إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصول منهجية وقواعد سنية من آثار سلفية(الأثر الثاني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصول منهجية وقواعد سنية من آثار سلفية(الأثر الثاني)

    <بسملة1>

    سلسلة أصول منهجية وقواعد سُنّية مِنْ آثار سلفية
    [الأثر الثاني]

    قال الإمام مسلم في صحيحه" حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدّثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحي بن يعمر وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه: حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحي بن يعمر قال: ( كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد ابن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عمّا يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي – أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله – فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليّ، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إنّه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم – وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف، قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريء منهم، وإنهم بُرَآء منّي – والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أنّ لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر".
    فهذا الأثر السلفي العظيم تضمن أصولا منهجية متينة منها:

    الأصل الأول: الرجوع إلى العلماء الراسخين عند حلول الشبهات:
    فهذان التابعيان كانا حريصين على لقاء أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبراه بهذا الذي ظهر عندهم بالبصرة من القول بإنكار القدر، وهذا هو الواجب على المسلم، إذا سمع شبهة أن يعرضها على العلماء الراسخين لردها وتفنيدها حتى لا تعلق بقلبه فتكون سببا في زيغه وانحرافه، وهذا ما دل عليه أثر ابن الديلمي حيث قال: " أتيت أُبَيّ بن كعب فقلت له وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي، فقال: لو أن الله تعالى عذب أهل سمواته وأرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله تعالى ما قبله الله تعالى منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا تدخل النار، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك".
    وقد ساق الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الحديث في كتاب التوحيد (باب ما جاء في منكري القدر"، وذكر في مسائل الباب فقال: الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء).
    وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ عند قول ابن الديلمي: (فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي": أي: يذهب هذا الشيء، وهكذا يجب على الإنسان إذا أصيب بمرض أن يذهب إلى أطباء ذلك المرض، وأطباء مرض القلوب هم العلماء، ولا سيما مثل الصحابة رضي الله عنهم، كأُبَيّ بن كعب، فلكل داء طبيب) (القول المفيد على كتاب التوحيد: 2 / 1015)
    وقال الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ: (في الحديث دليل على وجوب الرجوع إلى أهل العلم عندما يعرض للإنسان مشكلة، فإنها لا تزول إلا بالرجوع إلى أهل العلم، وذلك لقوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد: 2 / 353).
    وقال الشيح العلامة المحدث عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ في تعليقه على قصة مناظرة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ للخوارج: (ففي هذه القصة أن ألفين من الخوارج رجعوا عن باطلهم، للإيضاح والبيان الذي حصل من ابن عباس رضي الله عنهما وفي ذلك دليل على أن الرجوع إلى أهل العلم فيه السلامة من الشرور والفتن، وقد قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، ومما يدل على أن الرجوع إلى أهل العلم خير للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم ما رواه مسلم في صحيحه (191) عن يزيد الفقير قال: (كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم – جالس إلى سارية – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله! ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول: " إنك من تدخل النار فقد أخزيته" و"كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيد فيها "، فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعت بمُقام محمد عليه السلام؟ يعني: الذي يبعثه الله فيه، قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج، قال: ثم نعت وضع الصراط ومرّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك، قال: غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني: فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس، فرجعنا، قلت: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فرجعت فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد، أو كما قال أبو نعيم"، وهو يدل على أن هذه العصابة ابتليت بالإعجاب برأي الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار، وأنهم بلقائهم جابرا رضي الله عنه وبيانه لهم صاروا إلى ما أرشدهم إليه، وتركوا الباطل الذي فهموه، وأنهم عدلوا عن الخروج الذي همّوا به بعد الحج، (وهذه من أعظم الفوائد التي يستفيدها المسلم برجوعه إلى أهل العلم). (بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟! ويحكم أفيقوا يا شباب!! " ص 10 – 13)

    الأصل الثاني: قبول خبر الثقة وبناء الأحكام عليه:
    فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه قبل خبر هذا الثقة، وبنى حكمه على خبره، وهذا منهج رباني قرآني، وسبيل سلفي سني، قال جل جلاله: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".
    قال العلامة الأصولي المفسر محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في "أضواء البيان" (7/ 663 – 664): (وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين:
    الأول منها: أن الفاسق إذا جاء بنبأ ممكن معرفة حقيقته، وهل ما قاله فيه الفاسق حق أو كذب، فإنه يجب فيه التثبت.
    والثاني: هو ما استدل عليه بها أهل الأصول من قبول خبر العدل، لأن قوله تعالى: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، يدل بدليل خطابه، أعني مفهوم مخالفته أن الجائي بنبإ إن كان غير فاسق بل عدلا، لا يلزم التبين في نبئه على قراءة: "فتبينوا" ولا التثبت على قراءة: "فتثبتوا" وهو كذلك).
    وقال العلامة المجاهد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله وألبسه لباس الصحة والعافية ـ: (إذا أخبرك الثقة بنبأ كفاك ذاك شرعا ولا يلزم التثبت إلا في حال إخبار الفاسق كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، وهذا منهج أهل السنة والجماعة في تلقي الأخبار وقبولها أو ردها) (نقلا عن: "أصول ومميزات أهل السنة والجماعة" للأخ الفاضل إبراهيم بويران وفقه الله ص: 463).
    وهذا الأصل السلفي الرصين أراد هدمه وتغييبه أهل البدع والأهواء لرد فتاوى العلماء وأحكامهم على المنحرفين، فأحدثوا قاعدة: (التثبت)، فيقول قائلهم: "لا أقبل الكلام في فلان حتى أقف على خطئه بنفسي، فلا يكفي عندهم أخبار العدول الثقات عن حال الشخص حتى يسمعوها بأنفسهم بصوته، أو يقرؤوها في كتبه، كل ذلك بدعوى التثبت والتأني مع أن المخبرين من العدول الثقات" ( من كلام أخينا الفاضل إبراهيم بويران - جزاه الله خيرا- في كتابه: "أصول ومميزات أهل السنة والجماعة" ص: 465)
    (سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الدعاة يتهم داعية آخر فإذا قيل له في ذلك قال: حدثني رجل معروف بعلمه وعدله، فإذا قلت له: تثبت، قال: التثبت فيما إذاكان الناقل فاسقا، فما رأيكم؟
    الجواب: هذا صحيح، أنه إذا أخبرك رجل ثقة لا حاجة إلى التثبت، لأنه قال: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
    ) ... (نقلا عن: "صيانة السلفي" للشيخ أحمد بازمول- حفظه الله- ص: 281 – 282)
    وقال العلامة المجاهد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ وقاه الله بطانة السوء ـ: (ابن عمر لما بلغه أن قوما يتقفرون العلم ويقولون أن لا قَدَر، قال: أبلغهم أنني منهم براء، وأنهم مني برآء ـ لم يفتح ملفا وتحقيقات إلى آخره كما يفعل الآن أهل البدع ـ، يقذفون الناس ظلما وعدوانا، فإذا ثبت لك شيء من ضلالهم وتكلمت وحذرت منه قالوا: ما يتثبت، نعوذ بالله من الهوى، ولو يأتي ألف شاهد على ضال من ضلالهم لا يقبلون شهادتهم، بل يسقطونها...، فضيعوا الإسلام، وضيعوا شباب الإسلام بهذه الأساليب الماكرة، نسأل الله العافية.
    ابن عمر لمّا أَخبره واحد، والثاني يسمع فقط، صدَّقه لأنه مؤمن عدْل، وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول؛ من قواعده قَبُول أخبار العُدول ؛ فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاما فالأصل فيه الصّحة؛ ويجب أنّ تبني عليه الأحكام...
    ). (الموقف الصحيح من أهل البدع ص 89 )
    ولْيُعْلَم أنَّ ردَّ هذا الأصل العظيم يلزم منه لوازم خطيرة؛ قال الشيخ أحمد بازمول ـ حفظه الله ـ : (وردّ خبر الثقة يُؤدي إلى إسقاط كلام الأئمة في الجرح والتعديل، ويؤدي إلى العبث والتلاعب بأصل مُعتبر عند أهل العلم ألا وهو: قَبول خبر الثقة.
    وعدم قبوله قاعدة للدفاع عن أهل البدع و ضلالاتهم لمحاربة أهل السنّة الذين انطلقوا من الكتاب والسنّة على منهج السّلف الصالح.
    ومنهج " لا يَلْزَمُني" ومنهج " لا يُقنِعُني" يَهدِم هذا المنهج الذي لا يقوم الإسلام إلاَّ به.
    فعلى المسلمين وعلى السّلفيين في كلّ مكان أن يعرفوا حقيقة ما عليه أهل الفتن الذين أصّلوا الأُصول الهدّامة ويعْرِفوا أخلاقهم ودَوافِعهم وغاياتهم الخطيرة.
    وعلى من انخدع بهم وبمكرهم وبأصولهم أن يتوب إلى الله، ويتمسك بالحق وبالمنهج؛ ويحترم أهل الحقّ والصِّدق والأُمناء؛ فإنّ أهل الباطل يَضُرُّونه ولن يُغْنُوا عنه عند الله شيئاً ). في كتابه النفيس: (صيانة السَّلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي ص 281)

    هذا والله أعلم وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك


    كتبه:
    أبو ريحانة عتو ساحي
    يُتبع...
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي; الساعة 2019-11-12, 06:45 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيراو بارك فيكم أخي الكريم على التذكير بهذه الأصول المتينة الراسخة.
    غفر الله له

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا أخي أبا ريحانة، نفع الله بكم

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا على هذه الأصول المبنية على الأدلة

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا أبا ريحانة.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا ونع بك أخي أبا ريحانة

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي ابا ريحانة
              على هذه الأصول المنهجية المتينة المستنبطة من الآثار السلفية
              والتي تدل على صفاء هذا المنهج ووضوحه
              وهذه لفتة طيبة ينبغي أن نعتني بها الا وهي النظر في آثار سلفنا الصالحين الذين سبقونا الي كل خير وان ندرس الكتب التي جمعت طرفا منها ككتاب الابانة لابن بطة العكبري رحمه الله وكتاب أصول أهل السنة والجماعة للالكائي وغيرها من الكتب السلفية النقية
              الصافية.
              فبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي ابا ريحانة

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 2 زوار)
                يعمل...
                X