إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يوجد عالم نبي في فنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يوجد عالم نبي في فنه

    <بسملة 2>

    لا يوجد عالم نبي في فنه


    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فكل مجتهد له أجر، وهو أجر الاجتهاد وإعمال الفكر والبحث في المسألة وغير ذلك، وإذا وفق للصواب فله أجر آخر على إصابته الحق.
    وهذا القاعدة (كل مجتهد له أجر) صحيحة مبناها على حديث متفق عليه عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حكم الحاكم، فاجتهد وأصاب، فله أجران. وإذا حكم، فاجتهد فأخطأ، فله أجر واحد)).
    قال العلامة السعدي رحمه الله في ((بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار)) : ((المراد بالحاكم: هو الذي عنده من العلم ما يؤهله للقضاء)) اهـ.

    أما قولهم: (كل مجتهد مصيب)، فإن أريد به اصابة الحق وحكم الله في المسألة – أي: كل من المجتهدين أصاب الحق مع تباين الحكمين وتضادهما – فهذا لا يقبله عقل فضلا أن يقبله دين، والمتفق عليه صحة القاعدة: (كل مجتهد له أجر).
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إعلام الموقعين عن رب العالمين)) : ((قالوا: وأيضا فإذا اختلفت الأقيسة في نظر المجتهدين فإما أن يقال: كل مجتهد مصيب؛ فيلزم أن يكون الشيء وضده صوابا، وإما أن يقال: المصيب واحد، وهو القول الصواب)) اهـ.

    ولهذا الذين ينزلون كلام أهل العلم منزلة المعصوم، فقد جعلوا كلام العالم كنص من كتاب أو سنة، ورفعوا درجة ذلك العالم إلى درجة النبي أو الرسول، شعروا بذلك أو لم يشعروا، وشابهوا الصوفية ومن نحى منحاهم ممن يقرر: (كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي المغسل).
    وكذلك شابهوا متعصبة المذاهب من أمثال من يقول: (كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث كذلك).
    وهذا ليس بغريب على من نبذ الكتاب والسنة وراء ظهره وخلاف منهج السلف الصالح، وغريب ممن يصرخ بأعلى صوته أنه سلفي ويدعي أنه طالب علم ويشار إليه بالبنان، ولسان حاله مقلد من الدرجة الأولى، بل نطقوا بأقوال فاجرة فاقت بكثير أقوال متعصبة المذاهب والصوفية، ومن أمثلة أقوالهم:
    كلهم عارة إلا من ستره العلامة ربيع.
    كن مع الربيع كي لا تضيع.
    استمسك بالشيخ ربيع إنه من العلماء الكبار فوالله هو من العروة الوثقى التي اثنى الله على من تمسك بها ودعك من بنيات الطريق.
    جرح الإمام ربيع لأي أحد جرح لا يبرأ إلا بالتوبة.
    فهل الشيخ ربيع يرضي بها؟!
    وهل الشيخ ربيع نبي في الجرح والتعديل؟!
    فالشيخ ربيع عالم من علماء الأمة ونفع الله به كثيرا، والعلماء البقية كلهم على ثغر وكل نفع الله به في مكانه وتخصصه.
    فلا الشيخ ربيع نبي في الجرح والتعديل ولا غيره من علمائنا وأئمتنا نبي في تخصصه.

    ومن جميل ما يذكر ما جرى بين شيخ الإسلام ابن تيمية و أبي حيان حول سيبويه وهو من أئمة اللغة العربية.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)) : ((قال ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه فنافره ابو حيان وقطعه بسببه ثم عاد ذاما له وصير ذلك ذنبا لا يغفر قال وحج ابن المحب سنة 34 فسمع من أبي حيان أناشيد فقرأ عليه هذه الأبيات فقال قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير فسأله عن السبب في ذلك فقال ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه فقال يفشر سيبويه قال أبو حيان وهذا لا يستحق الخطاب ويقال إن ابن تيمية قال له ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت فكان ذلك سبب مقاطعته إياه وذكره في تفسيره البحر بكل سوء وكذلك في مختصره النهر)) اهـ.
    فعلى من أراد أن ينصح إخوانه أن يرشدهم لتعظيم الدليل والحجة، وأن يتركوا التعصب للعلماء والمشايخ، ويضربوا بقول كل من خالف الكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة، وأن يرفعوا رؤوسهم للدليل والحجة.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 15 ربيع الأول سنة 1441 هــ
    الموافق لـ: 12 نوفمبر سنة 2019 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة عز الدين بن سالم أبو زخار; الساعة 2019-11-23, 10:10 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي أبو زخار ونفع بك.
    وأزيد أن العلامة الشيخ ربيع عد التعصب للعلماء من التشبه بالروافض - نعوذ بالله من شرهم-
    قال حفظه الله تعالى : لماذا تغضبون وتعلمون الناس التعصب والهوى والجهل والهمجية والفوضى؟
    لماذا تدمرون عقول الشباب بهذه العصبية العمياء؟!
    هل في يوم من الأيام تعصب أناس للشافعي ومالك مثل هذا التعصب ؟
    هذا التعصب لا نعرفه إلا من الروافض ".
    [ النقد_منهج_شرعي]
    وللشيخ كتاب بعنوان : ( التعصب الذميم ) وهو موجود على موقعه بمقدمة جديدة .

    تعليق


    • #3
      تنبيه على أصل عظيم من الأصول المنهجية التي سار عليها السلف والتي يريد فئام من الخلف طمسها وتحريفها، إلا أن الله قيض لهذه الأمة في كل زمان، من يصدع بالحق ويذب عنه وعن أهله الأصفياء، "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله..."، فجزاك الله أخي عزالدين على هذه الإفادة الطيبة والمقالة النافعة.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي عزالدين

        تعليق


        • #5
          وأنتم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم:
          الشيخ الفاضل أبا عبد الله على هذا التعليق الطيب.
          وأخي الفاضل أبا عبد السلام على التعليق والإفادة.
          وأخي الفاضل محمد على التعليق.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم.

            تعليق


            • #7
              آمين أجمعن أخي الفاضل أبا عبد الرحمن.

              تعليق

              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
              يعمل...
              X