بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما سيكون ويحدث للناس،فقال: سيأتي ،والسين الاستقبال يعني لم يكن في زمانه صلى الله عليه وسلم إنما سيأتي على الناس،وجعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أشراط الساعة،سنون خداعات،وخدعات صيغة مبالغة لعظمها وشدتها،فهي خادعة تخدع الناس،والخداعة من الخداع وهو المكر والحيلة والالتباس وتزيين الباطل.
ونسب النبي صلى الله عليه وسلم الخداع للسنين والأعوام والمقصود بذلك أهل تلك السنين،أي أهل تلك السنين سينتشر فيهم المكر والخداع والفِجر وتدليس الحق بالباطل،وهذا المقصود به الذم والتحذير لتلك السنين،يعني إذا أدرك المرء هذه السنين التي يظهر فيها المكر والخداع والتلاعب بالنصوص،وتفشي الأهواء حتى يصير المرء لا يميز بين الحق والباطل ولا بين الهدي والضلال،ولا بين الغي والرشاد ولا بين السنة والبدعة،ب
يفشون المكر والخديعة ولهم من المخادعة من خادع الرأي [.] المتلون برأيه الذي لا يستقر على رأي ولا يثبت على قول،لو تراه يتلون كتلون الحرباء،فهذا أيضا من الخداع الذي يقع في هذه السنين،إي نعم.
والمقصود بها التحذير من هذه السنين وما يفشو فيها من تلبيس الحق بالباطل،لأن الخداع نوع من أنواع ما يمارسه المشعوذون والسحرة،فإذا كان هؤلاء يستعملون الطلاسم لاستخفاف عقول الناس،فإن ناساً يستعملون الباطل لتزيينه وزُخرفه لاصطياد الناس.
هذا كله من أنواع المخادعة والمراوغة،هذه السنين لما يُحجب نور الحق ويخفى معالم الدين،ويُرفع العلم ويظهر الجهل،حين ذاك تظهر هذه السنون ويعمها هذا المكر والخداع.




انتهى



تفريغ أم صهيب السلفية


مصدر التفريغ:





http://www.tasfia-tarbia.org/vb/showthread.php?t=25870