي الثقافة الغربية,وقد كشفت الأحداث والمواقف عن خبيئة كثير من المنتسبين لهذا الوطن فبين حين واخر يذاع خبر يحمل ثمار إسقاط الإسلام سواء بالإشادة إليه مباشرة أو بضرب ركن من أركانه أو أحد مقوماته,فغيروا وحرفوا مااستطاعوا ولاء لفرنسا وبلدان الكفر لاغير!!!وبهم عمدت فرنسا مجددا إلى تصريحات خطيرة تدلي بمساس كرامة الشعب الجزائري الأبي,ولكن الحمد لله لازال الخير في هذا البلد ولازال الرجال فيه من علماء وغيرهم يردون كيد الكائدين ويفضحون المنتسبين ,فالواجب علينا نحن كأبناء لهذا الوطن أن نكون الحائل الشديد دون تنفيذ مخططات الغربيين على الوجه الذي يرضونه,ولن يكون هذا إلا بنشر العقيدة السليمة فإنها تحبط كل مخطط وتفرض نفوذ الإسلام الصحيح بمقوماته وأسسه, وفي سبيل القيام بهذا العمل ودعم الغاية لابد من الإخلاص أولا والمتابعة مع التضحية والثبات ,ففرنسا تعمل على خلق أجيال لها في هذه البلاد ونحن نعمل على خلق جيل من الإسلام فيها بإذن الله وصدق البشير رحمه الله إذ قال في بيان أول نوفمبر مقولة عظيمة حق أن تكتب بماء الذهب:" إن شريعة فرنسا، أنها تأخذ البرىء بذنب المجرم، وأنها تنظر إليكم مسالمين أو ثائرين نظرة واحدة، وهي أنها عدو لكم وأنكم عدو لها، ووالله لو سألتموها ألف سنة لما تغيرت نظريتها العدائية لكم، وهي بذلك مصممة على محوكم ومحو دينكم وعروبتكم وجميع مقوماتكم"
    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
    كتبه سيف أبو حفص غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين

    1-كلمة ألقاها الإمام يوم 15 مارس 1958م، ضمن فعاليات يوم تضامني مع الجهاد الجزائري، أقامه لفيف من الأدباء في القاهرة، وقد نشرت ضمن كتاب "مع الجزائر"، دار الهناء للطباعة والنشر، القا هرة 1958
    2- من نص أول خطبة جمعة بمسجد كتشاوة بعد الاستقلال، يوم الجمعة 6 يوليو 1962 على الارجح

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي سيف، نفع الله بكم.

    تعليق


    • #3
      وخيرا جزاك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي سيف

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X