<بسملة1>
الإعلام البديع
أن الصعافقة هم من خالف الشيخ ربيع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
كثيرا ما يردد الصعافقة كلمة في هذه الأحداث (نحن مع الشيخ ربيع) ، ونسوا أننا كلنا مع الشيخ ربيع ، بل هم من خالفوا أقواله ، ويصفون من يعزف عنها بأنه من الحدادية ولوكان معه الدليل ، حتى أصبحوا يقولون: (من خالف قوله قول إمام الجرح والتعديل فاضربوا بقوله عرض الحائط) ، وهذا من التعصب المقيت الذي لو علم به الشيخ ربيع مارضيه لنفسه.
قال شَيخُنا ربيعٌ المدخليُّ - حَفِظَه الله تعالــى - : ” ... ومِنَ البلاءِ الآن في هذه الفِتنِ حتى عندَ بعضِ السَّلفييّن يتمسَّكُون بقالَ فُلانٍ، وقال فُلانٍ ، ولو كان منْ يُخالفهُم معه الدليلُ والبرهانُ ، وهذا من سلوكِ طُرقِ أهلِ الضلالِ ، والمنهجِ السَّلفيّ لا يعترف بهذه الطُرق مهما بلغَ الإنسان مِنْ منزلةٍ ، أفتى فتوى ، أو قال قولاً ليس له دليل فلا يجوز قبول كلامه ، نحترمه ونعتذر له و ما شاكل ذلك ، لكن كلٌٌّ يؤخذُ مِنْ قولهِ ويُردُّ إلاّ رسولَ اللهِ ﷺ ومَنْ معهُ الحُّجة مِنْ اللهِ ومِنْ رسولهِ ﷺ لا يجوزُ ردّ قولهِ “ (المجموع الرائق) (ص - 419) .
فمبدأ الصعافقة خبيث لأنهم يأخذون بمبدأ (من ليس معي فهو علي) ، ولو كان معه الدليل والحجة والبرهان ،
كما قال الشيخ ابن عثيمين : " فمن الناس من يتحزب إلى طائفة معينة ، يقرر منهجها ،mويستدل عليه بالأدلة التي تكون دليلا عليه ، وقد تكون دليلا له ، ويحامي دونها ويضلل من سواها ، وإن كانوا أقرب إلى الحق منها يضلل ،ويأخذ بمبدأ من ليس معي فهو علي !! وهذا مبدأ خبيث " . اهـ ( شرح رسالة " حلية طالب العلم " ص/ 380-381 ) .
والحق أن الكبار هم الذين تمسكوا بالشيخ ربيع ،و الصعافقة هم من خالف الشيخ ربيع وتركوا أقواله ومراده ،وهذا ماسوف أوضحه إن شاء الله تعالى في النقاط التالية :
1/ الشيخ ربيع خطّأ الطرفين ، أي بما في ذلك رجال الإصلاح ، ولم يزكيهم كما يزعمون ، ولم يقل اذهبوا إليهم أو زوروهم ،لكنهم يذهبون إليهم ويزكونهم و يدافعون عنهم ، ثم يقولون نحن مع الشيخ ربيع !!
ثم إن الشيخ ربيعا نصح كلا الطرفين بالتوبة والتراجع ،فبادر بها المشايخ الكبار في الجزائر رغم أن تلك الأخطاء المنسوبة إليهم كذبا وزورا ، بينما بقي رجال الإصلاح مُصرّون على الأخطاء الثابتة في حقهم صوتا وصورة ، وينفونها عن أنفسهم، وقد أقرها الشيخ ربيع عليهم وهم يعترفون أنه خطأهم كذلك ! ثم يقولون نحن مع الشيخ ربيع!!
2/الشيخ ربيع نهى عن التعصب والتقليد بدون دليل ، حتى أن لديه رسالة في ذم التعصب ، ولكنهم متعصبون له، فهم في الحقيقة مخالفون لأقواله ، ثم يقولون نحن معه !! لكن الكبار في الجزائر لم يتعصبوا؛ لا له ولا لأحد كائنا من كان ،حتى يأتيَ بالدليل والحجة والبرهان وهذا هو قول الشيخ ربيع ،
قال الشيخ الإمام ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورعاه ـ : " لا نقول: أغمضوا أعينكم واركضوا ورائنا بل نقول: ادرسوا بفهم وعقل ووعي وقارنوا بصدق وإخلاص" . [ التحذير من الفتن ].
وقال كذلك ـ حفظه الله ورعاه ـ: " لو أن عالماً واحداً جاء بالحجة والبرهان وخالفه العشرات بالباطل وبالكذب وبالحيل فلا يسمع لهم ". [وصية لطلاب العلم ]
و قال الشيخ عبيد الجابري ـ حفظه الله تعالى ـ: "…أن مَنْ عَلِمَ الخطأ وبان له فلا يسوغ له أن يقلِّد عالما خَفِيَ عليه الأمر" [ضوابط التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل ].
3/الشيخ ربيع أثبت في كلامه أنه يلبس عليه ،وليس طعنا فيه ،وهم يقولون أن العالم لا يلبس عليه وغير ممكن في حق الشيخ ربيع ، وأن الطعن في بطانته طعن فيه كذلك ، وهو يقول ـ حفظه الله ـ في شأن محمود الحداد المبتدع الضال : " تعرف عليَّ، ولبَّس عليَّ، فظننتُ أنه سلفي ". [مجموع كتب و رسائل العلامة ربيع المدخلي(14/550) ].
و في شأن البطانة يقول عن الشيخ عبد المحسن العباد : [الشيخ عبد المحسن ما يقرأ ،ما يقرأ أبدا عنده بطانة مجرمة بارك الله فيك تزين الباطل ]. [من جلسة الشيخ مع الفلسطنيين].
وقال كذلك كما في نصيحته لأهل اليمن: " إن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة ،فجعلوا للشيخ الألباني بطانة ،وللشيخ بن باز بطانة، والرجال الأمراء بطانة ،وكل عالم جعلوا له بطانة، ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات ،فلا نأمن الدس ].
فهذه القواعد الباطلة التي جاء بها هؤلاء الصعافقة تناقض مبادىء السلف ومن يأتي بها فقد حذر منهم الشيخ ربيع ، فقال ـ حفظه الله ـ : "وما أكثر الدجالين الآن الذين يأتون أهل السنة بقواعد ،وأصول وأقوال لم يسمعها أهل السنة ولا آباؤهم ،فيجب الحذر والتحذير منهم أشد التحذير ." [مجموع كتب ورسائل وفتاوى العلامة ربيع, المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح] . [ ص 84 / 9 ] ط. دار الإمام أحمد.
4/ الشيخ ربيع طالب جماعة الإصلاح بالإجتماع مع الكبار على الحق ،وهم يريدون الإجتماع معهم على الباطل ،فيريدون الإجتماع مع بقاء تزكيتهم لابن حنفية الجمعوي ،وعبد المالك رمضاني ، والحلبي رغم أن الكبار طالبوهم بكتابة تبرئة من هؤلاء ،والسبب في عدم كتابة جماعة الاحتواء بيان براءتهم من الحلبي والرمضاني هو كشفهم وافتضاحهم وبيان علاقتهم الحميمية معهم ،كما قال الشيخ ابراهيم بويران :
(...فثارت ثائرتهم ، فأصيبوا بإسهال البيانات! فتتابعت بياناتهم في مشايخنا بما لم نعهده منهم في عتاة الحزبيين ، بل قد طولبوا بكتابتها في حقِّ بعض رؤوس المخالفين فأبوا! أتدرون لماذا؟! :
لأنها قبورهم التي سيحفرونها بأيديهم!! إذ إن ذلك سيُؤدي حتمًا إلى استفزاز هؤلاء المنحرفين ، فيحملهم ذلك على الخروج عن صمتهم ، و وضع ملفِّ القومِ على الطاولة ، و كشف النقاب عن علاقاتهم الحميمية ، و نظراتهم التوافقية ، و تقارباتهم المنهجية ، و لقاءاتهم السرية ، التي ختموا على سريتها بختم: « المجالس بالأمانة!» ...) [من مقال : {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}].
فهؤلاء الصعافقة قد خالفوا الشيخ ربيع في الإجتماع على الحق الذي أمر به ،وأرادوا أن يجسدوه على الباطل ،والشيخ ربيع يقصد بالإجتماع على الحق هو الإجتماع على الشروط التي وافق عليها لما قرئت عليه، فيكون الكبار هم الذين وافقوا الشيخ ربيع ورجال الإصلاح هم من خالفوه .
كتبه:
أبو عبد المؤمن الجيجلي
أبو عبد المؤمن الجيجلي
تعليق